النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي قصائد كتبتها الانامل الطاهرة لسماحة المرجع الكبير السيد فضل الله رض

    لأنك قوة.. لأنك ثورة

    قصيدة كتبها سماحة المرجع الكبير رض وهي مهداة إلى روح شهيد الإسلام الكبير السيد محمد باقر الصدر(قده)


    لأنَّكَ قُوَّةْ


    لأنَّ بعينَيْكَ سِرَّ ائتِلاقِ النُّجوم


    وفي رُوْحِكَ اليقْظَةُ الثَّائِرَةْ


    وفي قَلْبِكَ الحُبُّ للمُتْعَبينَ


    لِكُلِّ عيونِ الأَسى الحَائِرَةْ


    لأنَّكَ قُوَّةُ فِكْرٍ كبيرٍ


    كبيرٍ كَمَا القِمَّةُ القَادِرَةْ


    لأنَّ الهُدَى ثَوْرَةٌ في يَدَيْكَ


    وإِيقَاظُهُ اللَّحْظَةِ الخَائِرَةْ


    لأنَّ العيُونَ التي حَدَّقتْ


    بعَيْنَيْكَ في الثَّوْرَةِ الهَادِرَهْ


    رََأَتْ فيْكَ رُوحاً كمِثْلِِِ الربيعِ


    يَرُشُّ الضُّحَى في الخُطَى السَّائِرَة


    لأنَّكَ قُوَّةْ


    تَعيشُ وتَزْرَعُ في الأَرْضِ قُوَّة


    وَتَخْطو


    وَتَحْمِلُ لِلْغَدِ قُوَّهْ


    وَتَهْفو وَيَحْيا الشُّعورُ الطَّهورُ


    كَمَا الفَجْرُ يَحْمِلُ زَهْوَ النُّسورْ


    كَمَا الخِصْبُ يَحْضُنُ سِرَّ البُذُورْ


    ففي كُلِّ إِيقَاظَةٍ دَعْوَةٌ


    تُعَانِقُ بالحَقِِِِّ وَحْيَ الشُّعورْ


    وَفي كُلِّ دَرْبٍ هُدَى فِكْرَةٍ


    تَشُقُّ المدى في انطلاقِ العُبُورْ


    لأنَّكَ ثَوْرَةْ


    تُحَرِّكُ في الفِكْرِ دَرْباً جَديداً


    وتَزْرَعُ في الرُّوْحِ عُشْبَاً جديداً


    وَتَصْنَعُ في السيرِ خَطواً عنيداً


    وَتَمْتَدُّ في الخَطِّ خَطَّاً مَديداً


    تُلاقي البدايةُ فيهِ النِّهَايَهْ


    وَتَحْمِل للملتقى خَيْرَ ايهْ


    وَتُوحيْ لنا أَنَّ في كُلِّ غَايَهْ


    مَعَانيَ توحيْ.. تُثيرُ الحِكَايَهْ


    عَن اللَّهِ.. عَنْ وَحْيِهِ.. عَنْ جِهَادٍ يُحَطِّمُ فينا طَرِيقَ الغِوَايَهْ


    لأنَّكَ ثَوْرهْ


    كَمَا أَنْتَ في فِكْرِكَ الحُرِّ ثَوْرَهْ


    تُفَلْسِفُ لِلْغَدِ بالحُبِّ ثَوْرَهْ


    وَتَرْصُدُ في مُلْتَقى الرُّوْحِ ثَوْرهْ


    وَتَنْسَابُ في الموجِ في كُلِّ بَحْرٍ


    يُهَدْهِدُ في شَاطِى‏ءِ الغَدِ ثَوْرَهْ


    وَتَحْكيْ لأطْفَالِنا في الربيعِ المُنَدَّى


    حَكايا العيونِ البَرِيئهْ


    وَتُوْحِيْ لِجِيْلِ الشَّبَابِ الفَتِيِّ


    إِرادَتَه في القُلُوبِ الجَرِيئَهْ


    وَتُطْلِقُ لِلْغَدِ كُلَّ جَنَاحٍ


    يُحَلِّقُ يَصْعَدُ نَحْوَ النُّبُوءَهْ


    لِتَعْرِفَ أَنَّ طَرِيقَ الذُّرَى


    تَشُفُّ مداهُ الأَكُفُّ المليئَهْ


    *****


    لأنَّكَ كُنْتَ الهُدَى والأَملْ


    وكنتَ تُنَادي وَتَصْرُخُ فينا


    وفي كُلِّ إِِِشراقةٍ لِلأَمَلْ


    تَعَالَوْا إِليَّ


    فإِنِّي هُنَا


    أُلمَلِمُ أُنْشودةَ الثَّائِرِينْ


    تَعَالَوْا إِليَّ


    فَإِنِّي هُنَا


    أَمُدُّ يَديْ في يَدِ الكَادِِحينَ


    وَأَدْعوْ وَأَصْرخُ في كُلِّ لَيْلٍ


    لأوقِظَ إِخْوَتيَ النَّائمينْ


    فَأَزْرعُ في كُلِّ جَفْنٍ طُيُوفَ الضِّياءْ


    وَأُهْرِقُ في كُلِّ رُوْحٍ كُؤُوسَ الصَّفَاءْ


    وَأدْعوْ الكُسَالى، على كُلِّ دَرْبٍ


    نِداءً نِدَاءً نَدَاءْ


    تَعَالَوْا إِليَّ


    فإنَّ الشَّهَادةْ


    عَبيرٌ وَحُبٌّ وَرُوحُ إرَادَهْ


    وَتَاريخُ مُسْتَقْبَلٍ مُشْرِِقٍ


    يَشُقُّ الحَيَاةَ.. بِسِرِّ القيادةْ


    وَتَحْيا الدِّمَاءْ


    تُهَلِّلُ تَفْرَحُ للسَّائِرينْ


    وَتَجْري الدِّمَاءْ


