آية الله الاصفي: حتى نُكسب شخصاً واحداً مثل آية الله الأنصاري نحتاج على الأقل ثلاثين سنة من الجد والعمل المتواصل




[BIMG]http://im.gulfup.com/2011-02-16/1297838134655.jpg[/BIMG]




كلمة سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الأصفي (دام ظله) في المجلس التأبيني الذي أقامه مجمع أهل البيت في النجف الاشرف على روح آية الله العظمى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد إبراهيم الأنصاري(قدس سره الشريف) والذي حضره نخبة من العلماء امثال اية الله السيد علي الاكبر الحائري واية الله الشيخ محمود الاركاني ونجل اية الله العظمى الشيخ صالح الطائي (ممثلا عن والده) ومجموعة كبيرة طلبة العلم ووجهاء المدينة




بــسم الـلـه الـرحـمـن الــرحــيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين أبي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين.
الواجب الرضا والتسليم لأمر الله ولا نعترض على أمره عز وجل ولكنه نُفجع ونأسف ولا نعترض.
إن الذي يختارهُ الله لعبادهِ هو الصحيح ولكن قد نُفجعُ بالتأكيد ونأسف بالتأكيد.
فقدنا عالماً جليلاً، صاحب خبرة ، صاحب معرفة، وصاحب دين ووعي سياسي، وله حضور في وسط الأمة (يعني يعيش في وسط الناس يحملُ هموم الناس يعُلّم الناس)، فقدناه وهذه خسارة كبيرة.
حتى يصير عندنا عالمٌ مثله نحتاج إلى جهد كبير(ليس كل واحد يدخل في الدراسة الدينية يتوفق ويواصل الدراسة إلى المستوى الاجتهادي والفقهي وأن يكون على مستوى من الوعي والعلم والمعرفة وله حضور في وسط الأمة).
وفي ظل ذلك خسارتنا بفقد أمثال العلماء كبيرة، ولكن نحنُ لا نعترض على قضاء الله وقدرهِ ولا نستسلم للجزع.
حصلت خسارة نحاول إن شاء الله تعويض الخسارة بشبابنا المتطلعين الذين يعملون بالدراسة الدينية ونسأل الله أن يوفقهم، ثم نطلب منهم الجدية بالدراسة والتعب والعمل والإجتهاد والسهر في الليالي حتى بالمستقبل الذي ليس ببعيد، المستقبل القريب يسدون الخلل الذي يحدثه فقدان عالم حتى يسدوا الثلمة التي يحدثها فقدان عالم فقيه مجتهد مثل الشيخ محمد إبراهيم الأنصاري العراقي تغمده الله برحمته.
نحتاج إلى جهد بعض شبابنا إن شاء الله يجب أن يلتزموا ويتعهدوا بهذا الشيء ويجبروا الثلمة.
خسارة الفقيه حقيقة خسارة كبيرة ، حتى نُكسب شخصاً مثل فقيدنا العزيز وفقيدنا الغالي الشيح محمد إبراهيم نحتاج على الأقل ثلاثين سنة (على اقل تقدير) من الجد المتواصل والعمل المتصل والدراسة والعلم والحضور حتى نُحَصَل ونكسب واحداً، ولذلك الخسارة بفقدهِ خسارة كبيرة، هذا في خصوص العلم ، لكن هنالك تجربة غير العلم.
تجربة لا تتحقق بسهولة ، الإنسان بالعلم وحده لا يبلغ شيء،تجربة وخبرات العالم الذي عاش ظروف المحنة في العراق وعاش ظروف المحنة في لبنان (لأن الشيخ كان يقيم في لبنان) وعاش نهضة الثورة في إيران مرّ بظروف صعبة واختبرته الظروف صار عنده وعي وعلم بالإضافة إلى العلم.... معرفة ووعي....
رحم الله الشيخ الجليل الفقيه آية الله الشيخ محمد إبراهيم الأنصاري رحمة الله عليه اسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته وأسأل الله أن يعوضنا عنه بالشباب، أن شاء الله يدرسوا ويتعبوا ويجتهدوا حتى يكونوا خلفاء المستقبل ورجال المستقبل.
والحمدُ لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.