في مقدّمة العدد، كلمة وجدانيّة بعنوان
"وداعاً أبا علي"
[line]-[/line]ملفّ خاصّ في مجلّة
" ثقافة التّقريب" برحيل المرجع فضل الله




(شبكة الفجر الثقافية) (2011-01-08م)

بينات: أصدر المجمع العالميّ للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، عدداً خاصّاً من مجلّته الثّقافيّة الشّهريّة "ثقافة التّقريب"، بتاريخ تموز - يوليو 2010 م/ رجب 1431هـ، وقد تضمّن ملفّاً تناول مناسبة رحيل العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

في مقدّمة العدد، كلمة وجدانيّة بعنوان "وداعاً أبا علي"، تنعى المرجع الإسلاميّ، ورائد الوحدة الإسلاميّة، المرجع فضل الله، وتبيّن عظيم المصاب، والألم الكبير الذّي سبّبه رحيله. ومما جاء فيها: "ثقافة التّقريب فقدت علماً كبيراً من أعلامها، هو العلامة السيّد محمد حسين فضل الله. لا نقصد بثقافة التّقريب هذه النّشرة المتواضعة، بل نقصد عموم الثّقافة الّتي تتعالى على الخلافات الطّائفيّة والقبليّة والقوميّة والإقليميّة، فلقد كان بحقّ رائداً لهذه الثّقافة، بأصالته وعلمه، وبمعاصرته ومعايشته للواقع، وبإخلاصه لله ولرسالته، وبنظرته الواسعة إلى الإسلام بأبعاده الشّاملة، وبفكره المتوجّه إلى مقاصد الإسلام السّامية، وبخطابه الّذي يتناسب مع واقع العصر، وبمشاريعه الّتي تجعل عالِم الدّين يعيش آمال النّاس وآلامهم، وبمواقفه من القضايا العالميّة المنطلقة من فهمٍ شاملٍ وعميقٍ للفرص والتحدّيات.. وأهمّ من هذا وذاك، أنّه اتّجه إلى توعية المسلمين على واقعهم، وإلى الأخطار الّتي تحدق بهم، وإلى دعوتهم إلى الوحدة ورصّ الصّفوف.. وإلى أن يكون همّهم الإسلاميّ أكبر من همّهم المذهبي"..

وأضافت: "لقد نظر إلى الخلافات المذهبيّة على أنّها خلافات عشائريّة أكثر منها خلافات عقائديّة أو فقهيّة، فالسّبيل الوحيد للقضاء على الصّراع المذهبيّ، هو القضاء على التخلّف، وتوجيه المسلمين نحو أهدافٍ كبرى".

وختمت بمعاهدة سماحته على الإخلاص والوفاء لنهجه وخطّه الإسلاميّ، وممّا قالته: "لئن فقدنا السيِّد محمد حسين فضل الله في شخصه، فسوف تبقى مدرسته وفكره ونهجه نبراساً للسَّائرين على طريق ثقافة التَّقريب".

ويتضمَّن الملفّ الخاصّ برحيل المرجع فضل الله، مجموعةً من بيانات التَّعزية بالفقيد الرَّاحل، الّتي صدرت عن مجموعةٍ من العلماء والشَّخصيَّات الإسلاميَّة، وكذلك بيانات مجموعةٍ من الحركات الإسلاميَّة في لبنان والعراق، إضافةً إلى بيان المجمع العالميّ للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، وبيان الأزهر الشّريف، ومنظّمة المؤتمر الإسلاميّ...

كما يتناول الملفّ، أصداء رحيل المرجع الرّاحل في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، مشيراً إلى بيانات التّعزية الّتي أصدرتها الحوزة العلميّة في قمّ، والشّخصيّات الكبرى في النّظام الإسلاميّ ومؤسّساته...

وفي جانبٍ آخر، تعرض المجلّة بشكلٍ مختصر، جانباً من مسيرة حياة المرجع الرّاحل وجهاده وفكره، فتتحدّث عن نسبه وولادته الشّريفة في النّجف الأشرف، وظروف نشأته ودراسته العلميّة والحوزويّة، إضافةً إلى مراحل حياته ومرجعيّته، وتعدّد جانباً من مؤلّفاته في الموضوعات المختلفة، كما تتناول أعماله الخيريّة، كالمؤسّسات الّتي أنشأها سماحته للعمل الاجتماعيّ والخيريّ، وكذلك المعاهد والمدارس والمراكز الصّحيّة...

كما تولي المجلّة اهتماماً خاصّاً بالدّيوان الشّعريّ الأخير لسماحته"في دروب السّبعين"، الّذي صدر قبيل رحيله بأيّام، وتقدّمه إلى قرّائها بطريقةٍ موجزة، فتقول:

"في دروب السّبعين.. صوت الشّعر والإنسان المنفتح على وعي نفسه ووعي الكون والحياة والجمال.. الشّعر هو الإيحاء والتأمّل في عمق الذّات والوجدان، وعندما يعيش الإنسان حبّ الله، فهذا يعني أنّه يحبّ الجميع، الحياة والنّاس، بمشاعر وأحاسيس متأمّلة متدفّقة"، ثم تعرض أبياتاً مختارةً من الدّيوان، ومنها:

"من دمي.. لا من تهاويل حياتي

تبدع اللّهفة أسرار شكاتي

وتثير الدّرب حولي أنجماً

يبعث الحبّ بها فجر حياتي..."

ومن ديوان "يا ظلال الإسلام"، اختارت المجلّة أبياتاً لسماحة السيّد تتناول واقعة بدر:

"والتفتنا، وقيل بدرٌ، نخيلاتٌ وبئرٌ وناقةٌ وبعيرُ

هي بدرٌ، وَمَرّ يلفحني الصّمت وتمتدّ في مداه العصور

ها هنا كانت البساطة في الإيمان، كانت عقيدة ونذير

وقليل قد استنار هداهم، بهدى الذّكر واستنار الشّعور...

وأوردت المجلّة على امتداد صفحاتها، مقتطفاتٍ من كلمات سماحة المرجع الرّاحل السيّد فضل الله(رض) وفكره، في الموضوعات الإسلاميّة المختلفة...