السيد ضياء الموسوي :

بمقال الامس، حاولت ان ارسل حمائم امل في الهواء، علها تستقر في اعين كل ابنائنا الذين سقطت اموالهم في بطن الحوت او الذين احترقت بقيت امالهم في نارمناجم الانكسار.
اشكر كل العوائل التي قامت بالاتصال وتقدم شكرها واقول لهم:
الامل بيد الله والتوفيق بيده ودورنا الا نيأس وان نعمل سويا خدمة لهذا الوطن الكريم وللمواطن البحريني.
اعلم ان الازمة المالية حطمت الزجاج الملون في نفوس هؤلاء الفقراء وتناثر الزجاج في الاعين والانفس شظايا واوجاعا.
لاادعي اني امتلك المصباح السحري او خاتم سليمان اوبساط سندباد ولكني امتلك ان اعمل بما استطيع في لملمة الشتات واسترجاع بقية الامل المتبقي في الاناء.
ليس من المعقول ان نتلهى بحياتنا ونحن نلمح عيون تقرحت من الدمع وقلوب محطمة على ابواب مدننا الحالمة!
كماقلت لكم لن انشغل بالشظايا التي انغرست في لحمي، بل سأبقى منشغلا ببناء حديقة املكم المحطم وسأعمل على سقي الورد بالامل بدلا من الدموع.
اقول لأحبتي، تلمسوا الواقعية وفكروا بجد في طبيعة الحياة، وماهي الارض الزراعية الخصبة التي بامكانكم ان تضعوا فيها مشاريعكم تقدم لكم من اي مشروع.
كونوا حذرين في افكاركم واموالكم واسألوا عن اي مشروع هل هو واقعي ام يعيش رومانسية.
اولا مسألة الخروج من الازمة هو ان تفكروا في البدائل من الآن، وان تعملوا على ترميم النفسية المحطمة والكف عن العتاب القاسي للنفس مع ترسيخ التفكير الايجابي للحياة، وان تكون الزوجة بجوار زوجها في هذه المحنة ولاتعمل على انزال عصا التوبيخ والعتاب على رأسه.
انت الآن في امس الحاجة للكلام الطيب وان يكون الابن مع ابيه والام مع ابنها والزوجه تتفهم وجع زوجها.
لاتظنوا انكم فقط الضحية فالعالم كله مليء بالوجع.
ثانيا ان تكون هناك استراتيجية مكونة من قبل مكونات المجتمع، ومن القطاع الخاص والعام ، مدروسة الاهداف والنتائج تكون بمثابة سفرة نجاة، وتمد جزءا من الاكسجين لمثل هذه العوائل المنكوبة.
-التضامن الاجتماعي مهم جدا في مثل هذه الحالات بمعنى ان نعمل سويا على تفقد بعضنا البعض وان نحاول بما نمتلك من امكانية متواضعة بتفقد المتضررين، خصوصا وشهر رمضان الكريم على الابواب وكذلك الاعياد.
فمن يؤمن بالله سبحانه وتعالى يجب ان يكون التكافل طريقه.
تنظيم طريقة صرف الاموال والاكل في المناسبات بصورة متوازنة خصوصا في شهر رمضان الكريم وشهر محرم وبقية الاشهر حتى يتم توفير جزء من الاموال لدعم مثل هذه العوائل المنكوبة.
مراجعة الطلبة الذين افقدتهم الازمة دراستهم في الخارج ومحاولة استيعاب مشكلتهم بادماجهم في جامعات محلية اوخارجية باقل تصاريف حتى لاتضيع امالهم.
اعرف شبابا اتصلوا من الخارج بنا بقوا عالقين لفترة لايمتلكون سعر تذكرة العودة.
اقول: دعونا نعمل سويا من اجل البحرين بلد التسامح والاخاء والانفتاح والطيبة ونضع الجرح على الجرح والوجع على الوجع بانسانية كبرى وشعارنا دائما قول الامام علي(ع) “اعطاء القليل ولاالحرمان”.