أنقل هذه المقاله على غير عادة مني لمناقشة مواضيع تتناغم مع الطرح الطائفي ولكن أتمنى أن أقرأ من الأخوة دعاة الوحدة الوطنية و بعض من يدافع عن ما سمي ب"المقاومة" التي خلطت بعض فصائلها الاوراق وبانت على حقيقتها الطائفية المقيتة...

كعراقي محب للعراق ووحدته أقف مسثغربا" من المواقف التي أفتقدها من "أخوتنا" الإسلاميين السنه فهم مطالبون الآن وقبل كل شيئ ببرهنة رغبتهم بالوحدة واثبات عدم طائفيتهم....

فهلا أنصفونا من أنفسهم لنجد ما ندافع به عنهم .....أقرأو المقاله بشي من الإنصاف رغم تحفظي على كاتبها ومنهجه.....
=========
المصدر:
http://www.kitabat.com/r22318.htm
===========


ماذا لو كان حسون شيعيا ؟

كتابات - محمد حسن الموسوي *

أخيرا انتهت( أزمة) الجندي الامريكي من اصل لبناني( واصف علي حسون) الذي اختطفته مجموعة ارهابية فلوجية، نهاية مفرحة، حينما تأكد وصوله سالما غانما الى مسقط راسه لبنان ، حيث نقل بعدها من السفارة الامريكية ببيروت الى المانيا ومنها الى أمريكيا، اذ يتوقع ان يلاقي تحقيقا دقيقا من مرؤسيه عن حقيقة ما جرى له.



ما يهمني هنا كشيعي عراقي من (واقعة حسون) أمر واحد فقط، هو تسليط الضوء على الاسباب الحقيقية التي دعت مختطفيه الى أطلاق سراحه، بالرغم من كونه جنديا امريكيا ينظر اليه الارهابيون عادة كصيد ثمين. في اعتقادي ان السبب الحقيقي الوحيد وراء الافراج عن حسون الامريكي هو انتمائه الطائفي لاغير، اذ انه ينتمي الى أسرة لبنانية سنية، تسكن مدينة طرابلس ذات الاغلبية السنية.



هنا سأحاول أثارة قضية مهمة للنقاش، وأعلم مسبقا انني وكالعادة سأتهم بالطائفية، خصوصا حينما أقترب من تخوم القضية المحرم تداولها والمحاطة بخطوط حمراء لايسمح بتجاوزها او الدنو بالنقاش منها، والتي رسمت خارطة العراق الحالي على أساسها وأعني بها موضوعة الطائفية السياسية والاحتلال المحلي لكل من الكرد وشيعة العراق، حيث يتهرب أغلب السياسين والمثقفين من اثارتها تحت يافطة الحفاظ على الوحدة الاسلامية والوطنية الوهمية، والتي يحاول بعض السذج من الشيعة تحديدا التصديق بها والترويج اليها على غرار ما فعلوه سابقا، حينما انطلت علي هذا النفر الساذج لعبة ومكيدة العروبة والقومية العربية وفلسطين وغيرها من الترهات التي قتل ومايزال يقتل بسمها شيعة العراق وكرده الى يومنا هذا.



وعودة على (واقعة حسون)، وصف الاعلام العربي بشكل عام عملية اطلاق سراحه ووصوله الى بيروت بالغموض، في محاولة مفضوحة لذر الرماد في العيون وتضليل الجماهير عن حقيقة ما يجري في العراق، وما تقوم به الجماعات الارهابية! على ان صحيفة( السفير) كشفت هذا الغموض حينما ذكرت ان اطلاق سراح الامريكي حسون جاء بعد ان اتصل قاضي حلب_ وهو الاخر سني من عائلة (آل حسون)_ بأمير الطائفيين السنة الشيخ حارث الضاري رئيس ما يسمى ب(هيئة علماء المسلمين)، هيئة الخطف والارهاب والتفخيخ، حيث طلب القاضي الحلبي من الضاري اطلاق سراح حسون الامريكي المحتجز لدى المجاميع الارهابية والتي يقال ان الضاري يشرف عليها بنفسه سرا بحكم أبوته (الروحية) للأرهابيين الطائفيين.



نستطيع القول ان (واقعة حسون) وضعت النقاط على الحروف، وأماطت اللثام وبشكل صريح عن الوجه القبيح لأبناء المثلث الظلامي في العراق، ذلك الوجه المغّلف يغلاف قومي عروبي أسلاموي طائفي. ان ما يؤكد زعمنا هذا هو ما حصل ل(هاشم حسن اعليان) وهو مقاول لبناني مقرب من(حزب الله) أختطفه الارهابيون قبل شهرين تقريبا، وحينما عرفوا بتشيعه قتلوه صبرا، ولم تشفع له عروبته ولا جهاده ضد أسرائيل ولا خطب نصر الله النارية وحديثه عن الوحدة الاسلامية، بينما غض الارهابيون الطرف عن أمريكية حسون وخدمته في قوات( احتلال) مضافا الى استعماله لغته العربية ضد ابناء قوميته ولم يقتلوه لكونه سني. ان هذه الحالة تكررت أكثر من مرة حيث يعفى

عن الرهينة اذا كان سنيا كما حصل اخيرا مع الرهائن الباكستانيين والاتراك فماذا يعني لنا ذلك؟



تسائلت ونفسي ماذا لو كان حسون ( عبد الحسين) فهل كان سيعفى عنه ؟ الجواب قطعا لا والدليل على ذلك ما فعله ارهابيو الفلوجة مع السائقين الشيعة الذين قتلوهم بطريقة بربرية، لا تمت لدين او مذهب بصلة. أقول هذا وأمني النفس، ان يعي شيعة العراق هذه الدروس جيدا. وأخيرا اتسائل أين اصبح شعار الدجل والنفاق ( أخوان سنة او شيعة او هذا الوطن ما نبيعة) حينما فعل ارهابيوا الفلوجة فعلتهم الشنعاء بالشهداء السبعة من مدينة صدر الثورة والثلاثة الاخرين من مدينة المحاويل؟ فأين هي الاخوة أذا؟

أضع هذا التساؤل برسم بعض حسني النوايا من الشيعة الذين لازالوا يعتقدون بوهم الاخوة السنية الشيعية في العراق، على أمل ان يصحوا من وهمهم هذا، قبل ان يستيقظوا على صرخات نسائهم، بعد ان يختطفهن الانكشاريون الجدد ويرجعوهنّ اليهم منفوخات البطون، بعد ان يتملكوهنّ ملك اليمن والى اللقاء الى ذلك الحين.

*كاتب وصحفي عراقي - لندن
[email protected]