السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذه أول مشاركة لي في هذا الصرح المبارك وغالبا ما أكتب أما بـ ( سراج الربيعي أو علي كريم الربيعي ) يرجى الإلتفات لهذا يرحمكم الله .

[poem=font="traditional arabic,6,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إنّ الحسينَ كأُمِّهِ مشكاةُ

عادت بقلبي تصدحُ الزّفراتُ = وتسابقت من قبلها الأهاتُ
وفُجِعتُ مِن إثرِ الطفوفِ وما بها = لمّا تهاوى للترابِ حماةُ
وبكيتُ مِن عِظمِ المُصابِ وخافقي = أبدى أساهُ وعجّت الأصواتُ
وأتتْ بحورُ الشعرِ تسبقُ دمعتي = وتنتابعتْ مِن وَجْدِها العبراتُ
وتعطّشت نفسي لكأسِ حياتِهِم = شوقاً بأرجاءِ الفؤادِ يباتُ
لأكونَ في ركبِ الحسينِ مقاتلاً = كالليثِِ فيه بسالةُ وثباتُ
إنّ الليوثَ تذودُ عن أسيادهِا = ومِن الحسينِ ستبداُ الجبهاتُ
روضٌ كبيتِ الله في نفحاتهِ = روضُ الحسينِ مركزٌ ونواةُ
إيّاكَ تنسى ماجرى مُتعمّداً = إنّ التهاونَ بالإصولِ مماتُ
ودعِ المُكابرَ لاتثقْ بحديثهِ = قولُ المُكابرِ آفةٌ ووفاةُ
واذهبْ لمن وهبَ النفوسَ عزيمةً = تُسبغْ عليك عطاءَها البركاتُ
الصابرُ الظمآنُ والكرارُ والــ = مولى المطهرُ يفتديهُ كماةُ
أنعاهُ محزوزَ الوريد من القفا = هيهاتِ تنسى يومَهُ السّنوات ُ
السيدُ السبطُ الإمامُ المفتدى = كالبدرِ فيهِ النورُ والآياتُ
أبكيهِ معفورَ الجبينِ على الثرى = بلْ أن تُحزَّ مِن القفا الحرماتُ
يالهفَ نفسي كيف يصرعك الردى= وبنور وجهكَ تشرقُ الظلماتُ
يالهفَ نفسي والخيولُ ترضّهُ = سارت على جسدِ الوليّ بُغاةُِ
أولادُ آكلةَ الكبودِ وحزبُهم = خُبْثُ الأصولِ على الرسولِ قساةُ
عبّادُ أصنامٍ وأشخاصِ لهمْ = ورجالُ جهلٍ كلُّهمْ وزناةُ
ويكونُ أمرُ الدين مُلْكاً بينهُم = وتنالُ منه نواصبٌ وغلاةُ
همْ مَن أرادوا قتل آلَ محمّدٍ = كيلا تسودَ على الورى الساداتُ
همْ مَن أرادوا سبيّ رحلَ محمّدٍ = وخلَتْ لهندٍ في الورى الساحاتُ
فكلابُ مروانٍ تصولُ بحقدها = وعلى الحرامِ بطونها تقتاتُ
وعلى المنابرِ تعتلي طلقاؤها = وينالُ منهُ زيادُها وعُراةُ
ومِن المآذنِ تبتدي جولاتهم = وإلى النحورِ ستنتهي الغاياتُ
تباً لهمْ مِن عصبةٍ أمويةٍ = سارتْ بأرتالِ الجيوشِ غزاةُ
تغزو لأفكار الرسولِ وآلِهِ = ولها على مرَ الزمانِ رماةُ
ياحسرةً هذي العلوج بكربلا = بئس المغيرِ على الليوثِ قطاةُ
ياليلُ قد أفنى التفجع مهجتي = إن التفجع للأُلى حسناتُ
أرثي وقد رثتْ الجدودُ وبعدنا = تبقى عليها في الدُّنا الفلََذاتُ
أمّا الحروفُ تسارعت في نعيّها = وتئنُ وجداً بالأسى الكلماتُ
تبكي السّماءُ وما بها مِن أمّةٍ = والأرضُ والأنهارُ والجنّاتُ
تبكي المآذنُ والحياةُ بأسْرِها = الناسُ والأملاكُ والهضباتُ
تبكي لأن رَحَلَ الحسينُ مُرمّلا = ويقيمُ جذلاً بالمجونِ عتاةُ
ويغيبُ صوتُ للأذانِ وسنّةٌ = وينالُ مِن آلِ الرسولِ جناةُ
ويعيشُ مكروباً محبُّ محمّدٍ = ينعى وتحكي وجدَهُ الأنّاتُ
وينامُ مسروراً عدوُّ محمّدٍ = ويدور في تلك القصورُ سقاةُ
لاتحسبنّ اللهَ ينسى رُسْلَهُ = إنّ الحسينَ وسيلةٌ ونجاةُ
فوق الطفوفِ مَلاحِمٌ نبويةٌ = تحكي رزاياها لنا الذّراتُ
في قلبِ كلّ موحّدٍ نهجٌ لهم = ومنازلُ ومناهجُ وحياةُ
ليقيمَ في وسطِ الفؤادِ عزاءهُ = حزناً وترقى قلبَهُ النكباتُ
ورَدَ الحسينُ لكربلا بعقيدةٍ = كيلا تضيعَ من الورى الصّلواتُ
وأبتْ رجالُ محمدٍ قتلاً لها = وشعارُهُمْ أنْ لايدومُ طُغاةُ
فتسارعتْ تلك الخطى في سيرها = كالبرقِ لمْ تلحق به الخطواتُ
فتكاثرت حورُ الجنانِ بقربهم = وتفتّحتْ مِن أجلهمْ غرفاتُ
هُمْ مَن أرادوا بالطفوفِ حياتَهم = نعمَ النصيرِ مع الحسينِ ثقاةُ
هُمْ مَن أرادوا كأسَ عزّ في الردى = تروي حلاوةَ شهدهِ الآياتُ
هُمْ مَن أرادوا بالحسين نجاتَهُمْ = فالنورُ فيهم ْ والعدوُ رفاتُ
همْ مَن أرادوا في السّماءِ منازلا = أفيرجعونْ وقد أتت دعواتُ
كلا وربُ البيتِ ليسوا هكذا = إنّ المنازلَ أهلُها ما ماتوا
فيها الحسينُ ونورِهِ مِن ربّهِ = إنّ الحسينَ كأُمِّهِ مشكاةُ
أبو حسين الربيعي دبي 22/12/2009 – 5 محرم الحرام 1431 هـ [/poem]