النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    2,848

    افتراضي فضل الله ينفي قصة كسر ضلع الزهراء

    اللهم صلي علي محمد وال محمد

    https://www.facebook.com/pages/%D8%A...54588968078029

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    الاخ عمار السلام عليكم ..

    اولا نطلب اليك بكل ادب احترام نسب السيد ومكانته العلمية والاجتهادية باضافة وصف السيد واية الله العظمى .. لك ان لا تقلده ولكن ليس لك ولا لغيرك تجريده من اعلميته ونسبه بكتابة اسمه فقط وهو الذي لديه عشرات الملايين من المقلدين ..

    ثانيا نستغرب كيف ان يفوت مثقفا مثلك عبارات واضحة نطق بها سماحة اية الله العظمى السيد فضل الله قدس سره في التسجيل حيث افتتحه بعبارة ( مسالة ضلع الزهراء عليها السلام مسالة تاريخية ولا فيها تبرئة لاحد ممن ظلموا الزهراء وظلموا عليا ولم اقل لم يحدث ذلك ) ... واختتم حديثه الشريف بعبارة ( ما بقدر قول ما صار ) .. اليس غريبا ورود كل هذه العبارات التوضيحية في التسجيل وتصر ان السيد ينفي قصة ضلع الزهراء ..

    ثالثا سماحته ذكر تساؤلات مشروعة اختلف فيها معظم المراجع والمؤرخين والفقهاء وهي ان في الدار كان العباس عم النبي والزبير وعمار والمقداد ومالك فلماذا الزهراء تفتح الباب وعندها جارية ايضا اسمها فضة ؟! وفي المنزل الامام علي والعباس عم النبي وصناديد بني هاشم وقريش !! ويسمعون صراخها ولا يهبوا لنجدتها ؟! ويتسائل سماحته لو ان هذا الموقف حصل مع احدنا في داره فهل سيترك زوجته او والدته او اخته للاذى عند الباب ويجلس هو داخل غرفته ويقول لاحول ولا قوة الا بالله !!!

    رابعا اتسائل شخصيا كيف لبطل العرب والعجم صاحب ذو الفقار الامام علي بن ابي طالب روحي له الفداء ان يتعامل مع عمر ويساعده في فترة خلافته وهو الذي اعتدى على زوجته وكسر ضلعها ؟!! فهل كان الامير يخاف من عمر ؟! حاشاه وهو للبطولة والشجاعة والعدل عنوانا ومضمونا , واذا قال قائل ان امير المؤمنين ع لم يكن يريد سفك دماء المسلمين لاجل الخلافة تنفيذا لوصية رسول الله نقول كما قال مرجعنا وقائدنا السيد المجدد فضل الله قده ( ان الوصية كانت تخص الخلافة وليس الدفاع عن بيته وزوجته ) .

    خامسا واخيرا لقد رحل سيدنا بعد ان اثرى المكتبة العلمية الشيعية والاسلامية بتراث وعلوم وبحوث مالم يستطع الكثيرين غيره فعله , ناهيك عن رعاية الاف الايتام والفقراء والمؤسسات التربوية والدينية والاقتصادية لخدمة الايتام والفقراء , لقد رحل حبيبنا بعد ان ناله ظلما وجورا لايقل الما عن ظلم اجداده ائمة اهل البيت ع لذا نرجوكم بكل ادب التوقف عن ظلمه ميتا بعد ان ظلمتموه واذيتوه حيا والسلام على من اتبع الهدى .
    الجماهير دائما اقوى من الطغاة , مهما تفرعن الطغاة , وقد تصبر ولكن لا تستسلم ..

    الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر قده


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    101

    افتراضي

    لنكن دقيقين فيما نطرح وخاصة اذا كان الموضوع يخص احد ألاعلام ألاجلاء مثل اية ألله ألعظمى (محمد حسين فضل ألله) لم ينفي الواقعه أطلاقا كانت له فلسفه وتفسير للوقائع من منظور المنطق وتترك تساؤلات محيره... بدون تعصب خارج عن المألوف
    خسرناه كان منبرا نيرا للاسلام والمذهب الشيعي خصوصا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,589

    افتراضي





    كتاب الزهراء القدوة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
    الفصل الثاني
    ظلاماتها

    الهجوم على الدار
    مظالم أخرى
    منعها فدكاَ
    ظلم التاريخ

    لقد امتلأت حياة فاطمة (ع) القصيرة التي لم تتجاوز العشرين سنة على بعض الأقوال بالمعاناة الكثيرة والمصائب الجليلة. وقد تحدثنا عن معاناتها وقساوة عيشها، وبقي أن نتحدث عما هو أمرّ من ذلك وأدهى، أعني مصائبها وظلاماتها التي تعرضت لها بعد وفاة أبيها، مما يدمى له فؤاد الغيور، ويحترق لوقعه قلب المسلم، ويتفتت له كبد الرسول (ص) ، ومما شكّل جرحاً نازفاً في الجسم الإسلامي أسّس لجراحات مؤلمة أعقبته وكانت ناتجة عنه، وكان أفجعها وأمرّها قتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين وأهل بيتـه في صحراء كربلاء وسبي نسائه وأطفاله إلى الشام يساقون كما تساق الإماء . وهذه الظلامات رواها السنة والشيعة، ولا نجازف إذا قلنا إن الروايات التي تتحدث عن مظلوميتها متضافرة ومستفيضة، بل تكاد تكون متواترة .الهجوم على الدار
    ذكر المؤرخون ومنهم ابن قتيبة في (( الإمامة والسياسة))، أنّ القوم جاءوا ـ بعد وفاة الرسول وحادثة السقيفة ـ بالحطب ليحرقوا بيت علي وفاطمة[64]، تهديداً لهما ولمن يعتبرونهم معارضة قد اجتمعت في بيت علي (ع) ، وقد قيل لقائد الحملة: يا هذا، إنّ في البيت فاطمة، وفاطمة هي الإنسانة التي يلتقي المسلمون على حبّها واحترامها وتعظيمها، لأنها البنت الوحيدة التي تركها رسول الله بعد وفاته، ولأنها بضعة منه يغضبه ما يغضبها ويؤذيه ما يؤذيها...فكيف تأتي بالنار لتحرق بيتها؟ولكنه قال كلمته الشهيرة التي عبّر الشاعر المصري (حافظ إبراهيم )عن خطورتها بقوله:وقولة لعـلي قالهــا عمـر أكرم بسامعها أعظـم بملقيهاحرقت دارك لا أبقى عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيهاما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنـان وحاميـهاوهي قوله : ((وإن)).ونحن نعتبر هذه الكلمة من أخطر الكلمات، لأنها تعني فيما تعنيه أنه لا مقدسات في هذا البيت، فلا مانع من أن يحرق على أهله !إنّ هذه الكلمة تشير إلى روحية القوم وما كانوا يهيئون له، مع أنهم لو فتحوا باب الحوار الإسلامي من خلال الكلمات الطيبة، لرأوا أن علياً هو إنسان الحوار كما كان في كل حياته حتى بعد أن أصبح خليفة، ولوجدوا أن فاطمة هي إنسانة الحوار، لأن القرآن الذي كانت فاطمة أكثر الناس التزاماً به كان كتاب الحوار، لكن القوم كانوا قد تجاوزوا مرحلة الحوار عندما جمعوا الحطب لإحراق بيت الزهراء (ع) ، وقال قائلهم تلك الكلمة جواباً لقولهم إن فيها فاطمة ، فقال ((وإن))، والتي تعبر عن أبشع الظلم الذي تعرضت له الزهراء (ع).مظالم أخرى
    وهناك بعض الحوادث التي تعرّضت لها ممّا لم تتأكد لنا بشكل قاطع وجازم، كما في مسألة حرق الدار فعلاً، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدها وضربها.. ونحو ذلك مما نقل إلينا من خلال روايات يمكن طرح بعض علامات الاستفهام حولها، إما من ناحية المتن وإما من ناحية السند، وشأنها شأن الكثير من الروايات التاريخية. ولذا فقد أثرنا بعض الاستفهامات كما أثارها بعض علمائنا السابقين رضوان الله عليهم، كالشيخ المفيد[65] الذي يظهر منه التشكيك في مسألة إسقاط الجنين، بل في أصل وجوده ـ وإن كنا لا نوافقه على الثاني ـ، ولكننا لم نصل إلى حد النفي لهذه الحوادث ـ كما فعل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(قده) بالنسبة لضربها ولطم خدها[66] ـ، لأن النفي يحتاج إلى دليل كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل ، ولكن القدر المتيقن من خلال الروايات المستفيضة، بل المتواترة تواتراً إجمالياً، هو الاعتداء عليها من خلال كشف دارها والهجوم عليه والتهديد بالإحراق، وهذا كافٍ للتدليل على حجم الجريمة التي حصلت.. هذه الجريمة التي أرّقت حتى مرتكبيها، ولذا قال الخليفة الأول لما دنته الوفاة: "ليتني لم أكشف بيت فاطمة ولو أعلن عليّ الحرب"[67].
    ماتت غاضبة على ظالميها
    إن قضيّة الهجوم على دار الزهراء (ع) وتجميع الحطب على بابها وغير ذلك من المظالم التي لحقت بها مما تحدثت عنه المصادر التاريخية، لم يلق قبولاً لدى المسلمين بشكل عام، لما للزهراء (ع) من مكانة في نفوسهم جعلتهم يرون أن الإساءة إليها هي إساءة لرسول الله (ص) ، ما اضطر اللذين ظلماها أن يأتياها تحت تأثير الضغط العام والاستهجان الكبير لهذه الأعمال، وطلبا من علي (ع) أن يستأذن لهما بالدخول عليها ليسترضياها، فماذا كان موقفها؟ينقل ابن قتيبة في (( الإمامة والسياسة )) أن عمر قال لأبي بكر :"انطلق بنا إلى فاطمة فإنّا قد أغضبناها، فانطلقا جميعاً، فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما، فأتيا علياً فكلّماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط، فسلّما عليها فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إليّ من قرابتي، وإنك لأحب إليّ من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني متّ ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ص ؟ إلا أني سمعت أباك رسول الله (ص) يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ".فلم تعلِّق الزهراء (ع) على قضية الميراث، لأنها كانت قد عالجت هذه المسألة مفصلاً في خطبتها ـ التي سيأتي شرحها ـ لكنها أرادت أن تقيم الحجة عليهما في ما عرض لها من أذى وظلامة وإساءة، فقالت: "أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله(ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله(ص) يقول:رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ ابنتي فاطمة أحبني ومن أسخط فاطمة أسخطني، قالا : نعم، سمعناه من رسول الله (ص) ، فقالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونّكما إليه، فقال: أبو بكر: وأنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يا فاطمة، وهي تقول:والله لأدعونّ عليك في كل صلاة أصليها"[68].وفي رواية أخرى ينقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار أنها (ع) قالت لهما: "أنشدكما بالله ، هل سمعتما النبي(ص) يقول: فاطمة بضعة مني وأنا بضعة منها من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ قالا:اللهم نعم، فقالت: الحمد لله".ثم قالت: "اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني، أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي"[69].وهكذا وبكل قوة وشجاعة احتجت الزهراء (ع) عليهما وسجّلت عليهما أنهما أغضباها وأغضبا بذلك رسول الله (ص) ومن فوق ذلك أغضبا الله سبحانه وتعالى، وبقي غضبها (ع) جرحاً نازفاً في قلب أبنائها ومحبيها، وقد سئل عبد الله بن الحسن عن الشيخين فقال: "كانت أمنا صدّيقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم فنحن غضاب لغضبها".أتموت البتول غضبى ونرضى ما كذا يصنع البنون الكرام[70]دفنها ليلاًولم يقف احتجاجها عند هذا الحد، بل إنها واصلت رحلة الاحتجاج إلى حين موتها، وكانت قمة احتجاجاتها بالحق أنها أوصت علياً(ع) أن يدفنها ليلاً[71]، وأن لا يحضر جنازتها الذين ظلموها واضطهدوها وسلبوها حقها. ولقد أرادت أن تعبر عن معارضتها ومجابهتها للعدوان والظلم حتى بعد الموت، كما عبّرت عن ذلك حال الحياة، وأرادته احتجاجاً غاضباً قاسياً، لكنه واعٍ وبالأساليب الحكيمة والحجج المقنعة والمواقف القوية، لأن الناس سينطلقون بالتساؤل: لماذا تدفن بنت النبي (ص) ليلاً؟ لماذا أوصت بذلك؟ وما هي القضية، فهذا لم يسبق له مثيل في الواقع الإسلامي، والجميع كانوا ينتظرون المشاركة في تشييع بنت نبيهم، وإذا بها تشيّع وتدفن ليلاً ويقال لهم إن ذلك كان التزاماً بوصيتها !وهكذا يبدأ التساؤل ويكثر في أوساط المسلمين لماذا ولماذا؟ وهذا ما تريده الزهراء (ع) ، لتستيقظ الضمائر ويعرف المغفّلون طبيعة اللعبة ومجريات الأمور .تسوية قبرهاوكان من جملة وصاياها التي أوصت بها أمير المؤمنين(ع) أن يسوِّي قبرها ويخفيه، ليكون ذلك دليلاً وشاهداً على كل الظلم الذي لحق بها، والاضطهاد الذي تعرضت له، ولتخلّد بذلك احتجاجها على القوم الذين ظلموها[72].وعمل علي (ع) بوصيتها هذه، فدفنها ليلاً وعفى موضع القبر.موضع قبرهاوبقي موضع قبرها مجهولاً، ولم يستطع أحد التعرف عليه، وقد ورد تعيينه في بعض الروايات عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )، ففي بعضها أنّها دفنت في بيتها[73]، وفي البعض الآخر أنها دفنت في الروضة، واختاره بعض العلماء وأيّده بالرواية المعروفة: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"[74]، وهناك قول ثالث يرى أنها دفنت في البقيع، وهو مروي أيضاً[75].منعها فدكاَ
    مما أسيء به إلى الزهراء(ع) منعها فدكاً التي هي حق من حقوقها، كما يؤكد ذلك التاريخ السني والشيعي. فقد ذكر علماء الفريقين ومنهم السيوطي في ((الدر المنثور)) في تفسير قوله تعالى:{وآت ذا القربى حقه}[الإسراء126] ،أنه لما نزلت الآية، نحل الرسول ابنته فاطمة فدكاً التي كانت له ممّا صالحه اليهود عليه في حربه معهم[76]. والظاهر أن حق فاطمة(ع) في فدك كان معروفاً لدى المسلمين في الامتداد التاريخي، لذلك رأينا أن عمر بن عبد العزيز وهو خليفة أموي، أرجع فدكاً إلى أهل البيت[77]، ثم أخذت منهم وجاء أبو العباس السفّاح أول خلفاء بني العباس وأرجعها إليهم، حتى إذا استولى المنصور على الخلافة أخذها ثم ردها المهدي ثم قبضها المهدي وهارون، فلم تزل في أيديهم إلى أن ولي المأمون فردّها على الفاطميين[78]. حتى قال الشاعر في ذلك:أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردِّ مأمـون هاشم فدكـاوالأدلة على ملكية الزهراء لفدك كثيرة ولا تكاد تخفى، وقد شهد لها بذلك بعض المسلمين، ومنهم أمير المؤمنين(ع)، وأم أيمن، لكن شهادتهم لم تقبل[79]! ولم يكن من حجّة معارضة إلا حديث رواه أبو بكر عن النبي(ص) يقول فيه: "نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة"[80].والمفارقة التي تقف أمام هذه الحجة مضافاً إلى معارضتها للقرآن الكريم ـ كما سيأتي تفصيله في شرح خطبتها(ع) ـ:أولاً: أن هذا الحديث ـ "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" ـ قد تفرد أبو بكر بروايته، والزهراء(ع) تنفي صدوره عن النبي (ص) من خلال موقفها.ثانياً: أن رسول الله(ص) الذي كان يحب فاطمة أعظم الحب، ويقيها من كل سوء، كيف لم يخبرها بهذا الحكم الشرعي المخالف لعموم القرآن، والدالّ ـ أي القرآن ـ على أن الأنبياء يرثون ويورّثون؟ كيف لم يخبرها بذلك مع أن هذا الحديث يرتبط بها بشكل مباشر، بل هي مصداقه الأبرز؟! فكيف لا يخبر حبيبته ويجنّبها المتاعب؟ثالثاً: إذا كان المسلمون متفقين على أن فاطمة هي سيدة نساء العالمين أو على الأقل سيدة نساء عالمها[81]، فهل يمكن أن تتحدث سيدة نساء العالمين كذباً أو لغواً أو تخالف حديثاً صادراً عن أبيها رسول الله(ص) ؟! أو ترتبط في موقفها من القيادة الإسلامية المتمثلة بأمير المؤمنين(ع) ارتباطاً عاطفياً يبتعد عن الحق؟!لو أنصف المسلمون أنفسهم لرأوا في موقف الزهراء(ع) الحجة البالغة التي يلزم الأخذ بها من دون نقاش، لأن سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء عالمها أو سيدة نساء المؤمنين، لا يمكن إلا أن تكون مع الحق ويكون الحق معها، ولقد قلنا هذا القول بالنسبة للإمامين الحسنين(ع) ، فإن شرعية موقف الإمام الحسن(ع) في صلحه وحربه، وشرعية موقف الحسين(ع) في ثورته، يكفي عليها دليلاً أنهما وباتفاق المسلمين جميعاً سيدا شباب أهل الجنة، ولا يمكن لسيد شباب أهل الجنة أن ينحرف عن الخط الإسلامي، بل لا بد أن يكون موقفه وخطه هو الموقف الإسلامي والخط الإسلامي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.رابعاً: أنه لم يردنا عن تاريخ كل الأنبياء أنهم لم يورّثوا شيئاً وأن ما يتركونه فهو صدقة، مع أنه لو كان الأمر عند الأنبياء (ع) بأنهم لا يورّثون كما نص هذا الحديث، لوصلنا شيء من ذلك، ولعرف ولو عند أهل الأديان الأخرى وذكر في كتبهم، مع أن ذلك لم يحصل.خامساً: ثم أيعقل أن يخاصم علي (ع) في أمر فدك ويتهم القوم بالظلم والخيانة[82] محاباة لزوجته؟!كيف والنبي(ص) يقول: "الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار"[83]؟! ويقول(ص): "علي مع الحق والحق مع علي"[84]، وكيف يخفى على علي أن النبي لا يورث وهو باب مدينة علم الرسول وحكمته، والذي لازم الرسول بما لم يفز به غيره من الصحابة؟!سادساً: يذكر المؤرِّخون ـ كما سيأتي ـ أن فدك كانت في يد الزهراء (ع)، وهي إنما طالبت في بداية الأمر بها على أساس أنها نحلة أبيها وهبها لها في حياته، فلا يشملها الحديث المزعوم لأبي بكر، لأنه ينفي الميراث وهي تدّعي النحلة .لماذا لم يسترجع علي(ع) فدكاً؟ولكن قد يعترض على ما تقدم بأنه إذا كانت فدك حقّاً لفاطمة (ع) فلمَ لم يسترجعها علي (ع) بعد تولي أمور المسلمين؟وقد أجاب الإمام الرضا(ع) على هذا التساؤل وفي جوابه كفاية، وإليك الرواية كما أوردها الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع) ، حيث سأله الحسن بن علي بن فضال(ع) عن أمير المؤمنين: لمَ لمْ يسترجع فدك لما ولي أمر الناس؟ فقال: "لأنا أهل بيت إذا ولاّنا الله عز وجل لا يأخذ لنا حقوقنا ممّن ظلمنا إلا هو، ونحن أولياء المؤمنين إنما نحكم لهم ونأخذ لهم حقوقهم ممن يظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا"[85]. فالإمام الرضا(ع) يقول لابن فضال إنه كان بإمكان الإمام علي(ع) استرجاع فدك، لكنه كان يرى أن مسؤوليته هي أن يأخذ للناس حقوقهم ممّن ظلمهم ولا يأخذ حقه ممن ظلمه، وهذا أسلوب مميز لأهل البيت في مسألة التعامل مع حقهم المغتصب، وحاصله أن مهمة الأئمة(ع) أن يطالبوا بحقوق الناس لا بحقوقهم، فإن الله تعالى هو الذي يأخذ لهم بحقهم من خلال الظروف التي يحققها لاسترجاعه، أما هم فلا يباشرون ذلك، ربما لكي لا يقول قائل إنهم اتخذوا الحكم وسيلة لتحقيق مطالبهم ومآربهم الخاصة .فدك رمز الخلافة :لم تكن الزهراء(ع) عندما وقفت تطالب بحقها في فدك تهتم بفدك من الناحية المالية، لأن الدنيا لا قيمة لها عند فاطمة التي تعوّدت على حياة التقشف والبساطة، وكما قال علي(ع) وهو يتحدث عن الدنيا: "... نعم، كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غدٍ جدث..."[86].لقد كانت فدك في نظر الزهراء(ع) جسر العبور إلى حق علي(ع) في الخلافة، وقد نقل أن هارون الرشيد عرض على الإمام موسى الكاظم(ع) أن يحدّ له فدكاً ليرجعها لورثة فاطمة، فحدّد الإمام فدكاً بحدود الدولة الإسلامية كلها[87].وكانت الزهراء بمطالبتها بفدك تريد أيضاً أن تفضح الأ كذوبة، لأن القضية ليست قضية مال تريد تحصيله، وإنما هي قضية اعتداءٍ على حكم شرعي من أحكام الله: "أترث أباك ولا أرث أبي"[88].. كان نقاشها في القاعدة وما تريده هو تثبيت الحكم الشرعي الذي عمل الحكم والخليفة على تجاوزه، وكانت أول خطوة قام بها هي خطوة إبعاد حكم من أحكام الله انقياداً للمصالح الضيِّقة.ظلم التاريخ
    إن ما يبتلى به العظماء أن يظلمهم التاريخ والمؤرخون، فيعمدون إلى طمس أسمائهم وتهميش أدوارهم وعدم ضبط حياتهم الغنية بالدروس والعبر الحيّة التي تربي الأجيال على امتداد الزمان، والزهراء (ع) ابتليت بذلك، فإنّا عندما ندرس سيرتها من خلال ما كتبه تاريخها، فإننا لن نستطيع أن نجد الكثير الكثير، إلا بعض اللقطات التي تتحدث عن حياتها مع أبيها رسول الله من دون أن تحكي لنا مفردات هذه الحياة، ثم نلاحظ أن الحديث عن الزهراء المهاجرة لا يعطينا شيئاً كثيراً سوى أنه يذكر اسمها مع المهاجرين والمهاجرات الذين هاجروا بعد هجرة الرسول. وبعد ذلك وعند الحديث عن زواجها، نجد بعض المفردات في حياتها كزوجة ثم حياتها كأم، والأمر نفسه نجده عند الحديث عن دورها داخل المجتمع الإسلامي، والمفارقة أننا نجد التاريخ قد أفاض في ما لا يرتبط بالناحية العملية من حياتها، مثل قضية احتفالات السماء في قصة زواجها[89].هذا مع أننا نعلم أن حياتها وعلى قصرها كانت زاخرة بالعبر والدروس والتعاليم والعبادة والجهاد.. ونستطيع أن نقول إنه ورغم كل ذلك الظلم التاريخي، فإن ما وصلنا منها وعنها كفيلٌ في إعطائنا المثل الأعلى والنموذج الأكمل للإنسان المسلم. وإننا من خلال ما تقدم وما سيأتي، سنعمل على إبراز صورتها الحقيقية وبيان خصالها وفضائلها ودروسها ومواعظها وتضحياتها بقدر المستطاع والميسور.كيف قابلت الظلم؟رغم كل الجراح والآلام التي تعرضت لها الزهراء(ع) ، إلا أنها لم تنهار ولم تسقط، بل بقيت صلبة وقوية في كل مواقفها، صادعة بالحق من دون أن تخاف في الله لومة لائم . ولم تكن هذه الآلام والمظالم تعني لها شيئاً على المستوى الشخصي والذاتي، ولم تكن فدك عندها قضية مال وحق شخصي ـ كما تقدم ـ لأنها (ع) في المستوى القيادي الرسالي، همها الإسلام، وغصب فدك يعني لها غصب الحق وغصب الخلافة، وأما آلامها الشخصية رغم قساوتها، فإنها لا تمثل شيئاً أمام ألمها الكبير بإبعاد علي (ع) عن حقه، وهذا ما عبّرت عنه في خطبتها في المسجد، حيث لم تتحدث فيها عن هجوم القوم على بيتها وغير ذلك من آلامها، وإنما تحدثت عن فدك كرمز للخلافة، تحدثت عن مخالفة القرآن في مسألة الإرث، تحدثت عن خلافة علي (ع) .. وهكذا عندما جاءتها نساء المهاجرين والأنصار، تحدثت إليهن عن علي(ع): "وما نقموا من أبي حسن، نقموا منه نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه" [90]، وعندما طاف بها الإمام(ع) على جموع المهاجرين والأنصار، تحدثت معهم عن الحق وأعلنت غضبها للحق لا للذات. لقد كانت قضيتها كلها أن ترى الحق يعطى لأصحابه ويوضع علي(ع) في الموضع الذي وضعه فيه الله ورسوله، لأنها تعتقد أن الإسلام سينمو ويسمو ويتقدم ويتعمق ويستقيم ويشتد ساعده عندما يتحرك علي(ع) في موقع القيادة، لأن علياً(ع) وكما قال عمر بن الخطاب:"ولو وليهم علي لحملهم على المحجة البيضاء"[91]، ولأنه(ع) لم يكن عنده إلا اللون الأبيض دون اللون الأسود أو الرمادي، ولأن علياً كما قال الرسول(ص) عنه: "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار"[92]، وقد قالها(ع): "ليس أمري وأمركم واحداً، إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم" [93].







    هوامـش الفصل الثاني

    (64) الإمامة والسياسة، ابن قتيبة، ص:12، انتشارات الشريف الرضي، مصوّرة عن الطبعة المصرية، قم ـ إيران، 1969م. تاريخ الطبري، ج:2، ص:443، قم ـ إيران، مصورة عن الطبعة المصرية المطبوعة بتاريخ 1939م. أنساب الأشراف، ج:1، ص:586. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:6، ص:50، وغيره، فراجع: عوالم الزهراء، ص:404 وما بعدها، فقد أشار إلى مصادر ذلك. وقد روى الحادثة صاحب الاحتجاج، ج:1، ص:105، على الشكل التالي: عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: "ثم إن عمر احتزم بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلمّوا إلى البيعة، فينثال الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد، فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي(ع)، فطالبه بالخروج، فأبى، فدعا عمر بحطبٍ ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنه على ما فيه، فقيل له إن فاطمة بنت رسول الله وولدَ رسول الله وآثار رسول الله(ص) فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله، فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك، إنما أردت التهويل، فراسلهم علي أن ليس إلى خروجي حيلة، لأنني في جمع كتاب الله الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أدع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن..".(65) الإرشاد، ج:1، ص:355. وهكذا يظهر من الطبرسي في "إعلام الورى بأعلام الهدى"، ج:1، ص:395، مؤسسة آل البيت، إيران، 1417هـ.(66) جنة المأوى، محمد حسين كاشف الغطاء، ص:135. دار الأضواء، بيروت، 1988م.(67) شرح نهج البلاغة، ج:6، ص:50، تحقيق: أبو الفضل إبراهيم، المؤسسة الجامعية للدراسات الإسلامية، لبنان. ولسان الميزان، ج:4، ص:189، وفيه: "وددت أني لم أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب". كما نقله عنه في عوالم الزهراء، ص:417.(68) الإمامة والسياسة، ص:14.(69) بحار الأنوار، ج:43، ص:203.(70) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:6، ص:49ـ50.(71) بحار الأنوار، ج:43، ص:210ـ211. وأشار إلى دفنها ليلاً كثير من المؤرخين وكثير من المصادر، كابن سعد في الطبقات، والحاكم النيسابوري في المستدرك، وسنن البيهقي، وتاريخ الطبري وغيرهم. راجع: قادتنا كيف نعرفهم، السيد الميلاني، ج:4، ص:377، مؤسسة آل البيت(ع)، قم ـ إيران، 1413هـ. وعوالم الزهراء، ص:505.(72) عوالم الزهراء، ص:519.(73) روي ذلك عن الرضا(ع)، أورد في البحار، ج:97، ص:190 حديثاً عن عيون أخبار الرضا للصدوق بسنده عن البزنطي قال: سألت الرضا(ع) عن قبر فاطمة(ع) فقال: دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صار في المسجد، ورواه في أصول الكافي، ج:1، ص:461. وروى حديثاً آخر عن الإمام الرضا(ع) يدل على المعنى نفسه، راجع: البحار، ج:97، ص:192.(74) بحار الأنوار، ج:97، ص: 196،192. عوالم الزهراء، ص:526، نقلاً عن ابن شهرآشوب وغيره من مصادر السنّة والشيعة.(75) بحار الأنوار، ج:43، ص:212.أقول: القول الأول وهو أنها مدفونة في بيتها، اختاره جمع منهم المجلسي (بحار الأنوار، ج:97، ص:193) والعلامة الأمين العاملي (أعيان الشيعة، م:1، ص:322). قال الأول: "الأظهر أنها صلوات الله عليها مدفونة في بيتها، وقد قدمنا الأخبار في ذلك"، وقال الثاني: "فقيل دفنت في بيتها، وهو الأصح الذي يقتضيه الاعتبار". وكذلك اختاره الشيخ الصدوق فقال: اختلفت الروايات في موضع قبرها(ع)، فمنهم من روى أنها دفنت بين القبر والمنبر وأن النبي(ص) إنما قال: بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، لأن قبرها بين القبر والمنبر، ومنهم من روى أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد، وهذا هو الصحيح عندي". (راجع بحار الأنوار، ج:97، ص:196).وأما القول الثاني، وهو أنها مدفونة في الروضة، فقد اختاره الشيخ الطوسي(قده)، قال في التهذيب (راجع بحار الأنوار، ج:97، ص:192): تأتي الروضة فتزور فاطمة(ع) لأنها مقبورة هناك عندي، وقد اختلف أصحابنا في موضع قبرها، فقال بعضهم: إنها دفنت في بيتها، فلما زاد بنو أمية في المسجد صارت من جملة المسجد، وهاتان الروايتان كالمتقاربتين، والأفضل عندي أن يزور الإنسان في الموضعين جميعاً إنه لا يضره ذلك، ويحوز به أجراً عظيماً، وأما من قال إنها دفنت في البقيع فبعيد من الصواب".وأما القول الثالث: وهو أنها مدفونة في البقيع، فقد جاء في المصادر السنية على الأغلب، كطبقات ابن سعد ومروج الذهب والاستيعاب وتاريخ الإسلام. راجع: عوالم الزهراء، ص:517 ـ 529.(76) الدر المنثور، ج:4، ص:177. ينابيع المودة، القندوزي الحنفي، ج:1، ص:138، دار الأسوة، إيران، 1416هـ. وراجع: قادتنا كيف نعرفهم، ج:4، ص:319.(77) فتوح البلدان، ص:38، شرح النهج، ج:16، ص:216.(78) شرح النهج، ج:16، ص:216.(79) شرح نهج البلاغة،، ج:16، ص:122.(80) صحيح البخاري، بشرح الكرماني، ج:15، ص:4.(81) ستأتي مصادر هذا الحديث.(82) شرح نهج البلاغة، ج:16، ص:229.(83) فرائد السمطين، ج:1، ص:177، نقلاً عن: قادتنا، ج:2، ص:438.(84) بحار الأنوار، ج:48، ص:26.(85) عيون أخبار الرضا، ج:2، ص:86، وسيأتي في ملحق الأسئلة إجابتان أخريان لسماحة السيّد على هذا التساؤل.(86) نهج البلاغة، من كتاب له(ع) لعثمان بن حنيف، رقم الكتاب:45.(87) ألحّ الرشيد على الإمام الكاظم(ع) أن يأخذ فدكاً، فقال له الإمام: "ما آخذها إلا بحدودها، قال الرشيد: وما حدودها؟ قال: الحدّ الأول عدن، والحد الثاني سمرقند، والحد الثالث أفريقية، والحد الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية، فقال له الرشيد؛ فلم يبق لنا شيء، فتحوّل في مجلسي، فقال له: قد أعلمتك أني إن حددتها لم تردها". (فدك للسيد القزويني، ص:167).(88) سيأتي في خطبتها.(89) عوالم الزهراء، ص:275.(90) عوالم الزهراء، ص:460. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:16، ص:233.(91) بحار الأنوار، ج:58، ص:240، وفيه: "إن بايعوا أصلع بني هاشم حملهم على المحجة البيضاء".(92) قادتنا كيف نعرفهم، ج:2، ص:438، بحار الأنوار، ج :38، ص:36. وسفينة البحار، الشيخ عباس القمي، ج:2، ص:288، دار الأسوة، إيران، 1414هـ.(93) نهج البلاغة، ص:136.

    http://arabic.bayynat.org.lb/books/z-fast-f2m6.htm





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني