في ندوة حول "العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله: فقه وفكرضمن فاعليّات معرض بيروت العربي والدّولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين ومداخلةً بعنوان: "السيّد فضل الله: لحظة فراق...لحظة إنصاف"



العلامة هاني فحص:
فضل الله المظلوم والعالم الفقيه والامام المرجع والأستاذ



(شبكة الفجر الثقافية) -(2010-12-11م)

ضمن النّشاطات الثّقافيّة والفاعليّات المرافقة لمعرض بيروت العربي والدّولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين، عقدت ندوة حول "العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله: فقه وفكر"، وقد ألقى العلامة السيّد هاني فحص مداخلةً بعنوان: "السيّد فضل الله: لحظة فراق...لحظة إنصاف"، وجاء فيها: "السيّد محمد حسين فضل الله، العالم الفقيه، المرجع الأستاذ الإمام، إمام الفقراء تأسيساً في النّبعة، الخطيب الواعظ المحاضر، الكاتب الباحث الشّاعر.. الجميل.. مربّي جيشٍ هائلٍ من الأيتام في مؤسّساتٍ مفتوحةٍ أبوابها، وجاهزة مقاعد الدراسة فيها، في وجه المزيد من الأيتام والفقراء".

وأضاف السيّد فحص: "هذا الكبير كان مظلوماً أيضاً، تماماً كما كان الكبار والروّاد من رعيله من رجال الدّين المسلمين الشّيعة في هذه الحقبة، حيث إنّهم لم يعدموا من ينصفهم، أو من رأى أن ينصف نفسه بإنصافهم، مُشيحاً عمّن يوظّفونهم في مشاريعهم، ويشاكلونهم في الأطروحة، ويفارقونهم في المضامين. هذا الرّجل كان يداري النّاس على قاعدة الرّحمة إلى حدّ كبير، أمّا في الرأي فلا"..

أضاف: "..وكان قليل المداراة للفقه السّاكن والفقهاء السكونيّين... ومن هنا، مدّ يده إلى الشّجرة فهزّها، فاهتزّت الألسن والأقلام والسّيوف في وجهه، ولكنّه استمرّ يطلق سراح الفتاوى التّيسيريّة في الفقه، والّتي خاف على أنفسهم منها فقهاء كبار فكتموها.. أمّا هو، فقد استفاد من جوّ الحريّات الّذي فرض نفسه كضرورةٍ على الفضاء الدّينيّ، وفي لحظة ازدياد التعصّب، وصولاً إلى العنف والإرهاب، وما يقتضى ذلك من تنميطٍ ضيّقٍ للفقه والفكر لتسويغ الإرهاب والجهل والتخلّف. هذا الرّجل المقاوم .. يحبّ المقاومة والمقاومين .. ويناقش غيرهم في المقاومة. يعترض على حاكمٍ عربيّ هنا أو هناك، من دون خلفيّةٍ مذهبيّةٍ، وبأدبٍ شديدٍ وموقفٍ عميق، ولا يمانع في التّواصل وبذل النّصح."

وأردف: "لقد كان شجاعاً جدّاً عندما اختار أن يعلن مرجعيّته من لبنان، مذكّراً كلّ علماء الأطراف الشّيعيّة، بأنّ المركز المرجعيّ في النّجف، لم يكن يلغي الأطراف الّتي كان لها مرجعيّتها المحترمة من جميع المراجع، ولكنّها كانت لحظةً شديدة الحرج، لأنّها اللّحظة التي تمت فيها المطابقة بين المرجعيّة والحاكميّة، مع تساهلٍ في الشّروط العلميّة للمرجعيّة لصالح الحاكميّة. وهذه تحسب له سنّة حسنة، لا أظنّ أنّها سوف تتكرّر أو يسمع بها ثانية".

وختم السيّد فحص: "كان لبنانيّاً وطنيّاً شفّافاً، شعراً وفقهاً وفكراً من البداية.. يحلم بأن يكون لبنان منبراً للفكر العربيّ والإسلاميّ والعالميّ، موصولاً ومحفوظاً ومحترماً من أشقّائه العرب والمسلمين ومن شعوب العالم كافّةً..كانت شيعيّته مورد غذاء لإسلاميّته، حاضنةً لشيعيته.. كلّ ذلك يجري ويتحرّك في فضاءٍ وطنيّ لبنانيّ عربيّ ودوليّ، رشّحه لأن يكون موضع ثقة الجميع وحبّهم وتقديرهم في حال الاختلاف وحال الاتّفاق معاً".