زِنـاْدُ فِــكْرَةٍ
الشاعر سعد الساعدي


فِـي كُلَّ حَرْبٍ
الراياتُ نفسُها
والجيشُ نفسُهُ
وأنْـا القتيلُ!!
اخطُّ ظِلالَ السقوطِ خلفي
وارسمُ بالمرايا ثيابَ البارحةِ
قدْ حَاْنَ للشَظايا الإنبطاحُ عنّا
يَنْـبَغي عَليَّ الآنَ
أنْ اطوي وجهي خلفَ الكنائسِ
وَحْدُهُ فقط يُضيعُ الطرقاتِ وجهي
فَمنذُ محنـةٍ وأنا أودعُ البلادَ خِلسةً
راكلاً كُلَّ المواعيدِ التي تطفو عَلَى وجهِ الملتفّينَ بأزرارِ المخادع ِ
أتنبأُ بالخرابِ الذي يُضاجعُ الحَرْباءَ مِنْ أَجْلِ دمائِها
فالكُتبُ كتائِبُ .. والحَرْبُ خَرائِبُ
قلتُ لهم:
إِنَّ الملثمينَ مناطيدُ
وَالحروبَ نياشينُ
وَالقَصِيدَةَ مرْآةٌ تقطرُ غيماً دامياً
وَأنا أولُ مَنْ أكتَشَفَ حماقاتِ أبي وضالّتِهِ
لكنَّهُم كذّبوا النُبوءَةَ بأُخرى
وَأَدُوا رُؤوسَهُمْ في حقلِ ألغامِ دَمي
مارسوا التعفُّنَ كي يعلنَ التّفَسُّخُ عني
وأعطوا لي النِباحَ صَمْتَهُ
اولَيْسَتِ الإستمراريةُ تُبقينا على مسارٍ دائريٍّ
اولَيْسَتِ الإستمراريةُ تولِّدُ إنعكاسَ إرتجافِنا بإتجاهِ مماسِّهِم
لنبقى صامتين دونَ وقوعِنا
المرتدونَ عُري نسائِهم صنعوا مِنْ حناجِرِهِم زنزانةً لِصُراخِنا
صَبْغوا ذاكرتَهَم بِطلاءٍ مظلمٍ،
خَتموا بصماتَ خناجِرِهِم في أجسادِنا،
ثم تَركوا رياحَ حُزني خلفي
تقلّبَ طفولتي الراكضةَ بين عشبِ الرأسِ
واستبدلوا البارحةَ بالبارحةِ
إنّـي أتشبثُ بالمغيبِ..
دعينا.. يا ضحالةَ المنقادينَ من الإصْطَبْلاَتِ بلا وعي
انسْينَا.. يا سنينَ الغابةِ الرعناءِ
زلْزِلينا.. يا مربكةَ السيرِ بسيرٍ مُعاكسِ
ثم اُهبطي يا ضّالةَ المنتزعينَ أبصارهَمْ خشيةً منكِ
يا ريحَ إرتعاشِ أحلامِنا الشَّمع ِ
بعثري وسادةَ نومِ أفكارِنا
لأنّـا تركناكِ على رفِّ صَمتِنا المُترِبِ ولم ْ نكترثْ!!
وضعوا رؤوسَهمُ في ثلاجاتٍ
لاِنجمادِ أفكارهِم
وتركوني في أفرانِ العزاءِ
أُقلبَ زنادَ الفِكْرَةِ..
حتى أنْتِ لم تَسلمي مِنْهُمْ
لقدْ عَلبوكِ أيتها الفِكْرَةُ
لأنّهم لم ينصتوا
وبعدَ كُلِّ هذا .....
لـمْ تُفهمي أيُّتها القَصِيْدَةُ!

سعد الساعدي
بغداد
[email protected]