النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    174

    افتراضي الوارث والمستورث في التيار الصدري ( رؤية قرآنية )

    في الوارث قال تعالى:
    ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {فاطر/32} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ {فاطر/33} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ {فاطر/34}
    ((وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {الزمر/74} ))
    ((وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ {غافر/53} هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ {غافر/54} ))

    وفي المستورث قال تعالى :
    ((وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ {الشورى/14} ))

    ((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {الأعراف/169}))

    عندما نطالع القران الكريم بصورة واعية وسليمة نجد أنفسنا أمام الكثير من الحقائق الجليلة التي تنطبق على الواقع بقوة و وضوح مستوعبة لحياة البشر وفي مختلف الاتجاهات والأساليب ومن هنا نثق وبقوة بان هذا الكتاب العزيز إنما هو دستورا حقيقيا للإنسان أينما كان ومهما كان
    نقف هنا عند محطة قرانيه مهمة تتعلق بالقيادة الصالحة للأمة وخصوصا من بعد رحيل الأنبياء عن الحياة وكيف ان القران يميز لنا بين خطين من القيادات التي برزت للواقع وكلاهما يدعيان إنهما أحق بان تتبعهما الجماهير وهذا الأمر وهو الصراع بين الوارث والمستورث يمثل جبهة حقيقية لا زالت تتكرر في الواقع فلا زال المستورث يسعى دائما لسرقة شرف الوراثة من المؤسس الأول والداعية الأصلي لذلك الدين او ذلك المذهب او التيار ولا زال الوارث الحقيقي يسعى بكل جهده مضحيا بما يملك من اجل الحفاظ على الإرث الروحي والفكري للمؤسس والداعي الأصلي, لقد عاش الإسلام هذه التجربة بقسوة وصعوبة قي التميز بين الوارث الحقيقي (( أمير المؤمنين)) والمستورث (( الخلفاء))الذي ابتليت به الأمة بعد رحيل القائد الأكبر (ص)
    ومن هنا نجد ان هذه المعادلة تتكرر في كل حين وبكل مجال من مجالات العمل الالهي فاين ما تجد خطا الهيا و تيارا دينيا تجد الجدلية قائمة في ان هناك وارثا حقيقيا وهناك مستورثا يسعى الى سرقة شرف الوراثة.
    وليس التيار الصدري بمنئى عن هذا المنطق البشري المذكور في القران الكريم فمنذ رحيل المؤسس والداعي الاصلي (( شهيد الجمعة)) والى هذه اللحظة يعيش هذا الخط الشريف هذه المحنة وينوء تحت هذا الصراع فبين الحين والاخر تبرز لنا تحركات هنا وهناك تطمح الى ان تكون هي الممثل الحقيقي لنهج السيد الشهيد وتدعي انها الوارث الحقيقي له وانها القادرة فقط على تمثيله من الناحية النضرية والعملية وهذا ما لمسناه منذ ان ذهب السيد الشهيد الى ربه راضيا مرضيا والى يوم الناس هذا فمرة نرى احد الاشخاص يدعي انه الوريث العلمي له وانه اعلم الاحياء ومرة يدعي اخر انه المجسد الحقيقي لافكاره وتارة يدعي حزبا معينا انه مطبق لرؤاه السياسية وتارة يزعم اخر انه يجسد ثوريته وهكذا يترادف المستورثون على الساحة الصدرية بين الحين والاخر والغريب ان الكل يقف صفا واحدا لابعاد الوارث الحقيقي الذي كان و لا يزال متمسكا بكل قوة بثوابت السيد الشهيد مما كبده خسائر مادية ومعنوية كثيرة ومعاناة مريرة والاغرب من كل ذلك ان الجميع لا يصمد بل يتلاشى مع مرور الوقت ويتحول الى تجمع ابتر هنا او كيان هش هناك ومرجعية رتيبة هناك وهكذا تتكسر مؤمارات المستورثين وخططهم امام صمود الوارث الحقيقي وامام وعي وعقيدة الامة الصدرية بقيادتها, والان لننقف مع القران في استشراق المفاهيم العميقة ضمن هذه النقاط:

    اولا: حين نقرا القران مستنطقين لاياته الكريمة نرى الصورة واضحة وغير مشوشه ونجد ان المائز الاكبر فيها ان الوارث اخذ وراثته بجداره عالية وان الذي اعطاه الوراثة هو الله تعالى بينما نجد المستورث اخذها باساليب اخرى متعددة وكلها دنيوية ولا نعلم من اعطاه الوراثة الا ان يكون هو من منحها لنفسه فتعال معي للقران و لاحظ كيف يميز بين الاثنين.
    عندما يتحدث عن الوارث يقول : ((ثم أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {فاطر/32}))
    الفاعل في قوله ((اورثنا)) يعود على المتكلم وهو الله تعالى سواء كان الامر تنصيبا كما حصل للمعصوةمين او كان توفيقا كما حصل للوارث الحقيقي للخط الصدري بينما تعال معي اقرا ماذا يقول في المستورث: ((وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ {الشورى/14}))
    فهم (( اورثوا)) ولا نعلم من الفاعل للفعل هنا والمهم انه ليس التنصيب و لا التوفيق الالهيين ثم لاحظ ان المستورث يقع دائما في دائرة التفرقة فحينما يحصل على وضع علمي معين سواء كان حوزويا او سياسيا او أي شيء اخر فيشعر انه اعلى رتبة من الناحية العلمية من الوارث الحقيقي فقد قال عز وجل ((وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)) بلا هذا هو مبرر المستورثين عبر الاجيال يرون انفسهم اعلى شانا علميا من الوارث ويدعون انهم هم من يحمل علم وارث السيد الشهيد الفكري .

    ثانيا: الوراثة تمارس من خلال القيادة الصالحة للمجتمع والسير به نحو التكامل عبر انتهاج ثوابت الخط الالهي الاصيل ولنلاحظ هنا القران ماذا يقول:
    ((أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {الأعراف/100} ))
    ومن ناحية اخرى:
    ((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {الأعراف/128} ))
    الايتان تجعلانا نقف متأملين في هذه المعادلة فتابع معي فهنا ((أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا)) من يرث الارض – وليس وراثة الارض هي التراب – بل هي القيادة الصالحة للمجتمع المعمر بالارض من بعد اهلها الذين ضحوا وعانوا من اجل اعمارها بالعدل والقيم الالهية الصالحة فاقرا معي هذه الايات واستنطق القران ليخبرك بما نقول:
    ((فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {الشعراء/57} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {الشعراء/58} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {الشعراء/59} ))
    وقوله تعالى: (( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ {الأعراف/137} ))
    القران يؤكد ان بني اسرائيل وقع عليهم الاختيار الالهي – هذا يحتاج بحث مستقل لاثباته استنطاقيا من القران – فالاختيار الالهي ليقوموا بمسؤلية الوراثة الحقيقية للانبياء والقيام بالعدل الحقيقي من خلال القيادة الصالحة
    وهذه الاية تتفق تماما معنا فاقرا:
    ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ {الأنبياء/105} ))
    انه قانون الهي لا يشذ عنه ولا يخالفه الا منحرف مستورث يريد ان يسرق شرف الوراثة لاجل مصالحه الخاصة

    ثالثا: ان المؤسس والقائد الاصيل والذي اوجد ثوابت الخط الالهي يطلب من الله تعالى وارثا يرثه وذلك لانه – يخاف – من المستورثين الذين يحرفون نهجه ويغيرون ثوابته وهذا ما طلبه زكريا من الله تعالى فقد قال تعالى:
    (( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {مريم/2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {مريم/3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا {مريم/4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا {مريم/5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا {مريم/6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا {مريم/7} قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {مريم/8} ))

    زكريا عليه السلام يشخص لنا ضرورة ملحة كانت تقلق الانبياء دائما في تشخيص الوارث الحقيقي للنهج الصحيح والخوف الدائم من المستورثين الذين سيماسرون مختلف الطرق لسرقة شرف الوراثة واقصاء الوارث الحقيقي ولكن الله تعالى لن يخيب امل زكريا (ع) بل استجاب له و وهب له ابن صالح وهو يحيى (ع) ليكون وريثا للنهج الالهي الذي ارسى دعائمة زكريا انذاك ومن هنا نجد ان السنن الالهية جرت غالبا في ان يكون الوارث الحقيقي من نسل القائد المؤسس ومن تلك البيوت الطيبة حتى تكون المزايا الالهية منسجمة مع الافاق التربوية التي سينالها الوارث من القائد والمؤسس الحقيقي ولنعد لعبارات القران ولنرى ((خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي)) ان الخط يزخر بالمستورثين الذين سوف يبرزون بمجرد غيابي عن الساحة والنبي زكريا واي قائد الهي كالسيد الشهيد يخاف لا على نفسه بل يخاف على ضياع الخط الالهي بايدي مستورثة وغير امينة ثم لا حظ معي ((فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا)) هنا يكمن الجوهر الحقيقي للوراثة فالوريث هبه من الله تعالى ليس للناس فقط بل هو هبة للقائد الاول والمؤسس الاصيل ثم ماذا يقول تبارك وتعالى اسمع واستنطق معي ((يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)) ان الوارث الحقيقي وارثا لاسرة علمية ومجاهدة وطيبة (( ال يعقوب)) وفي زماننا (( ال الصدر)) فمنطق الاسر الرائدة للاصلاح لن ينتهي عبر الاجيال ما دام الوارثون موجودون وهذا الوارث لابد يتصف بصفه انه رضي يسعى لرضا الله تعالى وان اغظب العالم باسر لا يجامل و لا يداهن و لا يفاوض على الحق , انا لا اكاد اتمالك نفسي من الدهشة حين اطبق القران على حياتنا فاشعر ان الاية كانها نزلت فينا فاقرا معي ((يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)) يا زكريا ويا كل مؤسس لاي خط الهي وكل قائد لاي امة ان الله تعالى يريد منك ان تطمأن تماما فان هناك غلام – شاب – والرائع والعجيب ان هذا الوارث كان يحيى واليوم في الخط الصدري هو (( مقتدى)) لم يجعل له الله لاحد لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ونحن هنا لا نغالي ونبالغ مع اننا نعتقد ان السيد مقتدى الصدر خادم لسيدنا يحيى عليه السلام وان السيد مقتدى الصدر مهما كان فهو دون مقام نبي الله يحيى (ع) ولكن لاحظ التوافق القراني المدهش بين الامرين فالفكرة اعني فكرة الوارث تنطبق تماما ويوافقها توافق عجيب في ان الوارثين كلاهما تميزا بان الله لم يجعل لهما من قبل سميا ولم نسمع – مع شهرته – ان احدا تسمى باسم مقتدى قبل الوارث مقتدى الصدر وزكريا يشعر بالمفاجأة ((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ)) من اين سيكون لي وارث مني وهذه موافقه اخرى فالسيد مقتدى الصدر لم يبرز للساحة ابان حيان السيد الشهيد كقائد جماهيري بل كلن مندكا بمرجعية السيد الولي تماما وغرابة هذا الامر – وراثة السيد مقتدى – كانت معروفة حين تطرح في ذلك الحين ولكنه ارادة الله تعالى فهو يصطفي من يشاء للوراثة الصالحة كما تحقق ذلك بين نبي (اب ) ونبي (ابن) فقد قال تعالى : ((وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ {النمل/16} ))
    ووللقارئ الكريم ان يقرا موردا اخرا مشابها ويستخرج منه توافقات جديدة فقد قال تعالى: ((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {الأنبياء/89} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {الأنبياء/90} ))


    رابعا: للوارث صفات جليلة ذكرها القران تنطبق تماما على ما نحن فيه فاقرا معي هذه الايات:
    ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {المؤمنون/1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون/2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {المؤمنون/3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {المؤمنون/4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {المؤمنون/5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {المؤمنون/6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون/7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {المؤمنون/8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {المؤمنون/9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {المؤمنون/10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {المؤمنون/11} ))
    كل هذه صفات مهمة و نلاحظ انها تنتهي باشارة جامعة للكل بقوله تعالى ((أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ)) فمن يرث فردوس الاخرة لابد ان يتمتع بهذه الصفات ومن يريد ان يرث فردوس النعيم الروحي والاخلاقي لمنهج محمد الصدر لابد ان يتمتع بهذ الصفات ايضا وكلها صفات معروفة ومنطبقة على الوارث الصدري ولكن اقرا معي ((وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)) انها الامانة الثقيلة التي تحملها الوارث الصدري بمشقة والتزام في المحافظة الشديدة على الثوابت الاساسية لارث محمد الصدر وللقارئ المنصف ان يطبق وارث الخط الصدري والتزامه بثوابت محمد الصدر ورعايته للامانة فيها ويطبق ايضا سلوك المستورثين الاخرين مع تلك الثوابت ليرى البون شاسعا جدا كما هو ملاحظ بادنى تامل

    خامسا: الوارث يمر بمراحل استضعاف – وليس ضعف – من قبل الظالمين فقد قال تعالى عن الائمة المعصومين (ع) وخصوصا المهدي(ع) : ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {القصص/5} )) وبعد ان نعلم تماما ان الاية تنطبق على ائمة اهل البيت نستطيع ان نستوحي منها قاعدة مهمة وهي ان الوراثة يكون للوارث المجعول من الله ((وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) سواء كان تنصيبا كالمختص به المعصوم او توفيقا كالعباد الصالحين كما كان عليه السيد الشهيد والان وارثة الشرعي وان الوارث المجعول يمر بمراحل عديدة في الصراع الاجتماعي مع قوى الباطل والانحراف من ابرزها مرحلة الاستضعاف ((الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ)) ورغم ان هذا الاستضعاف يكون متفاوت بين حين واخر من ظلم ومضايقة كما كان من النظام الصدامي او عداء سافر كما حصل ويحصل من الاحتلال وعملائه الا ان مستقبل القيادة الحقه الوارثة هو الانتصار والازدهار في الدنيا والاهم في الاخرة فقد قال تعالى : ((يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف/71} وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {الزخرف/72} لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ {الزخرف/73} ))
    وقال تعالى في مكان اخر : ((كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {الدخان/25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {الدخان/26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ {الدخان/27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ {الدخان/28} ))

    سادسا: من صفات المستورثين ما افادته الاية الكريمة : ((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {الأعراف/169} ))
    لاحظ الافادات الكثيرة التي توردها لنا الاية ومن خلالها نستكشف ابرز ملامح المستورث فحين نستطقها نجد ان المستورث من ابرز صفاته انه ينشط مدعيا ما يدعيه من بعد مرحلة القائد المؤسس والداعي الاصلي ((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ)) وهنا ايضا القران يذكر فعل ورث بفاعل غير الله فهم من قاموا بالعمل وليس الله أورثهم ذلك , ثم ان المستورث من ابرز ما يتحرك من خلاله أنهم يأخذون عرض هذا الأدنى اي الشيء الأدنى و هو كل مغريات الدنيا من خلال تحريف الحقائق والمستورث يحرف الحقائق ومن اجل مصلحته الخاصة يستغني عن ثوابت السيد التي يدعي انه وريثها, وبطبيعة الحال فان التبريرات جاهزة والادعاءات الخرافية جاهزة أيضا ومنهج تبرير الأخطاء حاضر وانه ((وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا)) وتتكرر المسالة أيضا ((يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ)) لان التحرك باتجاه المصالح و الاستغناء عن الثوابت صار سلوكا اعتياديا لديهم, وهم هكذا رغم ان السيد الشهيد قد اكد على الجميع التمسك بثوابته – وهي ثوابت المذهب طبعا – وأصر السيد على الجميع ان يلتزموا بنهجه وكان الكل يدعي ذلك ويؤكد انه سائر على خطاه حتى النهاية ولكن (( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ)) ولكنهم المستورثون أصحاب المنهج التبريري والملتوي والمتحايل على الحقائق والذي يزور المفاهيم ويقلبها دوما, ثم ماذا ((وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ)) يرى المفسرون ان الدرس هنا بمعنى أنهم تعلموا ما في الكتاب ويقولون ان الآية تشير للتوراة باعتبار السياق وعلى قولهم نجد هنا ان المستورثين ((وَرِثُواْ الْكِتَابَ)) رغم أنهم تعلموا على يد المنهج الإلهي وكان للقائد المؤسس الفضل عليهم في وعيهم وتقدمهم العلمي وغيره الا أنهم تنكروا للوارث الحقيقي وسرقوا منه الوراثة ثم راحوا من اجل عرض هذه الدنيا يحرفون الأمور ويزورون الحقائق والنتيجة النهائية هي ((وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)) لان الوراثة لهؤلاء وليس لغيرهم.



    أبو فاطمة العذاري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    364

    افتراضي

    رحم الله السيد الصدر كان كنوح عليه السلام فافهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    174

    افتراضي

    ان المؤسس والقائد الاصيل والذي اوجد ثوابت الخط الالهي يطلب من الله تعالى وارثا يرثه وذلك لانه – يخاف – من المستورثين الذين يحرفون نهجه ويغيرون ثوابته وهذا ما طلبه زكريا من الله تعالى فقد قال تعالى:
    (( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {مريم/2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {مريم/3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا {مريم/4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا {مريم/5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا {مريم/6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا {مريم/7} قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {مريم/8} ))

    زكريا عليه السلام يشخص لنا ضرورة ملحة كانت تقلق الانبياء دائما في تشخيص الوارث الحقيقي للنهج الصحيح والخوف الدائم من المستورثين الذين سيماسرون مختلف الطرق لسرقة شرف الوراثة واقصاء الوارث الحقيقي ولكن الله تعالى لن يخيب امل زكريا (ع) بل استجاب له و وهب له ابن صالح وهو يحيى (ع) ليكون وريثا للنهج الالهي الذي ارسى دعائمة زكريا انذاك ومن هنا نجد ان السنن الالهية جرت غالبا في ان يكون الوارث الحقيقي من نسل القائد المؤسس ومن تلك البيوت الطيبة حتى تكون المزايا الالهية منسجمة مع الافاق التربوية التي سينالها الوارث من القائد والمؤسس الحقيقي ولنعد لعبارات القران ولنرى ((خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي)) ان الخط يزخر بالمستورثين الذين سوف يبرزون بمجرد غيابي عن الساحة والنبي زكريا واي قائد الهي كالسيد الشهيد يخاف لا على نفسه بل يخاف على ضياع الخط الالهي بايدي مستورثة وغير امينة ثم لا حظ معي ((فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا)) هنا يكمن الجوهر الحقيقي للوراثة فالوريث هبه من الله تعالى ليس للناس فقط بل هو هبة للقائد الاول والمؤسس الاصيل ثم ماذا يقول تبارك وتعالى اسمع واستنطق معي ((يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)) ان الوارث الحقيقي وارثا لاسرة علمية ومجاهدة وطيبة (( ال يعقوب)) وفي زماننا (( ال الصدر)) فمنطق الاسر الرائدة للاصلاح لن ينتهي عبر الاجيال ما دام الوارثون موجودون وهذا الوارث لابد يتصف بصفه انه رضي يسعى لرضا الله تعالى وان اغظب العالم باسر لا يجامل و لا يداهن و لا يفاوض على الحق , انا لا اكاد اتمالك نفسي من الدهشة حين اطبق القران على حياتنا فاشعر ان الاية كانها نزلت فينا فاقرا معي ((يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)) يا زكريا ويا كل مؤسس لاي خط الهي وكل قائد لاي امة ان الله تعالى يريد منك ان تطمأن تماما فان هناك غلام – شاب – والرائع والعجيب ان هذا الوارث كان يحيى واليوم في الخط الصدري هو (( مقتدى)) لم يجعل له الله لاحد لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ونحن هنا لا نغالي ونبالغ مع اننا نعتقد ان السيد مقتدى الصدر خادم لسيدنا يحيى عليه السلام وان السيد مقتدى الصدر مهما كان فهو دون مقام نبي الله يحيى (ع) ولكن لاحظ التوافق القراني المدهش بين الامرين فالفكرة اعني فكرة الوارث تنطبق تماما ويوافقها توافق عجيب في ان الوارثين كلاهما تميزا بان الله لم يجعل لهما من قبل سميا ولم نسمع – مع شهرته – ان احدا تسمى باسم مقتدى قبل الوارث مقتدى الصدر وزكريا يشعر بالمفاجأة ((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ)) من اين سيكون لي وارث مني وهذه موافقه اخرى فالسيد مقتدى الصدر لم يبرز للساحة ابان حيان السيد الشهيد كقائد جماهيري بل كلن مندكا بمرجعية السيد الولي تماما وغرابة هذا الامر – وراثة السيد مقتدى – كانت معروفة حين تطرح في ذلك الحين ولكنه ارادة الله تعالى فهو يصطفي من يشاء للوراثة الصالحة كما تحقق ذلك بين نبي (اب ) ونبي (ابن) فقد قال تعالى : ((وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ {النمل/16} ))
    ووللقارئ الكريم ان يقرا موردا اخرا مشابها ويستخرج منه توافقات جديدة فقد قال تعالى: ((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {الأنبياء/89} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {الأنبياء/90} ))

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني