استفتاء حول التعرض لزوجات النبي صل الله عليه واله بسوء

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أثيرت مشكلة الإساءة لزوج الرسول صلى الله عليه وآله عائشة أم المؤمنين من قبل رجل دين شيعي في دولة الكويت وأقامت لها الدنيا هناك واتخذت السلطات إجراءات لطرد الرجل.
والسؤال هل تكون الإساءة مقبولة في منظور إسلامي أو لا تكون؟
أجيبونا مشكورين...
لفيف من المؤمنين المقلدين

بسمه تعالى:-

لا يجوز التعرض لحرم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله فإن حقه علينا عظيم وفضله عميم ومن غير اللائق أن تنال بعض الألسن زوجاته بسوء، فإن الإساءة لها إساءة للرسول الكريم ما دامت مرتبطة بعلاقة الزوجية، وهذا من أخلاق العرب والمسلمين، فإن للمكانة الاجتماعية والوجاهة العلمية أهمية خاصة تنعكس على من يرتبط به، فلا يجوّز العرف تناوله بالسوء أو التلسن عليهم لأنه يعتبر ذلك تلسناً على الوجيه، والعالم.
الم تسمع المثل الدائر ( من اجل عين ألف عين تكرم) بل من اجل الرسول ملايين العيون تكرم.
نعم لا مانع من عرض التاريخ الإسلامي بشكل غير متشنج ولا يتضمن سباباً أو شتماً فإن المسلم لا يكون سباباً، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه: (اكره أن تكونوا سبابين).
ثم أن تفعيل مثل هذه المهاترات الكلامية لا تخدم الإسلام والمسلمين بقدر ما تخدم أعدائهم الذين ما انفكوا منذ مئات السنين يخططون ويعدون العدة للانقضاض على المسلمين لضرب قوة إسلامهم وقوانينهم الشرعية وأخلاقهم الإسلامية.
ناهيك عن أن استغلال الفضائيات لمشاحنات طائفية خُلق لا يرتضيه الإسلام يعرف ذلك لمن له أدنى إطلاع على حقيقة الإسلام ووجهه السليم.
كما وإنها تصب في صالح مشروع عالمي يخطط له في دهاليز السياسة العالمية ذلك هو إشعال صراع طائفي إسلامي ما بين السنة والشيعة، يراد له أن تكون طرفاه، إيران، والدول العربية، وهم يمهدون لذلك إعلامياً ويحشدون سياسياً ويحاصرون حربياً وقد يفعلون إذا وضعوا أوراق القضية الفلسطينية على طاولة الحل وإنهاء حقبة الصراع العربي اليهودي، وأنه لابد من نقله إلى صراع إسلامي ما بين اكبر طائفتين فيه..{ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } القمر15.
قاسم الطائي