ما من شك ان سياسة التجنيس المتبعة رسميا في البحرين هي من اخطر الامور التي
تهدد ليس فقط التركيبة السكانية والديمغرافية في البلاد وانما تساهم في تعريض
استقرار وامن البحرين لخطر حقيقي قد تترتب عليها نتائج وخيمة تهدد السلم الاهلي
كما انها تساهم في نشر الارهاب والعنف ضد الامنين و ضد دول اخرى لها علاقات
متداخلة سياسيا واقتصاديا وعلى مستويات ذات شأن مع البحرين خاصة وان حكومة
البحرين غير مبالية بتلك التهديدات ولا تهمها مضاعفات تلك السياسة الطائفية وما
يتولد عنها من انفجار سياسي وامني يضع البحرين على كف عفريت .
وفي الاونة الاخيرة دخلت عناصر جديدة ضمن سياسة التجنيس وتوجهت سلطات ال خليفة
نحو تجنيس عدد كبير من فدائي صدام ومن عناصر امن النظام الصدامي البائد حيث
هناك تقارير مؤكدة من جهات عراقية ذات صلة وثيقة بالمسؤولين في الحكومة
العراقية الجديدة تحدثت عن ان البحرين قد استقدمت من عدة دول عربية لجأ اليها
البعثيون وعناصر من امن النظام السائد وخاصة الاردن وسوريا ودولة الامارات
واليمن ما يقارب من 3000 الاف عنصر امني وفدائي صدام وتوظيفهم في دوائر امنية
بعد ان تم تجنيسهم واسكانهم في مناطق عديدة من البحرين ‘ التوجه الجديد لحكومة
البحرين في سياستها العدوانية ضد شعبها اثارت القلق والمخاوف في نفوس المواطنين
خاصة وان التجنيس قد تم ويتم لاشخاص من لون مذهبي معين جعل الكثيرين في البحرين
يعتقدون ان النظام يستهدف حياتهم وامنهم واستقرارهم بل ومستقبلهم وان الهدف من
تلك السياسة هو اجتثاث سكان البلد الاصليين واقصائهم عن لعب اي دور في سياسة
البلاد وقيادته و ان ادخال عناصر امنية بعثية صدامية في سلك الجهاز الامني سوف
يشكل سابقة خطيرة في المنطقة لم يقدم عليها اي من الدول الخليجية حتى دولة مثل
السعودية التي تكره الشيعة ويحرض علماءها على قتلهم وتكفيرهم الا انها لم تجرأ
على القيام بمثل هذه الخطوة لمعرفتها بغدر البعثيين وخطورتهم على امنها الداخلي
اما حكومة البحرين فهي اسيرة هواجسها الامنية والطائفية فهي لم تراعي في هذا
الجانب الخصوصية الاجتماعية والسياسية لشعب البحرين المهم في الامر هو امن
الاسرة الحاكمة ودوام تسلط الاقلية القبلية وان على حساب مصالح الناس واستقرار
البلد والمنطقة .

هذه الامور تدفع اليوم بالعديد من الفعاليات الشعبية في البحرين للتفكير في
اتباع اساليب جديدة لمواجهة التجنيس السياسي بعد ان فشلت كل الاساليب السابقة
والتي لم تسفر الا عن تمادي اكثر لحكومة البحرين في تحديها لشريحة كبيرة
لمواطنيها واستمرارها في تجنيس الاوباش والقتلة والارهابيين ومنهم فدائي صدام
حيث المعلومات التي وردت من مصادر خاصة ان المواطنين بشكل عام يجري التداول في
اوساطهم ان كل الحلول لمواجهة تلك السياسة قد وصلت الى طريق مسدود وقد فشلت
المسيرات والبيانات وحتى استنكارات منظمات حقوق الانسان في وقف عملية التجنيس
الطائفية والخطيرة وان المواطنين وعامة الناس يفكرون بجدية في مقاطعة المجنسين
ورفض التعاطي معهم ايا كانت جنسيتهم لا فرق ان كان يمنيا او سوريا او باكستانيا
او اردنيا او مصريا او صداميا بعثيا حيث هناك استياء كبير يسود الشعب البحراني
من ازدياد المجنسين وتأثيرهم الكبير الذي سوف يتركونهم على امن البلاد
واقتصادها وحتى عادات وتقاليد شعبها ‘ باالفعل هناك حدثت حالات عديدة لمثل تلك
المقاطعة حيث رفض البحرينيون من التعاطي معهم او حتى الحديث العام معهم واشهار
الغضب في وجوههم كنوع من حالة الرفض لهم ولتواجدهم في البحرين ولاحساسهم
بانهم غير مرغوبين .

تقارير اخرى تتحدث عن ان جماهير الناس وعدد من الفعاليات الاجتماعية تفكر في
اعادة تجربة العراقيين ابان الثمانينات في العراق عندما استقدم النظام البعثي
الملايين من المصريين لتغيير ديمغرافية العراق حيث فوجئ العراقيون بظاهرة
"المصاروة" في مدنهم وكثرة المصريين في المؤسسات وفي الاسواق وفي الدوائر
الرسمية عندها فكر اهل العراق بالتخلص من تلك الظاهرة التي رأوا فيها تهديدا
لحياتهم ولمعيشتهم حيث قاموا بمقاطعتهم والتكشير في وجه اي مصري او وافد
يواجهونه في الشارع وقد وصل الامر ان قام العراقيون باستهدافهم واخذ اغلى شيئ
منهم وهي حياتهم حتى ان التقارير كانت تتحدث في ذلك الوقت ان العشرات بل احيانا
المئات منهم كانوا يقتلون وان الشاحنات تدهسهم في اي مكان يتواجد فيه مصريون
وقد كانت مطارات مصر تستقبل يوميا جنائز المصريين المقتولين في العراق .

واليوم وحيث ظاهرة الوافدين المجنسين في ازدياد وان سياسة التجنيس الحكومية
اخذت ابعادا خطيرة بدأت تهدد مستقبل ابناء البلد خاصة مع تجنيس عنصر فدائي صدام
فان اهل البحرين يفكرون جديا في اعادة تجربة العراقيين مع المصريين و تفعيل
سياسة المقاطعة والاسلوب الثوري ضد المجنسين وخاصة الصداميين دون استثناء حتى
وان وصل الامر الى نزع ارواحهم كاخر الدواء واخر الدواء هو الكي خاصة وان شعب
البحرين الذي عرف عنه بانه شعب مسالم وحضاري يرى في ظاهرة التجنيس التي تجاوزت
كل الخطوط الحمراء سوف تهدد السلم الاهلي وهو ما يضع ابناء البلد امام اخر
الخيارات المهمة وهي المقاطعة واستهداف المجنسين .
منقول للفائدة
اختكم صائبة الحق