مما جاء في خطبة الجمعة للسيد فضل الله
العراق: لا شرعية في رعاية الاحتلال

أما العراق، فلا تزال اللعبة الدولية تضغط على سياسته واقتصاده وأمنه، من خلال سيطرة الاحتلال على مقدراته لتنفيذ سياسته في تقرير مصير العراق على صورة مصالحه حتى في الدستور المؤقت الذي أريد له أن يحكم المستقبل القريب بكل مواده التي تحتمل كل مادة أكثر من علامة استفهام يمكن أن ينفذ منها الذين يصطادون في الماء العكر. وتفسح المجال لبعض الأطراف في البلد في تضخيم حجمها على حساب أطراف أخرى وتخلق أكثر من مشكلة إسلامية وقومية، وتجعل الذين يملكون التوقيع على الدستور يتجهون للتوقيع عليه مع الكثير من التحفظات لأنّ هناك فريقاً قد يوجه الاتهام إليهم بتعطيل مشروع نقل السيادة إلى العراقيين كما يقولون... ثم أن هناك أكثر من ملاحظة في أن هذه التحفظات قد تعطل حركة الدستور الدائم الذي يضعه الشعب لأنه يؤكد في مسيرته في الواقع بعض العناوين التي قد لا يملك أحد تغييرها في المستقبل.

إننا نقول للشعب العراقي كله أنه لا شرعية لأية خطوة سياسة أو دستورية في رعاية الاحتلال ورقابته وضغطه، لأننا نريد للعراق الجديد أن يكون حراً مستقلاً سيّداً في تقرير مصيره على جميع المستويات وأن يراقب اللعبة الدولية والإقليمية في حركته الداخلية وأن يرصد كل الذين يخططون للفتنة ويصنعون المأساة ويفجرون الواقع ويثيرون الحساسيات. وكذلك يجب على العراقيين أن يخططوا للمستقبل بالتفكير العميق الواعي في خطوات الحاضر. وأن يؤكدوا بالقرار الواحد على زوال الاحتلال الذي جعل لنفسه الوصاية على العراق لأكثر من سنة من دون تحديد موعد نهائي وأن يعرفوا أنه لا سيادة مع الاحتلال مما ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب.

http://www.bayynat.org/www/arabic/Kh...kh12032004.htm