إلى شهداء كربلاء والكاظمية

علي مزهر- الولايات المتحدة

1

لقد رأيتُ الدم

ورأيتُ الأشلاء في الشوارع،

ولم تكن أنت يا ابن الحزن والفجيعة

سوى ضحيّة أخرى،

تتبعُ خيط الدم حتى المنزل الأخير.

لقد غاروا منك،

فأغاروا عليك،

وأنت تلطم،

وتذرف الدمع،

وتجري حافياً،

مدمّى نحو محراب الرضا الذي ترتجيه،

ومقام الشفاعة التي تتبارك به

لتنجو بالمحبة من الحقد،

بالدم المسفوح من الدم الفاسد،

لائذاً بالأعلى من الأدنى.

ولأنك لا تتشح إلاّ بالسواد

لون زمانك منذ أن قطعوا رؤوس محبيّك،

ودفنوا عظام فتيانك في قبور كثيرة،

وقمعوك منذ ولدتَ،

وإلى يوم بعثك حيّاً،

استباحوا دمك الحرّ البريء،

وهو يفور نحو منابع التربة

التي قدّسها دم الشهيد السيّد.

ولأنك أوّل في المحبة،

ستكون أولاً في القرب من العرش،

وسترفل بثياب النعيم،

مغموراً بضوء الرؤوف،

وبحنّوه وبرحمته التي لن تسع قاتليك،

قاتلي نسائك وأطفالك وبنيك.


2

حلمتُ أنني على قبرك أوقدتُ شمعاً

وزرعتُ ورداً وريحاناً.

وحين استيقظتُ من حلمي: صرختُ

ولعنتُ

ولعنتُ قاتليك إلى أبد الآبدين.