بسم الله الرحمن الرحيم ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) صدق الله العلي العظيم

هو السيد محمّد حسين ابن السيد عبد الرؤوف ابن نجيب الدين ابن السيد محيي الدين ابن السيد نصر الله ابن محمد بن فضل الله (وبه عرفت الأسرة وإليه نسبت) ابن محمد بن محمد بن يوسف بن بدر الدين بن علي بن محمد بن جعفر بن يوسف بن محمد بن الحسن بن عيسى بن فاضل بن يحيى بن حوبان بن الحسن بن ذياب بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن داود بن ادريس بن داوود بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ..

ولد سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في النجف الاشرف العـراق في19/شعبان/1354هـ ، حيث كان والده السيد عبدالرؤوف فضل الله قد هاجر إليها لتلقّي العلوم الدينية ، وأمضى مع أسرته فترات طويلة في الدرس والتدريس ، ضمن الحاضرة العلمية الأبرز في العالم آنذاك ..

ترعرع السيد فضل الله في أحضان الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ مبكرة جداً.. ففي حوالي التاسعة من عمره، بدأ بالدراسة على والده، وتدرّج حتى انخرط في دروس الخارج في سنّ السادسة عشرة تقريباً، فحضر على كبار أساتذة الحوزة آنذاك، أمثال: المرجع الديني السيد ابو القاسم الخوئي والمرجع لديني السيد محسن الحكيم والسيد محمود الشاهرودي والشيخ حسين الحلي (قدّهم)، وحضر درس الأسفار عند الملاّ صدرا البادكوبي ..

وقد كان سماحة السيد فضل الله من الطلاب البارزين في تحصيلهم العلمي في تلك المرحلة، ويُذكر في هذا المجال أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قده) قد أخذ تقريرات بحث السيد فضل الله إلى السيد الخوئي لكي يُطلعه على مدى الفضل الذي كان يتمتع به سماحته، هذا الأمر الذي انعكس فيما بعد ثقة كبيرة من المرجع الخوئي تجاه السيد فضل الله، فكانت وكالته المطلقة له في الأمور التي تناط بالمجتهد العالم وقد أثر عن سماحة السيد فضل الله أنه كان من الأوائل البارزين في جلسات المذاكرة حتى برز من بين أقرانه ممن حضروا معه فتوجّهت إليه شرائح مختلفة من طلاب العلم في النجف آنذاك فبدأ عطاءه العلمي أستاذاً للفقه والأصول..

غادر سماحته مدينة النجف الاشرف متوجها الى بيروت سنة 1966 واسس فيها حوزة علمية استقطبت جموع غفيرة من الشباب المؤمن والذين تتلمذوا وتخرجوا على يديه قدس سره فاستحق بكل تقدير لقب كوكب الايمان وصانع القادة , كما اسس النواة الاولى للمقاومة الاسلامية في لبنان لتكون راس الحربة في مواجهة الاحتلال الصهيوني والتي الحقت فيه خلال 25 سنة هزائم مريرة لاول مرة في تاريخ الكيان الغاصب , كما اسس الحوزة العلمية في السيدة زينب عليها السلام في سوريا , واسس العشرات من دور الايتام والصم والبكم والمكفوفين والمعوقين ومراكز رعاية الفقراء والمحتاجين والمؤسسات التعليمية والمراكز الصحية والخدمية والمؤسسات الاكاديمية المهنية ومكاتب التبليغ الشرعية والمؤسسات الاعلامية كما اسس قناة الايمان الفضائية واذاعة البشائروالعديد من النشرات الصحفية وله المئات من المؤلفات في الفقه والافتاء والتفسير والمجتمع والشعر وبذلك صدقت نبؤة شهيد العصر اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قده عندما قال ( كل من خرج من النجف خسر النجف الا السيد فضل الله فقد خسره النجف ) حيث ان هناك العشرات من رجال الدين والمراجع في النجف وبكل تلك القدرات المالية العالية لم يستطع احد منهم ان يفعل نصف ما فعله السيد رضوان الله تعالى عليه في مجتمعه وعالمه العربي والاسلامي والانساني ..


توفي سماحته في بيروت يوم الاحد 4 / 7 / 2010 ..


رحم الله سماحة السيد الحبيب العالم الرباني الذي اثرى بفكره وعلمه وجهاده وعبقريته كل الوجود .


الفاتحة