المرجعية العليا وبيان الموقف الشرعي من الهجرة
بين المرجع الاعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني، الخميس، الموقف
الشرعي من الهجرة الى الخارج، وفيما افتى بجواز السفر اذا اطمأن بأن السفر لا يؤثر سلباً
على الدين، أكد حرمة السفر إلى البلدان غير الإسلامية أينما كانت اذا “استوجب نقصانا في
الدين”. وقال السيد السيستاني (دام ظله) في معرض رده على اسئلة وجهت اليه بشأن ظاهرة
الهجرة الى الخارج واطلع ” عراق القانون” عليه، إنه “يجوز للمؤمن السفر الى البلدان غير
الإسلامية إذا جزم أو اطمأن بأن سفره إليها لا يؤثر سلباً على دينه ودين من ينتمي إليه”، مشدداً
على “وجوب عودة المهاجر المسلم المتوطن في البلاد غير الإسلامية إذا علم أن بقاءه بها يؤدي
إلى نقصان دينه أو دين أولاده الصغار”. وأضاف السيد السيستاني، أنه “يحرم السفر إلى البلدان
غير الإسلامية أينما كانت في شرق الأرض وغربها، إذا استوجب ذلك السفر نقصانا في دين المسلم،
سواء أكان الغرض من ذلك السفر السياحة أم التجارة أم الدراسة أم الإقامة المؤقتة أم السكنى الدائمة
أم غير ذلك من الأسباب”. وافتى السيد السيستاني “حرمة سفر الزوجة مع زوجها اذا تأكدت وجزمت
بأن سفرها مع زوجها يستلزم نقصاناً في دينها”، مؤكداً انه “إذا تأكد الأولاد البالغون بنين أو بنات
بأن سفرهم مع أبيهم أو أمهم أو أصدقائهم مثلا يستلزم نقصانا في دينهم حرم عليهم السفر معهم”.
وبين سماحته في معرض تعريفه لـ”نقص الدين”، بأنه “يقصد به اما فعل الحرام باقتراف الذنوب
الصغائر أو الكبائر كشرب الخمر أو الزنا أو أكل الميتة أو شرب النجس أو غيرها من المحرمات
الأخرى، وإما ترك الواجب كترك الصلاة أو الصوم أو الحج أو غيرها من الواجبات الأخرى”. وأكد
السيد السيستاني، أنه “لا يجوز للابن مخالفة والديه إذا منعاه من السفر، وكان سفره يلحق أذى بهما،
أو كان نهيهما من جهة الشفقة عليه، من دون وجود مصلحة شرعية في السفر أهم من حرمة إيذائهما”.
يذكر ان المرجعية الدينية اعربت في ( 28 آب 2015) عن قلقها من اتساع ظاهرة هجرة الشباب العراقي
الى الخارج، وفيما حذرت من افراغ العراق من الطاقات الشبابية، دعت الشباب الى إعادة النظر بخيارتهم.