الفقيه عشائرياً
والحمد لله على نعمة الإيمان وإتّباع طريق الرحمن ونبذ مفتريات ما كان قائده الجهل وعميدة البهتان، طريق الغي والشيطان الذي ما انفك يسرح في عقول الرجال من امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنساهم ذكر ربهم وهداية نبيهم نبي الرحمة فكانوا غرباء عن ما خلقوا له، أصدقاء لما نهوا عنه.
ولم يكن في الأفق من أمل يلوح لتصحيح مسار الرجال فيما يصح في سبيل الشريعة والأخلاق حتى أشرقت شمس الهداية بثلّة مخلصة من علماء الحوزة الشريفة فكانوا اعز الأعوان لهداية الإخوان وتبنيهم إلى ما يراد منهم في هذه الأحيان من إتباع سبيل الرشد ونور القرآن، وكشف أستار ومداخلات الشيطان عدو الإنسان منذ بدأ الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فالتفت الواعون من وجهاء الأمة ورؤساء العشائر إلى دعوة الضمير وصحوة الإيمان قلبوا الطلب واستجابوا للدعوة ذاعنين مقتنعين وعن بصيرة مهتدين يسترشدون علماء الإسلام ورجالات العلم والفقه ويتخذون طريق الرحمن لا يحيدون عنه بدلا ولا يشترون به عوضاً.
فقد زاد شوقهم وقاربت خطوتهم ممثلهم نحو التكامل والرقي والخروج عن زي الأحكام العرفية والأعراف العشائرية التي ما انزل الله بها من سلطان، فاستهدوا الحوزة ووصلوا إلى المبتغى، ولم يكن بالأمر البعيد عليهم وقد عاشوا اعرافاً تكرست وتجذرت فكانت عادات وتقاليد مقدسة لا يؤمن الخروج عنها والتمرد عليها من الطرد والتغريب، والاستهجان والتعيير ولكن هداية الله تنال الراغب وتطلب المجيب وقد شمّر ثلّة من الوجهاء ورؤساء العشائر الطيبين ساعد الجد وقصدوا الحوزة الشرعية لترعى شؤونهم وتكيف تصرفاتهم على منهج شرع الله الحكيم وصراطه المستقيم، فحيا الله إخلاص الرجال وجهادهم الأكبر ضد أهواء نفوسهم ومصالح ذواتهم وغرور أنفسهم، فشكر الله سعيهم وبارك خطوتهم وجعلها ميمونة تثير في نفوس غيرهم من رؤساء العشائر غيرة الدين وحمية الإسلام للالتفاف حول علماء المذهب وفقهاء الدين من اجل إصلاح شؤون المسلمين وتثبيت أركان الإسلام في سلوك معتنقيه وأن تعود امة المسلمين كما كانت خير امة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وهذا نموذج طيب قدم نفسه ايماناً بالله وتصديقاً برسالته واتباعاً لسنته وطلباً لمرضاته.. إلا وهو الشيخ رحيم بدر الطائي رئيس عشيرة آل حاتم من فروع طي ممثلاً عن أبناء ورؤساء عشائر قبيلة طي في الوسط والجنوب كل من آل حاتم وآل حداد وآل جرس وآل رويعي، وقد وقع اختيارنا على جناب العلامة الشيخ قاسم الطائي رئيساً تشريفياً على هذه العشائر، فقبل الأمر وشكر السعي وتحفظ بأمرين:
الأول منها: لا دخل له فيما يتعلق بالجانب العرفي العشائري في علاقة العشيرة بغيرها من العشائر أو في علاقتها مع الجهات الرسمية، وأما ما يتعلق بالشؤون الشرعية والأحكام الإلهية فيتعين على الجميع الخضوع لها والانصياع إليها وجعله القائد والمرشد في حل المشاكل العشائرية فيما يتعلق بالفصول والديات والغرامات والحكومات، وان يكون تدخله فيها لا بالمباشرة بل بواسطة نائب عنه يعينه هو من طلبة الحوزة العلمية أو من خارجها حسب ما يراه مناسباً.
وبالجملة فإن قبوله تشريفي ليس إلا.
والثاني منها: أن يتعلق قبوله لهذه الجهة التشريفية بالتزام الجميع بأوامر الله ونواهيه والابتعاد عن أعراف وتقاليد ما انزل الله بها من سلطان، وأن لا يتدخل ولا يطلب منه التدخل في شؤون خاصة تتعلق ببعض العوائل أو الأفراد، وأن لا يشغل بما هو من شؤون العشيرة ورسومها.
ونحن نقدر له قبوله وتحفظه ونحرص على التزام ما تشرف برعايته ومتابعة إرشاداته، وعدم إشغاله بأمورنا الخاصة أو العامة التي يمكن حسمها فيما بيننا خاصة، ولا نربك وقته وجهده إلا في أمور مستعصية ومحكمة على قبول الحل المرضي عند الكل فلابد من الرجوع إلى قول الشرع الفصل وبيانه الحتم بما يراه سماحة الشيخ الطائي عن طريق نائبه الخاص.
ونسأل الله تعالى أن يبقيه ذخراً للمسلمين عامة ولنا خاصة وللحوزة الشريفة.
ممثل رئاسة عشيرة الطائية
في الوسط والجنوب