النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    Post من هو ذبيح الفرات في الكتاب المقدس *ايزابيل بنيامين ماما اشوري

    من هو ذبيح الفرات في الكتاب المقدس . الحلقة الأولى

    يقولون لي : مالك وللحسين ولقضايا المسلمين ؟ فأقول لهم اذهبوا وقولوا لمئات الألوف من اليهود والنصارى الذي يعشقونه لابل حتى الملحدين والشيوعيين والعلمانيين وحتى الوثنيين يتخذون من الحسين رمزا رافضا للظلم وثائرا اوحدا على طول التاريخ.
    وضع احدهم مشاركة على صفحتي وفيها صورة لغاندي وهو يصف تأثره بثورة الامام الحسين عليه مراضي الرب فلم ار اي تعليق سلبي على تصريح الزعيم غاندي حول الحسين عليه مراحم الرب وبالمقابل لم أر أي تفاعلا مع ما قاله غاندي مع أن الحسين للمسلمين فعرفت أن هناك ظلما لا يزيل يحيق بهذا المقدس. ولكن عندما كتبت ـــ أنا إيزابيلا ـــ عن الحسين في صفحتي هذه اصبحت مع الاسف طائفية وعندي اهداف مبطنة . مع علمهم بأني مسيحية وإنما عشقت الحسين لأنه شعار لرفض الظلم في اي مكان هذا الظلم الذي يعيشونه الآن على ارض العراق العظيم ارض الحسين الثائر. هذا الظلم الذي يرفضونه انفسهم الآن ولكن لا يتخذون اسوة لهم وقيادة يستمدون منها المبادئ المُثلى في محاربتهم للظلم ولذلك فهم يدورون في حلقة مفرغة لأن من لا هدف له فسهمه طائش . إن لم نحب الحسين لأنه مقدس ، فإننا نحبه لأنه اصبح رمز الثورات ورمز مقارعة الظالمين وانا احصيت آلاف الاقوال والاشعار من غير المسلمين في الحسين وثورته . أنا لا أدري من القائل من رجال الثورة في إيران ولكني ا تذكر قوله الذي قرأته والذي يقول فيه : (( ان دموع الباكين على الحسين تجمعت واحدثت طوفانا ازاح الشاه واعوانه )) وكذلك اتذكر قول قائد من قادة حزب الله في لبنان عندما سألوه عن سر انتصارات الحزب على اسرائيل العظمى فقال : (( ان كل ما عندنا من الحسين)) وغاندي عندما سألوه قال : تعلمت ان اكون مظلوما مثل الحسين فانتصر .
    مهما حاول الناس حجب الشمس عن العين لابد ان تتحسسها الروح فكم أعمى رأى ما لم يراه المبصرون . وأنا احكي لكم هذه القصة لكي تعرفوا ماذا اقصد .
    قبل ألف سنة كان اعمى يصلي في المسجد وكان إلى جانبه رجل يقرأ القرآن .
    سمع الأعمى القارئ يقرأ : (( افلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت )) فقال الاعمى للقارئ : هل هذه الآية في القرآن ؟ قال الرجل نعم . فقال له الرجل إن الله لا يذكر شيء في القرآن إلا وفيه عجيبة او معجزة ، فطلب الأعمى من القارئ أن يصف له البعير . فوصفه له . فسأله الأعمى : قال له : هل للبعير خمس ارجل ؟؟ قال القارئ : لا . له اربع ارجل فقط فقال الأعمى : مستحيل ما تقوله لأن لو كان للبعير اربع ارجل لأندق عنقه وانكسر عندما يبرك . فطلب الاعمى من القارئ ان يتفحص الامر ، فخرج القارئ ووجد بعيرا مربوطا بباب الجامع لرجل يصلي ففحصه جيدا فوجد رجلا خامسة تحت العنق مباشرة على الصدر تتلقى صدمة ثقل العنق عندما يبرك الجمل .
    فرجع القارئ ، وسأل الأعمى ؟ هل انت كنت مبصرا ثم عميت ؟ فقال الاعمى : لا أنا ولدتني امي اعمى لم ابصر من الدنيا اي شيء .
    فقال له القارئ فكيف علمت ان للجمل رجل خامسة وأنت لم تراه؟
    قال الاعمى : تعجبت من خالق خلق كل شيء يلفت نظرنا إلى البعير فقلت لابد ان هناك علة ما تدل على دقة الصنع .
    وانا ايزابيل بنيامين اقول : منذ أيام كتبت موضوع للحسين بمناسبة قدوم شهر محرم ولكني مع الاسف لكوني احب ا صدقائي اخشى أن انشره لأني رأيت ان ((بعض)) اصدقائي يزعجهم ذلك . فمن خلال مشاركات عفوية لي وردود بريئة اتهمني البعض بأني. ((اهيأ الناس لإمر ما)) . وعندما طلبت منه ان يبين لي ماهو هذا الامر لم يجبني . ولذلك سوف انشر موضوع الحسين . فقط للحقيقة ولكوني وجدت إلى ذلك اشارة في الكتاب المقدس تدل على أن قضية الحسين ليست بالامر الهين .
    وأنا لا ادري لماذا يتحسسون من الحسين وهو كما يذكرون مبشّر بالجنة لابل سيد شبابها او انه امام بالنص او انه من المطهرين او على الاقل صحابي عاصر الرسول إن لم يكن ابن ابنته او ريحانته من الدنيا . لقد كنت اشاهد عزاء الحسين في الديوانية حيث اخرج مع صديقاتي فلم اعي ما يجري حتى رأيت كيف يُجلل الحزن كنائسنا في ذكرى اهداء رأس يوحنا المعمدان في طشت إلى القيصر . يوحنا الذي يقول عنه المسيح : لم تلد النساء اعظم منه. وعندما أقمت في أوربا رأيت اوروبا تتشح بالحزن في يوم معين من السنة يُطلق عليه (( Al juhans)) وهو يوم عطلة عندهم وكلمة يوهانوس تعني يوم قطع رأس يوحنا وهو نفس القول الذي وجدته في خطبة زين العباد عليه مراضي الرب في الشام عندما قال : (( من عجائب الدنيا ان رأس يحيى يُهدى إلى بغي من بغايا بني اسرائيل )) البحث الذي اود نشره يتعلق بنبوءة تتعلق بشخص يُذبح على شاطئ الفرات وهو تحليل لنبوءة مقدسة وردت على لسان نبي مكتوبة في الكتاب المقدس .
    هناك كثيرين منا مع الاسف لا يستخدمون عقولهم : لهم أعينٌ لا يبصرون بها وإذا ابصروا بها لا يتفكرون , وإذا تفكروا ، لا يتدبرون لأنه على قلوب اقفالها آه من الثقافة المغلوطة التي تزرقها الأباطرة والقياصرة وخلفاء السوء . ألم يقل فرعون لقومه بأنه ربهم الأعلى فعبدوه.!هذه الثقافة المغلوطة التي تزرق في العقول انظر كيف تعيق هذا الفكر المبدع الخلاق عن الابداع كم هو محروم الانسان الذي لا يستقي من الفيض الصافي لخدام الرب الأنبياء فهو في تراجع حضاري وانساني ، لا زلنا نرى مصاديقه على ارض الواقع .
    انتظروا بحثي القادم وهو بعنوان : ((من هو ذبيح الفرات)) الذي تنبأ به الكتاب المقدس؟
    تحياتي .




















    ايزابيل بنيامين ماما اشوري كاتبه عراقيه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    افتراضي

    حروف حول كربلانو (كربلاء)

    لعله من اسرار بقاء الديانات هو بقاء شعائرها وبقاء طقوسها وتوقير رموزها لأن الديانات والعقائد والافكار تبقى تبعا لحجم شخصياتها فكل الديانات إنما بقيت تبعا لقوة هذه الشعائر او الطقوس ولعل اقدم ديانة موجودة هي الديانة الصابئية التي تحاول جاهدة ان تبقى وذلك من خلال طقوسها وكذلك الديانة اليهودي والمسيحية والاسلامية وحتى الديانات لأخرى الغير توحيدية فإن بقائها مرهون بتلك الطقوس والشعائر . ولعل اخطر ما يُنادي به ا لفكر الشيطاني هو ازالة هذه الشعائر والغاء الطقوس لكي تبقى الناس مثل البهائم ليس لها ما تقوم به . الشيطان هو الوحيدي الذي ليس له شعائر او طقوس إنما له احابيل ومكر وخبث وغيرها مما جاءت على ذكره الكتب المقدسة . الإنسان هو الوحيد الذي تميز بهذا الابداع الديني حيث تنطلق من ضمن اطار الدين طقوسه ومن صميم تعاليم دينه فاليهودية لها طقوسها وشعائرها والمسيحية كذلك لها طقوسها وشعائرها الحزينة والمفرحة وهكذا الاسلام ، ولكن لعل اخطر دعوة هي تلك التي تُنادي بإزالة هذه الطقوس والشعائر ، ولكن اصحاب هذه الدعوات لم يضعوا البديل ، فقط هم يُنادون بإزالة هذه الطقوس والشعائر . لابل أن هؤلاء ذهبوا بعيدا في دعواهم حيث نادوا أيضا بإزلة قبور الانبياء وازالة المنائر وحتى حرموا ابناء المساجد والكنائس ودور العبادة ويُريدون الرجوع بالناس إلى الصلاة بالصحراء وركوب الحمير والجمال بحجة ان الرسول والسلف الصالح لم يكونوا يفعلوا ذلك!!.
    وانا في رايي وكما اقرأ أن ازالة هذه الطقوس والشعائر تُفرغ الدين من محتواه الوجداني والعاطفي. فأي أمة لا تفرح بذكرى ميلاد عظيم من عظمائها وأي أمة لا تحزن لفقد عظيم من عظمائها أنا وضمن اختصاصي قلبت اغلب الاديان وحتى الوثنية وجدت أن لكل هذه الديانات طقوس كانت هي السبب في حفظ الشكل العام للدين وتكفل العلماء بحفظ جوهر الدين وتوجيه هذه الشعائر والطقوس الوجهة الصحيحة لكي لاتخرج عن مسارها الصحيح .
    ان شعائر وطقوس ثورة الحسين عليه مراضي الرب كانت في بدايتها سيفا ودما وحربا لقد أدى ثقل الفاجعة على قلوب الناس بقتل ذلك المقدس ابن السماء وسيد الجنة إلى حزن تفجر طاقة هائلة لم يُفرغها إلا بريق السيوف فلم تهدأ ثورة الحزن حتى قضت على دولة كانت قائمة (الدولة الأموية ) واقامة دولة أخرى بإسمها ( الدولة العباسية ) ولكن هذه الدولة ايضا انحرفت عن مسارها واصبحت من الد اعداء صاحب تلك الشعائر الحسين فأزالوا قبرة ولمرات عديدة وقتلوا كل من يزوره لقد كان الكبت والقهر والاذلال على اشده في زمن هاتين الدولتين المتفرعنتين فلم يكن بإمكان أي حزين ان يُظهر حزنه في العلن ، لا بل لا يمكن لإي مولود أن يتسمى بإسم علي والحسن والحسين إلا والسيف يذبحه في المهد طفلا . فهؤلاء الذين يُثيرون شبهة عدم وجود هذه المآتم والشعائر في زمن المعصومين أما هم من الحمقى او المغفلين ولو احسنا بهم الظن لقلنا يتغافلون عن عمد عن هذه الحقيقة
