بدلا من انتشار الظواهر الاجتماعية التي تعزز الوحدة والتقارب بين أفراد المجتمع في العراق الديمقراطي الجديد انتشر منها ما يؤجج ويزيد الفتنه والفرقة بقصد أو بغير قصد ودون وضع أي حساب لمستقبل بلدنا وأجيالنا.
ومن هذه الظواهر التي ترتبط بالحق ( الموت ) الذى هو مصير كل مخلوق هي لافتات الإعلان عن الموتى بلونيها الأسود والأبيض وفى المناطق المعروفة بالتنوع المذهبي لأهلها !
ولا يخفى على احد بان كل لون يشير إلى مذهب ما وكأن الخلافات التفسيرية للأحداث التاريخية لن تكفى ليضاف لها خلافات في ألوان لافتات الوفيات.
نعم قد يتصور البعض بان هذه القضية بسيطة ولا تتطلب كتابة مقال حولها ولكنى أجد إنها مهمة ومن الضروري التنبيه عنها لإيجاد حل لها حماية للدين والمجتمع لكون هذه اللافتات بألوانها التخصصية المذهبية تملأ الساحات العامة ذات المواقع المهمة ومن المؤكد إنها تجلب انتباه الكثير من الناس وليس القلة يومياً.
إن لهذه الظاهرة سلبيات خطيرة أهمها.. أولا .. تعزيز نار الفتنه بتحديدها الهوية المذهبية للموتى .. ثانيا .. تشويه جمالية الأماكن العامة بسبب تسطيرها بشكل عشوائي وتعرضها للتمزق بسبب عدم رفعها بعد انتهاء مراسيم العزاء لتصبح طريحة الأرض وعرضه للسحق بأقدام المارة..ثالثا.. حصر اللافتات في مناطق معينه وبإعداد كبيره يؤثر نفسياً على المواطنين المضطرين للمرور من أمامها يومياً ويجعلهم يعيشون في دوامة الموت .. الخ.
أما الظاهره الاخرى المرتبطه بهذا الحق فهى الولائم التي تمارس في مراسيم العزاء وهي مصيبة أخرى تثير نار الفرقه بسبب تحديدها الهوية الطبقية للمتوفى وذويه .. حيث نجد هناك بذخ غير طبيعي في موائد الطعام التي يتم إعدادها عند الأغنياء ووجبات متواضعة أو غيابها عند متوسطي الحال والفقراء وبالتأكيد هذا يسبب إحراجاً وحزنا للشريحة الثانية عندما لا تجد ما يكفيها لكي تظهر بالمظهر اللائق والتباهي الذي تظهر فيه الأولى .
والصحيح هو أن يوجه رجال ديننا الكرام عبر منابرهم الناس على ضرورة تعليق لافتات الموتى في دور العباده حصرا ًوالتقليل من بذخ الولائم لعدم فسح المجال للكشف عن الهويه المذهبيه والطبقيه لذوى الموتى لتصبح مراسيم الحق خاليه من الفتنه والفرقه .
أما الحكومه فعليها تبليغ القوات الامنيه بضرورة عدم السماح بتعليق هذه اللافتات فى الاماكن العامه ورفعها فى حالة حدوث مثل هذه التجاوزات .


عماد الاخرس