في السويد ....حفل تأبيني في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر بحضور القيادي علي جعفر العلاق





تمرّ علينا في هذه الأيام الذكرى الثلاثون لاستشهاد المرجع الكبير والعلامة الفيلسوف محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى ( رضوان الله عليهما ) . بهذه العبارات ابتدأ الحفل التأبيني في قاعة شيستا/ ستوكهولم وقد ازدانت فعاليات التأبين بحضور عدد من الضيوف لاسيما القيادي السيد علي جعفر العلا ّق أحد رجالات حزب الدعوة الإسلامية والعضو البارز في ائتلاف دولة القانون ، كما حضر الاحتفال السيد سفير جمهورية العراق في السويد الدكتور أحمد بامرني .



وقائع الاحتفال

استــُهل َ الحفل التأبيني بتلاوة آيات من كتاب الله العزيز تلاها السيد داود الحسيني ، ثم ّ دُعي الحضور للوقوف دقيقة َ صمت ٍ حدادا ً على أرواح شهداء العراق لاسيما صاحب الذكرى وأخته المجاهدة . بعدها استمع الحضور إلى أنشودة : باقر َ الصدر منـّا سلاما ً والتي نظمها المرحوم الدكتور داود العطـّار .



مشاركات ٌ

كان لهيئة الأحزاب والقوى السياسية حضور ٌ فعـّال ٌ من خلال كلمة منسق الهيئة في السويد السيد شبـّر حسين الذي ضمّن كلمته ُ سطورا ً مضيئات ٍ من حياة السيد الشهيد واقتبس أقوالاً مأثورة من أحاديثه . كما كان للقريض تواجد ٌمن خلال قصيدتين ألقاهما الشاعر أبو زينب المالكي نالتا استحسانا ً لدى الجمع الغفير من أبناء الجالية العراقية المقيمة في السويد . وقد توافدت على الحفل مجموعة من برقيات التعازي من مختلف الأحزاب والقوى السياسية وبعض جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني .


صرخة في مملكة طاغوت

أن تضع َ بصمة ً في صفحات الدهر ِ فذاك السمو بعينه ِ ، وكونك َ فاكهة ً يؤتى قطافـُها كل ّ حين ٍ فأجمل ْ به ِ من محصول ٍ مجتنى ، وأن تصبح َ لحنا ً جهاديا ً يتغنى به الثائرون َ في دول الحيف ِ والظلم فهاتيك َ منقبة ٌ كبرى ، وصهيلـُك َ بناصية ِ الجور ِ ، وصفعـُك َ جبين َ الاضطهاد وإيقادُك َ جذوة َ الصراع بين الظالم والمظلوم فذيـّاك َ درس ٌ مبين .... أيها الهاتف ُ من أرض الغري :


تريدون مني أن أبيع َ الحق بالباطل وأن أشتري طاعة الله بطاعتكم ، وأن أسخطه ُ وأرضيكم وأن أخسر الحياة الباقية لأربح الحطام الزائل ، ظللت ُ وما أنا من المهتدين ، تبـّا ً لكم ولما تـُريدون .... قولوا لمن بعثكم ومن ورائهم أسيادهم أن دون ما يريدون من الصدر ألف َ قتلة ٍ بالسيف ِ.... فوالله لن تلبثوا بعد قتلي إلا أذلة ً خائفين تهول ُ أهوالـُكم ، ويسلط الله عليكم مـَن يجرّعكم مرارة الذل ّ والهوان .... أذا أمسيتم لعنة تجدد على أفواه الناس وصفحة ً سوداء في أحشاء التاريخ .


سيرة ٌ مشرقة

ليس غريبا ً أن يخلع َ عليه الباحثون لقب َ فيلسوف القرن العشرين إذ كان باقر الصدر(رضوان الله عليه ) رائدا ً في الفتوحات العلمية لاسيما مؤلفاته ُ اللامعة ( فلسفتنا ، اقتصادنا ، غاية الفكر في علم الأصول ، فدك ٌ في التاريخ ، البنك اللاربوي في الإسلام ، المدرسة الإسلامية ، المعالم الجديدة للأصول ، الأسس المنطقية للاستقراء ) وغيرها من عشرات الكتب والبحوث التي اتخذت طريقها سربا ً صوب أذهان المفكرين والقراء . وحقا ً أن المرء يحار ُ إزاء هذا الموج المعرفي الذي طغى على الساحة المعرفية ...


الصدر ُ بعيون بابلية

قراءة ٌ عميقة عن كثب ٍ ، ورؤية ٌ صادقة عن قرب ٍ .... لقاءات واقعية نقلها السيد علي جعفر العلاق حيث كان أحد المريدين والمحبين والتلامذة النجباء للسيد محمد باقر الصدر(رضوان الله عليه ) يقول : لقد وجدت ُ فيه موهبة ً فريدة يحسّها من يجالسه ُ من الوهلة الأولى تتمثل في نبوغه ِ العلمي وألمعيته ِ في العلم والحديث والمنطق وهذه هبة ٌ ربانية .

كما ذكر َالسيد علي العلا ّق : إن الشهيد الصدر(رضوان الله عليه ) كان لديه استشراف ٌ سياسي حيث دعا منذ السبعينات إلى انتخابات حرّة ينبثق عنها مجلس ٌ حرّ يمثل الأمة تمثيلا ً صادقا ً وهذه رؤية ٌ سابقة ورائدة وهذا مايتجلّى في البرلمان العراقي . وفي حركية الصدر تحدث الضيف عن دوره ِ الكبير في تحريك وتتنشيط كل وضع ٍ خامل ٍ إذ أخذ على عاتقه ِ هذه المهمة الصعبة فقام بشحن الجماهير وتثقيفها للقيام بثورة شاملة ضد النظام الصدامي الجائر .



في المركب السياسي

انعطف السيد علي العلا ّق في حديثه ِ إلى الحالة السياسية في المشهد العراقي الحالي فتناول من محاور متعددة منها موضوع تشكيل الحكومة والذي كشف من خلاله أن قنوات الاتصال مع الائتلاف الوطنى مفتوحة وستفضي إلى نتيجة إيجابية في الأيام المقبلة كما أن التحاور مع الاتحاد الكردستاني طيب ومتواصل ٌ .

أما القائمة العراقية فهناك تحفظ ٌ لدينا إزاء بعض أعضائها لاسيما ممن يدعو لعودة البعث الدموي أو يـُذكي نار الطائفية في طروحاته ولقاءاته على القنوات الفضائية أو في قبة البرلمان ، وينبغي على كل أعضاء القائمة إبراق رسائل اطمئنان للشعب العراقي لا رسائل تخويف وتفزيع من واقع الماضي الأليم .


ثم انتقل إلى محور دور الجوار ورأى أن مدّ الجسور في العلاقات مع الدول المجاورة شيء ضروري ومهم للعراق وشعبه ، لكن ما تعترض عليه دولة القانون هو سلوك بعض الدول في مساعدتها للمجاميع الإرهابية أو تقديم المساعدات المالية الضخمة للفصائل التي تسعى لزعزعة الأمن العراقي . ثم انتقل إلى الإجابة عن تساؤلات الجالية العراقية وكانت آراؤه واضحة صريحة بدّدت غمائم الهم السياسي لدى العراقي المغترب .



اختتام

باق ٍ وأعمار ُ الطغاة قصار ُ من سفر ِ مجدك عاطر ٌ موّار



حزب الدعوة الإسلامية / السويد





تجدون بعض صور الإحتفال على هذا الرابط