    ولكن . نعم ولكن وبمجرد ان أطل العهد البويهي في القرن الرابع الهجري حتى تحرر الحزن في هذا اليوم وتجلى كما ينبغي بأروع معانية حزيناً ليس في شارع او منطقة صغيرة لا بل في بغداد والعراق كله وخراسان كلها وما وراء النهر والدنيا كلها، إذ أخذت تتوشح البلاد بالسواد ، ورفعت الرايات، ويخرج الناس بأتم ما تخرج الفجيعة الحية أهلها الثاكلين، وكذلك الحال في العهد الحمداني في حلب والموصل وما والاهم، ولا ننسى ما حدث في العهود الفاطمية فكانت المراسيم الحسينية في عاشوراء تخضع لمراسيم بغداد حيث تشرف على ادارتها الدولة، فوضعت لها برنامجا وهو الذي يجري الآن في جميع الأقطار الإسلامية والعربية، وخاصة في العراق وإيران والهند وسوريا والحجاز وافريقيا وأوربا ودول الشمال الأفريقي فتقام المآتم والمناحات وتعقد لتسكب العبرات، وأصبحت إقامة الشعائر الحسينية مظهراً من مظاهر خدمة الحق وإعلان الحقيقة ورمزا من اقوى عوامل التحريك في المجتمع من اجل الثورة على الفراعنة الظالمين ولعله من أقوى الأقوال التي صدرت في القرن العشرين والتي تجسد بحق عمق المفاهيم الحسينية في الوجدان المسلم هو ماقاله زعيم ثورة الفقراء والمستضعفين في إيران الخميني عليه رضا الرب عندما قال : (( نحن أمةٌ استطاعت بهذا البكاء، أن تُزيل من الوجود امبراطورية عمرها ألفين وخمسمائة عام)) وهذا هو السر في خوف فئة معينة من هذه الشعائر والطقوس فيُنادوا بإزالته ورميها بكل ما هو قبيح لأنهم يعرفون ان هذه الرموز جدا مقدسة والناس يتأسون بهم ويستمدون منهم العزيمة في مقارعة الظالمين.
    لعلي اطيل عليكم ولكن هناك تصورات اثارت تساؤلات ولدتها عندي قراءات معمقة لما حدث في وادي الرافدين وخصوصا في هذا البقعة من بابل وكربلاء وما جاورها هذا التساؤلات اثارها من نقبوا منذ البداية في بابل وسومر وآشور وربلا Ribla والذين اشاروا اشارات واضحة إلى واقعة تاريخية دونتها كل موروثات تلك العهود فلم يجدوا لها جوابا إلا بربطها في واقعة كربلاء حيث اجمع مستشرقون كبار هم كل من (أيردمن وشتريك ومايسنر) على أن ما حدث في وادي الرافدين من مناحات تشبهه كل مناحات وشعائر وطقوس الدنيا لأنه انطلق من هذه البقعة فكانوا يتعجبون من مناحات المقدسة عشتار على اخيها تموز (اله سين ) فلم يجدوا لها شبيها سوى مناحات المقدسة زينب على اخيها المقدس الحسين . ولعل الذي اذهل هؤلاء المستشرقين هو انهم وجدوا أن أب هذا المقدس اسمه ايليا وابنه اسمه سين أو اله سين وأن المناحة كأنها لا زالت تتوغل في احزان آرام وشنعار على مر العصور ولفت انتباه هؤلاء المستشرقين كلمة لا زالت تترد على السنة العراقيين منذ آلاف السنين وهي كلمة (ويلاه) التي ذكرتها المدونات الشنعارية على انها ندبة بإسم إيليا (علي) وبين (اله سين ) الحسين والتي تدل على مظلوميتهم فقد جاء سين الى بابل في شهر تموز، واعتقلته أبالسة الشر ومنعت عنه الطعام والشراب حتى مقتله يوم الاثنين يوم القمروهو مصير الأمام الحسين نفسه الذي قُتل ممنوعاً من الماء والزاد، في شهر تموز أيضاً، ويوم الاثنين وفي كربلانو التي يعني اسمها ضاحية بابل الجنوبية. يقول هؤلاء المستشرقين : صرخت المقدسة عشتار لمقتل المقدس سين، وبكت نائحة: ويلاه ويلاه، ويلي عليك يا ولدي وأخي سين. لقد اختلط دمك بالتراب، وعفّر وجهك الأرض. يا فتيات مزّقن جيوبكنّ، والطمن صدوركنّ. وبقيت صرختها حتى زمن حزقيال القرن السابع قبل الميلاد ولا زال دويها مستمرا إلى يوم القيامة


    ايزابيل بنيامين ماما اشوري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,040

    افتراضي

    السجود على الأرض !والديانات الأخرى ايزابيل بنيامين ماما اشوري

    السجود على الأرض !

    السيماء والسمة والختم. علامات مُنجية من نار الآتون العظيم بئر إبليس .
    قد يستهين الانسان بالتراب ، ولكنه العنصر الأهم في عملية الخلق بعد الماء . وأصل التراب من الماء بعد أن مخضه الرب مخض السقاء حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فخلق السماوات والأرض ثمّ جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها ، تربة سنّها بالماء حتّى خلصت . و لاطها بالبلّة حتّى لزبت . فجبل منها صورة ذات أحناء و وصول ، و أعضاء و فصول : أجمدها حتّى استمسكت و أصلدها حتّى صلصلت لوقت معدود ، و أمد معلوم ، ثمّ نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها ، و فكر يتصرّف بها ، و جوارح يختدمها ، و أدوات يقلّبها ثم أمر الملائكة أن تسجد للأديم الذي خلق منه الإنسان فاستكبر إبليس من السجود على التراب وقال : انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . فافترق الخلق منذ ذلك اليوم صنفين . قسم اذعن طائعا وسجد لله خانعا . وصنف متكبر متجبر لم يُطع الرب الله واستمر هذا الخط على عناده ويستمر إلى يوم الدين وعلامته أنه لا يسجد على التراب ولا يحمل ختم الرب.
    فمن أسباب طرد ابليس من الجنة أن الرب أمره ان يسجد على بقايا التراب الذي خلق منه آدم . فاستكبر ان يسجد على التراب فأصابته اللعنة ، واستمر خط ابليس معاندا فكان من علامة أتباع إبليس انهم لايُباشرون التراب بجباههم ولا يسجدون على الأرض يترفعون عن ذلك ويجعلون حائلا بينهم وبينها وهي امهم الرؤوم التي حملتهم في بطنها اطوارا ويدخلونها زوارا .ولذلك عندما امر الرب اليهود ان يسجدوا على التراب ويطلبوا ان يحط عنهم ربهم ذنوبهم استنكفوا فأصابتهم اللعنة . وكذلك من المسلمين هناك امة كبيرة منهم لا تسجد على التراب بل تضع بينها وبين التراب انواع الأفرشة الثمينة من بسط وسجّاد فتسجد عليها وهي من متاع الدنيا الذي حُرم السجود عليه لأنه إما مأكول او ملبوس .وهذا ايضا استكبارا واشارة غير حميدة لهذه الفئة من المسلمين.
    ففي الكتاب المقدس نرى التوراة وهي اقدم كتاب ديني موجود تذكر أن السجود على الأرض هو الاتضاع والخضوع للرب الله كما في سفر يشوع بن سيراخ 40: 3 ((من الجالس على العرش في المجد الى المتضع على التراب والرماد)) فقد كانوا لشدة تواضعهم لرب الأرباب انهم يسجدون على التراب والرماد . لابل أن المؤمنين لم يكونوا يسجدوا على التراب فحسب بل يحثون التراب قبل الصلاة على رؤوسهم كما في سفر المكابيين الأول 11: 71 ((وحثا التراب على راسه وصلى))
    وبيّن كذلك بأن السجود يكون لله وحده كما في سفر نحميا 9: 6 ((أنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ))
    ثم بيّن بعد ذلك أن كل من في الأرض هم المعنيون بالسجود فقال في سفر طوبيا 13: 13 ((جميع شعوب الارض لك يسجدون))
    وقال في سفر المزامير 72: 11 ((وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ))
    ثم بيّن أن السجود لا يكون إلا بوضع الوجوه على الأرض فقال في سفر إشعياء 49: 7 ((بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ)) سفر يشوع بن سيراخ 50: 19 ((ويخرون على وجوههم الى الارض ساجدين لربهم القدير لله العلي)) وهذا النص نفسه موجود في القرآن المقدس في سورة الإسراء .
    وفي الإنجيل أيضا قال في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 25 ((وَهكَذَا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ وَيَسْجُدُ للهِ))
    ثم بيّن أن السجود يكون على التراب فقال في سفر المزامير 22: 29 ((وَسَجَدَ كُلُّ سَمِينِي الأَرْضِ. قُدَّامَهُ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ))

    فمن الذي التزم بالسجود على التراب ؟
    اليهود لايزال الكثير من منهم يسجدون . كما المسلمين بعضهم يسجد على التراب وخالفت امة عظيمة منهم تسجد أيضا على البسط والسجاد. والمسيحية فقد اضاعت دربها فلا سجود ولا صلاة سوى اشارة تُرسم امام تمثال يسوع أو امساك الصليب وترديد صلاة الأبانا . واما المسلمون فجميعهم يسجدون ، ولكن فئة قليلة منهم تسجد على التراب ، وفئة عظيمة تسجد على السجاد والبسط والثوب .
    ولكن ما فائدة السجود على الأرض دينيا فأنا هنا لا أناقش الفوائد الصحية للسجود على التراب .
    لعله من ابرز فوائد السجود على الأرض هو أن الأرض تترك علامة على جبين المصلين تشهد لهم بأنهم كانوا يسجدون عليها ويُعانق جبينهم التراب فتكون سيماء التواضع والخشوع والامتثال لأمر رب العالمين الذي خلقهم فتواضعوا بأن سجدوا على الأصل الذي خلقهم الرب منه وبما أن التوراة والانجيل اجمعت على أن السجود على الأرض والتراب هو الأصل فقد ذكر القرآن ذلك وبين بأن علامة هؤلاء المؤمنين تكون في جباههم فقال في سورة الفتح بسم الله الرحمن الرحيم آية 29 : ((تراهم ركعا سجدا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل)) فشهد الرب الله بأن هؤلاء أيضا مذكورين في التوراة والانجيل . فماذا يقول الكتاب المقدس عنهم ؟
    قال الكتاب المقدس بأن الله وضع هذه العلامة على جباه الساجدين له ليعرف من هم خاصته الذين اطاعوه بالسجود له في الحياة الدنيا لكي يُكرمهم في الآخرة فيُدخلهم الجنة فقال في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 19 ((وَلكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هذَا الْخَتْمُ يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ)).
    وقد قال القرآن المقدس بأن كل من لم يسجد على الأرض في الدنيا تواضعا لله فإنه لا يستطيع السجود يوم القيامة فيبقى واقفا . فيتخطف زبانية النار كل واقف ويرمون به في بئر الهاوية ويفرز الرب المؤمنين بأن يقعوا على الأرض ساجدين فتكون هذه هي العلامة .فقال القرآن في سورة القلم بسم الله الرحمن الرحيم آية 42 : ((يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون)) كشف الساق أي نُشمّر ونجد في حسابهم ولا نكسل وندعوهم للسجود كعلامة بين الرب وبين عباده الحقيقيين الغير مزيفين فكل من كان لا يسجد على الأرض ويضع حائلا من فراش او سجاد . سوف يعجز عن السجود يوم القيامة فيكون مصيره النار. ودليل هذا اتفاق الكتاب المقدس مع القرآن على ذلك فيقول في سفر دانيال 3: 6 ((ــ يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون ــ وَمَنْ لاَ يَخِرُّ وَيَسْجُدُ، فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يُلْقَى فِي وَسَطِ أَتُّونِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ))
    فعلى جدار الميزة أو السراط أو الأعراف منطقة ما بين الجنة والنار هناك من يُشخّص هؤلاء فيسحبهم ويلقي بهم في آتون النار المشتعلة لأنهم استكبروا عن السجود للرب على الأرض . فلم يقبل هؤلاء بهم ويعرفونهم لأن السمة ليست على جباههم فيقول في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 4 ((وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ))
    ثم تستعرض الكتب المقدسة مصير هؤلاء المستكبرين الممتنعين عن السجود على الأرض لله الرب من الذين لايمتلكون السمة أو علامة السجود في جباههم أو ختم الرب فتقول الكتب المقدسة : ((((لاغوينهم اجمعين إلا عبادك منهم المخلصين إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وأن جهنم لموعدهم أجمعين. فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرّ إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ)) (1) فالذين لا يحملون ختم الله على جباههم ولا يوجد سيماء على جباههم من اثر السجود هؤلاء سوف يُلقون في بئر الهاوية الآتون العظيم الذي يتضايق من دخانه ورائحته اهل النار جميعا.
    سفر حزقيال 27: 30 ((وَيَصْرُخُونَ بِمَرَارَةٍ، وَيُذَرُّونَ تُرَابًا فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ،ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا)) . النبأ 40
    بعض المصادر ـــــــــــــــ
    1- سورة الحجر آية 39 ـ 40 و سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 9 .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني