عندما لا يبرح الحنين


لست شاعرا ولكني أحيانا أكتب مشاعري نظما فيأتي موزونا مقفى فحدث ذات مرة أن نظمت شعورا وكتبته في ملف وأودعته في حاسبتي وبعد حين من الزمان تذكرته فبحثت عنه في الحاسبة فلم أعثر عليه فتذكرت ذلك الشعور وأعدت نظمه من جديد وبعد فراغي منه وجدت الملف المفقود فإذا الشعور المسطور هو هو لكن الكلمات تبعثرت وتطشرت وتقدمت وتأخرت

فما كان أولا:

يغيب الخل عن عيني ليالي ** يزول الخير حالا بعد حالِ

وحالي دون ما صاغٍ لبثّي ** دوام الحال فرضٌ من محالِ

وهام القلب من ذكرى فأرنو ** وصال الطيف أربى من وصالي

فطيف الخل في وصل ولكن ** وصال الخل أمسى في خيالي

وهان الصد في قلب المرجى ** وحل الغم في قلبي وبالي

وولى النوم عن عيني فغارت ** نجوم السعد سيراً في ارتحالِ

ودون الوصل تعريضي لسهدي ** ودون السهد ذلٌ في سؤالِ

فأمسى السهد في ليلي خليلا ** ويخلو ناظري مما خلا لي

وسهدي ليلتي فيها وتمضي ** ليالي الوصل منها في سجالِ

فليت الموت يأتيني سريعا ** فبعد الخل عيشٌ لا حلا لي


_________________________________
وما جاء على منواله:

سئمتُ النومَ لا أبغي مباتي ** مللتُ العيشَ لا عاشت حياتي

وولى النومُ من عيني وتمضي ** نجومٌ سعدُها في الغائراتِ

ورمتُ الخلَ في ليلٍ تهادى ** وجلتُ الطرفَ بحثاً في أناةِ

فبعدَ الخلِ لا عيشٌ فيرجى ** ودونَ الوصلِ لا لانت قناتي

وطيفُ الخلِ في وصلٍ ولكن ** غَوادٍ تغتدي في الرائحاتِ

وأمسى السهدُ في ليلي خليلاً ** ويخلو ناظري لا ذكرياتي

وهمي حيثُ ما أمست وتغفو ** ويسري القلبُ هجراً للسباتِ

فمن لي دونها يا قلبُ أشكو ** وعشتُ الغمَ في نفسي وذاتي

وأنوي دونها هجراً لعيشي ** وأغدو راحلاً صوبَ المماتِ


مضر الغالبي