النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    Lightbulb من أبرز معالم الاضطهاد الديني في أوربا (مدينة مونستر الالمانية )ايزابيل بنيامين ماما

    من أبرز معالم الاضطهاد الديني في أوربا (مدينة مونستر الالمانية )

    نتيجة لظلم الكنيسة وتدخلها السافر بكل صغيرة وكبير من شؤون الناس بادرت مدينة مونستر فتبنت قيادة حركة الإصلاح الديني وتحولت سنة 1533 من مدينة كاثوليكية إلى مدينة لوثرية حيث اعتنقت مبادئ مارتن لوثر كنك . بلغ عدد سكانها في القرون الوسطى مئات الألوف من السكان . يحيط بهذه المدينة سور دفاعي منيع جدا بلغ عرضه نحو 90 مترا ومحيطه خمسة كيلو مترات ، ولم يكن الوضع داخل مدينة مونستر يبشر بالاستقرار فقد كانت المدينة مضطربة جدا نتيجة لسياسات الكنيسة والدولة معا . كانت هناك نزاعات سياسية بين أعضاء المجلس التشريعي للمدينة ونقابات التجار والصناع الحرفيين ، يضاف إلى ذلك النقمة الكبيرة التي يحملها السكان على رجال الدين فبادرت مونستر إلى تبني الإصلاح قبل غيرها تقريبا( ).
    كان أحد أبرز المبشرين الإصلاحيين في مونستر رجلا شجاعا يُدعى برنهارت روتمان . وقد تبنى هذا المبشر معتقدات الإصلاحيين وركز على مسألة تعميد الكبار إمعانا في إهانة الكنيسة فرفض هو ورفاقه تعميد الأطفال وقد نال دعم أغلب قطاعات الشعب في المدينة ، ولكن الكثير من سكان المدينة خافوا من غضب البابا وهربوا من المدينة لكي لا تقع رؤوسهم تحت سكين المقصلة ، وقد تنبأ هؤلاء بشر مرتقب سيقع قريبا . تدفق الإصلاحيون فقط إلى مدينة مونستر من كل حدب وصوب ، طمعا منهم في أن تكون هذه المدينة المكان الذي سينشرون فيه إصلاحاتهم إلى أرجاء أوربا ، ولكن هذا الحشد المتدفق إلى مدينة مونستر أدى بالنهاية إلى نتيجة مروّعة .
    من بين جموع المتدفقين إلى المدينة أديبان هولنديان هاجرا إلى مونستر ، كانا على درجة عالية من الثقافة وهما ، يان ماتيس وبوكلسون المعروف بجون أوف لايدن وقد لعب هذان دورا بارزا في تطور الأحداث هناك وقررا أن تكون جميع الممتلكات مشاعا . وعلى السكان الراشدين أن يقرروا : إما أن يعتمدوا أو يغادروا المدينة . وقد أجريت معموديات جماعية في حوض وسط المدينة يحتوي على أكثر من مائة ألف لتر من الماء .
    أصاب الخوف المناطق المجاورة لمدينة مونستر التي أصبحت المدينة الأولى التي شكل فيها الإصلاحيون أقوى فريق ديني وسياسي . وقد جلب ذلك العداء الكامل لكافة أنحاء الإمبراطورية الرومانية الجرمانية . فقد حشد الأمير والأسقف والكونت فرانتس فون فالديك ، جيشا وضربا حصارا على مونستر لم ترهب قوة الجيش المحاصِر الناس المحميين داخل الأسوار . وفي عام 1534 قام أحد القادة وهو يان ماتيس فركب حصانه وغادر المدينة متوقعا الحماية الإلهية . ولكن القوات المحاصرة قطعت ماتيس إربا إربا ورفعت رأسه على وتد خارج الأسوار ، فأصاب الناس داخل المدينة رعب كبير .
    عُين جون أوف لايدن ( يان الثاني ) خلفا لماتيس وأطلق عليه اسم يان ملك مجددي المعمودية في مونستر . نقض يان أحكام الكنيسة واحدة تلو الأخرى ، وقد أباح تعدد الزوجات وسمح للرجال في المدينة أن يتزوجوا ما شاءوا من النساء وقد كان يان نفسه تزوج ستة عشر زوجة وعاقب بالموت كل من يمارس الزنا .
    دام حصار مدينة مونستر أربعة عشر شهرا حتى سقطت المدينة في عام 1535 ، الغريب أن هذه المدينة صمدت ولكنها عانت دمارا لم ترَ له مثيلا حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية .
    القي القبض على الملك يان وقائدين بارزين معهُ ، عُذبوا كثيرا ، ثم أعدموا . وقد وُضعت جثثهم في أقفاص عُلقت في برج كنيسة القديس لامبرت ، وكان هذا تحذيرا للآخرين . وهكذا انتهت اول حركة اصلاحية قامت في أوربا وانتهت إلى فاجعة مروّعة.
    ولكن أغرب شيء على الاطلاق في أوربا الحضارة والانسانية أنه بعد مضي أكثر من خمسمائة عام على حادث مونستر إلا أن الأقفاص الثلاث لا زالت معلقة في مكانها من كنيسة القديس لامبرت إلى يومنا هذا فلم يفكر أحد بازالتها ولازالت بقايا عظام تلوح من بين القضبان.




    ايزابيل بنيامين ماما اشوري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    افتراضي

    الحمد لله ***************************

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني