النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    2,529

    فضل الله في القنوات الشيرازية

    فضل الله في القنوات الشيرازية
    السيد علي السويج* - 17 / 7 / 2010م - 1:08 م


    أغلبكم أيها السادة الأفاضل شاهد منذ عام تقريبا تلك المقابلة التي أجراها الإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس رئيس تحرير مجلة المجلة السعودية سابقا عبر إحدى القنوات الفضائية المهاجرة مع المدعو ياسر الحبيب الذي لايقول شيئا من خلال حواراته المثيرة للجدل سوى الردح والهجاء وقد شن عبر هذا اللقاء هجوما غير مبرر على سماحة آية الله الراحل السيد محمد حسين فضل الله قدس سره حيث وصفه أنه من البتريين الذين خرجوا عن دائرة التشيع وقد رماه بالضلال والانحراف ومما لايخفى على أحد انتماء هذا الرجل إلى المدرسة الشيرازية وهو الذي يقيم حاليا في لندن مع كبيره الذي علمه السحر السيد مجتبى الشيرازي ومن شابه أباه فما ظلم ! هذه التهم الرخيصة والمعلبة عندما تصدر من معتوه لم يعد له من منطق غير المخلب والناب فلا غرابة فيها لأنها تعد من لغو الحديث وسفاهة القول وترك الجواب على الجاهل جواب ولكن أن نكتشف بين عشية وضحاها أن الفكر المتطرف الذي يحمله هذا الرجل القابع في عاصمة الضباب يمثل تيارا عريضا في الساحة الشيعية فهذا مالا نتوقعه أو نتصوره البته !

    وفاة سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله قبل أقل من شهر تقريبا كان لها الأثر البالغ من الحزن والأسى في نفوس مقلديه ومحبيه سنة وشيعة وقد امتلأت المنابر الإعلامية وزخرت بالكثير من قصائد الرثاء والخطب التي عبرت في مجملها عن الخسارة الفادحة برحيل هذا المرجع الكبير ولم يتمحور هذا الحزن على المسلمين فحسب بل خيم بظلاله على بعض الإعلاميين والدبلوماسيين الغربيين وقد تم طرد الإعلامية الأمريكية من أصل لبناني (أوكتافيا نصر) من شبكة سي إن إن الإخبارية بسبب رسالة إلكترونية نشرتها وضمنتها إعجابها بالراحل الكبير عبر موقع الفيس بوك كما أن السفيرة البريطانية في لبنان أثارت حفيظة الخارجية البريطانية حيث عبرت عن حزنها الشديد لرحيل هذا المرجع الكبير ورغم كل تلك الأصداء التي هزت الشارع العربي والإسلامي برحيل هذا العلم والمفكر الإسلامي الشهير لم تحرك ساكنا ولم تحفز بشرا من رجالات التيار الشيرازي وقنواتهم الفضائية المنتشرة انتشار النار في الهشيم عبر السموات المفتوحة وقد كنت حين إذاعة نبأ وفاة هذا المرجع لا أبرح مثل هذه القنوات لعلي أقرأ خبرا من خلال الشريط الإخباري عن وفاة هذا السيد الجليل من منطلق أن المصيبة أحيانا تجمع الفرقاء وتلم القلوب و ترص الشمل لاسيما إذا كانت المصيبة تتمثل في وفاة عالم من علماء الطائفة وعلم من أعلامها مهما بلغت الاختلافات وتباينت الرؤى إلا أن المفاجأة لي ولغيري بل أقول الصدمة أن برامج هذه القنوات كانت تبث بصورة اعتيادية وكأن شيئا لم يكن بل إن إحدى هذه القنوات راحت تبث عبر شاشتها أناشيد فرح ومواليد وقد أوحت مثل هذه القنوات للمتابع لها من خلال عدم إعلان خبر وفاة هذا المرجع بأن الراحل مجرد واحد من مجاهل أفريقيا وأحراش الغابات الاستوائية ولا أعلم أيها السادة إن كان سماحة العلامة الراحل السيد محمد رضا الشيرازي الذي وافاه الأجل هو الوحيد الذي يستحق قطع البث وفرض حالة الطواريء وعقد البرامج الحوارية في رثائه آناء الليل وأطراف النهار وعرض خطبه واستذكار محاسنه إلى يومنا هذا وأما غيره من المحسوبين على غير هذا التيار فلا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب وإن وصل عباب السماء بعلمه وفكره وانفتاحه على الآخرين !

    إنها صورة تبعث على الأسى أن نرى تيارا شيعيا بهذه الصورة الأحادية والغريب في الأمر أن هذا التيار يزعم أنه مع حرية الرأي واحترام الآخر ولا أدري أي حرية رأي واحترام الآخر مع سماحة العلامة السيد فضل الله الذي لم ينع ولم يبث نبأ وفاته على هذه القنوات مطلقا ولم تكن القنوات الشيرازية وحدها قد عبرت عن هذا الموقف السلبي بل أن قناة المعارف الفضائية التابعة لرجل الدين المعروف سماحة الشيخ حبيب الكاظمي دأبت الموقف نفسه فلم تبث أي خبر عن وفاة هذا الراحل الكبير ولم تنطق ببنت شفه عن رحيل هذا العلم لامن قريب أو بعيد وقد وصل هذا التعتيم والخوف من إذاعة خبر وفاة هذا الرجل والتحدث عن أخلاقه وعلمه حتى في مساجدنا فهناك مساجد وجوامع في الهفوف والمبرز لم يجرأ بعض أئمتها على ذكر وفاة هذا العلامة والتزم الصمت المطبق إلا من رحم ربي فهناك بعض أئمة المساجد أعلن نبأ الوفاة ونعى المسلمين وعقد مآتم عزاء في الوقت الذي أعلن أئمة المسلمين السنة عزاءهم في فقد هذا العلامة المتنور كان أبرزهم سماحة الشيخ يوسف القرضاوي وغيره الكثير .


    سماحة السيد محمد حسين فضل الله مرجع مجدد وعلامة متنور وحجة بالغة كما يحلو لمقلديه أن يسموه ورغم بعض الفتاوى التي أثارت سخط البعض المخالفة للمشهور فلا أرى ضيرا من تبجيل هذا الرجل واحترامه بصرف النظر عن تقليدي له في المسائل الفقهية أم لا وأقولها للتاريخ لكل شيعي أن يفخر بهذا العلامة لما عرف عنه من مواقف منفتحة على الناس والحياة حتى بات سماحته صديقا لمعظم المفكرين والمثقفين ومن دعاة التجديد وإخراج الفكر الإسلامي من صنمية التحجر والإنغلاق وأمسى أحد أبرز المراجع الذين يعملون على تقريب المفاهيم والمصطلحات الدينية من قلوب الناس وعقولهم واستطاع أن يتجاوز الإطار المذهبي الضيق إلى المدى الإسلامي الرحب والبعد الإنساني الشامل وإن كان خصومه يحاربونه اليوم باسم الدين والفقه والتشيع فلينظروا إلى رموزهم وماذا يتحدثون على المنابر الحسينية فإن كان سماحة السيد فضل الله يتهم بالتشكيك في العقيدة ونفي ظلامة السيدة البتول كما تزعمون فأعلامكم على المنابر الحسينية يتهمون بالغلو حينما يدعون أن السيدة الزهراء توزع في المجالس أوراق البراءة من النار والعتق من جهنم على كل حاضر عزاء الحسين حتى وإن كان من الفاسقين وماخفي كان أعظم ! وإن كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة .

    فانظر بعقلك إنّ العين كاذبة ... واسمع بحسّك أنّ السمع خوّان
    ولا تقل كلّ ذي عين له نظر ... إنّ الرعاة ترى ما لا ترى الضان


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    افتراضي

    أحسنت أخي الكريم على النقل الموفق وبارك الله فيك , وسيظل سماحة المرجع الفقيد السيد فضل الله مشعلاً ونوراً يستضاء من علمه وفقهه ووعيه رغم حسد وحقد البعض من أشباه الرجال وما هم برجال مع الأسف .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني