النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي ((إنّما بُعُثتُ لإُتَمم مكارَم الأخلاق))

    ((إنّما بُعُثتُ لإُتَمم مكارَم الأخلاق))
    من المعلوم أنّ هذه المقولة الشريفة من لدن رسول الله/ص/ لخصت في معناها القيمي هدف النبوة المحمدية الخاتمة

    بعبارة وجيزة وهي إتمام الأخلاق الفاضلة في شخصية الإنسان في هذه الحياة وهذا الإتمام الأخلاقي إنما نبع من حقيقة نبينا محمد الأخلاقية الكبيرة والعظيمة والتي
    وصفها به تعالى في كتابه العزيز
    ((وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم))/4/ القلم.
    فإذن هناك إرتباطُ وثيق بين ممارسة عملية التربية والتعليم وبين إتصاف مُمارسها بحقيقة الأخلاق الفاضلة

    ولأهمية الترابط بين التربية والأخلاق يجب توضيح أسس العلاقة بينهما ونتائج الأرتباط وتأثيرها على الأفراد والمجتمع.
    فالأخلاق بذاتها هي نوع من التربية وإن كانت هي بمعنى إكتساب الخلقُ إراديا فالتربية هي تنمية للشخص لإجل أن يحصل على خصائص معينة ترفعه إجتماعيا وإنسانيا وهنا
    تبدأ نقطة البداية في العلاقة بين التربية والأخلاق إذإنّ التربية هي إلقاء الخطاب المعرفي على مسامع المتلقي وإفهامه بضرورة الأخذ به حياتيا .
    وأما الأخلاق تأتي بعد المروربعملية التربية الممنهجة كما قال القرآن الكريم ((يتلوا عليهم آياته ويُزكيهم)) .
    لاحظوا الترابط بين إلقاء الخطاب التربوي وتحصيل الأخلاق بعده فالتزكية القرآنية هي حقيقة تحقيق الأخلاق في شخصية الإنسان لكي يكون سويا
    فالأخلاق تتحقق بالعمل على التخلي عن الرذائل النفسية والسلوكية ومن ثُمّ التحلي بالفضائل الخلقية والنفسية وبعدها يتحقق التجلي للعملية التربوية والأخلاقية في ترابطها
    وجوديا .




    ((آليات تحقيق الأخلاق وتعلمها ))
    =====================


    /1/( حبُّ الآخرين) :
    ===========
    إنّ المعياروالملاك في قيمة الفعل الخلقي هو ان يكون مبنيا على اساس حب الآخرين لاعلى اساس حب الذات.
    وهذا المعيار والملاك القيمي كثيرا ماكان يطبقه الرسول الأكرم/ص/ مع اصحابه والمسلمينحيث كان يقول/ص/

    (( حُبْ لأخيك ماتحُب لنفسك)) / /
    لأنّ الغريزة الأنسانية بطبعها تدفع صاحبها إلى تحصيل المنفعة لنفسه وهذا لا يُسمى خُلُقا لأنّ كل كائن حي بحكم طبيعته يتجه

    غريزياً نحو ما يؤمِّن منافعه وما يدفع عنه الضرر ولكن ماأن يخرج الإنسان عن نطاق الأنا حتى يتحلى بحب الغير من الآخرين لأجل جلب المنافع لهم أو دفع المضار عنهم فإنه يكون
    فعلا خلقيا


    فإذن الرسول الأكرم /ص/ وبحسب إخبار القرآن الكريم عمل جاهدا على تربية أصحابه والمسلمين عموما على الإيثار وحب الآخرين والتفاني من أجلهم

    ولذا أخبرنا القرآن الكريم بهذه الحقيقة الواقعة بين اوساط الصحابه والمسلمين في وقترسول ألله/ص/ حيثُ قال تعالى واصف إيّاهم بالتراحم والتحاب والإيثار فيما بينهم
    فقد قال تعالى

    (( محمد رسول الله والذي معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم))/29/ الفتح.
    وقال تعالى عنهم

    ((والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يُحبُّونَ من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما اُتوا ويُؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة ومن يوق شُحَ نفسه فإولئك هم
    المفلحون)) 9/ الحشر.
    والتاريخ مليءٌ بشواهد الأيثار والحب فيما بينهم فهذا الإمام علي/ع/ قد سجّل موقفا عمليا يشهد به العامة والخاصة حينما فدى رسول الله محمد /ص/ بنفسه الشريفة ونام في
    فراشه الكريم فراش النبي الخاتم محمد/ص/ وهو يعلم يقنيا أنّ مشركي قريش يطلبون رسول الله /ص/ ليقتلو ه ولكن مع هذا آثر بنفسه الشريفة من أجل رسول الله ولله تعالى
    وللمسلمين :/ /



    /2/(تعليم الرسول الأكرم محمد/ص/ اصحابه على المشورة والنظام والأنضباط)
    ===============================

    قال الله تعالى

    ( فبما رحمة من ألله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم وأستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين )/سورة الشعراء /أية 159
    كان النبي ص وبشهادة ألله تعالى قي كتابه العزيز رحيما وعطوفا بالمؤمنين وبغيرهم والتاريخ وثق ذلك فهو ص الذي عفا عن قاتل عمه حمزه بن عبد المطلب
    وهو الذي عفا عن أبي سفيان وعصابته يوم فتح مكة النبي ص هو الانسان القائد والواعي الذي أحترم الاخرين وأشعرهم بالعزة والكرامة فلم
    يستبد ص برأيه ابدا مع علمه القاطع بحقانية وصوابية رأيه /ص /

    ولكنه مع هذا أستشاره أصحابه في القضايا التي لم يأتي بها حكم من الله تعالى احتراما لأرائهم وتربية لهم على المشورة وعدم الاستبداد بالرأي وتفعيلا لدور العقل القويم الذي
    زود به الانسان

    وكشاهد على ذلك الأسلوب التعليمي والتربوي الراقي هو ما قام به/ص/في معركة الخندق(الأحزاب)سنة 5 للهجرة الشريفة من إستشارة لأصحابه
    في تحديد الموقف وصورته تجاه أعداء الأسلام وخاصة المشركين واليهود المتآمرين على الأسلام حيثُ شاور/ص/ أصحابه

    فأشار عليه (الصحابي سلمان الفارسي) (رض) وهو من خيرة أصحابه بضرورة حفر خندق حول المدينة المنورة لتحصينها عسكريا ضد المشركين

    وفعلا قبل الرسول /ص/ رأي سلمان وإستطاع المسلمون الصمود بوجه الأعداء حتى ظفروا بالنصر ومن الله تعالى .


    جمع النبي ص بين التنظير والتطبيق حينما بنى دولة الاسلام في المدينة المنورة على اسس العدل والمؤاخاة والمساواة في الحقوق والواجبات حتى أن عدله ص شمل اليهود والنصارى في
    المد ينة

    فهكذا يجب أن يكون الانسان القائد فهذا رسول الله ص في فترة استثنائية بعد كفاح طويل ضد التيار الكافر والجاهلي أنذاك تمكن من بث القيم الحيه التي يجب أن يتوافر عليها المجتمع
    مثل خاصية الا قدام وعدم الترديد في مشروع الحق وعدم التخوف من العواقب المحتمله في طريق الحق وأكد ص على تربية الطاقات العقلية والعلمية للمسلمين بل وحتى العاطفية وحثهم /ص/ على التوحد الفكري والسلوكي حتى في السفر فهناك روايات تشير لذلك فمثلا اذا كنتم ثلاثة وسافرتم فأختاروا أحدكم رئيسا وقائدا ,وكان ص يحض على طلب العلم والمعرفة والثقافة الصحيحة وكان يحض على القراءة والكتابة بل كان ص يشجع على تعلم اللغات الاجنبية في وقتة ص كاللغة السريانية وغيرها من لغات الوقت
    أنذاك فلذا قال/ ص /

    (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)

    (اطلبوا العلم ولو في الصين )





    /3/((التحفيز على العمل الشريف))
    =======================
    إنّ من أبرز عوامل التربية والتعليم ومن ثمارها أن يتخرج الفرد مُحصِّلا على حافزية العمل ومتطلباته كوسيلة لنفع الذات والآخرين وحفظ كيانه الإنساني وكرامته الآدمية

    وهذا ما دعمه الرسول محمد/ص/ في حياته الرسالية والعملية كقدوة حسنة للناس أجمعين.
    ولايخفى على أحد من أنّ القرآن الكريم أكّد وبقوة على ضرورة العمل الصالح وقرنه بالإيمان ((الذين آمنوا وعملوا الصالحات))
    أيُّ عملٍ كان فكريا أو تربويا أو بدنيا أو أيء شيء آخر ألمهم أنّ العمل مطلوب قرآنيا ونبويا وعقلانيا
    فلذا كان الرسول /ص/ هوذاته عاملاً رساليا ومبلغا نبويا وهذا أقدس عملٍ مارسه /ص/ في فترة نبوته الشريفة فضلا عما كان يعمل من قبل في التجارة مع عمه (أبي طالب/ع/) وزوجته
    السيدة خديجة . فكان /ص/ يرفض البطالة ويُشجع على التكسب والعمل من طريق الحلال وكان يقول /ص/ لأصحابه

    ((إنّ اللهَ يحبُ المؤمن المحترف))/ /
    و((الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله))/ /
    و(ملعون من ألقى كلّه على الناس)/ /


    ومن خلال هذه الأحاديث الشريفة يتبين كيف كان الرسول الأكرم /ص/ يحضُّ المسلمين على العمل وهذا هونوع من الطرق والأساليب التربوية في بناء شخصيات المسلمين .
    وهنا أذكر قصة صحيحة وجميلة في قيمتها التربوية وتمثل إسلوب سديد من أساليب الرسول محمد /ص/ في تربية المسلمين وأصحابه

    (( إفتقر أحد أصحاب الرسول/ص/ جداً بحيث أصبح محتاجا لخبز ليلة فقالت له زوجته مرّة:
    اذهب إلى الرسول/ص/ لعلك تستعين به فذهب الرجل وتشرف بالحضور عند رسول الله /ص/ وجلس في مجلسه وانتظر ليخلو به وتسنح له الفرصة ليحدثه ولكن قبل أن يطلب حاجته
    قال الرسول/ص/

    (( من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله))
    وما أن سمع الرجل هذا الكلام حتى سكت وعاد إلى بيته وبقي على فقره فجاء على الرسول/ص/ مرة ثانية بتحريض من زوجته وفي ذلك اليوم كرر الرسول /ص/
    تلك الجملة السابقة في أثناء كلامه ويقول الرجل:كررتًُ هذا العمل ثلاثا وعندما سمعتُ هذه الجملة في اليوم الثالث

    فكرتُ بأنه ليس صدفه أن يذكرالرسول/ص/ هذه الجملة أمامي ثلاثا فيتبين أنّ الرسول /ص/ يُريدُ أن يقول له لاتدخل هكذا طريق ( أي طريق السؤال والطلب
    للحاجة)
    فشعر الرجل بقوةٍ في قلبه وقال في قرارة نفسه يظهر أنّ للعيش سبل اخرى وهذا الطريق ليس صحيحا , ففكر بأن يذهب ويبدأ من نقطة ما ليرى مذا يحدث؟
    وقال مع نفسه :إنني لاأملكُ شيئا ولكن ألا أستطيعُ جمع الحطب ؟
    ولكن جمع الحطب يحتاج إلى دابة وحبلا وفأس , فإستعار هذه الوسائل من جاره فجمع حطبا ونقله على الدابة وباعه ثم أخذ المال الذي حصل عليه إلى البيت وصرفه لمعيشته ورأى نتيجة
    عمله لأول مرة وذاق طعمها وكرر ذلك في اليوم الثاني وصرف بعض المال الذي حصل عليه وخزن بعضه وظل يعمل إلى ان اشترى حبلا وفأسا ودابة وتأمنت
    معيشته.



    عن هذا العمل تدريجيا ,فذهب يوما ما إلى الرسول/ص/ فقال له /ص/
    ((من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله))

    ومعنى ذلك انّ الرسول /ص/ أراد ان يقول له إنّكَ لوسألتني في ذلك اليوم لأعطيتك ولكنك تبقى فقيرا إلى نهاية عمرك وبما أنّكَ توكلتَ على الله وبحثتَ عن العمل فقد
    أغناكَ الله تعالى./ /
    فهذه القصة على بساطة مادتها وموضوعها إلاّ أنها تمثل كليات وكبريات قيمية في دلالاتها الأخلاقية والتربوية وحتى الأقتصادية فالبحثُ عن العمل والتكسب به هو أمر شرعي وعقلاني وأخلاقي وحتى قانوني يطلبه الناس كافة.
    وهذا الأسلوب الرائع من لدن رسول الله /ص/ في تعاطيه مع المسلمين يمثل أيضا درسا لنا في ضرورة إسستيحاء معطياته ونتاجه وللعلم كان أغلب أصحاب الرسول /ص/ وخاصة المعروفين منهم تأريخيا يعملون ويتكسبون من عمل أيديهم طلبا للحلال من الرزق وتطبيقا لمناهج الرسول /ص/ الداعية إلى ممارسة العمل وتعلمه حيايتا.
    والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك فهذا الإمام علي /ع/ كان يتكسب من عمل يديه الشريفتين

    كحفره للآبار وزراعة الأشجار وإحياء البساتين وخاصة بساتين المدينة وأخذ الأجرة عليها .




    النجف الأشرف:
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    سلام الله عليك يامعلم ومؤدب البشرية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني