اكتبي لي
كما كنني قديماً تكتبين
وذكريني بأحلى أيام عمري
وبأجمل ما جادت به عليه السنين
وصوري لي كيف كنا نعشق بعض
وكيف من عشقنا تعلمت كل المجانين
أن تتمرد في عالم أل لا واقع
وأن تتيه في ضوء النهار
وفي اصغر الدرابين
اكتبي لي كيف كنا قاموساً ومعجما
يرجع إليه كل مبتدأً
من صغار المحبين
اكتبي... واكتبي
فقد جف ساق عمري
وتيبست أوراقي
فأنا في خريفي
أو لعلي ذكرى من الماضين
وأن كنتي سيدتي
قد نسيتي حبنا
والشوق والهمسات
أذن اكتبي لي عن وطن
جل سكانه حفاة
وبراءة الأطفال فيه
أبشع من جرائم الطغاة
وأن كل المظلومين فيه
لا يستحقون الحياة
أو .. لا ...........
اكتبي لي عن
سيمفونية المفخخات
فهي أحلى موسيقى في بلدي
وأجمل من كلَ الأصوات
اكتبي لي عن وردِ
سيقانه أفاعي
وأوراقه حيات
ولونه يقطر دمِ
ورحيقه يتحول إلى سمِ
والنظر أليه يبشر بالظلم
وزراعته كابوس
أثقل من كل حلم
اكتبي لي يا حبيبتي
عن تناثر أشلاء الضحايا
فهي كالأعياد
عند باقي الناس حين يحتفلون
ويتبادلون الهدايا
لكننا لا نهدي ورداً
أننا نهدي منايا
فتناثر أشلاءنا
أجمل من كل الألعاب النارية
فهي توزيع للبلايا
أكتبي حبيبتي
عن بلد تتوسع في مساحات المقابر
وتصغر فيه متنزهات الأطفال
وتحرق فيه الكتب والدفاتر
وأحلى لحظات الإنسان فيه
أن يعيش حائر
ولم يحكمه منذ إن خلقه الله
غير عليَ
إلا سلطانُ جائر
أكتبي حبيبتي
أكتبي سيدتي
فانا أحبك دوما
أن تكتبين

المخلص
جثمان يتنزه في أزقة المقابر