صفحة 11 من 23 الأولىالأولى ... 91011121321 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 165 من 339
  1. #151
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    آية الله جنتي وآية الله التسخيري شاركا في تشييع الجثمان الطاهر

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-07م)



    شارك وفد إيراني رفيع المستوى ممثلا الامام السيد علي الخامنئي في مراسم تشييع الراحل الكبير آية الله فضل الله يوم أمس الثلاثاء في الضاحية الجنوبيه من العاصمة اللبنانية بيروت

    وكان على رأس الوفد أمين عام مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي ومستشار الامام الخامنئي آية الله الشيخ محمد علي التسخيري والأمين العــام للمجمع العالمي لأهل البيت في الشيخ محـمد حـسن اختــري .

    كماشاركت في مراسم التشييع العديد من الوفود الرسميه والشعبيه من مختلف أقطار انحاء العالم .

    وفي اليوم التالي إلتقى الوفد الايراني بسماحة السيد حسن نصر الله حيث عزاه برحيل المقدس فضل الله .





  2. #152
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    المرجع الصانعي ناعياً فضل الله: انّه حقّاً فقيه شجاع وبصير بزمانه ومكانه

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-07م)


    أصدر المرجع الديني الكبير في مدينة قم المقدسة آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي بيانا عزى فيه الامة الإسلامية برحيل المرجع الديني المجاهد آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه .
    وأشاد المرجع الصانعي بحركة المقدس فضل الله التجديدية والتنويريه ومكافحته التحجر والرجعية ، وإبراز رحمانية الإسلام ودفاعه الواعي والشامل عن المظلومين .



    نص بيان سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي
    بسمه تعالى

    اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء

    ببالغ الحزن تلقينا نبأ رحيل العالم الرباني والفقيه المتقي آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله(رحمة الله عليه)، وبهذه المناسبة نعزّي بقية الله الأعظم (أرواحنا له الفداء) والحوزات العلمية وجميع الشيعة في العالم وبخاصة الشعب اللبناني وعائلته المحترمة.

    لا شكّ أنّ رحيل عالم من هذا القبيل، الذي سعى من خلال صراعه مع التحجّر والرجعية لعرض صورة رحمانية عن الاسلام والدفاع الواعي والشامل عن المظلومين والمقاومة أمام الظلم، دون النظر الى دين المظلومين وقومياتهم، يعدُّ ثلمة لا يسدّها شيء للحياة السلمية للبشرية.

    انّه حقّاً فقيه شجاع وبصير بزمانه ومكانه في عالم اليوم المتلاطم، فقد كان يشري نفسه ابتغاء الآراء الفقهية لينير بها درب المجدّدين والمفكّرين الملتزمين.

    في النهاية أسأل الله الرحمن لهذا المرحوم علوّ الدرجات، ولذويه وبخاصة أولاده المحترمين الصبر الجميل والأجر الجزيل.

    يوسف الصانعي مشهد المقدسة
    24/رجب المرجب/1431





  3. #153
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    المرجع الاعلى السيد السيستاني يوفد معزياً برحيل العلامة فضل الله

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-06م)



    أوفد المرجع الديني الاعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني ممثله في لبنان الاستاذ حامد الخفاف معزياً برحيل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ، الذي إنتقل إلى جوار ربه صباح يوم الاحد في العاصمة اللبنانية بيروت .

    وكان السيد حامد الخفاف قد زار مجلس العزاء المقام في مسجد الامامين الحسنين (عليهما السلام) في الضاحية الجنوبية بحارة حريك ناقلاً إلى عائلة المرجع فضل الله تعازي ومواساة سماحة السيد علي السيستاني، راجياً من العلي القدير أن يشمله بواسع رحمته ويرزق أهله ومحبيه الصبر والسلوان .






  4. #154
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    علماء القطيف والدمام: السيد فضل الله علم من أعلام الطائفة

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-06م)



    بيان آخر

    هذا وأصدر جمع من علماء القطيف والأحساء والدمام بيان تعزية جاء فيه " ببالغ من الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل العلاّمة المجاهد سماحة السيد محمد حسين فضل الله تغمده الله برحمته الواسعه .

    واضاف " لقد كان قدس سره علم من أعلام الطائفة له دوره الفعال في القضايا الإسلامية والسياسية سواءً ذلك في لبنان أو في العالمين العربي والإسلامي وكانت له مواقف مشرفه لا تنسى في دعم الإمام الخميني (رض) والجمهورية الإسلامية في إيران منذ قيامها حتى آخر عمره الشريف " .

    واشار البيان أن مواقفه رحمه الله في القضية الفلسطينية ودعمه المستمر لها ومواقفه الداعمة للمقاومة الإسلامية في لبنان أوضح من أن تذكر .

    وختم " نحن إذ نعزي بهذا المصاب الجلل الأمة الإسلامية كافة نرفع أحر التعازي والمواساة إلى ذوي الفقيد وأبناءه ومحبيه وعارفي فضله سائلين المولى تعالى أن يتغمده بالرحمة والرضوان وأن يسكنه الفسيح من الجنان " .

    ووقع البيان " الشيخ عبد الكريم الحبيل ـ السيد هاشم الشخص ـ الشيخ محمد العباد ـ الشيخ عبدالجليل الزاكي ـ الشيخ حبيب الاحمد ـ السيد حسن النمر ـ الشيخ ابراهيم الرضي ـ السيد محمد باقر الناصر ـ السيد عبدالله الموسوي ـ الشيخ عبد المحسن النمر ـ الشيخ عبداللطيف الناصر ـ الشيخ بدر آل طالب ـ الشيخ عبدالله الياسين ـ الشيخ يوسف أحمد البلادي ـ الشيخ عبد العزيز المزراق ـ السيد علي باقر الموسى ـ الشيخ حبيب الهديبي ـ الشيخ عادل العلي ـ الشيخ علي بن علي الخليفة ـ الشيخ حبيب الجميع ـ الشيخ حسين العباس ـ السيد حيدر العوامي ـ الشيخ علي المعلم ـ الشيخ حسين الصويلح ـ الشيخ عباس المازني ـ الشيخ صالح الشهاب ـ الشيخ علي سويف ـ الشيخ عبدالله القطان ـ الشيخ حسن المطوع ـ الشيخ مالك الميلاد ـ الشيخ محمد بن سعود بن حمضه ـ الشيخ عبدالله النمر ـ الشيخ يوسف المازني ـ الشيخ محمد العطيه ـ الشيخ محمد الطيب ـ الشيخ جواد الشيخ صادق الخليفة ـ السيد طاهر الشميمي ـ الشيخ علي الفرج ـ الشيخ محسن المبارك ـ






  5. #155
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    علماء الأحساء: المرجع فضل الله عاش هموم الأمة , واحتضن آلامها

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-06م)



    وصف جمع من علماء الأحساء حياة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله "قدس " بالحضن الذي عاش من اجل أمال وآلام الأمة الإسلامية وهمومها .وقالوا في بيان تعزيتهم الذي تلقت " شبكة التوافق الإخبارية " نسخة منه " ببالغ المواساة نعزي العالم الإسلامي برحيل آية الله السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه , الذي فقد برحيله رمزا من رموزه العلمية والعملية والفكرية , وعلما عاش هموم الأمة الإسلامية وقدم إنجازات رائدة لخدمتها واحتضن آمالها وآلامها ، واسستبسل في نصرة قضاياها المعاصرة .





  6. #156
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    آية الله عيسى قاسم: رحيل السيد فضل الله فاجعة أصابت الأمة

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-06م)



    أصدر مكتب البيان للخدمات الدينية في مملكة البحرين التابع لآية الله الشيخ عيسى قاسم بيانا عزى فيه برحيل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله تعالى عليه ، معتبراً رحيله فاجعة أصابت الأمة بفقد علم من اعلامها .

    وقدم البيان تعزيته إلى ولي الله الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وإلى أسرة الفقيد وإلى المراجع والعلماء العظام والحوزات العلمية وإلى كل المجاهدين .


    نص بيان سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و أدخلي جنتي
    صدق الله العلي العظيم

    يتقدم مكتب البيان للمراجعات الدينية
    بخالص العزاء والمواساة
    إلى ولي الله عجل الله فرجه وإلى أسرة آية الله السيد محمد حسين فضل الله قدس سره
    وإلى كل المراجع والفقهاء والعلماء والمجاهدين وإلى الأمة الإسلامية وذلك بمناسبة رحيل السيد الجليل المجاهد تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته .

    الذي لحق بالرفيق الأعلى بعد عمر طويل قضاه في خدمة الإسلام ، حيث شكل رحيله فاجعة أصابت الأمة بفقد علم من اعلامها .

    سائلين العلي القدير أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته وأن يلهم اهله الصبر .

    مكتب المراجعات الدينيه
    عيسى أحمد قاسم





  7. #157
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي: لقد صرف الراحل عمره في خدمة الدين الحنيف ونشر الوعي
    (شبكة الفجر الثقافية)[/URL] - (2010-07-07م)



    أرسل رئيس السلطة القضائية السابق في الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي رسالة تعزية إلى سماحة السيد حسن نصر الله وعائلة المرجع فضل الله . و أشار فيهما إلى أنّ آية الله السيّد محمّد حسين فضل الله كان بحق من علماء لبنان المجاهدين والذي صرف عمره في خدمة الدين الحنيف ونشر الوعي والفكر الإسلامي ومقارعة الظالمين والمستكبرين.





  8. #158
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    المرجع كاظم الحائري: لقد شكل الراحل ظاهره بين أقرانه في الدفاع عن الإسلام

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-07م)



    أصدر المرجع الديني السيد كاظم الحائري بياناً عزى فيه برحيل المرجع الديني الاعلى في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله ، الذي إنتقل إلى جوار ربه يوم الاحد الماضي في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت .

    وأشاد المرجع الحائري بالحركة الثقافية والفكرية للمرجع الراحل فضل الله .

    نص البيان






  9. #159
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي


    مكتب المرجع المنتظري يعزي الامة الاسلامية برحيل المقدس فضل الله واصفا الامر بأنه محزن بشكل استثنائي[line]-[/line]الى جانب تبحره في الفقه وعلم الأصول وامتلاكه لموقع المرجعية الشيعية إلا أنه أحد المفكرين الكبار في العالم


    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-07م)


    أصدر حجة الاسلام والمسلمين الشيخ احمد نجل المرجع الراحل آية الله المنتظري بياناً عزى فيه المسلمين برحيل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .

    وأشاد الشيخ منتظري بفقاهة المرجع الراحل ومرجعيته وفكره وسعيه إلى توحيد المسلمين .

    البيان نشر على صفحات الموقع الالكتروني التابع للمرجع الراحل آية الله منتظري.


    نص بيان مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين علي منتظري

    في نبأ رحيل العلامة محمد حسين فضل الله رضوان الله تعالى عليه الذي هو من القلة القلية في العالم والذي بموجب الخبر نشعر بالحزن والأسى بفقده .

    إن المرحوم علاوة إلى تبحره في الفقه وعلم الأصول وامتلاكه لموقع المرجعية الشيعية إلا أنه أحد المفكرين الكبار في العالم الحالي ، إن سعة صدره المستمة من أجداده الطاهرين استطاعت أن توحد الأمة الإسلامية على وجه العموم والشعب اللبناني خاصة .
    ندعو المولى الكريم أن يحشر المرحوم مع الأئمة الطاهرين عليهم السلام وأن يلهم ابنه السيد علي فضل الله الصبر الجميل والأجر الجزيل والموفقية في خدمة الإسلام والمسلمين .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    دفتر مرحوم آية الله العظمى منتظري(ره)
    احمد منتظري
    21 رجب 1431





  10. #160
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    هذه البيانات كان المؤمنون بحاجة اليها في حياة المرجع المظلوم اما اليوم فتزيد الشكوك بسلوك القادة ومنهجهم في التعامل مع منافسيهم !!!.

  11. #161
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    آية الله الناصري يصدر بيان تعزية لرحيل العلامة فضل الله [line]-[/line]احد المراجع العظام والمصلحين الافذاذ وامتدادا للامام الشهيد محمد باقر الصدر وللمرجعية الرشيدة

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-06م)




    أصدر كبير علماء الشيعة في جنوب العراق آية الله الشيخ محمد باقر الناصري بيانا عزى فيه برحيل المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله مشيداً بجهاده وفكره ومواقفه .


    نص بيان آية الله الشيخ محمد باقر الناصري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات

    آية الله السيد محمد حسين فضل الله هو احد المراجع العظام والمصلحين الافذاذ وممن حمل راية الاصلاح والوحدة الاسلامية وأسهم اسهاما كبيرا في تأسيس ودعم الحركة الاسلامية المعاصرة واحتضن ابناءها ودافع باخلاص عن الاسلام والمسلمين في شتى بقاع الارض وافنى عمره الشريف بالعلم والعمل الصالح وأقام المؤسسات العلمية والدينية والانسانية لتنشئة اجيال رائدة فشكل بذلك امتدادا للامام الشهيد محمد باقر الصدر وللمرجعية الرشيدة كما أغنى المكتبة الاسلامية والعالمية بأمهات الكتب والمصادر في عموم معارف الاسلام في التفسير والفقه والعقائد والاخلاق والسياسة والفكر الحركي لبناء الامة ونهضتها المعاصرة .

    وكان ( رحمه الله ) من الذين امتدت اشعاعاتهم لمختلف مواطن الاسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم ، وخاصة في النجف الاشرف والعراق الذي وُلد ودرس وتربى فيه وأسهم في بناء صروحه العلمية .

    بعد صحبة في ميادين العلم والجهاد لأكثر من نصف قرن تلقينا نبأ رحيل المرجع الكبير والمصلح الفذ ورفيق الدرب والجهاد بألم بالغ وحزن عميق ..

    نتقدم بأحر التعازي للأمة الأسلامية والحوزة العلمية وللمرجعية الدينية وخاصة للمراجع العظام في النجف الأشرف وقم ومناطق الاسلام الاخرى وعلى رأسهم المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني ، وأسرته الكريمة وإخوانه وتلامذته ومريديه ... سائلين الله تعالى للأمة الصبر وعظيم الأجر وان يعوضها عن خسارتها والثبات على خطى الراحل ونهجه الاسلامي في الاصلاح والصلاح .

    وحسبنا قول الله تعالى ﴿ الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون





  12. #162
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    رائد المرجعية الاستثنائية السيد فضل الله في ذمة الله
    بقلم : علي آل غراش




    - (2010-07-06م)



    التاريخ يمجد العظماء، وسماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله «رحمه الله»، بلا شك من الشخصيات العظيمة في التاريخ المعاصر، وبرحيله يفتقد العالم ابرز المراجع الدينية الرائدة الاستثنائية المجاهدة، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية والجهاد، تاركا اثارا عظيمة من بعده تؤكد على ما كان يتمتع به الفقيد العزيز من فكر وإيمان وتمسك بمدرسة ال البيت(ع) .

    عظم الله أجوركم برحيل المرجع الديني البارز السيد محمد حسين فضل الله «رحمه الله»، بعد معاناة طويلة مع المرض، المرض الذي لم يمنعه من تحمل المسؤولية المرجعية والفكرية والإنسانية والعمل الحركي، وبناء المؤسسات لخدمة الإنسانية مستشفيات ومدارس وجمعيات ومبرات ومعاهد ودور إيواء، والدفاع عن الحق والحقيقة، ونصرة المظلومين ودعم حق المقاومة في لبنان وفلسطين وفي كل مكان.

    العلامة المميزة في شخصية الفقيد السيد فضل الله رحمه الله، انه كان يحمل مشروعا عالميا، وسعة الاطلاع ومتابعة الأحداث، وإعطاء رأي وموقف حول الأحداث التي تهم الشأن المحلي والعربي والإسلامي والدولي.

    وهو بلا شك يمثل امة في رجل، لأنه حمل هموم وقضايا الأمة منذ بداية حياته المليئة بالأعمال العظيمة، فالسيد رحمه الله له دور في تأسيس العديد من المؤسسات والمساهمة في بناء الشخصيات القيادية المؤثرة في عالم اليوم، وتأسيس المدارس الدينية والسياسية والحركية، ونتيجة لهذا الدور الحركي والجهادي تعرض لمحاولات استهداف عديدة، وما موقف سماحة السيد الراحل في دعم المقاومة اللبنانية وحزب الله خلال الاعتداء الصهيوني الأميركي في حرب تموز 2006م. التي كانت حرب إبادة للقضاء على كل ما له صلة بدعم المقاومة، حيث تعرض منزل ومكتب السيد للاستهداف المباشر في محاولة لاغتياله، وبالتالي ضرب روح المقاومة لما للسيد الراحل المجاهد من مكانة لدى المقاومين، وقد تعرض الفقيد لمحاولة اغتيال فاشلة في الثمانينيات.

    من الصعب جدا الإلمام بجميع ابعاد شخصية الراحل العظيم السيد فضل الله «رحمه الله». ولكن من أهمها:

    البعد المؤسساتي: السيد فضل الله قدس روحه الزكية يعتبر رائدا في بناء المؤسسات ومنها المرجعية المؤسساتية، فهو حاول تطبيق فكرة ان تكون المرجعية الدينية للشيعة مؤسساتية حضارية تقوم على كوادر متخصصة في جميع المجالات لمواكبة التطور في العالم، وتحقيق الأهداف المرجوة، فالعمل المؤسساتي المرتب والمنظم والمبرمج اقدر على تحقيق الانجازات بشكل أفضل وأسرع، ولهذا نجد السيد اعطى هذا البعد اهتماما كبيرا خلال مسيرته من خلال تأسيس العديد من المؤسسات وبالخصوص ذات الشأن الخدماتي التي ساهمت في تطور الخدمات والمجتمع وتوافر الوظائف.

    البعد الروحي: سماحة السيد الفقيد يتمتع بعلاقة روحية مع خالقه، وهناك العديد من الكتب لسماحة السيد الفقيد التي تعبر عن هذا البعد الروحي في شخصية الفقيد مثل: في رحاب دعاء كميل، في رحاب دعاء مكارم الأخلاق، في رحاب دعاء الافتتاح،مع روحانية الزمن، آفاق الروح، ومن يستمع إلى صوته وهو يقرأ الأدعية التي يحرص على قراءتها بصوته، يرى مدى حالة الذوبان الروحي، اذ تنقل المستمع إلى عالم الروحانيات.

    البعد الفكري والثقافي: السيد الراحل مدرسة في الجانب الفكري والثقافي، وكتاباته تعبر عن مدى ما يحمله السيد الفقيد من علم ومعرفة، كما ان السيد شاعر وأديب من الطراز الرفيع وله العديد من الدواوين والقصائد الجميلة والرائعة.

    البعد الإنساني: في حياة آية الله الراحل السيد فضل الله، له أهمية كبرى، لأنه نواة المجتمع الإنساني والإسلامي، ولهذا عمل جاهدا للارتقاء بالإنسان والعناية به من خلال الكلمة وإنشاء المؤسسات الكثيرة في جميع المجالات التربوية والتعليمية والصحية والخدماتية.

    البعد السياسي: بلا شك سماحة السيد الراحل فضل الله، علامة فارقة في العمل السياسي في تاريخ لبنان والتاريخ الإسلامي المعاصر، وهو صاحب رؤى في العمل الحركي وفي تأسيس ودعم العمل السياسي والحركي ورعايته، ومن الصعب جدا خلال هذه السطور الحديث عن ذلك، بل تحتاج إلى مجلدات.

    البعد الإعلامي: لقد أعطى سماحة السيد هذا البعد اهتماما كبيرا لما له من أهمية لصناعة الرأي والتأثير على الشعوب، وإيصال الرسالة والقضية وصوت المجتمع الإسلامي، وسماحة السيد من الشخصيات التي تجيد فن التعامل مع وسائل الإعلام باحترافية راقية، وقد أسس علاقة قوية جدا مع الشخصيات والوسائل الإعلامية.

    البعد العالمي والوحدة والانفتاح: شخصية سماحة المرجع الديني الفقيد السيد فضل الله «رحمه الله» عالمية لأنه يحمل مشروعا إسلاميا عالميا، ولأنه يحمل المشروع الاممي فكان منفتحا على جميع الأطياف والتيارات الدينية والسياسية، وتلبية الدعوات في بلاده أو خارجية.

    المرجع الراحل السيد فضل الله «رحمه الله» مجاهد ورائد استثنائي، ومرجعية دينية شيعية متميزة ستبقى بصماتها خالدة في الأمة.

    وبقلوب حزينة نتقدم بأصدق عبرات المواساة والتعزية إلى عائلة الفقيد الغالي، ونعزي الأمة الإسلامية وكل الأحرار في العالم بهذا المصاب الجلل، ونعزي صاحب الأمر «عج» أرواحنا له الفداء، سائلين الله تعالى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.





  13. #163
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    رحيل «السيد العظيم»




    (حسين أحمد بزبوز) - (2010-07-06م)



    كنت أستمع ذات مرة، لبرنامج فكري ثقافي، على إحدى محطات الإذاعة الأجنبية. وأظنها كانت قناة إذاعة الـ ( BBC ) الإنجليزية. وكان النقاش فيها حينها، حقاً عظيماً وملهماً وجديراً بالتوقف والتفكير. كان محور البرنامج منصباً ضمن فكرة من الأفكار التي عادة ما كنت أناقشها مع نفسي بين الفينة والأخرى، خصوصاً في خصوص مواضيع السياسة والإدارة وغيرها. فهناك حقاً مواقف قد يعجز الفكر البشري التقليدي، المرتبط عادة بالعواطف وعوامل البيئة والثقافة الجامدة ... الخ، أمامها، فيقف حائراً. خصوصاً عندما يكون صاحب ذلك الفكر، صاحب منهج فكري ديني أو أخلاقي، مليء بالإملاءات والمثاليات. ولتوضيح تلك المسألة، فما هو مثلاً، الخيار الصحيح والحل الأمثل، الذي يمكن أن يختاره حينها، رجل الدين أو الوالد أو الطبيب، لطفلين ملتصقين، يموت أحدهما لو أنقذ الآخر بعملية جراحية، ويموت التوأم الملتصق (أي الطفلين معاً)، لو ترك التوأم هكذا ملتصقاً، دون اتخاذ القرار المناسب والسليم، وربما كان ذلك الخيار السليم هو حينها خيار قتل أحد الطفلين الملتصقين. فهنا لا شك بالتأكيد أن مثل هذا الموقف، موقعٌ في الحيرة العميقة، والاضطرابات الفكرية والنفسية والعاطفية الخطيرة والعظيمة، وهو يتطلب من الفرد بلا شك قراراً صائباً، وحكمة كبيرة، وقدراً عالياً من التفكير. لا تصدر، ولن تصدر بالتأكيد، من تفكير سطحي أجوف، أو من تفكير قشري مثالي. بل لا تصدر ولن تصدر حينها، الأفكار النيرة، إلا من صاحب عقلٍ كبير، وفكرٍ عظيم، ومسؤولية كبيرة.

    ولقد كانت خلاصة الحلقة السابقة، تقود في نهايتها، إلى أن الطبيب الفيلسوف، ورجل الدين الفيلسوف، والأب المربي الفيلسوف، والنجار الفيلسوف، والسياسي الفيلسوف ...الخ، هم دائماً الأفضل، في مهنهم، وضمن مجالاتهم وتخصصاتهم. لأنهم هم الأقدر - خصوصاً في المواقف الصعبة والمعقدة - على اتخاذ القرارات الصائبة والحكيمة والمفيدة واللازمة، وعلى إصدار الآراء الملائمة. وهذا واضحٌ جداً لنا جميعاً هنا بالتأكيد - كما أحسب -، على الأقل في هذا المثال والموضوع المحدد والمذكور سابقاً تحديداً.

    ولقد كان السيد العظيم الفقيد الراحل، السيد/ محمد حسين فضل الله (رح)، من هذا النوع. فلقد كان ... (المرجع الفيلسوف)(*). وهي حقيقة ليس من السهل أن تدركها عقول الجميع، فالعقول موازين وأوعية متفاوتة، وبعض تلك الموازين والأوعية، قد لا تتسع لكل الحقيقة، أو لبعضها. وحقيقة السيد محمد حسين فضل الله (رح)، لعظمتها، لم تتسع لها بالتأكيد، بل ولا لجزءٍ يسيرٍ منها أحياناً، تلافيف عقول وأدمغة كثير من بني البشر، ممن وقعت كلمات السيد العظيمة والنورانية، في مرامي آذانهم، وارتسمت، في مرائي أسماعهم ... فتجاوزوها واستخفوا بها جهلاً.

    ورغم ذلك، فلقد كان للوجود النوراني، لسماحة السيد الفقيد الراحل (رح)، لعظمته وقوته وحضوره، رغم كل جهل الكثيرين به، تأثيرٌ قوي. كان من الطبيعي أن يثير زوبعة عارمة وانفعالاً قوياً، عندما تلقى كلماته وخطاباته الجريئة، على مساكين البشر ومحتاجيهم، المحيطين به ومن حوله في كل مكان، في مختلف البقاع، ومختلف أصقاع البلاد والديار والمعمورة. ممن يتجه لهم خطاب التوعية والتنوير. بل زوابع وانفعالات قوية، في المياه الراكدة لمجتمعاتنا. فلقد كان لذلك السيد النوراني، نورٌ قويٌ يخترق ظلمات الجهل والضياع والخرافات. فيحرقها بعنف وقوة. فإن لم يفعل ذلك، لامتناع القابلية في المخاطبين، فإنه على الأقل حينها، سيكون كما كان فعلاً، كافياً، لدفع الأنفس المريضة والبائسة والمحتاجة والفقيرة والمتحيرة ... الخ، لتضطرب ولتتهيج، من فرط حساسيتها مما يلقي فيها وعليها، هذا السيد العظيم، من نوره، ومن نور العلم والفهم والمعرفة والفكر والحكمة والدراية، التي لا تحتملها نفس كل أحد، إن لم تكن تلك النفس المتلقية، قابلة للحمل ومتسعة للفهم.

    وهنا قبل أن أختم هذا القول، أريد قبلاً القول، لبعض الغافلين من إخواني، من بني البشر: يا أيها السادة، ويا أيها العظماء، ويا أيها الأجلاء، ويا أيها الأغنياء، ويا أيها الفقراء، ويا أيها العلماء، ويا أيها البؤساء، ويا ناقصي المعرفة، ويا قليلي الفكر ... الخ، ممن يستمعون الكلم، فلا يتبعون أحسنه، ولا يظنون به، ولا بقائليه، الخير والصلاح، بل الخبث والشر والمكيدة والفساد والجهل والظلمة. أينما وجدتم. وأينما حللتم. إن كل كلمة قد تستفزكم، ويمكن أن تستثيركم، ويمكن أن أستخدمها هنا ضدكم، لصعقكم، لأحدث بها الصدمة، التي قد تدفع بكم - أحياناً - للتفكير ... فالتغيير، سألجم الآن، تأدباً واحتراماً، للرحيل، وللراحل العظيم، ولمنهجه في التغيير، قلمي عنها. لأن السيد الجليل، ربما كان يفضل التغيير بغيرها، وذلك بنفث كلمات الحكمة وعبارات الحب والنور والوحدة والطمأنينة والهدوء والاستقرار. لا بأسلوب وعبارات الاستفزاز والإثارة. أو ربما لأنه على الأقل لم يكن ليفضل في مثل هذا الموقع الحساس والخاص هنا - خصوصاً وتحديداً -، أسلوب الصدمة التي قد تسبب الشتات والفرقة، لأنه داعية حب، قبل كل شيء، يخشى الكراهية والفرقة، وهنا قد تحدث التفرقة والفرقة، وقد تصنع الكراهية. لذا فأرجوا هنا، أن يكون ما ذكر فيما مضى، قد كفى لتنويركم، فالتفتم.

    وأتمنى في الأخير هنا، أن تكون هذه المقالة الخاصة، برحيله، ورحيل نوره العظيم، المفجع والأليم عنا، وعن عالم الجهل والغباء، المتفشي بيننا، والمنتشر فينا، دافعاً قوياً، ومحركاً فعالاً، للكثيرين منا، للاتجاه بأنفسهم وبفكرهم وبعقولهم، نحو المراجعات الجادة، الهادفة لتحرير العقل والفكر، الذي كان السيد فضل الله (رح) يدعو اليه. فهيا عودوا أيها الأحبة إليه، وعودوا لأنفسكم، فحاسبوها، وعودوا لأفكاركم فحاسبوها، وعودوا لرموزكم فحاسبوها، وعودوا للسير والتواريخ والمقولات المزيفة والمزورة فحاسبوها، وعودوا لسيرة الراحل الفقيد العطرة والمشرقة والعظيمة والنورانية، التي ظلمت كثيراً، فتصفحوها مجدداً، وتفكروا فيها، وتأملوها، لأن فيها بلا شك، النور والوعي والحكمة، بل الكثير الكثير من قبسات النور والوعي والحق والحقيقة ... المظلومة والغائبة والمغيبة عنكم.

    فإنها فرصة، حقيقية، أيها الأحبة، في هذه المناسبة الأليمة، للمراجعة الحقة، فلا تفوتوها ... فتخسروها. وها هي كلمات السيد (رح) باقية خالدة، لتنور عقولكم وتلهمكم، وإن كان جسده يرتحل الآن ويغيب عنا وعنكم، إلا أنه باقٍ بروحه وبكلماته العظيمة. وبتلك الكلمات النورانية وبغيرها من الكلمات النورانية التي تصدر من غيره من المتنورين، لا شك، سيستمر مشروع التغيير والتنوير، بين مسجد ومئذنة، وعلم ومعرفة، وكفاح ذكي وعصري ضد المفسدين والظالمين والمستكبرين والمحتلين والظلمة، وسيستمر التحضر وتستمر العصرنة.

    وحقاً، إنه النور يرتحل، اليوم، عنا. والخاسرون هم الباقون في الظلمة. وأي خسارة أعظم يا سيدي، من أن ترتحل بنورك العظيم عنا، فتترك المساكين حيارى في دياجير الظلمة.

    وفي الأخير، فلا يمكن القول، إلا: في أمان الله أيها الكوكب الكبير، وإلى رحمة الله ورضوانه.


    (*) والفيلسوف هنا، لا تعني فقط، من يدرس الفلسفة والمنطق، ومن يمتلك حصيلة واسعة من المعرفة والثقافة الملفوظة والمنطوقة والمختزنة فحسب، بل فوق ذلك أيضاً، وربما أهم منه كله كذلك، أن يكون ذلك الإنسان، إنساناً حراً، أي متحرر الفكر، مستقل التفكير، مهما كلفه الأمر.





  14. #164
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    بعد رحيل المرجع فضل الله: المرجعية الدينية وتحدياتها المستقبلية




    (قاسم قصير) - (2010-07-05م)




    ترك رحيل المرجع السيد محمد حسين فضل الله علامات استفهام كثيرة حول واقع المرجعية الدينية الشيعية والتحديات المستقبلية التي تواجهها بعد ان استطاع السيد ان يؤسس لواقع جديد في هذه المرجعية طيلة السنوات الخمسة عشرة الماضية.

    فقد نجح فضل الله في التاسيس لمرجعيته التجديدية خلال السنوات الماضية وذلك من خلال اعتماده على مجموعة من الافكار والاسس المميزة سواء على الصعيد الفقهي او الفكري، او لجهة اساليب العمل المرجعية التي اعتمدها والتي استفادت من كل التقنيات التواصلية الحديثة وكذلك من خلال العلاقة المباشرة والقوية مع الواقع الاجتماعي والشعبي.

    وكان السيد فضل الله قد طرح مشروع "المرجعية المؤسسة" كبديل عن المرجعية الفردية وذلك في اطار تطوير الواقع المرجعي وابعاده عن المشكلات والثغرات التي واجهها طيلة فترة طويلة من الزمن.

    ومع ان سماحته لم يستطع تحقيق هذا المشروع وفقا لما نظّر له، فانه استطاع تكريس اعراف جديدة في الواقع المرجعي وخصوصا لجهة العمل المؤسساتي في مختلف المجالات الفكرية والفقهية والاعلامية والاجتماعية والتي بدأ بعضها خلال مرجعية الامام الخوئي.

    فكيف هو واقع مرجعية السيد فضل الله اليوم؟ وكيف نجح السيد في تجاوز الحملات التي تعرض لها طيلة السنوات الماضية بسبب آرائه التجديدية والنقدية؟ وماهي التحديات التي تواجهها هذه المرجعية في المرحلة المقبلة بعد رحيله المفاجيء؟

    واقع المرجعية اليوم


    بداية كيف كانت مرجعية السيد محمد حسين فضل الله لحين رحيله؟ وماذا حققت هذه المرجعية من انجازات ونجاحات طيلة السنوات الماضية؟

    لا بد من الاشارة الى ان مرجعية السيد فضل الله لم تأت من فراغ ولم تكن قائمة على اسس ضعيفة، فقد انطلق سماحته في العمل الاسلامي منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي سواء في النجف الاشرف او بعد انتقاله الى لبنان ومن خلال اشكال متعددة، ان في داخل الحوزة او عبر الاطر الحزبية او النشاطات الشعبية والفكرية والاعلامية.

    وخلال مرجعية الامامين السيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الخوئي وبموازاة مرجعية السيد محمد باقر الصدر والامام الخميني، كان السيد فضل الله يعتبر احد الرموز الاساسية المميزة في العمل الاسلامي وكان يبث افكاره التجديدية الفكرية والفقهية والعملية من خلال الدروس والنقاشات الحوزوية والعملية وعبر مواكبة العمل الاسلامي وتقديم الافكار والنصائح المباشرة.

    وكان السيد يحرص على بث الروح النقدية في الواقع الاسلامي ويبحث دائما عن كيفية تجديد اليات العمل الاسلامي.

    ومن كان يتواصل مع سماحته عن قرب كان يشعر دائما ان لديه مشروعا تجديديا لا بد ان يبرز في يوم من الايام، الى ان ادت التطورات على صعيد الواقع المرجعي بعد وفاة الامام الخوئي وطرح مرجعية السيد علي السيستاني الى قيام سماحته بطرح مرجعيته الفقهية بعد الحاح من طلابه ومن مريديه وبعد ان جرى التمهيد لذلك من خلال اصداره للعديد من الدراسات والابحاث الفقهية.

    ولذلك لم يكن طرح مرجعية السيد فضل لله امرا مفاجئا رغم ان طرح هذه المرجعية جرى خارج الاطر الحوزوية التقليدية «أي في النجف الاشرف وقم المقدسة او كربلاء».

    ورغم الحملات الكبيرة التي تعرض لها سماحته سواءا من بعض الجهات المرجعية او الحزبية او المرتبطة ببعض الاجهزة والمؤسسات الرسمية فقد شهدنا تجاوبا كبيرا مع مرجعيته في الاوساط الشعبية والدينية وخصوصا في اوساط الشباب.

    وبدون الدخول في استعراض الحملة المنظمة التي تعرض لها سماحة السيد فقد استطاع ان يواجه هذه الحملة مع انه دفع اثمانا غالية في صحته وعلى صعيد بعض نشاطاته العملية.

    واليوم تبرز اهمية مرجعية السيد سواء من ناحية الانتشار الشعبي وعلى المستوى العالمي «ان في العالمين العربي والاسلامي او في الاوساط الاسلامية في اوروبا وامريكا»، او لجهة المؤسسات المتعددة التي يشرف عليها سماحته، او من خلال الحصيلة الهامة لافكاره التجديدية والفقهية والتي تشكل اليوم ثروة كبيرة في الواقع الديني لم يتم استثمارها بالشكل الصحيح.

    الإنجازات والنجاحات


    اما على صعيد الانجازات والنجاحات التي حققتها مرجعية السيد فضل الله طيلة السنوات العشرين الماضية فيمكن تعدادها على الشكل التالي:

    1. اقامة عدد كبير من المؤسسات المتنوعة «الفكرية والاعلامية والاجتماعية والانتاجية» والتي قدمت نماذج جديدة على صعيد الواقع الاسلامي مع وجود بعض الاخطاء والثغرات في واقع هذه المؤسسات التي تتطلب متابعة مستمرة للتطوير والتحسين.

    2. الثروة الفكرية والفقهية والدينية الكبيرة والتي تتمثل بعشرات الكتب والدراسات والاتجاهات سواء التي اصدرها سماحته او التي صدرت عنه والتي تتضمن افكارا وطروحات تجديدية في مختلف المجالات، والتي تحتاج لمزيد من الدراسة والبحث والتعمق وتحويل بعضها الى آليات عمل والاستفادة منها على صعيد تطوير الواقع الاسلامي.

    3. التأسيس لتيار اسلامي واسع يجمع بين الرؤية الاسلامية الاصلاحية والمقاومة وبين الطروحات الفكرية التجديدة والانفتاحية، مما جعل افكار السيد وارائه تنتشر حتى خارج الاوساط المتدينة واصبح له امتدادا في البيئات الاسلامية المتنوعة ولدى الاوساط الثقافية العلمانية.

    4. الجرأة في طرح النقاش حول العديد من الموروثات والروايات المتعلقة بالسيرة وببعض الاجتهادات الفقهية وهذا اسّس لاجتهاد جديد في الواقع الشيعي وقد امتد لداخل الحوزة الدينية. ورغم ان هذه الجرأة اثارت ضد "السيد" حملة انتقادية واسعة وصلت الى حد الدعوة لاخراجه من "المذهب الشيعي" لكنها بالمقابل ساهمت في تعزيز الدعوة للوحدة الاسلامية على اسس متينة.

    التحديات المستقبلية


    واليوم وبعد رحيل سماحته لابد من طرح بعض التحديات والاسئلة التي تواجهها المرجعية الدينية الشيعية عامة ومرجعية السيد فضل الله بشكل اخص.

    والسؤال الاهم والمركزي الذي يمكن طرحه يتعلق بكيفية الاستمرار في مرجعية السيد ودورها الفكري والفقهي والمؤسساتي واستكمال الانجازات التي حققها السيد فضل الله خلال الستين عاما من نشاطاته وجهاده ونتاجه الفكري والفقهي.

    ومهمة الاستمرارية لا تقع المسؤولية فيها على دور السيد الذاتي او من سيخلفه بمتابعة العمل المرجعي والديني بل هي تتعلق بكل المؤسسات التي رعاها واسسها وساهم في دعمها وانطلاقتها، كما ترتبط بكل فريق العمل الذي رافق السيد في مسيرته وخصوصا في السنوات العشرين الاخيرة، كما تتعلق اخيرا بالتيار الفكري والفقهي الذي اسسه السيد على امتداد العالمين العربي والاسلامي وهذا التيار ليس محصورا باشخاص محدودين او جهات معنية بل قد يكون الذين ينتمون لهذا التيار اكبر واكثر انتشارا مما يمكن حصره في بيئة معينة.

    واما التحدي الثاني والاهم فهو يرتبط بتوفر شخصية او اكثر تستطيع حمل المسؤولية سواء على المستوى المرجعي او الفكري مع العلم ان الحوزة الدينية في قم والنجف والخليج وصولا الى لبنان اصبحت تزخر بشخصيات دينية وفقهية قادرة على التصدي لهذه المسؤولية لكنها تحتاج للدعم والرعاية. ولقد كانت ملفتا ان يتولى اية الله السيد عبد الله الغريفي وهو من علماء البحرين ومن الذين كانوا يدعون لمرجعية السيد فضل الله تلاوة بيان النعي وهذه اشارة اولى للدور المستقبلي الذين يمكن ان يتولاه على الصعيد المرجعي.

    واما التحدي الثالث فيتعلق بالمؤسسات التي ساهم السيد بتأسيسها وهي تتطلب الكثير من الاهتمام والحماية من الاخطاء والاشكالات والحفاظ على دورها الريادي بعيدا عن الحسابات الذاتية.

    تلك بعض التحديات المطروحة من اجل الاستمرار في مسيرة مرجعية السيد فضل الله مع دعائنا بأن ينجح محبوه ومقلدوه والحاملين لافكاره ونهجه لكي يتابعوا رعاية هذه المسيرة الرائدة.






  15. #165
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    الرحيل الصعب




    (طارق النزر) - (2010-07-05م)



    حين وصلني خبر وفاة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله قدس الله روحه الزكية، كان كل ما اتمناه أن يكون الخبر كاذبا، لكنه ومع الأسف لم يكن كذلك هذه المرة، وكان بصحة هذا الخبر وصدقه خبرا مفجعا ومبكيا ومريرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

    أي فراغ هذا الذي ستتركه بعدك أيها السيد الجليل، وأي ألم هذا الذي سببه خبر وفاتك لمحبيك، لقد علمتنا أن نصبر على مصائب الزمان، لكن مالنا لا نحتمل مصيبة رحيلك، لقد شعرنا بالضياع والغربة من بعدك، فأنت الذي كنت لنا أكثر من مجرد مرجع فقهي، أنت الأب الحنون الذي غذيتنا بفكرك وإيمانك وعلمك وأدبك، أنت المعلم لمكارم الأخلاق، والحاضن لأحلام الشباب والأمة، ربيتنا روحيا ومعنويا، كنت رمزا للإنسانية جمعاء من خلال مؤسساتك الخيرية التي تدعو للفخر والإعتزاز على ماتقدمه من خدمات انسانية كبيرة ونافعة، ورمزا للأديان السماوية كافة بما حملته شخصيتك العظيمة من أخلاق رسلها وأنبيائها، ورمزا للإسلام عامة بما تحليت به من صفات النبي الأعظم ، من صبر على الأذى في سبيل القضية الإلهية، والطيبة والتسامح مع من آذاك وأساء إليك، ورمزا شيعيا خاصا حيث جسدت سماتك أئمة أهل البيت من حكمة وموعظة وتعامل حسن رغم كل الظلم والتحديات دون أن تأخذك بالله لومة لائم، فكم صبر قلبك الطاهر، وكم تحملت نفسك الزكية، لكنك أبيت إلا أن تكمل رسالتك وأن تسير في خطك، فكنت محاربا لكل انواع الجهل والخرافة والغلو، ولا سيما تلك التي تفعل باسم الدين أو المذهب، وقدوة متميزة للوحدة الإسلامية في ظل الفتن الطائفية والنزاعات المذهبية، ومثالا للوحدة الوطنية في ظل الحروب الأهلية والإقليمية، فقد زرعت فينا الإعتزاز بأوطاننا وأدياننا ومذاهبنا لكن دون أن نلغي الآخر أو نستصغره ونحاربهه.

    كنت سيد الفكر وسيد الوعي وسيد الرسالة، شخصيتك ومسيرتك مدرسة حقيقية في شتى المجالات ولمختلف أنواع البشر، حقا إنك حالة استثنائية وظاهرة بشرية خاصة نقشت اسمها وسطرت حروفها على صفحات الزمن، لقد دخل اسمك التاريخ الإسلامي من أوسع أبوابه ليبقى منهلا للعلم والمعرفة على مدار الأزمنة، وشكلت بعطائك نقلة نوعية للتجدد بالفكر الشيعي وفقهه، جذبت العقول وأسرت القلوب، فأحببناك بالله، فحببتنا بالله أكثر وعرفتنا عليه أكثر من خلالك أنت.

    سيدي الجليل، كثر هم العلماء، لكنهم قلة من يعمل بعلمه، وكثر هم العاملين، لكنهم قلة المتميزين، لقد تميزت في كل شيء، وكنت فريدا بكل ما تحمله صفاتك الشخصية وعطاءك المتنوع وفكرك المنفتح وعلمك الواسع وصدرك الرحب.

    شاء الله العلي القدير أن يتوفاك، وإيمانا بقضاء الله وقدره، أسأل الله أن يتقبلك في فسيح جناته وأعلاها، وأن يلهم أهله الأعزاء ومحبيه الصبر والسلوان.

    كنت ولا زلت تعني لنا الكثير والكثير أيها الأب الروحي الغالي، فرحلت أيها السيد جسدا، وستبقى السيد الفكر والخط والروح والرسالة معنا على مر الزمن، غيبك الموت عن هذه الدنيا، لكنك ستبقى حيا في قلوبنا وعقولنا ووجداننا مابقينا، وستبقى كذلك للأجيال الواعية القادمة ما بقي الليل والنهار.





صفحة 11 من 23 الأولىالأولى ... 91011121321 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة حسين سعيد في المنتدى واحة المناسبات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2010, 12:28
  2. انا لله وانا اليه راجعون ....... الارهاب من جديد
    بواسطة محمد من الكوفة في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-04-2008, 18:43
  3. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-01-2007, 15:15
  4. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22-11-2006, 09:44
  5. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة منتصر في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2005, 22:16

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني