النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    427

    افتراضي جميل بن معمر ( شاعر الحب ) // من اعداد ابو عمار الربيعي

    جميل بن معمر ( شاعر ألحب ) من قوم إذا أحبو ماتوا!!
    ========================

    عندما يكون الشاعر عاشق يبدع فما بال شاعر ولد في قبيلة عرف أهلها بكثرة العشق ورقة القلوب، فهنا ينطلق لسان الشاعر ليجود بأعزب الألفاظ، أما الشاعر فهو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي كنيته أبو عمرو وشهير "بجميل بثينة" أحد شعراء العصر الأموي، والقبيلة هي "عُذرة" ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة.

    عرفت هذه القبيلة بالجمال والعشق حتى قيل لإعرابي من العذريين: "ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.

    قيل لأخر فمن أنت؟ فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة.

    وربما جاء الكلام السابق ليوضح لنا خلفية القبيلة التي نشأ وترعرع فيها شاعرنا جميل بن معمر هذا الشاعر مرهف الحس رقيق المشاعر والذي هام حباً ببثينة والتي انطلق يقول فيها الشعر حتى وفاته.

    عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطوراً على قوله فيقال أنه كان راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة وهو أحد الشعراء المخضرمين.

    قصة عشقه
    =====

    عرف جميل بعشقه لبثينة والتي هام بها حباً وعندما تقدم لطلب الزواج منها قوبل طلبه بالرفض، فأخذ في إنشاد الشعر في حبه لها، ثم اتجه للوم والعتاب عليها بعد انصرافها عنه وزواجها من أخر، وعندما بالغ في هجاء أهلها استعدوا عليه السلطان والذي أمر بإهدار دمه، فخرج جميل من البلاد هائماً متنقلاً بين الشام واليمن ثم نزل إلى مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان والذي أكرمه وأمر له بمنزل فأقام فيه قليلاً ثم مات، وجاءت وفاة جميل عام 82هـ - 701م.

    مما قاله في حبه لبثينة
    =========

    وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها
    فَـذَلِكَ فـي عَيشِ الحَياةِ iiرَشيدُ
    يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما iiلَقيتُها
    وَيَـحـيا إِذا فـارَقتُها iiفَـيَعودُ
    يَـقولونَ جاهِد يا جَميلُ iiبِغَزوَةٍ
    وَأَيَّ جِـهـادٍ غَـيرُهُنَّ أُريـدُ
    لِـكُلِّ حَـديثٍ بَـينَهُنَّ iiبَشاشَةٌ
    وَكُـلُّ قَـتيلٍ عِـندَهُنَّ iiشَـهيدُ

    شعره
    ***

    يعد جميل رائد شعراء الحب العذريين، فكان أكثر شعره في الغزل والفخر، فيذوب شعره رقة من فرط المشاعر، وكان مقلاً في المدح، ويتميز الشعر العذري بشكل عام بالعفاف تنعكس عليه أثار البيئة الإسلامية، بالإضافة لعمق المشاعر وشفافيتها، ولا ينظم هؤلاء الشعراء غزلهم في وصف مفاتن المرأة الجسدية فكان غزلهم عفيف يهيمون حباً بامرأة واحدة فقط فيعرف كل واحد بمحبوبته مثل شاعرنا اليوم والذي عرف بـ "جميل بثينة" وتستفيض أبياتهم الشعرية في وصف معاناة الفراق ولوعة العشق.

    اِرحَـميني فَقَد بَليتُ iiفَحَسبي
    بَعضُ ذا الداءِ يا بُثَينَةُ iiحَسبي
    لامَـني فيكِ يا بُثَينَةُ iiصَحبي
    لا تَلوموا قَد أَقرَحَ الحُبُّ قَلبي
    زَعَـمَ الـناسُ أَنَّ دائي iiطِبّي
    أَنـتِ وَالـلَهِ يـا بُثَينَةُ iiطِبّي

    قال سهل بن سعد الساعدي: لقيني رجل من أصحابي فقال هل لك في جميل فإنه ثقيل؟ فدخلنا عليه وهو يكيد بنفسه، وما يخيل لي أن الموت يكرثه - يشتد عليه – فقال لي: يا "بن سعد" ما تقول في رجل لم يزن قط، ولم يشرب الخمر قط، ولم يقتل نفساً حراماً قط، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله؟.
    فقلت: اظنه والله قد نجا، فمن هذا الرجل؟.
    قال:أنا.
    قلت: والله ما سلمت وأنت منذ عشرين سنة تشبب ببثينة.
    قال إني في أخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، فلا نالتني شفاعة محمد "صلى الله عليه واله وسلم" يوم القيامة إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط.
    فما قمنا حتى مات.
    +++++++++
    عَـجِلَ الـفِراقُ وَلَيتَهُ لَم iiيَعجَلِ
    وَجَـرَت بَـوادِرُ دَمعِكَ المُتَهَلِّلِ
    طَرَباً وَشاقَكَ ما لَقيتَ وَلَم iiتَخَف
    بَـينَ الحَبيبِ غَداةَ بُرقَةِ iiمِجوَلِ
    وَعَرَفتَ أَنَّكَ حينَ رُحتَ وَلَم يَكُن
    بَـعدُ اليَقينُ وَلَيسَ ذاكَ iiبِمُشكِلِ
    لَـن تَـستَطيعَ إِلى بُثَينَةَ iiرَجعَةً
    بَـعدَ الـتَفَرُّقِ دونَ عـامٍ مُقبِلِ
    =============
    =============
    =============
    [frame="8 98"]
    الحياة ساقية وزهرة وبلبل والبشر إزائها عين وقلب فمن عكر الساقية وقطف الزهرة وأمات البلبل كان عبئا ثقيلا على الحياة حيث لا إذن ولا قلب ولا عين ومن استيقظ وتمتع بها وجدها جميلة مستبشرة فان شاء غديراً رقراقاً كان ذاك وان شاء سعيراً لاهباً كان هو ولكل امرئ ما نوى. ابو عمار الربيعي[/frame]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    427

    افتراضي ألشاعر أميه بن ألصلت ( بين الكفر وألأيمان ) // من اعداد ابو عمار الربيعي







    أمية بن أبي الصلت (( بين الكفر وألأيمان ))
    ==================

    شاعر من العصر الجاهلي أدرك الإسلام ولكن لم يسلم، هذا على الرغم من أنه كان يعمل بالعديد من الأمور التي جاء بها الإسلام ويحرم على نفسه ما جاء الإسلام ليحرمه، فنبذ عبادة الأوثان وحرم على نفسه الخمر، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمن لسانه وكفر قلبه".

    اسمه كاملاً أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي، وأمه هي رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف من شريفات قريش، ينتسب إلى قبيلة ثقيف من أهل الطائف، ولد في بيت عز وشرف فكان والده من سادة قومه، وعرف عن أهله الفصاحة وحب الشعر، هذه الفصاحة التي انتقلت لأمية فأشتهر بحكمته وإطلاعه على الكتب القديمة، لبس المسوح تعبداً، ونبذ عبادة الأوثان، وحرم الخمر على نفسه.

    رحل أمية إلى البحرين، فأقام بها ثماني سنوات، وخلال ذلك ظهر الإسلام، فعاد مرة أخرى إلى الطائف فسأل عن الإسلام، وعن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قدم مكة وسمع آيات من القرآن الكريم، وعندما سألته قريش عن رأيه قال: أشهد أنه على الحق، فقالوا هل تتبعه؟، قال: حتى انظر في آمره.

    خرج أمية إلى الشام ، وفي هذه الأثناء هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وحدثت موقعة بدر، وعندما عاد أمية وقد قرر الدخول في الإسلام علم بمقتل أهل بدر وفيهم ابن خال له فأمتنع وأقام في الطائف حتى وفاته، مما قاله في رثاء من أصيب من قريش يوم بدر:

    أَلاّ بَـكَيتَ عَـلى الـكِرامِ بَـني الـكِرامِ أولـي الـمَمادِح
    كَبُكا الحَمامِ عَلى فُروعِ الأَيكِ في الغُصُنِ الصَوادِح
    يَـبـكـينَ حَــزنـى مُـسـتَكيناتٍ يَـرُحـنَ مَــع iiالـرَوائِـح
    أَمـثـالُـهُـنَّ الـبـاكِـيـاتُ الــمُـعـوِلاتِ مِــــنَ الـنَـوائِـح
    مَــن يَـبـكِهِم يَـبـكِ عَـلـى حُــزنٍ وَيَـصدُقُ كُـلُّ iiمـادِح
    كَـــم بَــيـنَ بَــدرٍ وَالـعَـقَنقَلِ مِــن مَـرازبَـةٍ iiجَـحـاجِح
    فَـمُـدافِعِ الـبَـرقَينِ فَـالـحَنّانِ مِــن طَــرفِ الأَواشِــح
    ===================
    يعد أمية من شعراء الطبقة الأولى، له الكثير من الأخبار والقصص الفريدة، وإن كان علماء اللغة لا يحتجون به لورود ألفاظ فيه لا تعرفها العرب، حيث أدخل في قصائده بعض الألفاظ الأعجمية المنقولة أو المقتبسة أو التي تم تعريبها، ومع ذلك تميزت معانيه بالبساطة والوضوح والبعد عن المبالغة.

    وكان أمية هو أول من جعل في مطالع الكتب باسمك اللهم، فكتبتها قريش، وكان يأتي في شعره كثيراً بقصص الأنبياء، واطلع على الكتب السماوية، وتناول في أشعاره الموضوعات الدينية والحكمة، ويقال انه كان حنيفياً.
    ============
    قَد كانَ ذو القَرنَينِ قَبلي مُسلِماً
    مَلِكاً عَلا في الأَرضَ غَيرَ iiمُعَبَّدُ
    بَلَغَ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ iiيَبتَغي
    أَسـبـابَ مُـلـكٍ مِـن كَـريـمٍ iiسَـيِّدِ
    فَرَأى مَغيبَ الشَمسِ عِندَ مَآبِها
    فـي عَـيـنِ ذي خُلُبٍ وَيأطِ حَرمَدِ
    مِـن قَـبـلِـهِ بَـلقيسُ كانَت iiعَمَّتي
    حَـتـى تَـقَـضّـى مُـلـكُـها بِالهُدهُدِ

    يقال أنه عندما سمع رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" بأبيات أمية بن أبي الصلت التي قال فيها:
    =============
    الـحَـمـدُ لـلَّهِ مَمسانا iiوَمَصبَحَنا

    رَبُّ الـحَـنـيـفَـةِ لَم تَنفَد خَزائِنُها
    أَلا نَــبِــيَّ لَــنـا مِـنّـا فَـيُـخـبِـرُنـا
    بِـالـخَـيـرِ صَـبَّـحنا رَبي iiوَمَسَّانا

    مَـمـلـؤَةٌ طَـبَّـقُ الآَفـاقَ iiسُلطانا

    ما بُعدَ غايَتِنا مِن رأَسِ مَجرانا

    قال: إن كاد أمية ليُسلم.
    ==========

    وعلى الرغم من عدم دخول أمية بن أبي الصلت في الإسلام إلا أنه نسبت إليه قصائد عديدة يحمد فيها الله، ويثني على الرسول، ويرى البعض أن هناك تناقض بين ما تدل عليه القصائد من إيمان قوي لصاحبها يظهر في معانيها، وبين التردد الذي كان فيه أمية تجاه الإسلام فيشككوا في نسبها إليها، أما البعض الأخر فيرى أنها تنسب لأمية لأنه كان تام الاقتناع بالإسلام وكاد أن يدخل به إلا أنه بعد واقعة بدر شق جيوبه وعقر ناقته على عادة الجاهلية وقرر عدم الدخول فيه، ورواية أخرى ذكرت أن أمية كان يطمع في النبوة لنفسه فلم يدخل فيها حسداً منه.

    مما قاله:
    *****

    لَـكَ الـحَمدُ والمَنُّ ربَّ العِبادِ أَنــتَ الـمَـليكُ وأَنــتَ iiالـحَكَم
    وَدِن ديـنَ رَبِّـكَ حَـتّى الـيَقِينِ واجـتَـنِبَنَّ الـهَـوى iiوالـضَجَم
    مُــحَـمـداً أَرسَــلَــهُ بـالـهُـدى فَـعـاشَ غَـنِـياً وَلــم iiيُـهـتَضَمُ
    عَـطـاءٌ مِــنَ الـلَـهِ iiأُعـطـيتَه وخَـصَّ بِـهِ الـلَهُ أَهـلَ الحَرَم
    وقَـــد عَـلِـمـوا أَنَّــهُ خَـيـرُهم وفي بَيتِهِم ذِي النَدى والَكرَم

    وقال أيضاً:
    ******
    إِنَّ آيــاتِ رَبِّــنــا iiبــاقـيـاتٌ
    ما يُماري فيهِنَّ إِلا الكَفورُ
    خَـلَـقَ الَـلـيـلَ وَالنَهارَ iiفَكُلٌ
    مُـسـتَـبـيـنٌ حِـسابَهُ iiمَقدورُ
    ثُـمَ يَـجـلو النَهارَ رَبٌ iiكَريم
    بِـمَـهـاةٍ شُـعـاعُـها iiمَنشورُ

    تناول شعر أمية العديد من الموضوعات التي نلحظ فيها ملامح إيمانية مثل التوحيد ونبذ الأصنام، وفكرة خلود الله وفناء البشر، والبحث والحساب وتحريم الخمر، كما دخلت في أشعاره الحكمة والتي بدأ بها عدد من قصائده على عكس ما كان سائد بين الشعراء الجاهليين.
    أما باقي شعره فتنوع بين المدح والرثاء والعتاب والنسيب والفخر والوصف، وكان مدحه بعيداً عن الاستجداء والرغبة في التكسب، وكان مقلاً في الهجاء، فنادراً أن يهجو، أما الوصف فقد استحوذ على كثير من شعره وأبدع فيه.
    =====
    توفي أمية في العام الخامس للهجرة عام 626 م.
    =============
    =============
    =============
    [frame="8 98"]
    الحياة ساقية وزهرة وبلبل والبشر إزائها عين وقلب فمن عكر الساقية وقطف الزهرة وأمات البلبل كان عبئا ثقيلا على الحياة حيث لا إذن ولا قلب ولا عين ومن استيقظ وتمتع بها وجدها جميلة مستبشرة فان شاء غديراً رقراقاً كان ذاك وان شاء سعيراً لاهباً كان هو ولكل امرئ ما نوى. ابو عمار الربيعي[/frame]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني