في جامعة بابل

اكثر من 20 بحثاً حول فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر


متابعة : مازن العباسي - علي موسى
[align=center]
[/align]


بمناسبة اربعينية السيد محمد باقر الصدر اقامت جامعة بابل الندوة الاولى حول فكر الشهيد محمد باقر الصدر بنيت على اربعة محاور لتتناول منهجه الفكري في الفلسفة والفقه والاقتصاد والاجتماع والتاريخ فمعلوم للجميع ان السيد كان شمولياً بالنسبة لأستيعابه لكافة صنوف المعرفة ولايمكن للمرء ان يلم بكل تفاصيل تشعبه العلمي في وقت يقاس بالدقائق الا ان الباحثين الذين شاركوا في هذه الندوة كانوا من القدرة بحيث اعطوا المواضيع التي طرحت حقها. ففي المحور الاجتماعي الذي تطرق فيه اكثر من تسعة باحثين لفكر الشهيد في هذا المجال اتسعت دائرة البحث لتشمل كافة نواحي الحياة بالنسبة للفرد والمجتمع وكل ذلك وفق منهج دقيق سار عليه في كل نتاجاته الفكرية وحركته العلمية التغييرية والاصلاحية مما جعله يقدم نتاجاً هائلاً خدم الواقع الاسلامي في مختلف الاصعدة والمجالات فقد تعامل مع الواقع على انه مترابط الحلقات والاجزاء وانه يشكل وحدة موضوعية في نهاية الامر.. وفي المحور التاريخي قدم بحثان الاول بعنوان [السنن التاريخية في فكر الشهيد] للشيخ ميثاق الخفاجي والثاني بعنوان [الشمولية في فكر الشهيد] للباحث حسن جليل هيجل وقد ناقشت بحوث هذا المحور نظرة السيد لنهاية التاريخ رغم حداثة الموضوع على ساحة الصراع الفكري ومقارنة ذلك بأحدث ما توصل اليه الفكر الغربي في رؤيته لنهاية التاريخ.

ومن ناحية اخرى فان السيد رغم اطلاعه على الثقافة والعلوم ورغم اليقين الثابت لديه على مستوى الفكر والعقل نجده يتدفق عاطفة وحباً لعقيدته ودينه يتضح ذلك من جملة النصوص التي كتبها في فترات مختلفة من حياته فنجده يأتي بالشاهد التاريخي والكلمة القوية ليس من اجل اقناع القارىء بفكرته فحسب وانما من اجل اشراكه في مشروعه الحضاري ويكفي قوله في النهج [ان دمي هو الذي سيترجمني فأنا لا اريد الا خدمة الاسلام وهو اليوم في حاجة الى دمي اكثر من حاجته الى ترجمتي له].

وفي المحور الاقتصادي انفرد الدكتور عبدالامير كاظم زاهر عميد كلية الآداب في جامعة الكوفة في عرض الجدليات المنهجية والتنظيرية في التأسيس الاقتصادي الاسلامي عند الامام الشهيد، فمنذ القرن التاسع وحتى القرن الرابع عشر الهجري تجذر مشهد القطيعة بين التنظير والتطبيق ثم ساعد على ذلك ارتطام التراث الاسلامي بالانجاز الغربي فأنقسم الناس الى شرائح ثلاث (مستغربين، وسلفيين، وتوفيقيين) لكنهم لم يأتوا بحل جذري يزاوج بين النظرية والتطبيق وفق رؤية اسلامية لهذا الجانب المهم في حياة الفرد والمجتمع حتى ظهر السيد الشهيد فتناوله بالبحث والتدقيق من خلال عدة دراسات وبحوث حطمت النظرية الليبرالية واكبت الايديولوجية الديالكتيكية على وجهها فكان مثار اعجاب المفكرين الغربيين من خلال ما تسرب من افكاره اليهم فقد تميزت افكاره ونظرياته بانها تربط بين التنمية المستدامة ومشروعية السلطة.

اما المحور الرابع فكان متعلقاً بالجانب الفلسفي وقد قدم فيه الباحث الاسلامي الدكتور علي التميمي لفكر الشهيد من خلال بحث بعنوان [المذهبية الذاتية ونظرية المعرفة فتعرض للقدرة العلمية الفائقة التي ابداها السيد في مناقشة الفلاسفة العرب والغربيين فقد كان واحداً من ألمع فلاسفة القرن العشرين ان لم يكن اعلمهم على الاطلاق. فبينما اتخذ ارسطو منهج الاستنباط من العام الخاص، اثبت السيد ان الأدق من ذلك هو العكس تماماً، مضيفاً اليه مبدأ الاستقراء الشمولي ومظهراً بانه الافضل في رصد الحالات والاشياء على مر الزمن، وقد آن الآوان لمراجعة وبحث كيفية التعاطي مع مدرسة السيد الشهيد ومواصلة قيمها النبيلة واطروحاتها الحية وتوسيع نطاق الابحاث التي تتناولها وبنفس الروح العلمية والمنهجية الدقيقة من اجل تحقيق الاهداف الرسالية التي ضحى السيد بروحه دونها.

وعلى الرغم من ضيق الوقت فقد أتسمت الندوة بالحيوية من خلال الحوار الذي جرى بين الباحثين والحضور الذي ضم شخصيات مهمة اضافة الى عمداء كليات الجامعة واساتذتها وجمهور غفير من المدعوين والطلبة.

ومن جهة اخرى فقد تشكلت لجنة لتقييم البحوث ضمت كل من الدكتور علي التميمي والدكتور حسن عودة عميد كلية القانون في جامعة بابل والدكتور عبدالامير كاظم زاهر والشيخ ميثاق الخفاجي اشرفت بدقة على فرز البحوث وتصنيفها وابداء التوصيات بما تحتاجه من اضافة او حذف مازاد عن اللزوم فيها.

وقد تبنت الجامعة فكرة طبع هذه البحوث على شكل كتاب من المؤمل ان تتولى وحدة اعلام الجامعة تنفيذ هذا المشروع لاحقاً، وقد راعى هذه الندوة التي استغرقت اكثر من ثلاث ساعات الدكتور جواد كاظم الجنابي مساعد رئيس جامعة بابل.

http://idp-baghdad.org/bayan/AL-BAYAN%20News.html