صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 19
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي ღ بــصــمــة إبــداع ღ



    يا لــطــهــر الصــفــاء

    وتـمرُّ الغيوم في الشمس، يا للسـحر يهفو في أمنيات الغيوم
    يولـد الليل في النهار.. فلـلضوء سهومٌ على ارتعاش النسيـم
    ... والمـدى هائم مع السرّ يمتـدّ على الرمـل في ريـاح السموم
    * * * *
    أيّ كونٍ هذا الذي تلتـقي الظلـمة فيه بوشـوشات النجوم
    ثم يهمي الضحى من الفجر، فالأفـق انفتاح في رقّـةٍ وسهـوم
    ويعـود الغروب، في الشَفـَق الحائر يوحي بكل وحيٍ حمـيم

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)‬
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    مصيبة تعطيل العقل


    أيّها الأحبَّة: لم يعتبر الإسلام مصيبةً أعظم عنده من مصيبة تعطيل العقل وعدم استعماله، لأنّه سبب انحراف الإنسان الفرد وانحراف الجماعة وانحراف البشريَّة، وهو سبب الشَّقاء في الدّنيا والآخرة.

    ... ومن المعلوم كيف أنَّ الإسلام حرص من خلال تشريعاته وتوجيهاته على تحريم كلّ ما يسيء إلى العقل، فكان التّحريم للخمر وللمخدّرات ولكلّ ما هو مُسكر، إلا أنّه لم يكتف بهذا، وإنما شدّد على إزالة كلّ ما يعيق العقل عن تأدية دوره كاملاً في حياة الإنسان والمجتمع، فهو نعمة، ولا بدّ من استعمالها وعدم هدرها، وهي نعمة قابلة للنموّ كلّما استعملتها، وأيّ استقالة أو تقاعد للعقل من دوره، يعني طاقة نبدّدها...

    سماحة العلامة السيد علي فضل الله‬

    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    علينا أن ننطلق في هذا الشهر - شهر رجب - بالمحبة بين المؤمنين، وأن نستزيد فيه من الرحمة وعمل الخير والمحبة والعفو والتسامح، لنفتح قلوبنا لله ليغسلها من كل حقد وبغض ونية سوء، أن نقول لربنا عندما ندخل في ساحات رحمته في ...هذا الشهر وما بعده: يا ربنا، إننا عبادك الخاشعون لك، المطيعون لك، وفّقنا يا ربنا من أجل أن نحب بعضنا بعضاً، وأن نساعد بعضنا بعضاً، وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان، وفّقنا يا ربنا من أجل أن نطهّر أنفسنا من كل ما يغضبك ويسخطك، وأن نحصل على رضاك ولا شيء إلا رضاك، لأن رضاك هو الفوز العظيم والسعادة الكبرى.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)




    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    صفات المروءة

    يقول الإمام الجواد(ع): "حَسْبُ المرء من كمال المروءة تركُه ما لا يَجْمُلُ به، ومن حيائه ألاَّ يلقى أحداً بما يكره، ومن أدبه ألا يترك ما لا بدَّ له منه، ومن عرفانه علمُه بزمانه، ومن ورعه غضُّ بصره وعفة ب...طنه، ومن حُسن خُلُقه كفُّه أذاه، ومن سخائه برُّه بمن يجب حقّه عليه وإخراجه حقّ الله من ماله، ومن إسلامه تركه ما لا يعنيه وتجنّبه الجدال والمراء في دينه".

