النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    70

    افتراضي في رحاب الصدر المقدس

    الحديث عن العظماء والمفكرين لا يمكن ان يوجز بهذه الأسطر القليلة او حتى الصفحات والمجلدات ، فكيف إذا كان الحديث حول شخص مفجر النهضة الإسلامية في العراق الشهيد السعيد محمد الصدر (رض) والذي عجزت النساء بعد الأئمة الأطهار ان يلدن مثله نموذجاً في الفكر المتجدد والشجاعة والحكمة والعلمية الغزيرة، فبعد آن غابت الحوزة عن الجماهير لقرون عديدة جاء محمد الصدر (رض) ليكون بين المجتمع العراقي بروحه وأنفاسه وفكره وشجاعته ، لم يقتصر هذا الاتصال مع الجماهير على طبقة معينة من المجتمع وانما كانت جميع شرائحه وأطيافه هي المحور الأساسي لبناء محمد الصدر(رض).
    كان تصدي السيد الشهيد للمرجعية والنهوض بأعباء الشأن العراقي في التسعينات من القرن العشرين يمثل صفقة شبه خاسرة لما كان يكتنف الشارع العراقي من فساد وانحراف نتج عن السياسات والمخططات الإمبريالية والتي نفذت على أيدي العفالقة في العراق وتقاعس وانزواء الحوزة العلمية في برج عاجي بعيداً عن المجتمع وشجونه ، فالمساجد مهجورة سوى من بعض كبار السن الذين لا يتصور اغلبهم العبادة سوى عبارة عن صوم وصلاة وإلا فان النسبة العالية من الشباب كانت تعيش حياة عبثية صاخبة لا تخرج عن محوري الطرب وكرة القدم وكان هذان الوبائين متفشيان في المجتمع بحيث يستحيل استئصالهما.
    في ذلك الجو من الغارق في المعصية والانحراف تصدى سماحة السيد الشهيد وبعد آن وجد الوقت مناسباً من ناحية الفراغ المرجعي تصدى رضوان الله عليه لشؤون المرجعية بعد التوكل على الله وعلى الرغم من قلة الناصر والاتباع حيث كان السيد يعيش في انعزال كامل عن الحوزة التي كان الإعلام فيها يتحاشى اسم الصدر لما يحمله هذا الاسم من مفاخر ، بدء الشهيد نهضته بتوفيق الهي مخترقاً المنهج التقليدي الحوزوي ضاربا به عرض الحائط مؤسساً لصرح حوزوي كبير (الحوزة الناطقة) وكان ان بدء سيل الحملات المسعورة ضد السيد الشهيد (رض) تشن قاصدة تشويه السمعة وتسقيط الشخصية ، هذه الحملة الظالمة لم تنهي حتى بعد الاستشهاد.
    وشاءت الإرادة الإلهية ان تهوى أفئدة الشباب نحو الاتجاه الجديد للحوزة الشريفة بعد ان ظهر بوضوح النهج العملي الحركي للمرجعية الرشيدة ، وتسارعت الخطوات من قبل الصدر المقدس(رض) فطرح سماحته أعلمته وولاية امور المسلمين مما شكل صفعة لاعداء المرجعية الحركية ثم توج التوفيق والرحمة الإلهية بإقامة صلاة الجمعة المباركة والتي غيبت ونسيت لدى شيعة العراق فكان الخطاب المباشر مع الجماهير المؤمنة من خلال هذه الشعيرة المقدسة والتي مثلت الرئة التي يتنفس بها شيعة العراق المضطهدين ، فكانت منفسة عن همومهم ومنبراً للمطالبة بحقوقهم المغصوبة من قبل الدولة البعثية الظالمة ، وكان السيد الشهيد (رض) يعلن وبشجاعة وصلابة قل نظيرها عن مطالب الآمة ضارباً التهديدات من قبل السلطة الدموية عرض الحائط ، ووصل الآمر ان طالب سماحته ولاول مرة ومنذ عقود خلت بإطلاق سراح المعتقلين من طلبة الحوزة وهو ما كان يعتبر في حد ذاته جناية موجبة للإعدام من قبل العفالقة ، الحوزة الناطقة انفردت أيضا بالتفاتها الى عدد من المجتمعات الغارقة في الجهل والضلالة فكان الخطاب من قبل السيد الشهيد (رض) موجها إلى هذه الفئات بالمسارعة الى التوبة والرجوع الى الحوزة الشريفة وهو إنجاز يضاف إلي سلسلة الإنجازات الكبيرة وشمل الخطاب أعلى المستويات الدنيوية والمتمثلة بالسلطة الحاكمة واتباعها والى موظفي الدولة وكذلك أدنى مستويات الدنيوية وهم الغجر الطائفة المنسية والمهملة حيث دعى سماحته وفي أخر خطبه المباركة هذه الطائفة إلى التوبة و العودة الى الإسلام الحنيف .
    ان الحديث عن الثورة الصدرية في مجال الفقه الاجتماعي متشعب ولا يمكن الالمام به ، ولعل السر في أحجام المجتمع في بداية النهضة الحوزوية المباركة راجع إلى التقليد الذي سير عليه المجتمع لفترة طويلة ، ومن مميزات النهضة الصدرية هي توجه السيد الشهيد(رض) لاعداد البديل المناسب لقيادة المجتمع من بعده ، ورسم سماحته الخطوط والمواصفات التي ينبغي ان يتمتع بها القائد والمرجع الحوزوي ، واستطاع ان يتوج هذا المشروع قبل استشهاده المبارك عندما أعلن وبوضوح وأمام طلبة الحوزة عن اختياره عندما قال (رض) { وألان أستطيع ان أقول أن المرشح الوحيد لقيادة الحوزة من بعدي هو الشيخ محمد اليعقوبي}وكان هذا الإعلان هو الذي رفع عن كاهل السيد الشهيد عبء الأمانة التي استودعت إليه ، وأثبتت الأيام ان الاختيار كان في محله ولم يخيب الشيخ اليعقوبي ظن أستاذه فشمر عن ساعديه منذ اليوم الأول للاستشهاد حاملاً نفس المنهج الحركي الناطق والذي يمثل امتداداً لمنهج محمد وال محمد صلوات الله عليهم .... هذه ومضات من النهضة الصدرية المباركة.
    السلام عليك كاشف الغطاء ومبيد الظلم السلام عليك وعلى ولديك الشهيدين وعلى شهداء الجمعة ورحمة الله وبركاته.
    [foq] لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
    الامام علي (ع)
    السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين[/foq]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي أحسنتم

    شكرا أخي على هذه المشاركة .
    ومن الله التوفيق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني