التفويض المطلق من بوش لشارون

تقرير: جيمس رينولدز
مراسل بي بي سي في القدس

مراسل بي بي سي الذي رافق رئيس الوزراء الاسرائيلي في رحلته إلى البيت الأبيض يقول إنه لا يوجد فرق في موقف الرئيس بوش وشارون بخصوص المستوطنات واللاجئين.

منذ عدة سنوات وأنا في الجامعة، طلبني أحد الأساتذة إلى مكتبه. شعرت ببعض الرهبة والقلق. فلم أكن مواظبا على محاضراته. وكنت مقتنعا إنه يريدني لهذا السبب.

وعندما ذهبت إليه، أخبرني إنه طلب منه كتابة ترشيح لي من أجل العمل خلال الصيف، ولكنه لا يعرفني على الإطلاق، لذا فعلي أن أقوم بالكتابة وسيقوم هو بالتوقيع على الورقة.

وترددت وأنا آخذ منه الورقة. وطلب مني الأستاذ أن أجعل العرض من أفضل ما يمكن. وهكذا كتبت "جيمس طالب موهوب، في الحقيقة فهو طالب غير عادي" ومضيت في الكتابة. وبعد أن انتهيت قدمت الورقة إليه فنظر إليها قائلا:" هذا ما أردته".

تذكرت كل هذا وأنا أتابع المؤتمر الصحفي الخاص بالرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون.

وصف الرئيس بوش شارون بأنه قائد شجاع وأشاد بما أسماه أعماله التاريخية الشجاعة.

وبعدها بدأ بوش في إعادة تشكيل السياسة الخارجية الامريكية فيما يخص المستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين. وبدا أن شارون هو الذي قام بكتابة كلمة الرئيس بوش بنفسه.

وبينما كان بوش يقرأ بيانه، وقف شارون بجانبه بدون أن يبدو أي أثر علني للفرحة على وجهه، وكان يومئ برأسه من حين لأخر مستخدما نفس التعبير الذي يستخدمه السياسيون عندما يحصلون على ما يرغبون فيه ولكنهم لا يريدون أن تبدو عليهم السعادة أو الرضا عن النفس.

ولكن بعد أن أخليت المنصة، بدأ بعض معاوني شارون في الابتسام وقال أحدهم: "لقد حصلنا على ما كنا نأمل في الحصول عليه".

كانوا واثقين من أنفسهم، وربما يعود هذا إلى أنهم فعلوا ذلك من قبل. فمنذ عامين أمضت حكومة شارون شهورا من أجل إقناع إدارة بوش بأن تفعل مثلها وتقطع علاقتها مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

ونجحت حكومة شارون في ذلك، ولم يعد الرئيس بوش يتعامل مع عرفات.

والآن، يتخذ بوش نفس موقف شارون من المستوطنات واللاجئين.

وفي الحقيقة، أصبح من الصعب العثور على اختلافات بين شارون وبوش. فلدى الرجلين ميل لرؤية العالم من خلال منظور الأبيض والأسود والخير والشر.

وهما يؤمنان بقوة بمبدأ سياسي بسيط وهو إن هذا العمل أهم كثيرا من الحصول على إجماع.

كما أن كلا الرجلين يمتلكان مزرعة.

وينظر الاسرائيليون بشكل خاص إلى هذه النقطة، حيث يعملون على أن يتلقى شارون دعوة إلى مزرعة الرئيس بوش في تكساس.

ولكن على شارون ورجاله التعامل مع البيت الأبيض.

وفي طريق العودة على متن طائرة شارون. كنت أجلس في مؤخرة الطائرة مع باقي الصحفيين والعشرات من الحراس الذين اعتاد شارون اصطحابهم أينما ذهب.

وبينما بدأ بعضنا في النوم، جاء أحد المضيفين وأخذ زجاجة من الشمبانيا وسلك طريقه إلى المقصورة الأمامية، حيث شارون ورجاله.

نحن الآن في القدس، ورئيس الوزراء يستعد لاستفتاء حزب الليكود على خطة فك الارتباط، وهو الاستفتاء الذي يأمل في الفوز به بعد أن حصل على موافقة الرئيس بوش على الخطة.

وتأكدت بنفسي، قام رجال شارون بالمساعدة في كتابة خطاب الرئيس، وهي كلمات سيستخدمها شارون كمرجع.

وبالمناسبة، لم يجد خطاب التوصية الذي كتبته لنفسي شيئا، فلم أحصل على الوظيفة.

http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/...00/3633869.stm