السّجن عامين لأب عذَّب ابنته بسبب نتائجها المدرسيَّة
عنوان الخبر : السّجن عامين لأب عذَّب ابنته بسبب نتائجها المدرسيَّة



التاريخ: ٨/٢/٢٠١٤
/ 8 ربيع الثاني 1435هـ

خبر..
حكم على أبٍ في مدينة بون الألمانيّة بالسجن لمدَّة عامين مع وقف التّنفيذ، بعد إقدامه على تعذيب ابنته بسبب نتائجها السيّئة في الامتحانات المدرسيّة. وذكرت مجلّة "فوكوس" الألمانيّة، أنّ الفتاة تعرّضت سابقاً مرّتين للضّرب بعصا خشبيّة من قبل والدها بسبب نتائجها السيّئة، وكان ذلك في العام 2007، ومن ثم أقدم الأب على تعذيبها في أيّار/ مايو الماضي بسبب نتائجها السيّئة، الّتي أدّت إلى طردها من المدرسة.
وبحسب مجلّة "فوكوس"، فإنّ والد الفتاة البالغ من العمر 45 عاماً، أحضر الفتاة إلى القبو، وكبّل يديها في سقفه، وأقدم على تعذيبها بالضَّرب، مستخدماً أنبوباً من البلاستيك، ما دفع الفتاة إلى اللّجوء إلى إحدى صديقاتها في المدرسة، ليتمّ تحويلها إلى مكتب رعاية الشّباب للإشراف عليها. وبعد اعتراف والدي الفتاة بجريمتهما، حكمت المحكمة الجزائيّة في مدينة بون على الأب بالسّجن لمدّة سنتين مع وقف التّنفيذ، وعلى الأمّ بغرامة ماليّة تبلغ ثلاثة آلاف يورو.
وتعليق..
الطفولة هي المرحلة الغنيّة والحيويّة من عمر الإنسان، والّتي تؤسّس لشخصيّته المستقبليّة في الحياة، والتّعامل مع مواقفها وتحدّياتها. لذا، فإنّ رعاية هذه المرحلة والاهتمام بها بما يلزم، يتطلّبان وعياً ومسؤوليّة، واختيار الأسلوب المناسب في التّعاطي معها، بما لا يترك ندوباً وآثاراً قد يغدو من الصّعب إزالتها فيما بعد.
لذا، فإنّ العنف المستخدم من قبل الأهل ضدّ الأطفال، له تداعياته الخطيرة على حاضر الطّفل ومستقبله، وهو ما ينبغي الابتعاد عنه، والعمل على تعزيز شخصيّة الطّفل وبنائها وتوجيهها الوجهة الصّحيحة، خدمةً للمجتمع الإنسانيّ بوجه عام.
وفي السّياق ذاته، وعن ظاهرة العنف ضدّ الأطفال في الأوساط الأسريّة، يقول العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
"إنّ الطفل ليس ملكاً للأب أو للأم أو لسائر أفراد الأسرة، بحيث يعتبرونه من خصوصيّاتهم الّتي يملكون حريّة التصرّف فيها، وحتى ممارسة العنف معها نتيجة الأخطاء الصّادرة عنهم، ومن الطبيعي أنّ الولاية التي للأب، ومن الناحية الواقعيّة للأم، تفرض عليهما تأديب الطفل، ولكنّ وسائل التأديب لا تنحصر بالضّرب، بل إنها قد تنطلق من خلال بعض الأساليب النفسيّة، كإغراء الطّفل بما يحبّ أو يرغب، أو تهديده بحرمانه منه. وإذا توقّفت المسألة عند الضّرب، فلا بدّ من أن يكون ضرباً تربويّاً، وألاّ يكون ضرباً ناشئاً من عقدة يعيشها المربّي، سواء كان أباً أو أمّاً أو أخاً أو مربّياً في مؤسّسة تربوية، لأنّ البعض ربما ينطلق في مواجهته أخطاء الأطفال في البيت أو المؤسَّسة، من خلفيّات ذاتيّة، من خلال ظروفه العائليّة أو الاجتماعيَّة أو النفسيَّة، فيحاول أن ينفِّس عن كلّ ما في نفسه بواسطة الضّرب المبرح. ولا يُلجأ إلى الضّرب، كما أشرنا، إلا بعد استنفاد كلّ الوسائل الّتي يمكن لها أن تؤدّي الغرض التربويّ، وهذا يتطلّب دراسةً دقيقةً لظروف الطّفل الّتي تدفعه إلى الخطأ، والاستفادة من ذلك في جعل الخطأ لحظة تربية له، لتعريفه ـ من موقع طفولته البريئة ـ إلى سلبيّاته، والخيارات البديلة الّتي يمكن له من خلالها أن يتحرّك أو ينفّس عن أوضاعه.
وإنّ علينا ـ كآباء وأمّهات ومربّين ـ أن نفكّر في أنّ الأولاد يتحرّكون غالباً من خلال المناخ الّذي تعيشه العائلة في علاقاتها، ولذلك فإنّ المطلوب كإحدى الوسائل التربويّة، توفير المناخ الملائم بين أفراد الأسرة، لينعكس ذلك إيجاباً على تصرّفات سائر أفراد الأسرة الّذين يتأثّرون بهذا المناخ بشكل وبآخر".
[المصدر: بيّنات- تربية ومجتمع، حوار: العنف ضدّ الأطفال].