الشعور بالوحدة هو شعور بالحزن لاننا وحيدون ومنقطعون عن العالم الذي حولنا. وقد يتولد الشعور بالوحدة بالرغم من اننا تعيش بين الناس. والشعور بالعزلة شعور قاس باننا نعيش بمعزل عن الاخرين وعن البيئة التي نشعر فيها بالامان. وقد يكون السبب وراء الشعور بالعزلة قرار اتخذناه بالابتعاد عن الناس او قد يكون ظرفا نمر به.

نشعر بالوحدة لاسباب كثيرة منها افتقاد عزيز خطفه الموت او عدم وجود علاقات اسرية قوية او العيش وحدنا او صعوبة الاتصال باشخاص جدد. وقد نشعر بالوحدة لان طبيعتنا من النوع الانطوائي او بسبب عدم احساس بالانتماء الى البيئة التي نعيش فيها.

وقد نشعر بالوحدة خوفا من محاولة الاتصال بالاخرين وخوفا من رفضهم لنا، وربما بسبب التقاعد من العمل او بسبب الحواجز الثقافية كالعادات والاعراف المختلفة واللغة المختلفة. وربما يعود السبب الى الاحساس بالاكتئاب والقلق.

ويجب ان نعترف ان الناس جميعا يشعرون بالوحدة من وقت الى آخر. ولكننا هنا نتحدث عن الشعور بالوحدة لفترات طويلة. وقد يكون لهذا الشعور آثار سلبية على الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية. ومن آثاره آلام واوجاع وصداع وتراجع في الصحة العامة. وهو يزيد من احتمال الاصابة بالاكتئاب والقلق والخوف وانخفاض الطاقة والاحساس بالتعب ومشكلات في النوم والاستيقاظ بشكل متكرر ومشكلات في النظام الغذائي وفقدان الشهية وزيادة الوزن المفاجئ. وقد يسبب الشعور بالوحدة ايضا الاحساس بالتفاهة واليأس. وقد يسبب في اوضاع متطرفة الرغبة في الانتحار.

كيف التغلب على الشعور بالوحدة؟

البقاء على اتصال مع الاهل والاصدقاء يمكن ان يحول دون الشعور بالوحدة والعزلة. واذا كان الاهل يقيمون في اماكن بعيدة فان التكنولوجيا اصبحت مفيدة في الاتصال بهم، وباسعار مقبولة. ويمكن التغلب على الشعور بالوحدة ايضا بالتعود على زيارة الاصدقاء بين فترة واخرى ودعوتهم لزيارتنا وبمشاركتهم في التنزه والذهاب الى السوق معا وممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة معا مثل التسجيل في دورة دراسية لتعلم مهارة جديدة او حضور مباراة رياضية او زيارة المكتبة العامة او المشاركة في عمل تطوعي – واعلم ان العمل التطوعي ليس بالنشاط الدارج في مجتمعاتنا وهو جدير بان نعمل على اشاعته في ثقافتنا.

الشعور بالوحدة والعزلة يزداد بالتقدم بالعمر. ويزداد بتطور التكنولوجيا الحديثة التي تبعد الناس بعضهم عن بعض مع انها في كثير من الحالات تجعل الحياة اكثر سهولة. والشعور بالوحدة سمة من سمات العصر الحديث. ولكن بامكاننا ان نكون اكثر وعيا به واكثر قدرة على مواجهته بتنظيم حياتنا تنظيما ذكيا وبالانفتاح على العالم حولنا وبالتعاون مع الاهل والاصدقاء.

[email protected]