    المروءة مفهوم يختزن في داخله العناصر الإنسانية التي تمثل التوازن في حركة الإنسان في حياته الفردية والاجتماعية بما يوحي بالكمال الأخلاقي والاتزان السلوكي.. والإمام الجواد(ع) ـ حسب هذه الرواية ـ يحدّد كمال هذه القيمة السلوكية للإنسان بترك الكلام أو العمل الذي لا يتناسب مع مقامه وخطه المستقيم ومواقفه المبدئية، بحيث يتحرّك من خلال المقارنة بين ما ينطلق به من نشاط وما يتناسب معه.. أما الحياء ، وهو الحالة النفسية التي تبتعد بالإنسان عن كل قبيح يُخجل الإنسان في حياته ويبتعد به عن ساحة المواجهة القاسية في العلاقات، فمن مظاهره أن لا تلقى الناس في كلماتك وأفعالك وعلاقاتك بما يكرهون، مما قد يدخلك في مداخل الحرج الذي يسيء إلى موقعك عندهم، ويخلق لك المشاكل معهم، ومن الأدب أن يوجّه اهتماماته إلى الضرورات العملية التي لا بد للإنسان من الإتيان بها، لأن لها علاقة بالقضايا الحيوية في حياته وحياة الآخرين في نطاق مسؤولياته العامة والخاصة، ومن المعرفة أن يعرف عصره في ذهنيته التي يفكر بها، وفي قضاياه التي يتحرك في داخلها، وفي تطلعاته التي يتطلع إليها، وفي حاجاته التي يتطلبها، وفي خطوطه الفكرية التي ينفتح عليها، وفي التحديات التي يواجهها أو يطلقها ويحركها، وفي أوضاعه السياسية والاجتماعية والأمنية والثقافية التي تحيط به.. فيكون من خلال ذلك في مستوى الوعي الذي يسير به نحو التقدّم والتطوّر في ساحات المعرفة الشاملة. أمّا الورع عن الحرام، فمن مظهره عفة البطن عن الأكل الحرام والشراب الحرام، وعفّة جسده عن الشهوة الحرام..

    أما خُلقه الحسن، فمن مظهره أن يكف أذاه عن الناس انطلاقاً من روحيّته الأخلاقية بالمسالمة للناس، فلا يسيء إلى أحد، بل ينفتح على الإحسان.. أما البرّ في حياته، فمن خصاله أن يتحمّل مسؤوليته عن الذين يجب عليه الإنفاق عليهم والرعاية لهم وإخراج الحقوق الشرعية الإلهية من ماله لأصحابها.. أما إسلامه، فقد يتمثّل بأن يترك الكلام في ما لا يعنيه لأنه من لغو القول ومن زوائده، وأن يترك الجدال في الدين بما لا ضرورة له.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    بلاء أيّوب

    {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ ع...ِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}(الأنبياء/83- 84).

    من منّا لم يسمع بأيّوب، هذا النبيّ الّذي قدّم أروع القصص في الصّبر على البلاء، حيث صار اسمه والصّبر والبلاء صنوين، فيقال: "بلاء أيّوب" و"صبر أيّوب".

    اليوم أحببت أن أعرض لبعض الجوانب من قصّته، حيث تذكر سيرته أنّ الله رزقه أموالاً وأولاداً وقوّة في الجسم، لكن هذه الحال لم تدم، إذ ابتُلي ببلاء شديد نزل به دفعةً واحدة؛ فَقَدَ أمواله وكلّ ثروته، ومات أولاده، ثم أُصيب بعلّة شديدة في جسده، جعلته عاجزاً عن القيام والحركة، وكان في حالة دفعت النّاس وأقرب المقرّبين منه إلى الابتعاد عنه، ولا سيّما أنهم خافوا من انتقال مرضه إليهم بسبب العدوى. مأساة وبؤس بكلّ ما للكلمة من معنى.

    أتت إليه زوجته يوماً، تحدّثه عن بؤس حالها، وعجزها عن تحمّل المزيد من المعاناة معه، ثم تطلب منه أن يدعو الله ليكشف عنه البلاء، فأجابها النبيّ أيّوب(ع) بلسانه النبويّ: "كم لبثت في الرّخاء؟ قالت: ثمانين سنة، قال(ع): كم لبثت في البلاء؟ قالت: سبع سنين، قال: أما أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي وما قضيت فيه مدّة رخائي؟!". لكنّ زوجته تقرّر تركه، وكأنَّ الأمر كان فوق قدرتها، أضف إلى ذلك وساوس النَّاس والشّيطان.. ضغط اجتماعيّ وصحّيّ ونفسيّ جعلها تسقط في الامتحان وتتركه، لتكتمل بذلك صور البلاء عند أيّوب(ع).

    وعندما وصلت الأمور إلى هذا الحدّ، حيث العزلة والوحدة والفقر والمرض والهجران والنّكران، عندها فقط توجّه النبيّ أيّوب(ع) بدعائه إلى الله، عند هذا المستوى من البلاء فقط، تجرّأ على الطّلب إليه، ولكن بأيّ أسلوب توجّه إلى الله؟ هل دعاه بأسلوب الترجّي، أو بأسلوب العاتب، أو بأسلوب النّاقم والغاضب؟...

    ماذا تتخيّلون دعا أيوب(ع)؟ نادى أيّوب ربَّه بكلّ حياء، وبكلّ خجل: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، لقد اكتفى بتوصيف حاله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} وتوصيف حال ربِّه {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

    ما أعمق هذا التَّعبير! فهو لأدبه مع ربّه وثقته به لم يحدّد له ما يريد، لم يطلب منه شفاءً، أو تغيير حاله، لم يصرّح له، بل لمّح تلميحاً، ليس من باب الكبر، بل من باب الأدب والحياء.. تاركاً الأمر لله، فإن كان يرى المصلحة في شفائه فليشفه، وإن كان يراها في بقائه في المعاناة فليبق عليها.. وهذا معنى الثّقة بالله، أيّها الأحبّة، والرّضا بقضائه، فما عند الله خير، وهو أعلم بمصلحة عبده وخلقه، فلنترك الأمر له.. وفي هذا يقول الحديث القدسيّ: "ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنما ابتليته لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصدّيقين عندي، إذا عمل برضاي وأطاع أمري".

    سماحة السيد علي فضل الله



    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي


    صلاة الوجدان الشعريّة

    وفي كياني لهفَةٌ.. للمـدى ... المجهول.. للغيب.. فهل نـلتـقي
    حسبي غموضُ السِرّ أحيى به ... فـلم أزلْ مـن نبـعهِ أستـقي
    أحـسُّه بخاطري ـ عالـماً ... يـمـوجُ بالأشبـاح إن يخفـقِ
    مبهـمة اللـون ضبـابيـة.. ... الأحـلام والأشـواقِ والرَّوْنـَقِ
    أُحِـسُّه فينتشي خاطِـرِي ... وتركُـضُ الأضواءُ في مـَفْرِقي

    العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)



    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    الإيمان بوحدة الرّسالات

    أيّها الأحبَّة: لم تكن حادثة الإسراء والمعراج حادثةً منفصلة عن حركة الرِّسالة، بل جاءت تتويجاً لمعاناة رسول الله في مكَّة، والّتي بدأت منذ مبعثه، ومنذ أن صدح بدعوته استجابةً لنداء الله: {يَا ...أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ}(المدثّر/2).. ثم استمرَّت هذه المعاناة في تصاعدها إلى العام الّذي عانى فيه الرَّسول(ص) ما عانى من حزن وألم، فعُرف بعام الحزن، حيث توفّيت فيه زوجته خديجة، وعمّه أبو طالب، لتبلغ المعاناة أشدّها في الطّائف... وفي ضوء ذلك، شاء الله أن يسلّي قلب رسوله بهذه الرّحلة الّتي كانت هديّة عظيمة، لم يمنحها الله سبحانه لغيره من الأنبياء، هذه الرّحلة الّتي ترينا بوضوح مدى حبِّ الله لنبيّه وموقعه عنده...

    أيّها الأحبَّة: إنَّ إيمان المسلمين بالإسراء والمعراج يعني إيمانهم بوحدة الرّسالات، وإيمانهم بتكاملها، وأنّها من مصدر واحد، وهذا يؤصِّل لنظرتهم وطريقة تعاملهم مع أصحاب الدّيانات من دون استعداء أو اعتداء أو ما إلى هنالك من النّظرات والمواقف الهجينة تجاههم، والله تعالى يقول :{قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(آل عمران/ 84).

    إنَّ إيمان المسلمين بالإسراء والمعراج، يعني تمسّكهم جميعاً بالمسجد الأقصى وارتباطهم به، وتحمّلهم مسؤوليّته، ليكون أولى أولويّاتهم، وهذه المسؤوليَّة لا تؤجّل أو تجمّد أو تكون مسؤوليّة مع وقف التّنفيذ، بل ينبغي أن تظلّ الأنظار مصوّبة نحوه، لا تحيد عن هدف تحريره، ولن يقبل المسلمون بأيّ ثمن التّخلّي عن ذلك. فأيّ ثمن يوازي محطّ مسرى رسول الله؟ وأيّ ثمنٍ يوازي مكان عروجه الشَّريف إلى السّماء؟ وأيّ ثمن يوازي ملتقى الأنبياء وثاني القبلتين؟

    إنَّ إيمان المسلمين بالإسراء والمعراج يعني أنّهم جميعاً معنيّون بالمسجد الأقصى، العرب وغير العرب منهم، القريبون والبعيدون، وأينما كانوا في الشّرق أو الغرب، مسؤوليّة المسجد الأقصى ليست على عاتق من يسكنون فلسطين فقط أو على عاتق الجوار، هناك من يدعو إلى ترك همّ الأقصى لأصحاب الأرض، لا أيّها الأحبّة، إنَّ قضيَّة الأقصى يجب أن تكون همّ كلّ مسلم، فرداً كان أو مجتمعاً أو دولةً، صغرت أو كبرت، فقضيّة الأقصى تستحقّ أن تجتمع الإرادات كلّها من أجل النّهوض بها.

    سماحة السيد علي فضل اللهSee More




    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    انطلق الحسين(ع) في الإمامة بحركية التضحية والعطاء والشهادة، ليقول للعالم كلّه إنني لا أطلب الحكم نتيجة طموح ذاتيّ، وكان علي(ع) قد قال من قبل في حوار له مع ابن عباس، حيث أشار إلى زهده بالإمارة، وقال عن خصف النعل: "إن...ها أعظم من إمرتكم هذه إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً". وهو الذي عرف الإسلام كما لم يعرفه أحد بعد رسول الله(ص)، وعاش للإسلام كما لم يعشه أحد بعد رسول الله(ص)، وقد قال: "لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء ألا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنـز". وكان علي(ع) في قلب الحسين(ع)، وكان رسول الله(ص) في قلب الحسين(ع)، وهو القائل: "حسين مني وأنا من حسين".

    لذلك، فنحن نعيش الفرح بالحسين(ع).. الفرح الرسالي والفرح الروحي، حتى أن دموعنا تبتسم لمواقفه، وحتى أن مشاعرنا الحزينة تغرّد لفدائه الدين بروحه، لأن الحسين لم يعش حزناً في معنى الذات، ولكنه عاش حزناً في معنى الرسالة، ولذا يتعين علينا أن لا نعيش الفرح في معنى الذات، ولكن الفرح في معنى الرسالة الذي يستبطن السرور بالألم، لأنه في ذات الله وفي عين الله ومن أجل دين الله.

    فإذا أردتم أن تحتفلوا بالحسين(ع) في ذكرى ولادته وشهادته، فاحتفلوا به في معنى فرح الرسالة، وعندما تفرحون بالرسالة سوف تشعرون أن عليكم أن تحضنوها في عقولكم كما حضنها في كيانه كلّه، وأن تنبض بها قلوبكم كما نبض قلبه بها، وأن تتحرك فيها طاقاتكم كما تحرّك بها.

    إن الحسين(ع) لا يريد منكم فقط دموعاً في ذكرى شهادته وبسمات في ذكرى ولادته، ولكنه يقول لكم: "لقد خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، في كلّ واقع إسلامي فاسد وفي كلّ انحراف في الواقع الإسلامي، وفي وجه كلّ قيادة ظالمة، فـ(يزيد) لم يمثل رمزاً في التاريخ المظلم، ولكنه مثّل الظلم كلّه والظالمين كلهم، هل تحبون الحسين(ع)؟ اطلبوا الإصلاح في أمة جده، كلّ بحسب طاقته وإمكاناته، لا تفسدوا في الأرض، ولا تثيروا الفتنة، ولا تنحنوا لأكثر من يزيد، لا تقتلوا أكثر من حسين(ع) ودموعكم تبكي حسين التاريخ وتقتل حسين الحاضر، بل وتخطّط لقتل أكثر من حسين في المستقبل.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)‬
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    فضل شهر شعبان

    وينسب هذا الشهر الشريف، إلى رسول الله(ص)، حيث كان(ص) يصوم هذا الشهر، ويصل صيامه بشهر رمضان، وكان(ص) يقول:"شعبان شهري، من صام يوماً من شهري وجبت له الجنة"، وروي عن الصادق(ع) أنه قال: كان السجاد(ع) إذا ...دخل شعبان جمع أصحابه وقال(ع): "يا أصحابي أتدرون ما هذا الشهر؟ هذا شهر شعبان، وكان النبي(ص) يقول: "شعبان شهري، فصوموا هذا حبّاً لنبيّكم وتقرباً إلى ربكم"، أقسم بمن نفسي بيده، لقد سمعت أبي الحسين(ع) يقول: سمعت أمير المؤمنين(ع) يقول: "من صام شعبان حبّاً لرسول الله(ص) وتقرباً إلى الله، أحبه الله، وقربه إلى كرامته يوم القيامة، وأوجب له الجنة".

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    نلتقي في الرابع من شعبان مع ولادة أبي الفضل العباس الذي عاش حياته مع الحسين واستشهد بين يديه، وكان الإمام يحترمه ويعظمه من أجل الفضائل الكبيرة التي يحملها، حيث كان العباس يعيش المعرفة بالله والإسلام والتضحية في سبيل... الرسالة، لذا فعندما نتذكر العباس في ذكرى ولادته نتذكر كل القيم التي اجتمعت فيه ونزوره مع الإمام الصادق(ع) في زيارته:

    "السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين فنعم الأخ المواسي".

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)‬
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    انطلق الحسين(ع) في الإمامة بحركية التضحية والعطاء والشهادة، ليقول للعالم كلّه إنني لا أطلب الحكم نتيجة طموح ذاتيّ، وكان علي(ع) قد قال من قبل في حوار له مع ابن عباس، حيث أشار إلى زهده بالإمارة، وقال عن خصف النعل: "إن...ها أعظم من إمرتكم هذه إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً". وهو الذي عرف الإسلام كما لم يعرفه أحد بعد رسول الله(ص)، وعاش للإسلام كما لم يعشه أحد بعد رسول الله(ص)، وقد قال: "لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء ألا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أهون عندي من عفطة عنـز". وكان علي(ع) في قلب الحسين(ع)، وكان رسول الله(ص) في قلب الحسين(ع)، وهو القائل: "حسين مني وأنا من حسين".

    لذلك، فنحن نعيش الفرح بالحسين(ع).. الفرح الرسالي والفرح الروحي، حتى أن دموعنا تبتسم لمواقفه، وحتى أن مشاعرنا الحزينة تغرّد لفدائه الدين بروحه، لأن الحسين لم يعش حزناً في معنى الذات، ولكنه عاش حزناً في معنى الرسالة، ولذا يتعين علينا أن لا نعيش الفرح في معنى الذات، ولكن الفرح في معنى الرسالة الذي يستبطن السرور بالألم، لأنه في ذات الله وفي عين الله ومن أجل دين الله.

    فإذا أردتم أن تحتفلوا بالحسين(ع) في ذكرى ولادته وشهادته، فاحتفلوا به في معنى فرح الرسالة، وعندما تفرحون بالرسالة سوف تشعرون أن عليكم أن تحضنوها في عقولكم كما حضنها في كيانه كلّه، وأن تنبض بها قلوبكم كما نبض قلبه بها، وأن تتحرك فيها طاقاتكم كما تحرّك بها.

    إن الحسين(ع) لا يريد منكم فقط دموعاً في ذكرى شهادته وبسمات في ذكرى ولادته، ولكنه يقول لكم: "لقد خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، في كلّ واقع إسلامي فاسد وفي كلّ انحراف في الواقع الإسلامي، وفي وجه كلّ قيادة ظالمة، فـ(يزيد) لم يمثل رمزاً في التاريخ المظلم، ولكنه مثّل الظلم كلّه والظالمين كلهم، هل تحبون الحسين(ع)؟ اطلبوا الإصلاح في أمة جده، كلّ بحسب طاقته وإمكاناته، لا تفسدوا في الأرض، ولا تثيروا الفتنة، ولا تنحنوا لأكثر من يزيد، لا تقتلوا أكثر من حسين(ع) ودموعكم تبكي حسين التاريخ وتقتل حسين الحاضر، بل وتخطّط لقتل أكثر من حسين في المستقبل.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)‬
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي



    الثَّورة التَّربويَّة


    انشغل الإمام زين العابدين بثورته التَّربويَّة، وعمل على أكثر من خطٍّ وأكثر من مستوى..
    انتهج الخطّ الفكريّ والعلميّ، فربَّى جيلاً من العلماء الربَّانيّين.. وقد ذكر الشّيخ المفيد في إرشاده أنَّ...ه:
    روى الفقهاء عن الإمام علي بن الحسين من العلوم ما لا يُحصى كثرة..
    وعمل الإمام على الخطّ الرّوحانيّ الّذي يشكّل المناخ الأساسيّ المسرّع لإنجاح أيّ عملية تغيير ـ ونحن نلمس ما للبعد الرّوحاني من تأثير وضبط لانحرافات الإنسان ـ فكانت الصحيفة السجاديّة بكلّ كنزها الرّوحيّ الأصيل..

    وعمل الإمام(ع) على تصحيح المسار الأخلاقيّ بتفاصيله المستندة إلى رسالة الإسلام الأساسيّة، وهي إتمام مكارم الأخلاق... وفي هذا المجال تحديداً، أعلن وثيقته الحقوقيّة ـ وبالمناسبة، يتغنّى الغرب في العصر الحديث بشرعة حقوق الإنسان، فيما الإمام(ع) أسّس نواتها منذ ألف وثلاثمائة سنة ـ. وفي هذه الوثيقة، حدّد الإمام وشرح الحقوق المتوجّبة على كلّ فرد؛ حقوقه تجاه الله أوّلاً وتجاه الحياة ثانياً. فالإسلام يعتبر أنّ كلّ علاقات الإنسان ـ طالما أنّه موجود في هذه الحياة ـ محكومة بضوابط لا يمكن المس بها أو انتهاكها.

    ولعلَّ أبرز ما ركَّز عليه الإمام زين العابدين(ع) بعد تركيزه على حقّ العلاقة مع الله، تركيزه على العلاقة مع الذّات على مستوى الجسد... وهذه الدّعوة كان طرحها جديداً نسبيّاً، وقد وجد فيها الإمام منطلقاً للإصلاح والتَّصويب.

    فقد تؤمن بالله، ولكنّك قد تسير في اتجاهٍ لا يريده الله. قد يأخذك لسانك إلى مكان أبعد ما يكون عن الله، مثلاً إلى أن تُحدث فتنةً بسبب كلمة..

    وقد تورّطك يدك بحركة بسيطة ( مجرّد توقيع) في عمل شنيع أو ظالم.

    وقد يسحبك نظرك إلى ما يُجرّئك على انتهاك حدود الله. وهكذا...

    لقد أعطى الإمام هذه الجوارح صفة اعتبارية، لها حقوق على صاحبها، وستطالبنا بها يوم القيامة، وفوق ذلك ستشهد علينا.. {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

    سماحة السيد علي فضل الله
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    إنّي لا أضمر في قلبي أي حقدٍ على مؤمن ولا أحمل في قلبي سوءاً على أحد ..
    لأني أحبكم جميعاً ..
    أحبّ أن نعيش معاً من أجل الأخوّة في الله ومن أجل أن نتعاون على أن يكون الحبّ للجميع أن نحبّ كل النّاس ..
    أن نحبّ الذين يتف...قون معنا لنتعاون معهم ..
    والذين يختلفون معنا لنتحاور معهم ..

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)

    4 تموز - الذكرى السنوية الثالثة لرحيل السيد(رض)‬

    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ღ بــصــمــة إبــداع ღ

    أيها النّاس إنّه قَدْ أقبل إليكم شَهرُ الله بالبركةِ والرحمة والمغفرة شَهر هُوَ عِندَ الله أفَضل الشهور وأيامه أفضلُ الايام ولياليهِ أفَضل الليالي وساعاته أفَضل الساعات، هُوَ شَهر دعيتم فيهِ إلى ضيافة الله وجُعلتم ف...يهِ مِن أهْل كرامة الله.

    أنفاسكم فيهِ تسبيح ونومكم فيهِ عبادة وعمَلكم فيهِ مقبُول ودعاؤكُم فيه مستجاب، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة وقلوب طاهره أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابهِ، فان الشقّي مَن حرم غفران الله في هذا الشّهر العَظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيهِ جوع يَوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقرّوا كباركُم وارحموا صغاركُم، وصلوا أرحامكم واحفظوا السنتكم وغضّوا عمّا لايحلّ النّظر إليهِ أبصاركم وعمّا لايحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننّوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إليهِ مِن ذنوبكم، وارفعوا إليهِ أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فانّها أفضَل السّاعات ينظر الله عزّوجلّ فيها بالرّحمة الى عبادهِ يُجيبَهم إذا ناجوه. ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.

    أيّها الناس: إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركُم ثقيلة مِن اوزاركُم فخفّفوا عنها بطولِ سجودكُم، واعلموا أنّ الله تعالى ذِكرَه اقسم بعزّته أن لايعذّب المصلّين والسّاجدينَ، وأن لايروعهم بالنّار يَوم يقوم النّاس لرب العالمين.

    أيهّا النّاس: مَن فطَّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كانَ لَهُ بذلِكَ عِندَ الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى مِن ذنوبهِ.

    ياأيهّا النّاس: مَن حسّن منكم في هذا الشّهر خُلقه كانَ لَهُ جواز على الصراط يَوم تزلُّ فيهِ الاقَدْام، ومَن خفّف في هذا الشّهر عما ملكت يمينه خفّف الله عَليهِ حسابه، ومَن كفّ فيهِ شرّه كفّ الله عَنهُ غضبه يَوم يلقاه، ومَن أكرم فيهِ يتيماً أكرمه الله يَوم يلقاه، ومَن وصلَ فيه رَحِمَه وصله الله برحمته يَوم يلقاه ومَن قطع فيهِ رَحمه قطع الله عَنهُ رحمته يَوم يلقاه، ومَن تطّوع فيهِ بصلاة كتبَ لَهُ براءة مِن النّار ومَن ادّى فيهِ فرضاً كان لَهُ ثواب مَن ادى سبعينَ فريضة فيما سواه مِن الشهّور، ومَن اكثر فيهِ من الصلاة عليّ ثقل الله ميزانه يَوم تخف الموازينَ، ومَن تلا فيهِ آية مِن القرآن كانَ لَهُ مثل أجر مَن ختم القُران في غَيرَه مِن الشهور.
    أيها النّاس، إنّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتحة فسلوا ربّكم أن لايغلقها عَلَيكُم، وأبواب النيران مغلقة فسلُوا ربّكم أن لايفتحها عَلَيكم والشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لايسلّطها عَلَيكُم....

    خطبة الرسول(ص) في استقبال شهر رمضان المبارك‬

    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    توقير الكبار ورحمة الصغار

    ثم أكد على مسألة توقير الكبير ورحمة الصغير، فقال (ص): "وقّروا كباركم وارحموا صغاركم"، أن نوقّر الكبار الذين سبقونا في الإسلام، وعلينا أن نحترم شيبتهم وسنّهم ونقدّم لهم الاحترام، وإذا احتاج...وا إلى الرعاية فعلينا أن نقدمها لهم، لأن الإنسان إذا ردّ إلى أرذل العمر يتحوّل إلى ما يشبه الطفل الذي هو بحاجة إلى رعاية واحتضان يعينه على استكمال حياته، وكما أن الله أرادنا بالنسبة إلى والدينا أن لا ننهرهما وأن نقول لهما قولاً كريماً، أرادنا من خلال هذه اللفتة أن نتحمّل من كبارنا حتى لو لم يكونوا من ولدنا، فأراد لنا أن لا ننهرهم ولا نتعسف بهم، وأن نقول لهم قولاً كريما، وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: "من إجلال الله إجلال شيبة المسلم"، وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "ليس منا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، وعن الإمام الصادق (ع): "عظّموا كباركم، وصلوا أرحامكم، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفِّ الأذى عنهم".

    أما رحمة الصغار، فهي أن نفهمهم بحسب حجم عقولهم ومشاعرهم وأحاسيسهم، فلا نثقل على هذه المشاعر الطفولية بالعنف، ولا نحاسبهم محاسبتنا للكبار، لأن علينا أن نعطي كل مرحلة من العمر حجمها، فللصغير تفكير محدود، وعلينا أن نعامله بحسب محدودية تفكيره، وعلينا أن نتجاوز عن أخطائه ونرفق به عندما نريد تنبيهه إلى هذه الأخطاء، فلا نتعامل مع أطفالنا بالعنف والضرب، لأن الله تعالى لم يسلّط أباً ولا أخاً ولا أماً ولا معلّماً على الأطفال، بحيث يبررون ضربهم، لأن الإنسان إذا ضرب طفلاً ـ حتى لو كان ابنه ـ فاحمرّت يده فهناك دية لا بد أن يدفعها له.

    نعم، هناك حالات تأديبية قد يحتاج معها الطفل إلى شيء من العنف، ولكن يجب أن يكون العنف مدروساً، كمثل دراستك للدواء الذي هو بحاجة إليه، فعلى الآباء والأمهات أن ينتبهوا إلى نقطة، وهي أن الكثير من الآباء والأمهات أو المعلّمين والمربين، قد يعيش أزمة نفسية معينة نتيجة خلاف عائلي أو خلاف في عمله، فيحاول التنفيس عن غيظه بضرب الطفل، هذا ظلم يعاقبه الله عليه، لأن "ظلم الضعيف من أفحش الظلم".

    وأنا أقول لكل الأخوة والأخوات: إن ابنك أو ابنتك ليس ملكك، هو ليس من أثاث البيت، بل هو مخلوق مثلك، وأراد الله له أن ينمو نمواً طبيعياً وجعلك مشرفاً عليه، بل أكثر من ذلك: إذا تعسّف الأب أو الأم على الطفل، بحيث يقسوان عليه دائماً ويسيئان تربيته، ففي الدولة الإسلامية إذا كان الحاكم الشرعي مبسوط اليد، جاز له أن يأخذ الولد منهما، وفي الغرب يوجد مثل هذا القانون عندما يسيء الأب أو الأم إلى التعامل مع أولادهم.. ورحمة الصغار هي أن ترحمهم وتحسن تربيتهم وتعليمهم، فهم أمانة الله عندنا.

    سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض)

    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني