المواطن - سولاف البديري

الانتحار !!! ملاذي الأخير ظاهرة باتت مرعبة في العراق
حلها في مراعة المرأة وانصاف حقوقها



لسبب لا أفهمه كنت اجدني مهتمه ب(سماح) ابنة العشرين سنه ...أهو صلة القرابه البعيدة التي تربطني بها من جهة الام ؟؟؟ هناك من هي اكثر من القرابه . ام هي الصداقه التي غلبت على رابطة القربى ؟؟؟ لدي من الصديقات من ازجى معهن من الوقت ضعف ما ازجيه مع سماح !!
ام هي روح الاباء لديها وعدم الرضوخ للواقع البغيض المتخلف التي انحدرت اليه مفاهيم مجتمعنا بعد كل ما كابده من ويلات وماس وانتكاسات ام هو الاشفاق عليه والخوف من أقدامه على الانتحار التي ما فأدت ترداد وتفكر في المهم اني لم اكن اسمح لنفسي بالانقطاع ازورها بانتظام واصغي لمعاناتها باهتمام و معاناتها ابتدأت مع شقيقها الذي يكبرها بعام و يختلف عنها دراسيا بعامين فأسرتهم من الاسر التي لا تقيم وزنا للأنثى و ان تفوقت ولا تحط من قدر الابن و ان كان فاشلا كان يضربها لا نها لم تلمع حذاءه او لم تقم كما امرها بكي ملابسه و كانت هي تدافع عن نفسها بل و تعيد اليها بعضا من ضرباته الغاشمة (و سلاحها عند الدفاع دموعها) و تنتهي المعركة كما في كل مرة بزوبعة من اللوم الذي يصبه ابواها على رأسها حد التقريع و التوبيخ كيف تجرئين انت البنت على ضرب اخيك الولد؟؟؟
_و لكنه ابتدأ بالضرب لسبب ظالم .
_و لكنه ماذا يقول الجيران و الاقارب اذا تسربت اليهم الاخبار ؟؟؟
فلم تجد امامها وهي تبتلع قهرها ممزوجا بدموعها سوى ان تهرع لترديد تهديدها المعهود بان خلاصها لن يكون الا بالانتحار !!
اما انا فقد كنت اتحاشى مواساتها كما يريد ابواها ومجتمعها كنت التمس لها عزاء اخر يخفف من وطاه ما تستشعر من حيف وظلم , ولأنها تتذوق الشعر وتردده امامي بعذوبه فقد قرات لها وفي اكثر من مره ما قاله لها القباني ( يعود اخي من الماخور عند الفجر رخيص نحنو سوانا ... وسبحان الذي يمحو خطاياه ... ولا يموء خطايانا )
لم اكن واثقه من انني بهذا اواسيها حقا . ولكن حينما اسمعها تسبقني الى ترديد المفردة قبلما انطقها , اشعر باني وضعت مرهما نافعا على كدماتها الموجعه .
وبعدها ارغمتني مشاغلي على الانقطاع لبضعة شهور عن سماح واجوائها وتطوراتها ..
اتصلت بي امها تطلب مني القدوم بسرعه لرؤية سماح , وعلى الفور وصلتهم واختليت بأمها قبل ان تعلم سماح بقدومي بادرتني قبل انا اتفوه بحرف كما لو انها قرات في عيني سؤالا مفاده (ماذا حصل لسماح من بعدي )
- اين كنت عنها ؟! ثلاث مرات ننقذها من موت محقق !!لابل ينقذها الله سبحان وتعالى البنت فقدت عقلها تصوري ترفض الحياة الهانئه والرغيده مع خطيب تتمناه أي بنت وتقدم على الانتحار لقد قطعت وريدها بشظيه زجاجيه ولولا العنايه الالهيه التي ساقتني لحجرتها في تلك الساعه لكانت سماح في اعداد الاموات فهرعت الى غرفتها ورأيت في عينيها كلام عتاب يقول لي (اين كنتي عني) فحتضنتي وهي تبكي مثل الطفل الذي فقد حاجتها سألتها بما يشبه الاعتذار ماذا جرى في غيابي لماذا قررت ان تنتحري
- جبروها على قبول الخطبه والخطيب بين وعد ووعيد وترغيب وترهيب فاستجابت لهم على مضض لكن مسيرتها مع الخطيب تعثرت وراح يشوبها الكثير من الارتياب المتبادل والقليل من التمثيل السمج ....
فلم اجد نفسي بان اقدر على التواصل بهذا الشكل واصبحت حياتي شبه كابوس لي اريد الخروج منه باي وسيله فلجات الى اقرب وسيله لتخلصني من هذا الكابوس ولكن للأسف لم تفلح معي , حاولت ان اقنعها بان تراجع طبيب نفسي لكي تخفف ما في داخلها وقد ساعدتني امها بذلك وكنت معها اول جلستها الاولى التي تفاءلت بها خير ولقد فهمت منها هاتفيا استخلاص النتيجه بعد ثلاث جلسات بأن تسعي الى اكمال مسيرتها الحياتيه وصارمه على اكمال دراسته الجامعيه بالتخصص الذي تختاره وبعد فتره من انشغالي بأمور ي الخاصه انقطعت عن سماح فتره تمتد اشهر طويله بين العمل والسفر ومشاغل الحياة وبعدها رجعت اتواصل معها وسمعت بصاعقها التي نزلت بها وهو رفض اخيها وابيها اكمال الدراسه الجامعية بعدما اكملت دراستها الثانويه وبمعدل جيد ولقد حاولت بكل الوسائل ولاكن بدون جدوى قارعت الحجج بحجج اقوى وحاولت ان اساعدها بان اقنعهم ولاكن كان اسباب لديهم غير مقنعه وهي مصاريف والوضع الامني والواقع الاجتماعي المخيف واكان ليس لديهم غير المرأه لديه بيت زوجه وبس لان هذا نهاية المطاف لسماح فتلازم البيت بانتظار الزوج ولكن سماح كان لها رأي اخر بان الموت هو نهاية الحياة فلتعجل بأقدامه . كنت انا لها بالمرصاد ابذل كل ما في وسعي من اجل استبعاد شبح هذه الفكره السوداء من راسها وكنت أتفاءل خير كلما لمست بوادر الاستسلام ورضوخها للأمر الواقع ولاكن للأسف كان رضوخ مشوب بكل ما يدعو الى القلق والارتياب ولاحظت بزيارتي اليها بالأيام الاخير ذبول ملامحها فقد انطفا من عينيها بريقهما المحبب الى نفسي واصبحت سماح تتهرب مني كثيرا بأحاجيي غير مفهومه واصبحت اكثر كتمانا من السابق وحاولت ان الاختلاء بوالديها وحثمها على وجوب مراجعتها طبيا نفسين يساعدها على استعادة صفائها التي صارت تفتقدهما يوما بعد يوم ولاكن كان والدها مخبئ لها زوج اخر ميسور الحال وهو يكبرها عشرون عاما هذا ما همست بها امها لي ما يخطط اباها واخها لها فعلمت بان سماح لن تدوم طويلا وهذا ما حصل فعلا بعد فتره وليس بكثيره قامت سماح بشنق نفسها ولم تنتظر الموت وانما استعجلتها لان كان افضل لها من أي شيء اخر
هذي كانت احدى الضحايا الانتحار التي مرت في حياتي ولكن لا يعني ان قصة سماح هي التي دفعتني الى الكتابه بهذا الموضوع وانما الذي شدني هو ما حدث في احدى المستشفيات الحكوميه حيث
كانت لي جوله في احدى المستشفيات لأجراء المقابلات الصحفيه لأحدى المواضيع التي كنت اكتب عنها وانا تجول بين ردهات المستشفى سمعت صراخ من احدى الغرف في قسم الحروق فدفعني فضولي لاعرف ماذا يحدث هناك وسبب هذا الصراخ الذي هز قلبي فاقتربت من تلك الغرفه ورأيت شابه قد تعرضت الى حروق قويه في كل اجزاء جسمها وهي ملقيه على السرير مغطى جسمه بشرشف فقط وكانت في حالة هستريه فضيعه أحيانا تنطق كلام غير واضح واحيانا كانت تقول لماذا لم تتركوني اموت وحولها بعض النساء الذين هم من ذويها وهن يحاولن ان يهدئن من روعها وكان الرجال وعلى ما اعتقد من اقربائها واقفون خارج الغرفه ورسمت على وجوههم الحزن العميق على ما حدث لها هل كانت تصرخ من اوجاع الألام لان لم يدعها تحترق وتموت لم استطع ان سأل ماذا حدث لها من اهلها مراعاة للوضع الذي هم به ولكن حاولت ان اعرف بطريقه اخرى انتظرت الممرضه التي كانت في تلك الغرفه نفسها والتي تقوم بتداوي جروحها فقالت كانت تريد ان تنتحر فحرقت نفسها والله اعلم لماذا فعلت ذلك ولم تكمل حديثه وعندما رجعت اليوم الثاني وسألت عنه عرفت انا بتول ماتت بسبب عمق الحروق التي حدثت لها هذا كان اسمها بتول بنت 23 من العمر وأم لطفلتين فكرت بالانتحار لأن مرت بظروف شديدة القسوه من زوجها فتركته مع أبنتيها تخلت عن كل شيء من اجل ان تهرب من معاملته القاسيه له وهذا بعد تحمل سنوات طويله ولاكن لم تجد القدره على التحمل اكثر فلجأه الى بيت اهلها التي كانت تتصور بان تجد افضل او بالقليل الاحسن من قساوة الزوج والحياة المليئه بالحرمان والعاب النفسي والجسدي التي كانت تراه مع زوجها وللأسف لم تجد هذه الفتاة غير ضغط اهلها للرجوع الى بيت زوجها افضل من ان تكون مطلقة لديهم فمرت بظروف الانعزال و اليأس والاكتئاب وشعرت بألم انفعالي لا يطاق ولم تجد حل سوى الانتحار. لهذا فضلت الموت على تحملها قساوة الحياة او العوده الى ذلك الزوج هذه ما تكلمت به احدى اقربائها الى الممرضه التي كانت خفر في تلك الليلة قبل وفاتها والتي قامت بسرد القصه كامله الي لانها علمت باهتمامي بتلك القضيه
هذه القضيه تعتبر من اهم قضاياه المجتمع بل العالم لان هناك الملايين ينتحرون من النساء كل ساعه بسبب قد تكون مرت بظروف اليأس ومن مرت بظروف الاكتتاب والفشل مثل ما حدث مع سماح والى اخره فلم يتحمل هذا الكائن الرقيق اكثر قسوه من الصراع بينه وبين ذاته فلا يجد نفسه سوى الهروب من الواقع بأي شكل من الاشكال الانتحاريه ..
هذا ما الهمني ان اكتب بهذا الموضوع لأجد جواب (لماذا يبقى الانتحار هو الملاذ الاخير )؟؟؟؟
النظره التاريخيه للانتحار!!!
المحلل والباحث التاريخي عمار عبد الواحد حدثنا وبإسهاب
عن هذا القضيه التي كانت لها جذور ممتده منذ الاف السنين حيث اكد بان الانتحار كانت له مراسيم خاصه عند بعض القبائل وكان اغلب الانتحار على مر العصور يكون بشكل جماعي حيث كانت هناك طوائف عديده تمارس الانتحار بشكل غريب !؟
مثل طائفة اوغنديه كان صاحبها راهب يدعى (جوزيف كيبويتيره ) حيث قام بزرع الافكار لجماعته بان ستقوم يوم القيامه وعليهم ببيع كل ما يملكون والتبرع بها الى الكنيسه ثم يقومون بالموت الجماعي والاستعداد للذهاب الى الجنه ولكن للأسف لم تقوم يوم القيامه وقد كان اغلب المنتحرين من الاطفال يبدو أن آباءهم أصطحبوهم معهم إلى جنتهم المزعومة .
والطائفه الاخرى من طوائف الانتحار كانت تدعى طائفة معبد الشمس بحيث كإنو يعتقدون بان الانتحار الجماعي في طقوس معينه سوف يجعلهم يولدون من جديد في مكان اخر او في كوكب اخر حيث كان يبلغ عدد مرات الانتحار اكثر من 7000 الف منتحر
ولكن كانت اغلب الانتحارات على مر العصور في منطقة الهند لانهم كإنو يعتقدون الانتحار عباده الهيه وكانت هناك طائفه تدعى الطائفه الجينيه ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد كان مؤسسها (مهاويرا) وهي لحد الان موجوده الى يومنا هذا وكانت مراسيمها تهدف بان يعيش الفرد بعيد عن كل قيود الحياة من العيب والاثم والخير والشر وتأملات نفسيه عميقه بغية اخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها بحيث يترك الرهبان الذين ينون الانتحار الطعام وكل ما يغذي الجسم لعدم الإِحساس بالجوع ولقطع الروابط التي تربطهم بالحياة مما يؤدي إلى الانتحار البطيء عن طريق التجويع الذاتي. وهناك لديهم انتحار يدعى الانتحار المصيري المقصود بحيث تقوم الزوجه الارمله التي مات زوجها انهاء حياتها بنفسها لتلحق بمصير زوجها وهذا قريب من الانتحار في الوقت الحاضر
لذلك كان الانتحار في القدم له طقوسه كأي عباده اخرى فأغلب الانتحارات كانت من اجل اله معبود بحيث يقوم الشخص بتقديم روحه فديه الى اله لكي يكون له شأن في الاخره وكانت اغلب حالات الانتحار بسبب التخلف الديني وهذا يفسر قلة حالات الانتحار بين المتدينين في العصر الحديث وهناك علاقه بين الكأبة السوداويه وبين الانتحار له طقوس وانماط يحمله التاريخ مع منحنياتها النفسيه وانهزام النفس امام نرجسيات الحياة
تاريخ قصص الانتحار في العالم اغلبها من شخصيات مشهوره في المجتمعات وقت ذاك أشهرهم كليوباترا الأميرة المصرية التي انتحرت عندما سمعت إشاعة عن مقتل أنطونيوس ماركوس حبيبها فانتحرت بلدغة أفعى ليسبقها هو أيضاً وروميو وجولييت وزنوبيا والكثير منهم يعني لم يكن الانتحار يرتبط بالماده او التخلف التعليمي او العمر او أي شيء اخر ولكن هو ظاهره او بالأحرى هو مرض نفسي يدفع صاحبه الى الموت من اجل التخلص من شيء لا يستطيع الانسان تحمله من فشل وقلق وخساره شيء عزيز بالأرواح والماده وكما قلنا ان الانتحار في السابق كان له طقوس وتحضيرات وكان اغلب الانتحار محبب أي رغبة الشخص بالانتحار بدافع محبب نفسي من داخله غير مجبور عليه بالعكس يكون قد هيئ نفسه اليه وبموافقه ومعرفة من الكل وكان له تقدير واحترام من قبل القبائل الاخره . وتبقى قضية الانتحار قضيه بيولوجيه ادبيه اجتماعيه يجب ان نجد لها الحلول لكي نقلص قدر الامكان من حدوثها في عصورنا الحديثه .
حالات انتحاريه في مجتمعنا :-ام زيد تكلمت عن ما حدث لابنة جارتهم التي تبلغ من العمر 22 عاما أحبت جارها طالب الجامعي ، تقدم لخطبتها أكثر من مرة لكن أهلها كانوا مصرين على الرفض!
والسبب إنه مازال يدرس وانهم يردون تزويجها الى ابن خالتها الذي يكبرها عمرا بعشر سنوات ولان حالته الماديه ميسوره ؟ وفي احدى الايام خرج أهلها في زيارة للأقارب دون اصطحابها فأضرمت النار بنفسها حتى سمعنا صراخها في المنطقه وهبوا لنجدتها ونقلوها للمستشفى قبل وصول اهلها ، وفي المستشفى تأزمت حالتها بسبب الحروق التي بلغت نسبتها أكثر من 90% لتموت بسبب حرمانها ممن تحب ليشيع جثمانها إلى بيت أهلها ومنه إلى مثواها الأخير .
انتحرت بسبب الدرجات الدراسية
(طيبه )طالبه في الثانويه مرحله اخيره كان والدها يضغط عليها كثيرا بسبب الدراسة فقد حول حياتها الى شبه مستحيله من مدرس خصوصي الى اخر وحرمها من كل شيئ من حريتها كان والدها شخص متعصب حتى في المنطقه التي يسكن بها فكانت لها الكثير من المشاكل داخل وخارج البيت وقد سمع المنطقه بموت ابنتهم بعد فتره من توزيع النتائج النهائيه ولقد علمنا ان ابنتهم قد شنقت نفسه في احدى المراوح البيت وهذا ما تكلمت به والدتها بعد انفصالها من زوجها بعد الحادث .
ام وليد كانت جاره لاحدى صديقاتي وكانت تتردد عليه كثيرا كانت حياتها شبه مستحيله بسبب الفقر والعوز الذي تعيش به مع اولادها وكان زوجها شخص يشرب الكحول يوميا بعد رجوعه من العمل في اليل ليقسم نصيبه من عمله بين لقمة العيش وسكره الليلى حتى تتحول ليلتهم الى جهنم لان كنت اسمع صراخ ام وليد يوميا مع اطفالها في اخر الليل واحيانا الى اوقات طلوع الفجر وكان الجيران يشكون الكثير منهم بسبب المشاكل والصراخ الدائم كل ليلة حيث كان اغلب اهل المنطقه يساعدوهم في مد يد العون والمساعدة لها ولأطفالها من الطعام وحتى الملابس وفي احدى الليالي حدث كل معتاد من شجار عنيف مع زوجها فأضطروا اهل المنطقه لجلب الشرطه عليه واخذوا في تلك الليلة وهذا ما استغلته ام وليد حيث قامت بشعل النيران في جميع ارجاء البيت وحرق نفسها مع اطفالها لتخلص وتخلصهم من اوجاع ومعانات زوجها وللأسف لم نستطيع ان ننقذه بسبب غلقه للأبواب البيت وخاصتا المكان الذي قامت بعمل الانتحار في كان في المطبخ الذي يكون ابوابه من الحديد .

علم النفس والانتحار

وبما ان الانتحار يعتبر من اهم قضايا المجتمع خاصتا انتحار النساء التي اصبحت اكثر نسبه من الرجال على مر العصور كانت لنا وقفه فلسفيه نفسيه عن هذه الظاهره التي اصبحت شبح يهدد مجتمعنا حيث التقينا بمجموعه من الاطباء النفسيين لنتحدث بخصوص هذه القضيه الموجعه
الدكتور هيثم عبد اختصاص الامراض النفسيه في احدى عياداته الخاصة حيث قال :
يعتبر الانتحار قمة المأساة الانسانيه في كل بلدان العالم فهي تجرد وسلب البشر من ذاته وفقدان الامل بالحياة بعد تعرضه الى انهيار ذاتي فيفقد الفرد التحكم بالمراكز العصبيه العليا وعدم الاستجابه الى أي رد فعل ايجابي ولهذا يكون لديه الشلل القدره الذاتيه السويه في مواجه المشاكل الحياة فهنا يحدث خلل نفسي يؤدي الى خلق نوع من القلق والخوف والارتباك وعدم الشعور بالراحه والاطمئنان من أي شيء من حوله كما عدد الدكتور وسائل الانتحار كالأتي
1- الحرق والادوات الحاده
2- تعاطي مادة المخدرات بكميات كبيره
3- اخذ العقاقير بكميات كبيره
4- استعمال العيارات الناريه
5- الشنق
6- السقوط من اماكن مرتفعه
7- الاضراب عن الطعام والماء
والانتحار هو عباره عن سلسه من الافعال التي يقوم الفرد بها من اجل الانتحار ولقضاء على حياته دون تدخل احد او بدون علم احد لهذا ليس من السهل وضع اسباب محدده للانتحار لهذا كل الدارسات في القديم والحاضر اجتمعت على تجمع بعض الحقائق من اسباب الانتحار من خلال العوامل النفسيه والاجتماعيه فيما بينهما لحدوث اسباب الانتحار واغلب حالات الانتحار تكون قد سبقة الفكره بمده محدوده لتعيش بداخله وتبدئ بتوسع عندما تشددت امور السلبيه لدى المنتحر وهذا نجده عند اغلب اصحاب الامراض الاكتئاب
الدكتور مروان محسن اختصاص علم النفس والامراض النفسيه
تكون نسبة انتحار النساء وخاصتا الاعمار الصغيره اكثر من الرجال باستخدام اساليب كثيره لقتل النفس قد تكون حرقا او اعدام شنقا او قطع الوريد او الضرب بالأسلحة الناريه
وهنا نجد التحليل النفسي التي أدى الى الانتحار تكون كثيره ولكن تكون حسب البيئه والظروف الاجتماعيه التي يكون بها الشخص المنتحر واغلب الانتحارات من النساء تكون قد تعيش في بيئه عائليه متفككه أسريا فيكون لديهم غياب بالشعور بالأمان بسبب المشاكل المستمره بين الوالدين او تسلط احد الاخوه على العائله والعيش بأجواء مرعبه من القلق النفسي والعصبي
فهنا يكون الفرد قد سيطرت على حياته الامور التي لا يقدر على الخروج منها بسبب تكرارها اليومي او عدم الشعور للتخلص منه لان الامر يكون خارج عن ارادته فلا يجد وسيله غير الانتحار لان يراها المنفذ الوحيد للهروب من الحياة والمنغصات التي يعيشها
اما الدكتور قيس داود استاذ الطب النفسي فتحدث من احدى عيادته من شارع السعدون قائلا
تأتي الى عيادتي الكثير من الذين يعانون من الاكتئاب بسبب قد تكون دراسيه او من قبل مشكله كانت من الماضي لا يستطيع الهروب منها او التخلص من التفكير بها فتكون مسيطره اكثر من قابليته على تحملها التي تجعل من صاحبها شبه مجنون وللأسف مازلنا لحد هذا الوقت اغلب المجتمعات يتعاملون مع المريض النفسي كأنه شيء من العار او سبب غير لائق بالعوائل بان يكون هناك لديهم شخص مريض نفسيا او يعالج في احدى المستشفيات او العيادات النفسيه لهذا نلاحظ ان هناك الاف من يعانون من الاكتئاب والقلق وهم بحاجه الى الدكتور النفسي والذي يعتبر المنفذ الوحيد للتخلص من الافكار السلبيه التي تغلب وتسيطر عليه ولكن يبقى بصمة عار لدى المجتمع والنظره المخزيه اذا راجع الطبيب النفسي ويعتبر الزواج المبكر والبطاله والتربيه الخاطئه من اهم اسباب الانحرافات النفسيه والتي تجعل من الفرد شخص ضعيف امام الكثير من المشاكل التي تواجهه
ويشير الدكتور المعتصم بالله دكتور الامراض العصبيه
تقع مسؤولية اغلب الانتحارات على عاتق الاسره فعليهم مراقبة تصرفات الابناء وخاصتا البنات في عمر المراهقه لان في هذا العمر يكون الشخص في حالة نفور وانفعالات وغير قادر على الاستجابه لتغيرات الحياة خاصته سلبياتها وتكون هنا الفتاة معرضه الى الاكتئاب اكثر من الشاب خاصتا اذا كانت تحت سيطرة الاب او الاخ المتسلط وحرمان الفتاة من ابسط امور الحياة من الدراسه او الخروج وفرض عليه الزواج المبكراو حرمانها من الزواج من الشخص الذي تختاره فهنا تكون قد حرمت من اخذ فرصتها في الحياة فتجد السبب وبدون أي تردد الى اختيار وسيله لتخلص من الحياة ويدفعون الاهل ثمن عصيانهم وتذمرهم مع ابنائهم .
يجب وضع قانون للانتحار في العراق
اما الباحثه القانونية
علياء الدوري كانت لها وقفه بالحديث عن هذا الموضوع قائلا: اغلب العوائل العراقيه تجد الانتحار على انه بصمة عار على العائله اذا كانت هناك المنتحره من النساء فلا يمكن ان نجد الاحصاءات الحقيقه في العراق وللأسف الدوله لا تأخذ هذا الموضوع بشكل جدي واهتمام بالغ كبير في مجتمعاتنا
وغالبا ما ترتبط حالات الانتحار التي تحدث في المجتمع بالكذب وتزييف الحقائق أي ربط الانتحار بالقضاء والقدر لذا تتجنب العائلة العراقيه الافصاح عن الانتحار حيث يغطون سبب الموت من الانتحار الى موت بسبب القدر
كما يبقى للاسره دور مهم في مسببات الانتحار وخاصتا الاسره التي تتبع اسلوب العنف مع افراد العائله حيث يقع عليهم عبا التحريض على الانتحار لذا يجب ان تكون هناك عقوبة قانونية واضحة وصريحة على من كان المسبب الرئيسي للانتحار بل انا انتحار المرأه استغل لقتل المرأه في احيان كثيره وهذا ما لاحظناه في منطقة كردستان شمال العراق حيث نجد أن اغلب الجرائم التي تم قتل النساء فيها حرقا أوعزت الى حالات الانتحار من قبلهن لهذا علينا النظر في قضية انتحار النساء بشكل جدي والبحث في اسبابها بعمق امام القانون
مناطق كردستان هي الأكثر انتحارا
الباحثه الاجتماعيه زينه كريم كان لنا لقاء معها حيث سبق حديثها حسرة طويلة حيث قالت :
تلجأ اغلب النساء الى الانتحار بدافع اليأس من محيطها العائلي الذي يمارس معها انواع العنف النفسي والجسدي أذ يجب عليها ان ترضخ لجميع الضغوطات الاجتماعيه والاقتصاديه وحتى السياسيه
ونجد ان المرأه مسلوبة الحريه في كل الاحوال وخاصة في مجتمعنا العراقي حيث نجد ان اكثر المحافظات التي تكون نسبة الانتحار بها اكثر هي شمال العراق كردستان بحيث كانت الاحصائيه والتي اغلبها لم يرى الضوء حيث اخمدت تحت عادات وتقاليد العشائر خوف من الفضائح حسب احصائيات الحكومه 1268 بين عام 2006الى عام 2010في كل من
( سليمانيه واربيل ودهوك ) هذا الرقم فقط المسجل وهناك غيرهم بالألاف لم يسجل واغلب الاعمار المنتحره هي في الثلاثون من العمر
اما في المناطق الوسطى فقد وصلت الاحصائيه التي سجلت فقط في سجلات الانتحار هي 1300منتحره بين عام 2009 الى عام 2011 ويظن كان اغلبهم بحوادث الحروق والقتل المتعمد وكانت الاعمار اقل من 40 سنه وما تحت
وللأسف لم نستطيع معرفه المناطق الجنوبيه بسبب تخفي موضوع الانتحار من قبل الجهات معينه , حيث يعود السبب الرئيسي الى العادات والتقاليد البالية التي مازالت تمارسها اغلب المجتمعات وهو تسلط المجتمع الذكوري والتقاليد العشائريه الرجعيه
فيجب على مجتمعاتنا ان يغيروا طريقة المعامله مع النساء ويجب مراعاة الوضع النفسي للمرأة وافساح المجال بالكامل بالدراسة والعمل والتخلص من الافكار التي تعمل على انتكاسة المرأة العراقية لذلك يجب العمل على ان يكون لها دور فعال في الحياة الاسريه والمجتمع على الغالب .

واقع المرأة المزري هو السبب ....
منظمات مجتمع مدني للمرأه والطفل
السيده رغد المالكي رئيسة الجمعيه للمرأه والطفل
بخصوص ما يتعلق بالمرأه نأتي بالبدايه عن الواقع المزري الذي نحن فيه فهناك عدم تواصل كافي ما بين المرأة ومجتمعها لهذا دائما هناك فجوه بين المرأه والمجتمع ولأجل القضاء على انتحار النساء يجب وضع استراتيجيه رصينه للمناهضه ضد هذه الظاهره وطرق علاجها والبحث في اسبابها والقضاء عليه والقيام بأنشاء اماكن متخصصه لأيواء النساء التي تتعرض الى العنف من المجتمعات الاسريه وخاصتا الزوجيه وتكون هدف هذه الاماكن هو قيام برامج مختصه لتعليم المرأه ومناصفتها ضد ظلم المجتمع وأضطهاده لها

يجب الصلاة على المنتحر واكمال دفنه
ما رأي الدين في الانتحار

سماح شيخ حسين الشمري الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الله المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين إن الله عز حرم قتل النفس الا بالحق ، ؛ فقال سبحانه: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}، فمن قتل نفسه متعمدا في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً،
لذلك يعد الانتحار من اعظم الآثام والذنوب الكبيره التي نهى عن الرسول صلى الله عليه وسلم فبشر صاحبها بالعذاب الأليم
لان الانتحار هو ضعف الايمان وقلة الواعز الديني عند هؤلاء المنتحرين فعلى المؤمن لا يقدم على هذا العمل الشنيع مهما اصابه من بلاء بل يصبر ويحتسب ويحمد الله على كل بلاء لان المؤمن مبتلى , ويجب ان لا ننسى ان هذا البلاء له فضل في مسح ذنوبنا في الحياة و الاخره لان الحياة دار امتحان وابتلاء حيث قال تعالى
{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}.
واكمل حديثه بواجبات والمراسيم الشخص المنتحر
المنتحر تجري عليه أحكام موتى المسلمين، فيُغسَّل ويُكفَّن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويترحم عليه ويدعى له بالغفران,


ماهي دوافع انتحار المرأه والطرق المستعمله في عملية الانتحار

1- اليأس من الحياة بسبب ظلم الرجل والمجتمع لها
2- العنف الجسدي والفظي ورضوخ المرأه لجميع الضغوطات بدون رضها وعدم السماح لها بتعبير عن حريتها بكل ما تتمنى من زواج ودرسها وباقي الامور...
3 عدم وجود من يكون يناصفها ويحميها من مضطهديها من قبل الدوله والمؤسسات الاخرى
.
4 فرض عليه ان تكون ملتزمه بالعادات والتقاليد العشائريه وجبروت السلطة العشائرية وتدخلها في حل الخلافات العائليه وياليت تكون مع المرأه بل بكل الاحوال يكون الرجل هو بالاؤلويه .

5. عدم تبني حملة تنوير وتوعية مكثفة لإنهاض وعي المرأة العام وتثقيف الجنسين على حد سواء.
6- فرض المرأة اتباع للرجل في الأسرة مهما كانت جراءته التعسفيه ..
7-.عدم وجود بيوت مأوى أمنة تلجا إليها المرأة في حال تعرضها إلى العنف.
8. عدم وجود الإرشاد الاجتماعي و الثقافي لتوعية المرأة.
الاشخاص الاكثر انتحارا من غيرهم في المجتمع
هناك مميزات تكون وصفات تكون قد خلقت عند الفرد الذي يفكر في الانتحار وهيه :-
1_ ضعف الشخصيه والايمان
2_ الشعور بالنقص والخسارة وفقدان الامل وهو شعور ممكن أن يكون واقعياً وخيالياً.
3_ عدم قدرته على تحمل المسؤولية و على تخطي الظروف الصعبه .
4_ تركيزه على سبب فشله او خسائره وعدم السماح لنفسه بالخروج منه وتركيزه عليه وترك كل شيء اهم منه
5_ قيام الشخص عن كبت الامور التي تكون سبب تحطيمه او فشله في الحياة وعدم البوح بها ومشاركة احد في حلها بحيث يجد هناك صعوبه في التعبير عن ما هو عليه
6_ ضعف ثقته بنفسه والخوف من المشاركه وبوح ما في داخله فيلجئ الى الهروب من المجتمع وعدم المشاركه وممارسة حياة الطبيعيه

8_ الشعور الدائم بالاكتئاب وعدم الراحه والخوف المستمر من المستقبل وخاصتنا اصحاب الامراض المزمنه
9_ عدم القدره على تحمل الفقر والعوز المستمر
10- ضعف الايمان والجهل
11- المطلقات والارامل