[align=center][align=center]لأنني من الجنوب قادم ٌ

أحمل في كلتا يدي َّ قبضة ً

من عبق التاريخ والحضارة

لأنني الحضارة *

لأن عمري ست آلاف سنة

مغمس بالحب والسلام والنظارة *

يريد ذاك الأحمق القميء

القادم المجهول من غياهب المغارة

يريد أن يطمس زهوي تارة ً

وتارة ً يريد سلب عزتي وقدرتي

وعالمي الجميل والزهور والنخيل والعمارة *

يريد أن يغير التأريخ

يمحو بجرة القلم زقـّورتي

عمارتي وبصرتي وحلتي

وكلِّ ما يوما روته جدتي .

فيكتب المزيف الكبير

(( من غرب ِ ذاك العالم المخيف

انطلقت مواكب الحضارة ))

لأنهم تعودوا أن يسلبوا الضياع

ويسرقوا المتاع

لأنهم لا يعرفون إلا الموت

والإدمان والدعارة .

فيكتبوا عن غرب ذاك العالم المخيف

فيجعلوه قبة مزينة تحيطه المنارة .

لكنها حتى وإن كتبت ستبقى دائما ً

عبارة .

يمكننا تغييرها وشطبها ورفضها

لأننا الوجود ومكمن الخلود والــــ ... طهارة .

حتما ستبقى دائما ً عبارة

يمكننا تغييرها لأنهم

قوم ٌ بلا جذور

لأنهم قشور

أجدادهم كانت أبابيل رمتهم سالفا ً

بوابل ِ الحجارة

لذا تنحوا جانبا ً لأنني

لن انحني

لأنني الجنوب

لأنني الحضارة .



.[/align][/align]