صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 19 من 19
  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    الاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية

    هذه القيم الإنسانية التي تؤكدها هذه الخطبة، كما يؤكدها القرآن الكريم، تعطينا فكرة، وهي أن المطلوب من الإنسان أن يكون في وعي لنموّه الروحي والأخلاقي، فكما نعيش اهتماماتنا بالتربية ...الجسدية علينا أن نهتم بالقيم الأخلاقية الإنسانية الروحية التي تنمّي إنسانيتنا، وتعظّم شخصياتنا في مستوى الكمال، حتى نستطيع أن نربي أنفسنا لنكون جديرين بالإقامة في جنة الله، لأن الجنة هي المكان الذي كله خير وتعاون وإخلاص وصدق وطهارة وأخوّة، والله تعالى يتحدث عن أهل الجنة فيقول: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخواناً على سرر متقابلين}، لذلك يريد الله تعالى لنا أن نجعل من الدنيا جنّة مصغّرة نتدرب فيها على أخلاق أهل الجنة، كما نتدرب على ممارسة أي صنعة أو مهنة أو على العمل العسكري.

    إن شهر رمضان هو هذا الشهر الذي يمثّل شهر التدرّب على ما يحبه الله ويرضاه، وعلى بناء أنفسنا بناءً روحياً إسلامياً إنسانياً، حتى نكون جديرين بلطف الله ورحمته وضيافته، لنحصل من هذه الضيافة الإلهية الكريمة على النتائج الكبرى يوم القيامة، وهناك فقرات أخرى في هذه الخطبة نرجو أن نوفّق لها في حديث آخر.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)‬
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    الصوم بابٌ إلى الحرية

    ها قد بلّغنا الله شهره، فنحمده حمداً كثيراً على توفيقه وعلى كرمه ونعمته الّتي أنعم بها علينا؛ نعمة تمتدّ لشهر كامل، شهر حتّى الأنفاس فيه تحصى للصّائم، يُدخلها الله في ميزان أعماله، فتُحسب له... تسابيح وأذكار ودعوات..

    ورد في الحديث القدسيّ: "كلّ أعمال ابن آدم له إلا الصّيام، فإنّه لي وأنا أجزي به". وأيّ جزاء ذلك الّذي تكفّل به ربّ العباد الودود الكريم، ووعد به عباده ووعده حقّ؟!

    عن رسول الله(ص): "إنّ للجنّة باباً يدعى الرّيان، لا يدخله إلا الصّائمون، فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب"، فـ "الصّوم جنّة من النّار"، و"من صام إيماناً واحتساباً، غفر الله له ما تقدّم من ذنوبه".

    هذا في الظّروف العاديّة. أمّا عند الحرّ، كأيّامنا هذه، فالأجر مختلف كثيراً، ومن أراد أن ينسى التّعب والجهد والحرّ، فليتخيّل هذا المشهد الربّانيّ في هذا الحديث الّذي ورد عن الإمام الصّادق(ع)، يقول الحديث: "من صام لله عزّ وجلّ يوماً في شدّة الحرّ، فأصابه ظمأ، وكّل الله عزّ وجلّ به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه، حتّى إذا أفطر قال الله عزّ وجلّ: "ما أطيب ريحك وروحك! ملائكتي اشهدوا أنّي قد غفرت له".

    سماحة السيد علي فضل الله
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    تربية الإرادة من خلال الصَّوم


    إنّ الصَّوم في معناه، يمثّل حالة سلبيَّة تحمل في داخلها معنى إيجابياً، لأنَّ السَّلب عندما يكون مسؤوليَّة، فإنَّ إرادتك في حركة السَّلب تمثّل حالةً إيجابيَّة، فأنت تريد أن لا تأكل وأن ...لا تشرب وأن لا تتلذَّذ، ولذلك هو ليس سلبيّة طبيعيّة بعيدة عن إنسانيَّة إرادتك، بل هي حركة في الإرادة بأن ترفض ما لا يريده الله منك.. ومن هنا، نستطيع أن نقول: كما أنّ الصَّلاة تدفعك إلى أن تؤصّل الرفض في نفسك للفحشاء والمنكر، فإنّ الصَّوم يدفعك إلى أن تحرّك إرادتك في رفض كلّ ما لا يريده الله سبحانه وتعالى.

    وبذلك، كان الصَّوم حركةً في الإنسان من خلال هذا الخضوع الإرادي لله سبحانه وتعالى، وكان عبادة صامتة لا يتحرك فيها شيء من جسدك ولا ينطلق أي تعبير من لسانك، فدور الصَّوم هو في أنه يبقى في عمقِ إرادتك وفي عمق إحساسك وشعورك، وذلك بأن تكون بالصَّوم الإنسان الرافض، فالصَّوم هو حركة رفض، في الوقت الَّذي تتوجَّه نفسك إلى القبول والرغبة في تحقيق ما تريد.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)‬

    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    الجدال بالأحسن


    إذا أردت أن تجادل الآخرين ـ ونحن نختلف في الدين والمذهب والسياسة والعلاقات الاجتماعية، ومن الطبيعي أن هذا الاختلاف يجر إلى جدل حول كل القضايا المختلف عليها ـ فكيف تجادلهم؟ الله تعالى يقول: {ادع إلى س...بيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن} (النحل:125). وحتى في الحوار مع أهل الكتاب، فإن الله تعالى يأمرنا أن نجادلهم بالتي هي أحسن. وإذا كان عندك عداوة مع الآخر، فإن الله يأمرك أن تختار الأسلوب الأحسن لكي تحوّله إلى صديق: {ولا تستوي الحسنة ـ وهي أسلوب الرفق ـ ولا السيئة ـ وهي أسلوب العنف ـ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم ـ وهذه تحتاج إلى جهد وأعصاب قوية ـ وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} (فصِّلت:34-35)، وهذا هو الذي يجعلنا نربح العالم.

    هناك من الناس مَنْ تجده غير مستعد لأن يناقشك أو يحاورك، بل يستعرض قوته وعضلاته، ولذلك استثنى الله تعالى في الجدال مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن الذين ظلموا، لأنه تعالى قال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} (البقرة:194)، وهو ما يعلّمه الله تعالى لنبيّه نوح(ع)، عندما كان قومه يسخرون منه وهو يصنع السفينة في مكان لا ماء فيه، فالله تعالى قال: {إن تسخروا منا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون} (هود:38)، أما الذي يحاورك فحاوره بالتي هي أحسن، لأن الله تعالى يضع كل شيءٍ في موضعه.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)‬
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني