 |
-
تحليل إخباري عن حركة مقتدى الأخيرة من موقع مفكرة الإسلام
أحداث النجف و غياب الهدف السامي !!
مفكرة الإسلام: لا يسر أي عراقي حريص على دينه وفي لوطنه أن تنهمر دماء أهل النجف لأجل أهداف بهذا القدر من الفئوية ومحدودية الغاية.
أن ينتفض آلاف المتظاهرين في وجه المحتلين وأعوانهم أو أن يعبر هؤلاء عن غضبهم لاستمرار الاحتلال ويقاوموه .. هذا كله جيد.
لكن أن تتبدل المعايير فيصبح الخضوع لسلطان ما كان يسمى في السابق 'الشيطان الأكبر' هو عين الحكمة ، ويصبح الخروج بعشرات الآلاف ثائر لأجل مجلة منعت من الصدور أو شخص أوقف لعدة أيام فهذا ما لم نتفهمه من أناس مردوا دوما على الادعاء بأن الحكمة في المقاومة 'السلمية' حيزت لهم ، وأن الطريق إلى زوال الاحتلال قد طوي هو الآخر لهم عبر القبول بمناصب يمنحها المحتل لأوليائه ، ويحجبها عن مناوئيه [وآخرها منصب وزير الدفاع الذي منح لأولئك الذين أصبحوا من أتباع آل البيت .. الأبيض].
حين تصير التوافه هي الأهداف السامية وتصبح الملمات في 'أرشيف الاهتمامات' ، لكأن القوم إذ وقفوا وقفتهم وهبوا هذه الهبة تنسمون خطا عبد المطلب حين أخذ أبرهة ببهائه ومهابته إلى أن اتضح مطلبه إليه .. إبل يرعاها ..'أنا رب الإبل .. أما البيت فله رب يحميه' مع أن الفارق بينه وبينهم جد كبير ، فالرجل كان ضعيفا و لم يكن بمقدوره الوقوف بوجه جيش عرمرم ، وكل أتباعه لا يقوون على قتال . لكن القوم يمثلون أقلية كبيرة واعتبارية لها الحق والقدرة على أن تقاوم ، ولا تدع الساحة وتقول 'لنا مجلة الحوزة .. لنا مصطفى يعقوبي.. أما العراق وأسره وسرقة نفطه وتغييب حضارته وصهينته .. فله رب يحميه'.
عجبا لكم!!
أراكم تضربون صدوركم بأيديكم ضربا لو وجهتموه لمن اغتصب أرض العروبة والإسلام وانتهك حرماته واقتحم مساجده لرحل عن ديارنا ودياركم.
ولله در علي بن أبي طالب حين قال لأجدادكم :'.. مالكم تكادون فلا تكيدون ، وتنتهك أعراضكم فلا تمتعضون ، ولا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون'.
لقد جرت أحداث العراق اليوم الأحد على وجه لا يحتمل أن يؤخذ على ظاهره فحسب أو حسبما يحلو لبعض الإعلاميين أن يبينوا أسبابه ، فلزمنا أن نبين – قدر استطاعتنا- شيئا من خفاء قد يلف تلك الأحداث !
فلم يكن تهديد الزعيم الشيعى مقتدى الصدر أمس السبت هو الشرارة الأولى التى بسببها انتفض أنصاره فى أحداث اليوم الدامية ، ولم يكن اعتقال مصطفى اليعقوبى – احد المقربين من الصدر – هو الدافع الأول لدى الصدر لاستثارة أنصاره ، كما لم يكن إغلاق الصحيفة التى تخص الصدر وأنصاره – منذ ما يقارب أسبوعا -هى مؤجج الشرارة الأوحد .
فمقتدى الصدر الزعيم الشيعى والذى وصفته الدوائر السياسية برجل إيران الأول ، بعد مقتل باقر الحكيم ، بل ووصفه خامنئى مرشد الثورة الإيرانية بأنه ' نصر الله العراق ' ، والذى تقف خلفه إيران بقوة ازدادت جلاء بعد زيارته التى قام بها لإيران فى يونيو – حزيران – الماضى أثناء الاحتفالات بذكرى وفاة الخومينى فقام باتصالات ومفاوضات حسمت الأمر إليه فى العراق كرجل إيران فيها والممثل الأول للثورة الإيرانية فى بلاد الرافدين ، هذا الزعيم الشيعى لم يقبل المنافسة فى أرض العراق ولا الخروج منها خالى الوفاض وهو الذى جيء به ليكون الزعيم الأول.
ولكنه لم يلبث أن خلت له أجواء الشيعة فى العراق حتى وجد زعيما شيعيا آخر مخضرما يقتحم عليه الخصوصية ويزداد قربا من قوات الاحتلال بل ويكاد أن يسيطر على الأجواء الشيعية كافة !!
وبدأ الصدر بمركزه [ مدينة الصدر – صدام سابقا - ] والتى يعيش فيها ما يقارب مليونى شيعى وبدأ بمجموعة أعمال اجتماعية وخيرية للتقرب إلى قلوب أنصاره الذين يرون فيه خليفة لأبيه محمد صادق الصدر الذى اغتالته المخابرات العراقية 1999 والذى كان المرجعية الأولى للحوزة العلمية الناطقة فى العراق والتى تمثل مرجعية [قم ] والتى لا تعترف بمرجعية السيستانى كمرجع أعلى للشيعة ولا بحوزته التى يطلقون عليها الحوزة التقليدية – يعنى غير المشاركة إلا بالناحية الدينية والعلمية –.
وبدأ كذلك فى تجنيد ما أسماه قوات جيش المهدى وأغدق عليهم العطايا حتى صار راتب المجند فى جيش المهدى يفوق راتب من جندته قوات الاحتلال فى قوات الشرطة العراقية !!
لقد نجح مقتدى الصدر فى استمالة كثير من أبناء الشيعة فى العراق وكذلك في تجنيد كثير من شبابهم، وكذلك نجح فى الإغداق عليهم بما اعتبرته إيران تمويلا لتوسيع جمهوريتها فى العراق !
حاول مقتدى الصدر بعد ذلك أن يضع مخططا عمليا للسيطرة على المتاح من الظروف السياسية والدينية الشيعية فى العراق ، وبدأ بالمطالبة بنقل العاصمة العراقية من بغداد إلى النجف ، وكذلك التدبير للسيطرة على مقامى الحسين والعباس فى كربلاء ، بل والسيطرة على مقام الإمام على – رضى الله عنه – فى النجف !!
وفى ظل التقريب الأمريكى للسيستانى ومجموعته وإهمالها لمقتدى الصدر والمجموعة الإيرانية ، كان لابد للصدر أن يفصح عن نفسه وأن يلفت الانتباه إليه ، فدعا إلى مظاهرات تلو مظاهرات ليظهر بمظهر صاحب التأثير الواسع فى الشارع العراقى ، وحاول أن يقتفى آثار ' حسن نصر الله' فى طريقة الخطابة الحماسية وتهديد الاحتلال وما إلى ذلك ثم توالت الأحداث بشكل لم يكن يتوقعه مقتدى الصدر بل لم تكن تتوقعه الحوزة الإيرانية كلها – حسب بعض المراقبين-
فأغلقت قوات الاحتلال الأمريكية صحيفة الحوزة العلمية الناطقة باسم الصدر بتهمة نشر مقالات تحرض على العنف وقال رئيس تحرير الصحيفة علي الياسري أن قوة من الجنود الأميركيين قامت بتنفيذ قرار الإغلاق الصادر عن الحاكم الأميركي بول بريمر، بعدما أمروا العاملين في الصحيفة بمغادرة مقرها، مهددين باعتقالهم إذا لم يفعلوا.
وتابع الياسري -الذي وصف القرار بأنه 'انتهاك لحقوقنا'- أن قائد القوة الأميركية سلمه خطابا موقعا من بريمر يشير إلى انتهاك الصحيفة قرارا صدر العام الماضي يحظر التحريض على العنف عبر نشرها سلسلة مقالات وصفها بأنها تحض على الكراهية منها افتتاحية تحت عنوان يفيد بأن بريمر يسير على خطى صدام.
عقب ذلك نظم مئات من المتظاهرين المؤيدين لمقتدى الصدر اعتصاما أمام مبنى الصحيفة في ميدان الحرية بجنوب بغداد للتنديد بالأمر الذي أصدرته سلطة الاحتلال، ورفعوا أعلاما عراقية وإسلامية وهتفوا مرددين 'لا، لا لأميركا' و'لا للاحتلال' وقالوا 'ليس هناك عدالة وسلام'، كما أقدموا على إحراق العلم الأميركي بينما كانت مروحيتان أميركيتان تحلقان فوق منطقة التظاهر.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمر الصادر عن بول بريمر ينص على إغلاق الصحيفة لمدة 60 يوما بدءا من تاريخ القرار .
ثم جاء إعلان بريمر لتعيين وزيرا للداخلية من أتباع السيستانى وهو علي عبد الأمير علاوى الذى كان يشغل منصب وزير التجارة وهو من أقارب عضو مجلس الحكم إياد علاوى وكذلك من أقارب احمد الجلبى رئيس حزب المؤتمر الوطنى العراقى والذى كان من أهم المقربين بين السيستانى وحكومة الاحتلال .
وكذلك فقد عين بريمر قائدا للمخابرات سنيا هو محمد عبد الله الشهوانى .
ووجد الصدر نفسه يخرج بخفى حنين ويزداد التقارب الامريكى للسيستانى على حسابه ، فقرر التعبير بغضب هذه المرة .
وجاء اعتقال قوات الاحتلال لمصطفى اليعقوبى أاحد المقربين للصدر ليزيد الشرارة ، فخرجت المظاهرات الغاضبة لأنصار الصدر وسارت إلى ساحة التحرير قرب مقر سلطة الائتلاف المؤقتة ، حيث ألقى بعض المشاركين فيها أنفسهم أمام الدبابات وكان المشاركون في المسيرة يرددون شعارات تأييد مقتدى الصدر وهم يواجهون الدبابات الأميركية، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن اثنين على الأقل من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد لقيا مصرعهما وسط العاصمة بغداد
وأطلقت قوات الاحتلال النار اليوم الأحد على آلاف من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بينما كانوا متوجهين إلى القاعدة الإسبانية للقوة المتعددة الجنسيات الواقعة على بعد خمسة كيلومترات عن مدينة النجف
وقال صحفي لوكالة فرانس برس 'حدث إطلاق نار على المتظاهرين وجرى الناس في كل الاتجاهات للاختباء'، موضحا أنه شاهد خمسة أشخاص ممدين على الأرض. وقد أغلقت قوات الاحتلال محيط المقر العام لقيادتها في المنطقة الخضراء ببغداد اليوم تحسبا لتظاهرا شيعية جديدة بعد دعوة وجهتها المساجد الشيعية عبر مكبرات الصوت لأنصار مقتدى الصدر إلى الإضراب العام
وقد قتل ما لا يقل عن اثنين وعشرين شخصا وأصيب عشرات آخرون عندما أطلقت وحدات من قوات الاحتلال النار على المتظاهرين ، وقال شهود عيان إن ما لا يقل عن 40 جريحا سقطوا في الاشتباكات، وقال مصور لرويترز إن القوات أطلقت النار من اتجاهات متعددة وإن عددا من الجرحى لحقت بهم إصابات خطيرة مما أدى إلى اشتباكات بين القوات الإسبانية ورجال ميليشيا موالية للصدر.
وفي مدينة الناصرية فتحت القوات الإيطالية النار على متظاهرين من أنصار الصدر في محاولة لتفريقهم، بعد أن القوا قنابل يدوية على مقر القوات الإيطالية في المدينة مما أدى إلى تدمير آليتين عسكريتين. كما قام المتظاهرون بإغلاق الطرق المؤدية إلى مركز المدينة ومنعوا حركة السير فيها منذ ليلة أمس مما أدى إلى توقف العمل والدراسة في المدينة.
وقال حازم الأعرجي الناطق باسم مكتب الصدر في بغداد إن أكثر من 10 آلاف متظاهر يشاركون في احتجاجات بغداد كما أن هناك تظاهرات في الكوت تطالب بإطلاق سراح أتباع الصدر. وأكد في تصريح للجزيرة أن أنصار الصدر 'لن يسكتوا' إن لم يستجب الاحتلال لمطالبهم،كما أوضح مراسل الجزيرة أن مكتب الصدر أصدر بيانا دعا فيه المتظاهرين إلى الكف عن المظاهرات السلمية 'واللجوء إلى وسائل أنجع'.
ولا تزال المواجهات قائمة حتى كتابة هذا التقرير ، الأمر الذى لا ينبىء بوقوفها عند ذلك الحد فحسب .
فهل كانت انتفاضة أنصار الصدر انتفاضة ضد الاحتلال الأمريكى وغزو المحتل لدولة الإسلام ، أم أن هناك دوافع أخرى ذكرنا بعضها وتنبئنا الأيام بالبعض الآخر ؟
الرابط لهذا الموضوع تجده في موقع بصائر التابع لهيئة علماء المسلمين.
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
عبرت عليّ أخي نصير المهدي !
:=
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |