أندماج الروحية من أوائل العوامل التي تؤجج تلك الشرارات السماوية والتي تخلق التزاوج بين أثنين , لذا من المحتم علينا مراعاة هذه النقطة الرئيسية قبل الخضوع تحت وقع أي خطوة مقبلة في تجسيد ماهية الزواج..
الزواج المبكر أصبح قضيه يتباحثها المجتمع بعد أن كان أهم مطلب من متطلبات الزمن الماضي أو بمعنى أصح الجيل السابق, حيث كان الموضوع سابقا تقليدا ونمطا معيشيا ولكن مع تطور الحياة في القرن الحالي بات من الصعوبة التعامل مع هذا الرباط المقدس بهكذا انسيابية.
ويعتبر الفقر هو السبب الأول للزواج المبكر اما السبب الثاني فإنه يتمثل في المعتقدات والاتجاهات التي تؤكد على قيم العفاف والطهر، وتجنب التمرد عليها بسبب تأخر سن الزواج .وتتماثل تلك الحالات في البلدان العربية الأخرى مع المتغيرات الخاطئة التي يقعون فيها الأهل, وتكشف الدراسات عن واقع مرير آخر تتعرض له الفتيات اذ يحملن بعد البلوغ مباشرة، وأن معظمهن لايزرن الطبيب إلا في حالات وجود تهديد حقيقي لحياة الجنين أو لحياة المرأة الحامل فقط.
في مجتمعاتنا الشرقية نفتقد للنقاط على الكثير من حروفنا الحياتية, وفي مايتعلق بنقطة حوارنا (الزواج), فأننا نجد أن الحروف تضيع مع تساقط النقاط المستمر بدون خشية من اجهاضات مستمرة بين أيادي قضاة الغرام المبكر.
نتعايش يوميا مع حالات زيجة لذوي السنين الاولى من صباهم والذين لم يتعافو من حالات المراهقة المفتقرة للقرارات الصائبة وهذا ماينتج خللا واضحا في الهيكلية العامة لبنية الزواج, حيث أصبحت ثنايا البيوت العراقية تحتل مراتب متقدمة في مهرجانات الطلاق بين أروقة المحاكم وتحت أجندات التزويج السلبي.
وبمرور السنين القلائل بعد 2003 حصلت انتقالات كبيرة في الكثير من المجريات الحياتية للفرد العراقي وعلى الرغم من كثرة الهوامش الصفراء الا ان الغالب المثير للأهتمام والذي يكدس علامات الأستفهام هو موضوعنا المثار اليوم. وبتناول أطراف الحديث فأننا نقع في متاهات عدة ضمنها وقوع الأشكال الديني والشرعي في بواطن حديثنا وهو مانريد أن نكون في منأى عنه.
تكبُدنا عناء السفر لمناطق الزيجات المبكرة كان من الجانب الأنساني والحد من الممارسات الخاطئة لهذا الرباط المقدس. الطلاق هو انقطاع شرعي للرابطة الزوجية,والطلاق، دائماً على وجه التقريب، مآل سوء تفاهم يتعذر تجاوزه بين الزوجين، مصدره يمكنه أن يكون جنسياً، ثقافياً، ذا علاقة بالطبع أو عصابياً. وليس من النادر، في الواقع، أن تكون شخصية أحد الزوجين، أو كلاهما، ضعيفة التوازن أو غير ناضجة، وأن يبحث الزوج أو الزوجة، في الشريك، عن صورة أب من الأبوين ظل مثبتاً عليها. ولاحظ ك. هافتر. الذي استقصى في بال حالات أزواج مطلقين، أن أحد الزوجين أو الاثنين غير ناضجين بالفعل في 70% من الحالات.
ما تقدم هو مؤشر خطر نحو انحدار خلقي وتكويني في لبنات المجتمع العراقي .
هل ستستمر حالات الطلاق متفشية بين أسرنا على هذا المنوال وهل ستصبح قضية الزواج والطلاق المبكرين من القضايا الروتينية الطرح بعدما كانت في يوم ما حلقة مفقودة من سلسلتنا التكوينية؟؟
زينة نوري