سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

توجد خلافات اجتماعية بين أبناء مذهبنا فكل فئة من أبناء المذهب تقول إن توجهنا هو الصحيح لخدمة المذهب، فتارة يتقاتلون وتارة يتخاصمون، ونحن قد ابتلينا شيوخ العشائر بهذا الاقتتال والتخاصم لأنهم أبناءنا وكلهم أولاد عشائر فأصبح التناحر العشائري بسبب هذا التخاصم والاقتتال بين أبناء المذهب الواحد حتى وصلت إلى البيوت.. فأفتونا مأجورين بهذا الصدد وماذا على شيوخ العشائر أن تفعل؟
وجزاكم الله جزاء المحسنين
شيوخ عشائر مدينة بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم:

إن أتباع أهل البيت يتعين عليهم التخلق بأخلاقهم والسير على هداهم، ومن لم يتخلق ولم يسر فهو ليس من أتباعهم، وقد ورد عن إمامنا الصادق عليه السلام: (ليقولوا أدبنا جعفر بن محمد فأحسن تأديبنا) أي يقولوا للآخرين حينما يجدوا فيهم معالي الاختلاف وخصال الأفعال.
أما وإن نجد أن بعض شيعة الإمام الصادق عليه السلام يتحاربون فيما بينهم ويتقاتلون فإن ذلك أسوء فعل نقدمه لمولانا الإمام عليه السلام، نسوّد به صحيفة أعمالنا ونلطخ به تاريخنا، مع ما في عملية القتل والتقاتل من عقاب في الآخرة مخلداً، قال سبحانه {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93.
ثم أن المتقاتلين كلاهما في النار، فقد سئل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله: (علمنا أن القاتل في النار فما بال المقتول، فقال صلى الله عليه وآله: لأنه أراد قتل صاحبه..) والله والمعصومين، والحوزة والمرجعية لا تريد لكم هذه النتيجة المؤسفة مع ما فيها من فضيحة اجتماعية وعار عشائري لا يمكن نسيانه بسهولة.
ثم أين هم مشايخ عشائرنا الكرام ووجاهتهم التي تختبر في مثل هذه الأزمات، وفرض شخصياتهم على أبناء عشيرتهم ليلتزموا بمقرراتهم العرفية والشرعية.
إننا نناشد شيوخ عشائر بغداد أن تضع أمامها مسؤولياتها العشائرية والوطنية والشرعية في درء الفتنة وإطفاء نائرة القتل، وأن لا يتساهلوا مع قاتل أو مجرم لا يريد لهم إلا الفضيحة والعار.
إن ضريبة الوجاهة الاجتماعية ومشيخة العشيرة هي بمثابة زكاة لهم يقدموها لأبناء وطنهم وأهلهم في تلطيف الأجواء المسممة بفعل أزمات متعاقبة يمر بها البلد وأن يكونوا الحضن الدافي لجميع أبناءهم سواءً من عشيرتهم أو من غيرها ما دام في ذلك رضا الله ورسوله.
ثم ليعلم الجميع أن الفتنة تعم الخيرين منهم والسيئين لأنها إن لم تتق تصيب الجميع بلا استثناء..
{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25