شفق نيوز/ رصد مختصون في محافظة ديالى أسبابا وصفوها بـ"غير المعقولة" لحالات طلاق شهدتها المحافظة خلال العامين الماضيين مما زاد من نسبة الطلاق بنحو 30 %.ويأتي على رأس تلك الأسباب التي ساقها المختصون في المحافظة الزواج المبكر وانعكاس أعمال العنف على بنية المجتمع فضلا عن ظروف اقتصادية صعبة.وربما تكون الأسباب السابقة مألوفة في العراق الذي غاب عنه الاستقرار الامني والسياسي على مدى العقود الماضية مما ترك آثارا سلبية واسعة على المجتمع المحلي.لكن دخول المسلسات الأجنبية المدبلجة وخاصة التركية منها على خط الأسباب المؤدية إلى تفاقم حالات الطلاق هو تحول جديد في المجتمع العراقي المحافظ. ويؤكد القاضي محمد القيسي في حديث لـ"شفق نيوز" ان" الاشهر الماضية شهدت حالات طلاق غير مسبوقة لاسباب غير معقولة بين زيجات حديثة".ويبين أن "ما يحصل يدل على عدم احترام احد طرفي الزواج لمنظومة الاسرة وتصرفه بعناد يفوق التصور".ويقول القيسي إن "المسلسلات المدبلجة الاجنبية بات تاثيرها واضحا في خلق النزاعات والمشاكل بين الازواج بسبب اهتمام الزوجة المتزايد بها ما يؤدي الى اهمالها لشان زوجها وهنا تكمن المشكلة التي قد تتطور وتصل في نهاية المطاف الى الطلاق".ولم يسمح النظام العراقي السابق قبل 2003 للمواطنين باقتناء الاطباق اللاقطة "الستلايت" وكان العراقيون يتابعون ما تبثه القنوات التلفزيونية العراقية او قنوات دول الجوار للقاطنين على مقربة من الحدود.لكن بعد سقوط النظام السابق بات متاحا للعراقيين مشاهدة مئات القنوات التلفزيونية الفضائية من مختلف أنحاء العالم وبثقافات متباينة.ويعكس تزايد حالات الطلاق مدى عدم تقبل المجتمع العراقي المحافظ للثقافات الدخيلة وسط انتشار واسع للأمية في مختلف أرجاء البلاد.ويعزو المهندس قصي محمود ارتفاع نسبة الطلاق في ديالى الى الزواج المبكر بين الشباب والفتيات دون تأمين موارد معيشية للزوج تمكنه من إعالة زوجته إلى جانب الانفتاح الكبير على مشاهدة المسلسلات التركية والقصص الاجتماعية التي انعكست سلبا على مجتمع ديالى والمحافظات الاخرى.ويشدد محمود في حديث لـ"شفق نيوز" على ضرورة تأمين متطلبات الحياة الزوجية للشباب قبل اقحماهم في زواج يفتقد للانسجام والتوافق الثقافي بين الزوجين، مشيرا الى أن البطالة والاحباط في صفوف المتزوجين بسن مبكر ابرز اسباب الطلاق والمشاكل الزوجية.ويؤكد مدير مكتب حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي المجمعي ان نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثا ارتفع في ديالى خلال العامين الاخيرين بنسبة 30 بالمئة.ويُرجع ذلك إلى عدة عوامل ابرزها التأثر بالمسلسلات التركية التي تبث قصصا وسيناريوهات بعيدة عن واقع ديالى الذي تغلب عليه التقاليد والقيم العشائرية اضافة الى البطالة والزواج المبكر خارج اطر المحاكم المختصة والاكتفاء بعقد القران الشرعي.ويشير المجمعي في حديثه لـ"شفق نيوز" إلى ان 80 بالمئة من حالات الطلاق في الزواج المبكر هي الخيانة الزوجية وضعف الوازع الديني، مبينا ان بعقوبة سجلت اعلى نسب في الطلاق تلاها قضاء الخالص ثم المقدادية واخيرا قضاء خانقين.ويرى المجمعي ان الكثير من حالات الزواج تمت خارج اطر المحاكم واكتفت بعقد القران الشرعي من قبل رجال الدين ما خلف الكثير من الاطفال باعمار 6 الى 7 سنوات لا يملكون هويات الاحوال المدنية.ودعا المجمعي رجال الدين وخطباء المساجد الى التثقيف والحث على الزواج داخل اطر المحاكم وعدم الاكتفاء بالعقد الشرعي لضمان الحقوق القانونية للاطفال وللاسرة الزوجية، لافتا الى ان ذلك احد اسباب ارتفاع نسب الطلاق في المحافظة.ويغلب الطابعة العشائري على محافظة ديالى بنسبة 70 بالمئة وما زالت تخضع للاحكام والتقاليد العشائرية التي تدير المجتمع وتعتمد الزراعة بشكل كبير كمهنة اساسية للموارد المعيشية وتعاني من تردي خدمي وانهيار شبه تام في البنى التحتية منذ اكثر من 9 سنوات جراء اعمال العنف الطائفي والتردي الامني.وتقع ديالى شمال بغداد على بعد 60 كم ويشكل العرب أغلب سكان المحافظة كما يسكنها الكورد والتركمان وخاصة في بعض المناطق الشمالية من المحافظة في مندلي ومدينة خانقين.ويتجاوز عدد سكان ديـالى مليون ونصف المليون نسمة ويتواجد أكثر من ثلاث ارباع سكان ديالى في ثلاث مدن رئيسية، في بعقوبة، والمقدادية، وخانقين.