يشعر الطفل الخجول بالقلق والارتباك في الاوضاع غير المألوفة له او عندما يتعين عليه ان يتفاعل مع الاخرين. ويشعر بالتوتر عندما يشعر انه في بقعة الضوء او عندما يطلب منه ان يتحدث امام مجموعة من الناس. ويشعر بالراحة عندما يراقب الحدث من بعيد. ويسعى بكل طاقته ان يجنب نفسه عناء المشاركة في اي نشاط.

يشعر معظم الاطفال بالخجل بين فترة واخرى. ولكن حياة الاطفال الخجولين تخضع لقيود كثيرة . ومنهم من يتغلب على الاحساس بالخجل عندما تتقدم به السن ويزداد خبرة بالحياة. ومنهم من يبقى خجولا مدى الحياة وان كان باشكال مختلفة. وبامكان الاهل مساعدة الطفل الخجول في التخفيف من الاحساس الاليم بالخجل.

الآثار السلبية للخجل:

يمكن ان يؤدي الخجل الشديد الى افساد حياة الطفل في كثير من الاشكال. نذكر منها:
- تقليل فرص تطوير المهارات الاجتماعية او ممارستها.
- تقليل فرص المشاركة في الانشطة المختلفة وتبادل الخبرات والافكار مع الاخرين.
- انخفاض القدرة على الوصول الى التحقق الكامل بسبب الخوف من احكام الاخرين.
- ازدياد الاحساس بالوحدة وعدم الاهمية وعدم القيمة.
- ازدياد الشعور بالقلق.
- حالات بدنية محرجة كاحمرار الوجه والتلعثم.

وللخجل ايضا مزايا ايجابية اذا كان في الحدود المعقولة:

- التركيز على التفوق في المواد المدرسية.
- القدرة على الانصات للاخرين.
- سهولة التعامل مع الخجول والاهتمام به.

اسباب الخجل:

- الوراثة: فبعض خصائص بنية الطفل تحددها جزئيا التركيبة الوراثية من الابوين.
- الشخصية: الحالة الانفعالية والحساسية المرهفة عند الطفل تزيد من احتمال ان يكون خجولا.
- السلوك المكتسب: الاطفال يتعلمون بالمثال من الاهل والاصدقاء كيف يتصرفون. والابوان الخجولان قد يعلمان اطفالهما الخجل بالمثال.
- العلاقات الاسرية: الاطفال الذين يعيشون في اسر غير مستقرة اجتماعيا او اقتصاديا يشعرون بالقلق، ويكتسب هذا الاحساس بالقلق شكل الخجل.
- المبالغة في حماية الطفل : الابوان اللذان يبالغان في حماية الطفل قد يجعلان منه طفلا متوترا وخائفا من الاوضاع الجديدة.
- قلة التفاعل الاجتماعي: الاطفال المنعزلون عن الاخرين في السنوات الاولى من حياتهم قد يفتقرون الى المهارات الاجتماعية للتواصل مع اشخاص لا يعرفونهم. فالمهارات الاجتماعية يتعلمها الطفل بالممارسة.
- الانتقاد اللاذع المبالع فيه: الاطفال الذين يتعرضون للسخرية اذا ارتكبوا خطأ ما من الاهل والرفاق في الشارع والمدرسة قد يميلون الى الانطواء والخجل.
- الخوف من الفشل: الاطفال الذين يبالغ اهلهم في دفعهم الى التحقق بشكل يتجاوز قدراتهم البدنية والنفسية والذهنية قد يصابون بخوف من الفشل يأخذ شكل الخجل.
- الحلقة المفرغة: اذا تصرف طفل تصرفا خجولا في حالة من الحالات قد يؤنب نفسه بعد ذلك او قد يؤنبه الاهل. هذا التأنيب يجعله اكثر وعيا بذاته مما يزيد من احتمال ان يتصرف تصرفا خجولا في المستقبل. ومع مضي الوقت تتراجع ثقته بنفسه ويقل تقديره لذاته. وبقلة الثقة بالنفس يزداد خجله.

موقف الابوين بالغ الاهمية وتأثيرهما في حياة الاطفال اكبر مما يعتقدان. ينصح الاهل بما يلي:

- الحرص على عدم وصف الطفل بانه خجول لان الاطفال – وكذلك الكبار - يميلون الى تحقيق ما يلصقه الاخرون بهم من صفات.
- عدم السخرية من الطفل عندما يكون خجولا. هو بحاجة الى دعم وتفهم، وليس الى سخرية.
- تشجيع الطفل على الحديث عما يشعره بالخوف والتوتر.
- بامكان الاهل ان يتحدثوا للطفل عن حالات شعروا فيها بالخجل عندما كانوا في مرحلة الطفولة.
- بامكان الاهل ان يتصرفوا بشجاعة في الاوضاع الاجتماعية المختلفة وان يعلموا الطفل بالمثال.
- الثناء على الطفل – دون مبالغة - عندما ينجح في التغلب على الخجل.
- وضع الطفل في حالات جديدة. وتشجيعه على اخذ الخطوة الاولى كأن يقول مرحبا لطفل جديد.
- تشجيع الطفل على التفوق في اي موضوع يجد في نفسه ميلا اليه. الثناء على اي مهارات جديدة يتعلمها.
- في حالات الخجل الشديد يمكن الاستعانة بالمرشد النفسي.