رثاء أهل ألبيت ( عليهم السلام ) في شعر أبي ألاسود ألدؤلي ( رحمه ألله )من أعداد أبو عمار الربيعي
شعر الرثاء في ديوان ابي الاسود شعر متعلق بعقيدته، فهو صاغ هذا الفن من الشعر صياغة ولائية، حددها باهل البيت وتظهر فيه عاطفته الصادقة، وحبه الشديد لهم، ونلاحظ الشاعر خط في الرثاء طريق الشارع الاسلامي، فيظهر من المرثى صفاته من زهد وورع وتقوى وغيرها، واعماله التي خدم بها الدين، ونلاحظ التجديد طرا على الاسلوب والمعنى في شعر صدر الاسلام عن شعر الرثاء الجاهلي حيث «كان من عادة القدماء ان يضربوا الامثال في المراثي بالملوك الاعزة والامم والسالفة والوعول الممنعة في قلل الجبال، والاسود الحاضرة في الفيافي، وحمر الوحش المنصرفة بين القفار، والنسور والعقبان والحيات ولباسها وطول اعمارها، وذلك في اشعارهم كثير، موجود لايكاد يخلو منه شعر» فاندثر كل ذلك في عصر صدر الاسلام، نلاحظ الدؤلي في رثاء اميرالمؤمنين علي ( عليه ألسلام ) يقول:
الاياعين ويحك فاسعدينا ** الافابكي اميرالمؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا** وفارسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها ** ومن قرا المثاني والمئينا
فكل مناقب الخيرات فيه ** وحب رسول رب العالمينا
وكنا قبل مقتله بخير ** نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الدين لايرتاب فيه ** ويقضي بالفرائض مستبينا
ويدعو للجماعة من عصاه ** وينهك قطع ايدي السارقينا
وليس بكاتم علما لديه ** ولم‏يخلق من المتجبرينا
الا ابلغ معاوية بن حرب ** فلاقرت عيون الشامتينا
افي شهر الصيام فجعتمونا ** بخير الناس طرا اجمعينا
ومن بعد النبى فخير نفس ** ابوحسن وخير الصالحينا
لقد علمت قريش حيث كانت ** بانك خيرها حسبا ودينا
اذا استقبلت وجه ابي حسين ** رايت البدر راق الناظرينا
كان الناس اذ فقدوا عليا ** نعام جال في بلد سنينا
فلاوالله لاانسى عليا ** وحسن صلاته في الراكعينا
وتبكي ام كلثوم عليه ** بعبرتها وقد رات اليقينا
وتظهر هذه المقطوعة ببعض صفات الامام من زهد وورع، ومكانته العلمية والاجتماعية في المسلمين.
وهذه قصيدة اخرى في رثاء شهداء كربلاء المقدسة، وهم الحسين وبنوه (عليهم ألسلام ) ومن كان معه من عائلته واصحابه، فقد حزن الشاعر حزنا شديدا عليه، وقال:
اقول لعاذلتي مرة ** وكانت على ودنا قائمه (
اذا انت لم‏تبصري ماارى ** فبيني وانت لنا صارمه
الست ترين بني هاشم ** قد افنتهم الفئة الظالمه
واضاف لهذا الحدث العظيم الذي حدث يوم كربلاء من قتل الحسين واولاده (عليهم ألسلام ) على يد الطغمة الظالمة، وذلك يوم العاشر من محرم سنة 61ه. وله في ذلك كثير من الشعر مثل قوله:
ياناعي الدين الذي ينعى التقى ** قم وانعه والبيت ذا الاستار
ابكي على ال بيت محمد ** بالطف تقتلهم جفاة نزار
سبحان ذي العرش العلى ** مكانة انى يكابره ذوو الاوزار
نلاحظ من هذه المقطوعة كيف تظهر عقيدة الشاعر باهل البيت (عليهم ألسلام ) ويصفهم باهل الوصل والكرم كما يصف اعداءهم بالجفاة، الذين لاوصل لهم ولااصل، وقد ابدع الدؤلي برثاء اهل‏البيت، وبالخصوص ملحمة كربلاء، بقصائد كثيرة يظهر منها ولاءه واخلاصه ويقينه القاطع بهم.