[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الناحية العاطفية عند المرأة والرجل


من الثابت الذي لا جدال حوله وعلى وجه العموم أن المرأة جياشة بعواطفها أكثر من الرجل.

إن الآراء والانطباعات المؤيدة بتفوق الناحية العاطفية لصالح المرأة على الرجل مسألة تتعلق بتركيبة المرأة النفسية وهذا ما يمثل القاعدة الأخلاقية التي يجتمع عليها الناس بكل مكان لاسيما عند تقييم الأبناء والبنات لآبائهم وأمهاتهم فهؤلاء الأولاد لا يساورهم الشك أن الأم عاطفية بدرجة أكبر من الأب وبديهي فالحديث هنا غير معني بالاستثناء الذي قد يكون منه الأب يفوق زوجته وأم أولاده من الناحية العاطفية.

وربما كانت للتركيبة البيولوجية التي تتمتع بها المرأة من خلال جسدها وما تتحمله من ثقل حمل الطفل في بطنها مدة تسعة أشهر، وما يرافقها من معاناة الألم جراء الولادة التي تنتهي بوضع وليدها الصغير الضعيف في كل شيء وانشدادها الإنساني والفطري للاهتمام به رضاعة وتغذية وتنظيفاً ومواكبة كبر جسمه رويداً رويداً تحت رعايتها الأمومية له قد جعلها جراء كل ذلك إنما تشعر أن هناك مخلوقاً ضعيفاً وغير قادر على شيء يحتاج إلى رعايتها ليس بصفتها الأولى كـ(أم) بل كـ(إنسان).

ومشاركة المرأة في رعايتها الفطرية لطفلها تذكرها بأنها سبق وأن تلقت رعاية مماثلة من قبل أمها حين كانت هي طفلة وليدة لكن الرجل الذي لم يصب جسده من تعب أو ألم جراء وضع جسده اللامنجب منه شيئاً قد جعل امتيازاً له أن يكون مشرفاً ومتطلعاً لزوجته الأم وراعياً لها أثناء فترة الحمل والولادة ضمن واجبه كـ(رب أسرة) ويمكن التعويل على كون هذا سبباً جعل الرجل أقل مستوً من الناحية العاطفية التي عليها المرأة.

وللسبب السايكولوجي أيضاً أثر يلعب دوره هو الآخر الذي جعل عاطفة المرأة مسألة لا تحتاج إلى برهان ففي كل مجتمع يتحدث الناس عن (عاطفة الأم) ولكنهم لا يتحدثون عن (عاطفة الرجل) فالمرأة في كل الشرائع التي تساويها بالإنسانية والمساواة مع الرجل لكنها هي الطرف الأضعف أمام امتيازات الرجل بكثير من مجالات الحياة بيد أن الرجل سواء أقرت تلك الشرائع قيمومته على المرأة سواء بطريقة موثقة ضمن قوانين دولة ما أو هي مقرة ضمن أعراف اجتماعية في مجتمع ما إلا أن ما يمكن التطرق إلى وقوعه بهذا الصدد أن امتلاك المال الذي غالباً ما يكون يجلبه الرجل لأسرته يجعله أحياناً ولسبب قد لا يكون كافياً ليفتش عن امرأة أخرى أو امرأة إضافية تكون له زوجة ثانية إذ هو يستطيع القيام لتحقيق زيجة جديدة لتمتعه بامتلاك المال الكافي لكن المرأة المعاصرة لن تستطيع القيام بعمل مماثل كأن تقوم مثلاً بإقامة الزيجة مع رجل آخر زوجها بسبب رئيسي هو التركيبة البيولوجية لجسدها حتى لو كانت ميسورة الحال وينطبق هذا الحال بالدرجة الرئيسية على المرأة المسلمة والمرأة غير المسلمة أيضاً بآن واحد.

وفيما يتعلق بوضع المرأة والرجل في البلدان التي تجيز قوانينها إقامة الزواج بين الاثنين وفقاً لصيغة (الزواج المدني) لكن ما يلاحظ بتلك القوانين أنها لا تتيح الفرصة كي تتزوج المرأة من رجل آخر غير زوجها للسبب البايولوجي الآنف الذكر ولعل هذا ما يذكر أن قوانين الزواج المدني هي الأخرى ملتزمة بأن الرغبة بإقامة أي زيجة ينبغي أن تقرن أن تكون المرأة لزوجها فقط وهي قوانين تمنع تفليت الأمور كي تتزوج المرأة من أكثر من رجل واحد.

بديهي أن هناك منغصات تؤدي إلى تغيير صورة المرأة في مجتمع ما حيث تظهر بنسبة كبيرة أو نسبة صغيرة وبمستوى عاطفي رديء إذا ما استعمل زوجها معها العنف مثلاً ففي إحصائية عامة حديثة التاريخ أجريت في مصر تبين: (أن 8% من الأزواج المصريين يتعرضون للضرب المبرح من قبل زوجاتهم).

وتعدد الأسباب التي منها ما يتعلق باحترام المرأة من قبل الرجل يدفعها شوطاً بعيداً أن تكون عاطفية بحكم ميلها الطبيعي نحو الهدوء والسكينة حيث ينعكس ذلك بصورة محتمة كي تكون مقرة ضميرياً ورضائياً بالاعتراف بقيمومة الرجل عليها سواء كان زوجاً أو أخاً أكبر أو أباً وضمن خط الموضوعية بهذا الشأن فالمرأة بطبيعتها التي تشعر بحاجتها الدائمة لرجل يحميها عن حق وحقيق تزداد مشاعراً وتواشجاً مع الرجل الذي يقدم لها سلوكه الإنساني الراقي سواء كان زوجاً أو أخاً أو أباً أو حتى أبناً.

إن العنف ضد المرأة في بعض شرائح المجتمعات يتقدم على ما دونه من السلوكيات الأخرى وبقدر ما يبدو هذا نوعاً من الإقرار بوجود مثل هذه الظاهرة في العنف إلا أن ما يبدو أن مبدأ (حقوق الحيوان) قد دخل على الخط منذ عدة سنوات فالممثلة الفرنسية الشهيرة (بريجيت باردو) كانت قد صرحت بإنها تدعم جرائم الصرب في البوسنة لأن المسلمين في البوسنة يذبحون الخراف وأنها تحارب ذلك يومياً وكان الأولى بها أن تشن حربها أولاً ضد بلدها فرنسا الأكثر لحماً بين بلدان أوروبا.
[/grade]