لواعج العمر
.................


ولّى الشباب بذكر لست أحسده الشيب يطرده يمضي به العجل

إني أرى الصبح في شعري يغازلني حتى نهاني وأدري إني مرتحل

ياواعضاً آمراً والثغر مغلقه في غرّةٍ يأتني لا يؤمن الأجل

قد أخطأتني سهام الموت في حرب لم يبكني أمس بل لم يبكني طلل

إن طال عمري فلا عزٌّ وتكرمة خرسا سنيني فلا حلم ولا أمل

لويضحك السن في صبح مسى وجِلٌ من عثرةٍ خبأتها سحبي الهُطِل

ما لُمتُ دهراً فنفسي سيف مقتلتي حتى ابتلاني طفل لاهي جذل

حاط السواد جموعي ضاق متسعي حين اكفهر بعيني لونها الخظل

هذي حياتي فهل أُبقي دقائقها هل أرتجي رجعة أيامي الأول

قد لامستني كبل القطر صامتة وخلفتني لشمس تخرج العطل

فيمن شكاتي وأهلي في رحى زمن قد أعطبتهم على حدبائها حملوا

إن طارحتني لنهي الرب زانية أعرضت عنها لنبت فيه أعتمل

جئنا جياد وذي الأيام طاردت منا سنينا ولكن يلهنا شغل

اعمل لبكرا كأن العمر من مهل وأمسك النفس خوفاً يرحل المهل

إذ أدّبتني ليالي الضيم جازمة مشياً على الأرض لا بطيء ولا عجل

أوقف رجاءاً لما في كف قابضة وابسط بكفٍّ لما في كفك أملوا

اقبض على المال لا بخل فتبخسه عن ناظرين لكف الجود ينتشل

وأفسح لحى الصدر تغدو كل نازلة وألزم لسانا وعرضاً يمحق الزلل

وافصل الرحم من تحنان نائلة تمسي يباباً ويبقى من له أصل

إن أعرضت ظهرها الأيام شاغلها تقبل بصبر ولا يرقى لها جبل

تلكم على مضض دنياي اقبلها إني بما أوجب الرحمن أمتثل