    كَمَا الموجُ في ملتقى السَّابِحِينْ


    كَمَا النَّهْرُ يَهْتِفُ بالسَّائِرِينْ


    هُنَا الجِسْرُ


    يَا زُمْرَةَ العَابرينْ


    وَتَهْفو الدِّمَاءُ


    وتهفو.. وتوحيْ وَتَهْمِسُ شِعْرا


    وَتَكْتُبُ في صفحةِ الغَدِ فكرا


    وَتُوْقِدُ في حفلةِ النَّارِ جَمْرا


    وَتُطْلِقُ في صَرْخَةِ الرُّوْحِ ثَأْرا


    وتَبْكيْ الدِّماءُ


    على البَاخِلينَ الذينَ اسْتَرَاحُوا


    وَعَادوا يَمصُّونَ رُوْحَ الدِّمَاءْ


    وَنَسْمعُ صَوْتَكَ رُوْحَاً خَفيفاً


    خَفيفاً كَمَا النَّسْمةُ الغَافيةْ


    تَعَالَوْا إِليَّ


    إِلى الفِكْرِ يا عُصْبَةَ الجَاهِلينْ


    إِلى الرُّوْحِ يا زُمْرَةَ الجَامِدينْ


    إِلى اللَّهِ يا مَجْمَع الجَاحِدِينْ


    إِلى الفَجْرِ يا فِرْقَةَ الضَّائِعينْ


    تَعَالَوْا إِليَّ


    ففي الدِّين فِكْرُ الحَيَاةِ الطموحْ


    وَيَقْظَةُ وَعْيٍ وعودةُ رُوْحْ


    وَقِصَّةُ دُنياً تُثيرُ السفوحْ


    لتحيا مَعَ اللَّهِ في خيرِ نِعْمَهْ


    فتسمع في الخُلْدِ أَعْذَبَ نَغْمَهْ


    وَتَصْنَع لِلْغَدِ أَعْظَمَ أُمَّهْ


    وَتوحيْ لنا أَنَّ سِرَّ الشهيدِ


    يُحَطِّمُ للظُّلْمِ أَرْفَعَ قِمَّهْ


    لأنَّكَ قُوَّة


    تُخيفُ.. تُهدِّدُ.. وَحْشَ الظَّلامْ


    وَتَحْيَا لِتَبْعَثَ روحَ السلامْ


    على اسْمِ الهُدَى في رَبيعِ الوِئامْ


    .. وَكَانوا على الدَّرْبِ..


    كَانت لَدَيْهِمْ


    حَكَاياكَ وَهْيَ تُثيرُ الضِّرَامْ


    لِتُشْعِلَ بالحَقِّ ثَوْرَةْ


    وَتَبْعَثَ بالفِكْرِ لِلحَقِّ قُوَّةْ


    وَتُوحيْ بِأَنَّكَ تَحْمِِلُ شُعْلَةْ


    وَأَنَّ يَدَ الشَّعْبِ تَزْرَعُ نَخْلَةْ


    لِيَنْشُرَ، في وَهَجِ الوَعْيِ ظِلَّهْ


    وكانوا يَخَافونَ أَنْ تلتقيْ


    الحِكَاياتُ.. في مَوْعِدِ الأَنبياءْ


    وَيَزْحَفُ إِسلامُنَا للذُّرَى


    الكبيرةِ في يَقَظاتِ الضِّيَاءْ


    وَيَهْوي الظَّلامُ


    وَيَحْيَا السَّلامُ


    سَلامُ القلوبِ النَّقِيَّةْ


    سَلامُ الزُّنُودِ الفَتِيَّةْ


    عَلى كُلِّ سَاحٍ يعيشُ الجِِهَادْ


    بِافَاقِهَا.. في امتدادِ العِنَادْ


    وَتَبْقَى بِفْكرِكَ في وَعْينا


    سَلاماً يُنَضِّرُ وَجْهَ البِلادْ


    *****


    لأنَّك قُوَّةْ


    لأنَّكَ ثَوْرَةْ


    أَرَادوكَ أَنْ تَنْحَنيْ لِلرِّيَاحْ


    وأَنْ تُسْلِمَ الحَقَّ في كُلَّ سَاحْ


    وأَنْ تُسْكِتَ الصَّيْحَةَ الهَادِرَةْ


    وَتَسْتَسْلمَ القوّةُ الصَّابِرَةْ


    وأَنْ تَتَمَنَّى عليهمْ سَلاماً


    ذَليلاً لدى الطُّغْمَةِ الفَاجِرَةْ


    لِيَبْقى لَهُمْ مَجْدُهُمْ شَامِخَاً


    على رَغْمِ أُمَّتِنَا القَادِرَةْ


    وَلَكِنَّ رُوحاً تُثيرُ الذُّرَى


    وَتَدْفَعُ للشمسِ افاقَهَا


    أَثَارتْ على خُطُوَاتِ الطَّريقِ


    على اسْمِ الشَّهادةِ أشْوَاقَهَا


    لِتُوحيْ لنا في انطلاقِ الجِهَادِ


    هُنَا.. أَنْ نَثُورْ


    ليبقى لنا أَنْ نَمُدَّ الجسورْ


    إِِلى اللَّهِ في صَيْحَةٍ حُرَّةٍ


    تثيرُ الحياةَ بوحيِ العبورْ


    وأَنْتَ تُشيرُ إِلينا


    وأَنْتَ تَمُدُّ إِلينا


    يَدَاً خَضَّبَتْها الدِّمَاءْ


    يَدَاً كَتَبَتْ فِكْرَهَا بالدِّمَاءْ


    لِتُشْرِقَ فينا حُروفُ الضِّيَاءْ


    حُروفُكَ هذي التي يَشْهَقُ العبيرُ


    بِهَا وَيَمُوجُ الرَّوَاءْ


    وَأَنْتَ تُشيرُ إِلينا وَقَدْ ضَاعَ مِنَّا الطَّريقْ


    وَأَنْتَ تَمُدُّ إِلينا لِتُبْعِدَ عَنَّا الحريقْ..


    لِنَحْيا مَعَ اللَّهِ.. تَحيا الحياةُ


    بِأَعْماقِنَا


    قِصَّةً لِلشَّهَادةْ


    وَقُلْتَ لنا إِنَّها كبرياءٌ وَفَيْضُ عِبَادَةْ


    وَوَحْيُ سَعَادةْ


    وَقُلْتَ لنا.. هذه كَرْبَلاءْ


    تَعَالَوْا إِلى كَرْبَلاءْ


    هُنَا سَاحَةُ الجَنَّةِ الوَارِفَةْ


    هُنَا الحَقُّ في ثَوْرَةِ العَاصِفَةْ


    هُنَا عَوْدَةُ الرُّوحِ.. هَذا الرَّبيعُ


    هُنَا الخُضْرَةُ الرَّاعِفَةْ


    هُنَا الشِّمْرُ.. يَصْنَعُ مَأْسَاةَ جيلٍ.. وَيَضْرَى الإباءْ


    نَعَمْ لِِلحُسَينِ.. نَعَمْ لِلدِّمَاءْ


    سَيُشْرِقُ نَيْسَانُ نُوراً


    وَيَنْبُتُ نَيْسَانُ وَرْدَاً


    وَيَهمي العبيرُ


    وَأَنْتَ وَنَيْسَانُ مَعْنَى الرَّبيعْ


    وتبقى لنا


    جِهَادُكَ رُوْحٌ وفِكْرٌ رفيعْ


    لِيَصْنَعَ في كُلِّ جيلٍ شَهَادَهْ


    وَيَبْعَثَ في كُلِّ فَجْرٍ مَعَادَهْ


    وَتَحْيَا بنا في طَريقِ الحُسينِ


    وَتَرْوي لنا كَرْبَلاءَ الجَديدةْ


    حَكايا الحُسينِ الجديدةْ


    وقِصَّةَ زينبَ عَبْرَ الشَّهيدةُ


    *****


    لأَنَّكَ قُوَّهْ


    لأَنَّكَ ثَوْرَهْ


    لأَنَّك سِِِرُّ انْطِلاقةِ أُمَّهْ


    سَتَبْقَى لنا


    سَتَحْيَا لنا


    وَتَبْقَى حَيَاتُكَ في الدَّرْبِ قُوَّهْ


    وَتُحْيِيْ نَجَاواكَ في الرُّوْحِ جُذْوَهْ


    وَتَمْتَدُّ ثَوْرَهْ


    وَفِي الفَجْرِ يُشْرِقُ رُوْحٌ جَديدْ


    وفي الشَّمْسِ سَوفَ يَذُوبُ الجَليدْ


    وَيَهْوي الظَّلامْ


    وَتَنْهَارُ كلُّ جبالِ الظَّلامْ


    لأَنَّك في لَفَتَاتِ الشُّرُوقِ


    تُمَزِّق كُلَّ حَكَايا الظَّلامْ


    لأَنَّك قُوَّهْ


    لأنَّكَ في قِصَّةِ الحَقِِّ جُذْوهْ


    *****


    أَخي


    وَيَعودُ الحَنينُ لِقَلْبيْ


    عَمِيقاً كَمِثْلِ الجِرَاحْ


    رَقيقاً كَنُورِ الصَّبَاحْ


    حَبيباً كَمَعْنَى السَّمَاحْ


    وَتَنْسَاب كَالحُلْمِ ذكرى حَيَاةِ الجِهَادْ


    وَيَبْقَى الجِهَادْ


    لَنَا في الطَّريقِ حياةً وَزَادْ
    الجماهير دائما اقوى من الطغاة , مهما تفرعن الطغاة , وقد تصبر ولكن لا تستسلم ..

    الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر قده


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    رحماكَ في روح أمي
    من روائع قصائد سماحة العلامة المرجع رض كتبها في العام 1992م في والدته، في ذكرى رحيلها، وهي تعبِّر بشكل إنساني عميق عن طهر الأمّ وسموّها وحضورها في وجدان الشاعر الإنسان.

    وتبقى الحياة
    وتهربُ مني جمالاتُها
    حكاياتُها
    في طفولةِ عمري
    غنائيّةُ الهدهداتِ الحميمة
    أراجيحُ روحي التي يشهقُ الضياءُ
    بهزّاتِها
    ويغفو العبيرُ
    على وحيِها الضائعِ الأمنيات
    وأمضي
    وترحلُ بي الذكريات
    تغيب طويلاً بوعيِ الضَّباب
    وتشرقُ بسمةً
    وألمحُ كلَّ عيونِ الحنان
    وكلَّ النقاء
    وكلَّ الصفاء
    وسرَّ الطّهارة
    خيالاً يهلُّ بروحِ الحقيقة
    هي الأمُّ
    أمّي التي يورقُ الخيالُ بكلماتِها
    رقةً وعذوبة
    ورؤيا حبيبة
    وتفتحُ للطفلِ في غمرةِ الضَّياع
    دروباً غريبة
    وتهفو وتثغو
    وتحضنُ ـ في حيرةِ النظرات ـ
    طفولتي الهائمة
    ولثغاتي الحالمة
    وأحيا معَ النظرات
    وأغفو مع الكلمات
    وتختصِرُ العُمْرَ ضمّةُ أمّي
    وقبلةُ أمّي
    ولمسةُ أمّي
    وإشراقةُ الحبِّ
    في روحِ أمّي
    فيا للعبيرِ الذي يرشفُ الضياءَ نديًّا
    بأجفانِ وردة
    ويا للربيعِ الذي يبدعُ اخضرارَ المحبَّةِ
    في كلِّ شدّة
    فينبضُ قلبي بكلِّ الأماني
    ويشدو شعوري بأحلى الأغاني
    وتنفتحُ اللّهفةُ الحانية
    على الحسِّ في الليلةِ الشاتية
    لتنشرَ فيه بقايا الضّياء
    وتوحي له بانفتاحِ السماء
    على الصحوِ في بسماتِ اللّقاء
    ويمتدُّ في وعيهٍ الطفلِ سرُّ الشباب
    عميقاً كعمقِ الجذور
    التي يغسلُ النبعُ أعصابَها
    وتغفو على السرِّ أهدابُها...
    وتبقى هناك حكايا اللّيالي
    عن الغدِ في أمنياتِ الدَّوالي
    ويشردُ بي الوعيُ
    في رحلةِ الشرود
    إلى الغيبِ في أفُقِ الكلمات
    وتحملُني كلمة
    للغيوبِ البعيدة
    لأحيا هناك
    بروحي وعقلي
    على ضفَّةِ النهرِ
    رؤيا جديدة
    وتهفو ملائكةُ الغيب
    حولي
    وأحيا ـ هناك ـ تسابيحَهم
    وأغرقُ في الموجِ ـ عبرَ العباب ـ
    وأبقى يحلّقُ فيّ خيالٌ
    بعيدٌ بعيد
    ويجذبُني للمهاوي السحيقة
    بعمقِ البحار
    حكايا التراب
    الذي يغسلُ النبعُ أقدامَه
    ويحكي له
    في ظلامِ اللّيالي
    أماني الشموسِ التي تمنحُ اللآلئَ في العمقِ
    سرَّ الضياء
    فتحلُّ ـ في غمراتِ الوحول ـ
    بوحي الصَّفاء
    وأنتِ تطوفين بي
    في أغاني الأمومة
    على كلِّ أفقٍ نقيّ
    وفي كلِّ طهرٍ نقيّ
    مع الله
    حيثُ يطوفُ الخيال
    يحلّقُ ... يهفو
    يرقُّ... ويحنو
    ويخشعُ... يمتدُّ في رحلةِ الشّهود
    يعيشُ في الغيبِ
    معنى الشَّهادة
    كما الحسُّ في الرؤيةِ الواعية
    كما النورُ في الصَّحوةِ الصاحية
    وأحيا معَه
    أذوبُ معَه
    ويُفرقني السرُّ في الروح
    يا للسعادة
    فلا شيءَ إلاّ هُوَ
    ولا عمقَ إلا هوَ
    وأمضي وأمضي
    هنا وهناك
    وأحيا مع النبعِ
    في أمنياتِ البحار
    وأبصرُ كيفَ يطلُّ النَّهار
    وكيفَ تعيشُ الطيور
    مع الخضرةِ الطّافرة
    على العشبِ...
    في كلِّ هزّةِ غصنٍ
    على زقزقاتِ البلابل
    وأفتح عينيَّ
    هنا... وهناك
    على صبواتِ الجمالِ
    ويشهقُ في داخلي
    ألفُ حلمٍ
    وألفُ خيال
    ويحملُني التيهُ خلفَ سرابِ الصحارى
    ويدفعُني الليلُ
    نحوَ النجومِ البعيدة
    ويوحي لي الضوءُ عبرَ الفضاءِ البعيد
    بأنَّ المسافةَ في رحلةِ السرِّ
    في وعيِ روحي
    على خطواتِ الوجودِ
    طويلة
    وتبعدُني عنه غيبوبةُ
    المتاهات
    في ألفِ أفقٍ سحيق
    بألفِ حكايةٍ
    عن اللّيلِ في كلَّ كهفٍ مخيف
    وعن رحلةِ العمرِ بينَ الضَّباب
    وعن زعقةِ الموجِ عبرَ العُباب
    وأسمعُ كلمة
    وتقفزُ نغمة
    ويمتدُّ في عمقِ حسّي
    لحنُ الصّفاء
    إلى أينَ تمضي...
    تتيهُ... تضيع
    هنا الفطرةُ الصَّافية
    هنا القصَّةُ الحانية
    هنا في الشروقِ الذي يحملُ السّرَّ
    عبرَ الغروب
    تعالَ إليه
    لتلقى لديه
    معَ الفجرِ
    ضمّةَ روحٍ تغني
    وبسمةَ حبّ
    وحنوةَ قلب
    وإشراقةً في صفاءِ الصفاء
    فأحياهُ في لفتاتِ الطّفولة
    في خطواتِ الضّياء
    على هزّةِ المهدِ
    في روحِ أمي
    وتُصغي ابتهالاتُها لأنيني
    وتخشعُ في همساتِ الصّلاة
    وأبكي وتبكي
    بكاءً يشدُّ بكاء
    وتحنو عليَّ
    وتهفو إليّ
    ويبتسمُ الطّفْلُ فيّ
    وأسمعُ في همسةِ الشكرِ صوتاً
    يرشُّ السعادةَ في كلِّ كلمة
    لكَ الشكرُ ـ يا ربّ ـ
    وأعرف بالحسِّ ـ معنى الصلاة
    وسرَّ الدعاء
    وكيف يعيشُ وجودي
    وكيفَ يطلُّ الإلهُ
    عليّ، بآلامِ أمّي
    حناناً ورحمة
    وحبّاً ونعمة
    وتبقى معي الفطرةُ الصافية
    فلا شيءَ إلا هو
    ويمضي الوجودُ ويمضي بعيداً
    وتلقاهُ في كلِّ سرِّ العبير
    بأحلامِ وردة
    وفي كلِّ معنى الجمالِ الكبير
    ففي كلِّ حمدٍ يعيه الوجود
    يرّدُ حمدَه
    تشمُّ تسابيحه في جنانِ الخلود
    وتحيا تهاليلُهُ في غناءِ الوجود
    وتوحي الطفولةُ في حضنِ أمّي
    لهذا الشّباب
    الذي اخضرَّ فيه الشعور
    وعاشَ على هينماتِ العطور
    وحرّكَ كلَّ خطاه
    على الدَّربِ
    في خطواتِ الكهول
    ****
    وتمضي الحياة
    وتبقى بروحي
    كلمةُ أمّي
    وغنوةُ أمّي
    وتحيا طفولتي في الكهولة
    عبرَ الشباب
    وأبقى ... ويبقى
    معي الطفلُ في غمراتِ السنين
    تهدهدُه الأمُّ في شدوِهِ
    وتحضنُ عينيْه في لهوِهِ
    وتدعو له اللهَ في حبوِهِ
    وتحميه من خطراتِ النسيم
    تعوّذه بالإلهِ الرّحيم
    فيا روحَ أمّي
    الذي عشْتُ في روحِهِ كَّل عمري
    ويا قلبَ أمي
    الذي كان يخفقُ في نبضِ صدري
    ويا صوتَ أمي الرَّخيم
    بكلِّ حنانٍ
    وكلِّ عذوبة
    ويا خفقةَ الحلمِ في لهفةِ العناقِ الحميم
    ويا كلَّ طهرِ الينابيع
    في بسماتِ الصَّباحِ
    ويا ألفَ حبٍّ يهلُّ الحنان
    فيخضرُّ قلبي
    بروحِ الجنان
    أنا الطّفلُ يحبو على كلِّ عشبِ الحنان
    أفتّش في الفجرِ عن وجهِ أمّي
    وأبحثُ في الليلِ عن حضنِ أمّي
    وأهفو إلى النفحاتِ العِذاب
    في غفوةِ الحلمِ المطمئنّ
    بسحرِ العذوبةِ في لحنِ أمّي
    وأجري هنا وهنا
    في المكان
    وفي اللاّمكان
    وفي اللاّزمان
    وأصرخ في كلِّ شيءٍ أراه
    لأسألَ
    في كلِّ حزنِ السؤال
    وكلِّ دموعِ الضياع
    وكلِّ لهاثِ الفراق
    وكلِّ مدى الغيبِ في غمراتِ الضباب
    وتدمعُ عيني
    ويلهثُ قلبي
    ويأكلُني كلُّ جوعِ الحنان
    إليها
    إلى أينَ يا روحَ أمي
    وماتَتْ
    وماتَ الذي كان يحبو
    هناك على صبواتِ الطفولة
    وأحسسْتُ بالطفلِ يصبحُ كهلاً
    يعيشُ انحناءَةَ شيخوختي
    على كلِّ دربِ الضبابِ الوجودي
    مع الموتِ في خاطراتِ الرقود
    ولكنّني مع روحِ الشُروق
    بقلبي
    وذكرى الطفولةِ في كلِّ دربي
    أعيشُ مع الذكريات
    وتبقى الحياة
    وتهربُ مني جمالاتُها
    وأغفو
    وأبصرُ في الحلم
    في رحلةِ الطيوفِ بعينيّ
    جمالات أمّي
    ويبقى ابتهالي وكلُّ خشوعي
    وكلُّ الصلاة
    ويحيا معي السرُّ سرّ الألوهة
    يا ربِّ أنت الرحيم
    وأنت الكريم
    لكَ الحمدُ
    رحماكَ
    في روحِ أمِّي
    الجماهير دائما اقوى من الطغاة , مهما تفرعن الطغاة , وقد تصبر ولكن لا تستسلم ..

    الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر قده


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    528

    افتراضي

    السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي العزيز
    هذه القصيدة أحيت فينا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وما نتطلع له من شرور أنفسنا أولا ومن شرور الغرور وأتمنى أن تكون هذه القصيدة المملؤة من العبر والحكم درس الى كل من يريد شراء أخرته وتبديلها بدنياه لك مني كل الشكر والآحترام يا أخ موج وتقبل مني السلام .
    أتمنى أن أكون أفضل الناس ولكن أتمنى أن يكون أطفالي أفضل مني

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    كتبها سماحة المرجع الكبير رض عن موقعة خيبر

    ها هُنا خَيْبَرٌ.. وأصغَيْتُ سَمعِي لِنِداء التاريـخِ في أعْمـاقي
    وتَلَفَّتُّ مُرْهَقاً، في خُطى الحاضِرِ أُصْغي إلى النَّـذيرِ البـاقي
    خَيْبَرٌ تِلْكَ.. مَوْعِدُ الحقّ والقُوّةِ، أن حَمْحَمتْ خُيُولُ السِّباقِ
    وَهُنا.. نَحْنُ سائِرونَ إلى التَّيْهِ، على كُلِّ صَهْـوَةٍ لِلنِّفـاقِ
    * * * *
    ها هُنا خَيْبرٌ.. وَأوقَفْتُ تاريخي، وأطْلَقْت للرِّيـاح خَيالـي
    ها هُنا كانَتِ الطَّليعَةُ.. كانَ النّصْرُ عهْداً على ضمير الرِّجالِ
    والحُصُونُ الشَمَّاءُ تَشْمَخُ في القِمَّةِ رَمْزاً لِكِبْرياءِ الضَّـلالِ
    والنَبـِيُّ العَظِيمُ يَدْعُو، إلى خَيْرِ جِهادٍ، طَلِيعـةَ الأبْطـالِ
    * * * *
    ها هُنا.. كَانَتِ اليَهُودِيَّةُ الرَّعْناءُ تَلْهُو في كبْريـاءِ العِنـادِ
    تَتَحدّى وَحْيَ النُبُوَّةِ بالباطِلِ، بالبَغْي في جُنُـونِ الفَسـادِ
    حَسَدٌ يَأكُلُ الحيَاةَ، وحِقْدٌ يتَغَذَّى بالشـرِّ بَيْـنَ العِبـادِ
    وَضَلالٌ مُلَوَّنٌ بالشِّعاراتِ، كجَمْرٍ يَعيـشُ بَيْنَ الرَّمّـادِ
    * * * *
    ها هُنا كانَتِ اليَهودِيّةُ العَمْياء حرْباً على هُدى المُسْلِمينـا
    تَتَهادى باللَّفِّ واللَّعْبِ في كلِّ طَريقٍ يَمُـرُّ بالمـُرْجِفِينـا
    حَسْبُها مِنْ ضَلالةِ الرّوحِ أنْ تُرْهِقَ بِالغَيِّ مُلتَقى المؤمنينـا
    وتَبيعَ الكِتاب بالثَمَنِ البَخْسِ وتَحْيَـا الهُدى ضَلالاً مُبينا
    * * * *
    ها هُنا كانَ لليَهُوديّةِ السَّوداء ثِقْلُ المواقِـفِ السَّـوْداءِ
    جُنَّ تاريخُها المُخَصَّبُ، في هَولِ الخَطايا، بِقانِياتِ الدِّمـاءِ
    يَقْتُلُ الأنْبياءَ، يَحْطِمُ أسْوارَ الرِّسالاتِ بِاليـدِ الشّـلاّءِ
    يَرْهِقُ الحَقَّ بِالأضاليلِ إمّا أطْلَقَ الحَـقُّ دَعْـوَةَ الأنْبِيَـاءِ
    * * * *
    جُنَّ تاريخُها، فلَمْ يَبْتَسِمْ لِلفَجْرِ، لَمْ يحْتَفِلْ بوَحْي السَّماءِ
    لَمْ يُلوِّنْ عَيْنَيْهِ بالنُّورِ، لَمْ يكْتُبْ هُداهُ بالأحرُفِ البيْضاءِ
    لَمْ يُهَدْهِدْ بِالحُبِّ رُوحَ النُّبوّاتِ بِرفْقِ النّوازِعِ السَمْحاءِ
    لَمْ يُفَتَّحْ قَلْباً على خَطَراتِ الرُّوحِ، تَهْمِي بِنَفحَةِ الأشذاء
    * * * *
    وأفاقَتْ على تَهاويلِهِ السُّودِ، ومَدَّتْ إلى الجَريمـةِ كَفّـا
    ومَضَتْ تَسْتَثِيرُ كُلَّ جنُود الشّرِّ - في ملتقى الشياطين- حِلـفا
    كلُّ أحلامِها - إذا جُنّتِ الحَرْبُ لَدَيْها - أن تشربَ الدّمَ صِرفا
    أن يموتَ الإسلامُ، في رحلَة الإنسانِ، فِكْراً - على طريق- وصحفا
    * * * *
    ها هُنا خيْبَرٌ.. وأصْغَيْتُ لِلنّخْلِ.. أُناجِي شُمُوخَهُ واخْضِرارَه
    أيْنَ كانَ الأبْطالُ، أينَ انْتَحى الكُفْرُ، وألْقى- على الهدى- أوزاره
    كيْف كان النَبيُّ يَهْتِفُ بالجَمْعِ ليَحْمِيَ - عبر الجهاد - انتصاره
    وتَظَلُّ الهَزائمُ السُّودُ تَتْرى حامِلاتٍ ذُلَّ الأسى وشِعـارَه
    * * * *
    ويَطوفُ النَبيُّ بالرُّوح، في وحيِ النُبوّاتِ، مُشْرِقَ البَسَماتِ
    لنْ تكونَ الرّاياتُ إلا لِكَفٍّ تحْمِلُ العبء في خطى الأزماتِ
    وتَهُزُّ السّيْفَ الّذي يُورِقُ الفَتْحَ عليْهِ، بِكبريـاءِ الحَيـاةِ
    وتُحِبُّ الرِّسالة السّمْحَة المِعْطاءَ، طُهْراً، في مَوْعِدِ الدّعواتِ
    * * * *
    هَـذِهِ رايَةُ الجِهـادِ الّتي تفْتَحُ كلَّ الـدّروبِ للإسْـلامِ
    يَسْتَريحْ الفَتْحُ المبينُ على خفْقاتِها الخُضْرِ في انطلاقِ السّلام
    هيَ للفاتِحِ الّذي يتحدّى الموتَ بالوعْي في اشْتداد الصِّدام
    هي للمُسْلم الّذي يتخطّى كلَّ هَوْلٍ في داجيات الظَّـلامِ
    * * * *
    هيَ للرّائدِ الّذي عاشَ لله، جهـاداً وفِكْـرةَ وابْتِهـالاً
    وأحَبَّ الرّسُولَ حُبَّ الرِّسالاتِ، سَماحاً ودَعْوةً وامْتثالاً
    ورَعَتْه محبَّةُ الله بالحُسْنـى فشدّتـه للـذّرى إجْـلالاً
    ومعَ المصطَفى، يعيشُ ظِلالَ الحُبِّ طُهراً ورَوْعَةً وجَمالاً
    * * * *
    هِيَ للصّامِدِ الّذي يُرسِلُ الكرّة في الحَربِ قُوَّةً وصُموداً
    لا تَفِرُّ الخُطى لَدَيْهِ، إذا اشْتدّتْ خُطى الحَرْب عُدَّةً وعَديداً
    قَلبُهُ صخرةُ العَقيدةِ، لا يَهْتزُّ لِلهَوْلِ، لا يَهابُ الجُنودا
    يَفْتَحُ الله للحياةِ على كفَّيْهِ، للنعميات، فتْحاً جديـداً
    * * * *
    مَنْ يكونُ الفَتى الّذي يحلُمُ الفَتْحُ بخُطواتِهِ، ويأسو الجراحا
    مَنْ هو المسْلِمُ الّذي عاش للإسلام وعياً وقُوّةً وانفتاحاً
    والنّجاوى، والوَشْوَشاتُ، وأحلامُ السّرايا، تُؤرّق الأرْواحا
    كلُّ فرْدٍ، في السّاح، يستنْزفُ اللّيْل، بأحْلامه، ليلقى الصباحا
    * * * *
    ..ويجيءُ الصباحُ.. والحرْبُ تشْتَدُّ وتضْرى ما بين كرٍّ وفرٍّ
    ويَطوفُ الصوْت الرِّساليُّ ملْهوفاً رحيماً ينْسابُ في كلِّ صدْر
    أيْنَ حامِي الفَتْحِ الكَبيرِ الّذي يحْمِي جهادَ الإسْلامِ من كلّ غدر
    أيْنَ صقْرُ الإسْلامِ، أينَ عليٌّ، إنّه بسْمةٌ على كلٍّ ثَغْـر
    * * * *
    وتنادَوْا: هلْ يَفْتَحُ الأرْمَدُ العَيْنَ بحَمْلاتِهِ حُصُونَ اليهودِ
    إنَّه لا يَرَى الطَّريقَ، ولا يبصِرُ- ساحِها- حُشُود الجُنودِ
    كيْفَ تَجْري خُطاهُ، كيْفَ تثيرُ الحَرْبَ يُمْنَاهُ بالجِهادِ العنيد
    إنَّهُ الموْقِفُ الّذي يبْعَثُ الحَيْرة والرَّيْبَ في حَديثِ الشُّهودِ
    * * * *
    وتهادَى إلى النبيِّ، وفي عَيْنَيْهِ شوقٌ مُؤرِّق لِـلْجهادِ
    فأفاضَتْ يدُ الرِّسالةِ سِرَّ النُّورِ في جَفْنِهِ بِدونِ ضَماد
    فإذا بالشُّعاع ينْهَلُّ كالفجْرِ نَدِيّاً.. في عَزْمِهِ الوَقّـاد
    وإذا بالخُطى، التي ثَقُلَ اللّيْلُ عليها، أقوى مِنَ الأوتاد
    * * * *
    وتَعالى الغُبارُ، وامتدَّ للحربِ لَهِيبٌ، وجُنَّتِ الأهْـوالُ
    وتَنادى الرِّجالُ، يا لِلْوجوهِ السُّمْرِ يضْرى على خُطاها، القِتالُ
    ..وتحدّى.. وقال: إني أنا الفارسُ تَرْتاعُ لإسْمِيَ الأبطالُ
    إنّني مَرْحَبٌ، فمن ذا تشُدُّ الحَرْبُ يُمْناهُ إذ تَزولُ الجِبالُ
    * * * *
    إنّني حيْدرٌ.. وأُرْعِدَتِ السّاحةُ.. دَوَّتْ بِصَرخة التكبيرِ
    إنّني حيْدرٌ.. أتَعْرِفُ معْنى أنْ يَشُقَّ الدُّجى صُراخَ النّذيرِ
    إنّني حيْدرٌ.. وجَلْجَلَ صوْتُ الحَقِّ.. أهوى بدمدماتِ الهديرِ
    إنّه حيْدرٌ.. فيا قاصِفاتِ الرّعْدِ ثُوري بِكبرياءِ العُصـورِ
    * * * *
    وتعالى الغُبارُ.. وانْقصَفَ الفارسُ.. أهْوى على التُّرابِ جَديلا
    ضَرْبَةٌ حرَّةٌ، كما يقْصِفُ الرّعدُ، ويطغى على الجِبالِ سيُولا
    ضرْبَةٌ حرّةٌ.. وزُلْزِلَتِ الأرض، وأهوى الحُصن المنيعُ ذَليلا
    ومضى حيْدرٌ لِيَرْفَعَ بالحَقِّ الفُتوحاتِ منْهجـاً وسَبيـلا
    * * * *
    ..واستَراحَ الإسْلامُ لِلْفَتْحِ يوحي لِلهُدى أن يَسيرَ شوطاً طويلاً
    أنْ يشُدَّ الخُطى إلى كلّ أُفْقٍ ترْصُدُ الشَّمْس وحْيَه المجهـولا
    أن تُناجي الحياةُ كلَّ شِعاراتِ الغدِ الحُرِّ فِكْـرَةً ورَسُـولا
    أنْ تشُدَّ الأجْيالُ، بالعَزْمِ رُوحَ الحـقِّ تُحَطِّمَ المستحيلا
    * * * *
    وَحْدَهُ في الجَزيرةِ الرّحْبةِ السَّمْراءِ، لا دينَ غيْرَهُ، فهو حرُّ
    يَرْسِم الخطَّةَ الحَكيمةَ بالوَحْيِ الإلهيِّ في المـدى.. ويَمـرُ
    وَحْدَهُ امْتدَّ، حرَّكَ العَزماتِ الحُمْرَ يذْكى لَهيبَها فهو جَمْرُ
    وَحْدَهُ امْتدَّ لا لِيحْلُمَ بالمُلْك غُروراً لكنْ لِيُقْهَـر كفْـر
    * * * *
    وَحْدَهُ يَحْمِلُ الرِّسالةَ تَوحِيداً يُنَدِّي بِهِ جَفـافَ العُقُـولِ
    لَمْ يُحَطِّمْ فكراً بِدمْدَمَةِ القوَّة، لكنْ بِفِكْـرِهِ المسـؤولِ
    .. وتَمرُّ السُّنُونَ تطْوي الحُصُونَ الشُمَّ في قُوَّةِ الصِّراع الطَّويـلِ
    ثُمَّ عادَ الزَّمانُ، في غَفْلَةِ الحَقِّ، وعُدْنا لِلْعالَـمِ المَجْهُـولِ
    * * * *
    ثُمّ عادَ اليَهودُ في خُطوَةِ الشَّيطان، في هجْمةِ القِوى السَّوداء
    يَحْمِلونَ الحِقْدَ الدَّفينَ على العالَمِ في كُلِّ لُعْبَـةٍ للْفنـاءِ
    .. وَمَضَتْ خَيْبَرٌ.. وعاشَتْ فِلِسْطِينُ بُحوراً مِن ظُلمةِ ودماء
    تُرْهِقُ العُمْرَ أرْيَحِيّاً لِيَطْغى في ظَلامِ التّاريخ "شَعبُ السَّماءِ"
    * * * *
    وَوقَفْنا هُنا أمامَ طُلولِ الأمسِ نَسْتَلْهِمُ الطُّلولَ الجَديدةْ
    أتُرانا نحْيا على ذِمَّة التَّاريخِ في ظُلْمَةِ الليـالي الشَّهيدهْ
    أمْ تُرانا نَهْفُو إلى التضْحيات الحُمْرِ في لَهْفةِ الذّرى المنشودَهْ
    خَيْبَرٌ ها هُنا.. بِكُلِّ مَكانٍ أرْهَقَ الظُّلمُ بِالعذابِ وجودَهْ
    * * * *
    وَوَقَفْنا هُنا.. نحَدِّقُ بالسّاحاتِ.. والحرْبُ تَلْتَظي ونَثُورُ
    والأفاعي تنْسابُ، تنْفُثُ سُمَّ الحِقْدِ في جَمْرها فَيذكو السَّعيرُ
    ويَدورُ الأبطالُ في كُلِّ ساحٍ يسْألونَ الجِهادَ أينَ يَسيرُ
    ويَموتُ الشَّبابُ في ساحةِ الحَقِّ.. وتَنْقَضُّ في السَّماءِ النُّسورُ
    * * * *
    فُجأةً.. ثُمَّ يسْتَثيرُ البُطولاتِ صَراعٌ مُدَمِّـرٌ مسْعُـورُ
    فَهُنا خائِنٌ يَشُدُّ إلى القِمَّة خُطواتِه، لِيَرْضـى كَفُـورُ
    وهُنا ثائِرٌ يَثُورُ، لأنّ العَزْمَ يَجْتاحُ رُوحَـهُ الزَّمْهـريرُ
    وهُنا طامِحٌ، يَجُرُّ طُموحَ الغَدِ في ذاتِه شعـورٌ مُثيـرُ
    * * * *
    وهُناكَ اليَدُ الخَفِيَّةُ، خلْفَ السِتْرِ، تَلهو بوَعْيِنا، وتُشيرُ
    تمْلأُ الجَوَّ بالصِّراعاتِ، في كُلِّ طَريقٍ يَسِيرُ فِيهِ المَصِيرُ
    وتَدُور الطَّريق.. تبْتَعِدُ الأهْدافُ عَنَّا ويُسْتثارُ الشُّعورُ
    ويَظَلُّ "الرُوَّاد" في قِمَمِ الحُكمِ.. وتُطوى على الجِهاد السُّتورُ
    * * * *
    مَرْحَبٌ ها هُنا، وفي روحِهِ زَهْوُ الفُتوحاتِ، يَزدَهيهِ الغرورُ
    وَحَّدَتْ عزْمه رؤاهُ، وأشْباحُ خَيالٍ، تَطُوفُ، ثُمَّ تُثِيـرُ
    كُلُّ طاقاتِهِ، على كُلِّ ساحٍ تَسْتَثيرُ الحَمامَ فِيهِ الصُّقُـورُ
    وعلى مَوْعِد السياسة في الآفاقِ يحلـو التَّطبيلُ والتَّزمِيرُ
    * * * *
    مَرْحَبٌ ها هُنا.. وهذي حُصُونُ الخَيْبَرِيّينَ.. عالَمٌ مغرورُ
    لم تَعُدْ قِصَّةُ الحُصُونِ حجاراتٍ كباراً تَرْتاعُ مِنْها العُصُورُ
    إنّما الحِصْنُ، أنْ يَعيشَ لَكَ الكونُ برُوحٍ تَرعاكَ كيفَ تَسيرُ
    أنْ تُثِيرَ الدُّنيا أمامَ قَضاياكَ، إذا حَدَّقَـتْ بهنَّ الشُّـرورُ
    * * * *
    مَرْحَبٌ ها هُنا يعيشُ مَعَ التَّاريخِ يَسْتَنْزِفُ الأساطيرَ فِيهِ
    يَسْتَثير النَّوازِعَ السُّودَ في كُلِّ ضَمِيـرٍ مُلوَّنٍ يَصْطَفِيـهِ
    ويَرُشُّ الأحْلامَ في كُلِّ أُفْقٍ يَعْبَثُ اليَأْسُ في نُفُوسِ بَنِيـهِ
    وهُنا نَحْنُ نَطْعَنُ الحَقَّ في التَّاريخِ، نَلْهو بكُلِّ فِكرٍ نَزيـهِ
    * * * *
    مَوْقِفٌ واحِدٌ هناكَ، على دَرْبٍ طويلٍ يَسِير باسْم الجميعِ
    قَدْ تَثورُ الشَّحْناءُ، قَدْ يَجمحُ الفارسُ، قد يسبح الأسى في الدموعِ
    غَيْرَ أنّ الخُطى تَظَلُّ مَعَ الدَّرْب على وِحْدَةِ الكيانِ المَنِيـعِ
    وهُنا نَحْنُ ألْفُ رأيٍ ورَأيٍ في دُرُوبٍ مجْهولـةٍ للْجُمـوعِ
    * * * *
    مَرْحَبٌ ها هُنا.. فأينَ عليٌّ في شُموخِ الذّرى، وطُهرِ البُطولهْ
    أيْنَ ذاكَ الَّذي يَعيشُ رَضـا الله بأعْماقِـهِ بِـروحٍ بَتُولَـهْ
    أيْنَ ذاكَ الَّذي يُحِبُّ رَسُولَ الله في كل مَوْقِـفٍ لِلرجولَـهْ
    أيْنَ حامِي الحِمى، تَعالَوا إلى السَّاحِ نُناجِي آفاقَهُ المَجْهولَـهْ
    * * * *
    هُوَ وَحْيُ التَّارِيخِ.. لَسْنا معَ التَّارِيخِ نَلهو بِقِصَّةِ الغابريـنا
    إنّما نحْنُ ها هُنا في هُداهُ الرّحْبِ نَسْتَشْرِفُ الجهادَ المُبينـا
    نَلْتَقي فيهِ بالبُطولاتِ في رُوحٍ تحُوطُ الهُدى وتَحْمي العَرينا
    .. وتمُرُّ الدُّنيا على مَوْعِد الذكرى لِتَحيا لَدَيْهِ فِكراً ودِينا
    الجماهير دائما اقوى من الطغاة , مهما تفرعن الطغاة , وقد تصبر ولكن لا تستسلم ..

    الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر قده


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    حياك الله اخي هادي , ندعو الله عزوجل ان يرزقنا واياك وكل المؤمنين والمؤمنات رحمته وشفاعة رسوله وال بيته الطاهرين وان يحشرنا معهم انه على كل شيء قدير .
    الجماهير دائما اقوى من الطغاة , مهما تفرعن الطغاة , وقد تصبر ولكن لا تستسلم ..

    الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر قده


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    73

    افتراضي

    تحية للكلمات الثائرة

    ونعم الهادي والمهدي اليه

    كل التقدير

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    دعاء وابتهال

    كتبها سماحته رض رجاءا للمغفرة من الله عزوجل

    "أنا يا ربِّ في طريقـي أحثُّ الخـطو نـحو العُلا وأنـتَ العـلاءُ
    فاهـدني الـدّربَ، إنَّ خـطوي حيران ودنيـاي حيرةٌ وشقـاءُ
    أنا إمَّا جلسْتُ في اللَّيـل ألقـاكَ بقـلبٍ يمـوجُ فـيهِ الصَّـفاءُ
    كصـباحٍ تُنـوِّرُ الشَّمسُ جفـنيه وتزهـو بجانـحيـهِ السَّمـاءُ
    وإذا لفَّـني النَّـهارُ مع الـنّاس، وحنَّـت لرِجْسِـهَا الأهْــوَاءُ
    فأنا تائِهٌ قدْ يجمحُ الـخطـو، وقـد يحـجـب الضِّـياء بـلاءُ
    سرعةٌ في اللِّسان قد يحجب التفكير فيها ـ مع الضجـيج هـراءُ
    واضطرابٌ في فكرةٍ لستُ أدري كيف غشَّى نجوى هُدَاها الغشاءُ
    وإذا بـي وقـد حمـلْتُ ذنوبي فوقَ ظـهري ـ يقودُني الإعياءُ
    ويعـودُ المـساءُ فالـقَلبُ في نـجواكَ حـُرٌّ وفي الـشِّفاهِ نداءُ
    وإذا بالحـَياءِ يُلـجِمُ نـجواي فهـل شـافعٌ لـديكَ الـحَياءُ؟"
    "أنا راجٍ غفران ذنبي وإن ضجَّ ـ بنتنِ الذنوبِ منّـي ـ الـفَضَاءُ
    وأنا منْ أنا... سوى الفقرِ للرحـمةِ والعفو حسبُ قلبي الرَّجـاءُ
    أنت ربّي وقد صـنعت بنعمـاك كيـاني.. وفاضـت النَّعمـاءُ
    واستمرَّ الجحودُ منّي ولم أشكرْ، فهـل لي إليـك درب مضـاءُ
    أنـت يا ربِّ عـالمٌ بجراحـاتي، خبـيرٌ بـما يجـنُّ الـخفاءُ"
    "وأنـا راجـعٌ إليـكَ بقـلـبي، إنَّ قلـبي صحـيفةٌ بيـضاءُ
    فإذا شئتَ أن تُعـذّبَ جـسمي بغـواياته، فحـسبي الـدُّعاءُ
    دَعْ لساني يدعوك ـ يا ربّ ـ وافعلْ بي ما شئت فالدُّعاءُ هَناءُ
    الجماهير دائما اقوى من الطغاة , مهما تفرعن الطغاة , وقد تصبر ولكن لا تستسلم ..

    الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر قده


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    قصيدة للمرجع فضل الله عن البحرين:


    غداً يُشْرقُ الجهادُ ويهْوي الطّغيانُ في كلّ قصْرِ








    قصيدة لسماحة المرجع المقدّس السيّد محمد حسين فضل الله، كتبها في البحرين قبل اثنين وثلاثين عاماً عام 1400 للهجرة، يتوجّه فيها إلى الجيل الإسلامي الرسالي، مستبشراً بثورةٍ تستلهم الإسلام في انطلاقتها، متطلعاً بعين الله، وبثقة الواثق بنصره، إلى تباشير فجرٍ جديد، وغدٍ يتحقق فيه النصر، ويشرق الجهاد في آفاق الأمّة، "ليهوي الطّغيان في كلّ قصر"...التفاصيل



    قصيدة للمرجع فضل الله عن البحرين:غداً يُشْرقُ الجهادُ ويهْوي الطّغيانُ في كلّ قصْرِ


    ورجعْنا.. وكان للدّين في البحرين عبرَ الشّباب موسِمُ فكْرِ

    تومِضُ اللّهفةُ الحبيسةُ في الأعماقِ في وحْيِهِ بأعذَبِ شعْرِ

    ويثورُ التّاريخُ في كلّ قلبٍ ليعيشَ التّاريخُ ثورةَ حُرِّ

    فكأنّا ونحنُ نحيا معَ الحاضِرِ في العمقِ في غياباتِ قهْرِ

    أمّةٌ تستفيقُ.. تستلْهِمُ الإسلام في ثورةٍ بوعيٍ وصبْرِ

    ***

    ورجعْنا.. يا إخْوة الحقِّ والإيمانِ نهفو بكلِّ حبٍّ وشكْرِ

    وسنبقى، في وحدةِ العَملِ الرّائِدِ، نرعى الإسلامَ في كلّ قُطْرِ

    وسنلقى غداً على الأفْقِ منكُمْ، أمّةَ الوعيِ في انطلاقٍ ونصْرِ

    وغداً يُشْرقُ الجهادُ على الدّنيا ويهْوي الطّغيانُ في كلّ قصْرِ

    وعلى اسْمِ الله الّذي يبْعثُ اللّطْفَ انتصاراً لكلّ مطْلعِ فجْرِ

    سوفَ نخطو إلى العدالةِ في يُسْرٍ من الحقّ يحتوي كلَّ عُسْرِ

    ونشُدُّ الدّنيا إلى العروةِ الوثقى بعيداً عن كلِّ فكرةِ شرِّ
    ***
    ورجِعْنا إليْكَ، لبنانَ، حدِّثْنا طويلاً في اللّيل عنْ كلِّ سِرِّ

    كيفَ حالُ الإسلامِ، كيفَ الشّبابُ الحرُّ فيما يدري وما ليسَ يدري

    إنّهم قوّةُ الطّليعةِ، فلْتُسرِعْ خُطاهُمْ للفجرِ في كلِّ أمْرِ




    نُظمت هذه القصيدة في البحرين سنة 1400 هـ


    والشكر موصول للأخ العزيز موج البحر .


    شهداء بلادي إرث العراق





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني