قُلْ للمؤَيَّدِ ذي الخِمارِ الأحمرِ ** ماذا دَعاكَ إلى سَقيفَةِ حَبْتَرِ؟

أَ دَعاكَ نِفْطُ بني سُعودِ فَجِئتَهُ ** مُسْتَبْدِلاً نِفْطاً بِحَوْضِ الكَوْثَر؟

ألنِّفْطُ مِلْكُ الشَّعْبِ لا مِلْكاً لِمَنْ ** أغراكَ بالعيشِ المُرَفََّهِ فاحذَرِ

و أراكَ أَفْقَهَ ما تكــونُ مُؤَيِّــــــداً ** شَرْعَ الجُّفاةِ و نَهْجَ كُلِّ مُكَفِّرِ

تَقْفو خُطى السُّفَهاءِ مَنْ في دِيِنِهْم ** عَبَثَ ابنُ تَيْمِيَةَ الجَهولُ المُفْتَري

و البرْبَهاريُّ المُبَرِّرُ سُنَّةَ الـ ** طُّلقاءِ في حَرْبِ الوَصيِّ الأطهَرِ(1)

و سِواهُما مِنْ كُلِّ جِلْفٍ ناصِبٍ ** لَكَــعٍ مَريــــدٍ بالدِّما مُسْتَهْتِرِ

و المُسْتَحِلِّ دمَ الحسينِ وصَحْبِهِ ** و جميعِ مَنْ يَرعى وِلايةِ حيدرِ

لكَ يا بنَ باعورا أسائِلُ عارِفاً ** أنَّ الهدايةَ لا تُباعُ لمُشتَري(2)

إلّا لِمَنْ للّهِ أخلَصَ طائِعاً ** و انْبَتَّ عن وَحْيِ الغَويِّ المُنْظَرِ

هي مِنْ لَدُنْ رَبٍّ عليمٍ بالذي ** تُخفي النّفوسُ و كُلِّ سِرٍّ مُضْمَرِ

و لأنتَ أدرى بالحقيقةِ إنَّها ** شمسٌ وإنْ حُجبَتْ بِرَيْبِ المُمْتَري

هي في الضَّمائِرِ لنْ تحولَ و لم تَغِبْ ** عن كُلِّ ذي لُبٍّ و عَقْلٍ نَيِّرِ

ماذا رأيتَ بنهـــــجِ آلِ محمّـــدٍ ** و بَنيـــهِ مِنْ أمْـــرٍ عظيمٍ مُنكَــرِ؟

كي ترتضي عِوَضاً سبيلَ أمَيَّةٍ ** و بَني سعودِ أخَسِّ أوْضَرِ عُنْصُرِ

المارقينَ المُفْتَرينَ و دينُهُمْ ** عن كَعْبِ أحبارِ اليَهودِ الحِمْيَري

يستعملونَ تَقيَّــةً مُعلومَــــةً ** في أنّهُمْ تَبَـــعُ النّبيِّ المُنْــــذِرِ

والحالُ أنَّ دُعاءَهُمْ و مُكاءَهُمْ ** في نَصْرِ صُهيونَ العدوِّ الأكبرِ(3)

و يُحَرِّمونَ دُعاءَ مَنْ يدعو إلى ** نَصْرِ المُقاوِمِ في المَقامِ المُعْسِرِ

في حرب لبنانٍ غداةَ تحالَفوا ** هُمْ واليهودَ كَفِعْلِهِمْ في خَيْبَرِ

قد قالَها مُفتي الحِجازِ جنايَةً ** كُبرى تَجِدْها في فَتاوى الأعوَرِ

عَتَبي عليكَ ابنَ المؤَيَّدِ لا على ** هَمَجٍ رَعاعٍ مِنْ رُعاةِ المُنْكَرِ

كيفَ استَسَغْتَ لِقاءَهُمْ وعِناقَهُمْ ** ومِزاحَهُمْ وألِفْتَ قُبْحَ المَنْظَرِ؟

وهُمُ دُعاةُ النّارِ مِثْلَ إمامِهِمْ ** مِنْ ناسِفٍ و مُفَخِّخٍ و مُفَجِّرِ


إذ أنتَ أدرى بالنَّواصِبِ أنَّهُمْ ** مَرْعى وَبيءٍ في يَفاعٍ مُمْقِرِ

قد كفَّروا كُلَّ الأنامِ أ شيعةً ** أم سنةً و الرافضيُّ كأشْعَري

فجميعُ أتباعِ المَذاهِبِ أشركوا ** باللّهِ والسُّنّيُّ مِثْلُ الجَّعفري

فسوى ابنِ تَيميَةٍ ضَلالٌ كُلُّهُ ** والى الجَّحيمِ غداً بيومِ المَحْشَرِ

لولا ابنُ وَهّابٍ لَضَلَّتْ أمَّةٌ الـ ** إسلامِ بالشِّرْكِ المُبيرِ الأبْــــوَرِ

و جميعُ مَنْ سَبَقوهُ إمّا مُشْرِكٌ ** و مُبَدِّعٌ أو في الضلّالةِ يَمْتري

أوَ ترتضى هذي العقيدةَ شيخَنا ؟ ** أمْ أنَّ ذا قَوْلُ السَّفيهِ المُجْتَري

يُرضيكَ ما صنعتْ فتاوى جَهْلِهِمْ ** في سَفْكِها لِدَمِ المُسالِمِ والبَري؟

يُهنيكَ ما قامتْ بهِ حُكّامُهُـــمْ ** في حَرْبِ كُلِّ موَحِّدٍ مُستَبْصِرِ؟

يا شيخُ ما ترجوهُ أمْــرٌ مُدْغِلٌ ** خِــبٌّ بعيــــدٌ عن مَنــالِ مُغَــرََّرِ

أ تظنُّ أنَّكَ ترتقي بوصالِهِمْ ** فَتَسودَ فيهِمْ ذاكَ بُعْدُ المُشْتَري(4)


أ تَظنُّ أنَّ بِمَكْرِ علمِكَ بالِغاً ** نَيْلَ المُنى سَتَكِلُّ مِنْ طولِ الجَري

إعلمْ هَداكَ اللهُ ما هُمْ غُفَّلٌ ** كي يُخْدَعوا أو أنتَ ذاك العَبْقَــري

لا تأمَنَنَّ لغدرِهِمْ و لِمَكْرِهِمْ ** دَعْهُمْ فـلَسْتَ عَلَيْهِمُ بِمُسَيْطِرِ(5)

هَمْ يضحكونَ عليكَ لا لكَ إنَّهُمْ ** وَرِثوا معاويــــةَ الدَّهـــــاءِ الأمْكَرِ

قد صوَّروا الإسلامَ لِحْيَةَ أشعَثٍ ** و قصيرَ ثَوْبٍ في بَشاعةِ مَنْظَرِ

قد أفرَغوا الإسلامَ مِنْ مَضمونِهِ ** و رَمَــوْهُ بينَ تَخَلُّـــفٍ و تأخُّــــرِ

جعلوهُ للإرهــــابِ رَمْـــزاً مُنْجِزاً ** أهدافَ مَكْـــرِ مُهَــــوَّدٍ و مُنَصَّــرِ

يا ابنَ المؤَيَّــــدِ ما أظنُّكَ غافِـلاً ** عمّا ذَكَرْتُ مِنَ اليَسيرِ الأَنــــزَرِ

لا خيرَ في عِلْمٍ بلا تَقْوى فمن ** فَقَدَ التُّقى فالعِلْمُ ليسَ بِمُثْمِرِ

يُخزي و يُردي ثم يُعْقِبُ حَسْرَةً ** يوماً تَصـيرُ إلى نَكيرِ ومُنْكَـــرِ؟

أ تظنُّ يُجديِكَ اتباعُكَ للهـــوى ** هيهاتَ ما بَقيَتْ لغيرِكَ فاحْــذَرِ

لا تَطْلُبِ الدُّنيا فَمَنْ ذا خالِدُ ** فيهـــا؟ كَفــــاكَ مُخَلََّـــدٌ لَمْ يُقْبَـرِ

مَلَكَ العِبادَ طَغى فأُرْكِسَ صاغِراً ** فَغــدا لَدينا عِبْــــــرَةَ المُتَفَكِّرِ


أموالُ قارونٍ تُحيدكَ مِنْ لَظى ** يومَ التَّغـــابُنِ أمْ شَجاعَةُ عَنْتَرِ؟

أمْ ِمُلْكُ هارونٍ وهيبةُ عرشِهِ؟ ** أمْ بأسُ زَحْفِ كتائبِ الإسكندَرِ؟

و أبيكَ لا يُجْدي سوى إطلالَةٍ ** مِن أحمدٍ و بَنيهِ يومَ المَحْشَــرِ

وهُمُ على الحَوضِ الجَّميمِ بِكَفِّهِمْ ** يَسْقونَ عَذْباً مِنْ رَحيقِ الكَوْثَرِ

و يُذادُ مَنْ عادى مَواليهِـــــمْ ومَنْ ** والى مُعاديهِـــمْ بِذَوْدٍ مُذْعِــــرِ

و تنالُ شيعتُهُمْ شفاعةَ أحمَــــــدٍ ** و تفــوزُ بالرِّضْوانِ رَغْمَ المُنْكِـرِ

يا ربِّ بالهــــادي النَّبيِّ و آلِــــهِ ** إجعَلْ مَماتي في وَلايـــــةِ حَيْدَرِ

(1) البربهاري: صاحب كتاب السنة العالم التكفيري المعروف بسفاهته.
(2)- ابن باعورا هو بلعم الذي نزل فيه قوله تعالى: {{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}}.
عن ابن عباس رضي الله عنه هو رجل من أهل اليمن يقال له بلعم آتاه الله آياته فتركها
وقال مالك بن دينار كان من علماء بني إسرائيل وكان مجاب الدعوة يقدّمونه في
الشدائد بعثه نبي الله موسى عليه السلام إلى مَلِكِ مَدين يدعوه إلى الله
فأقطعه وأعطاه (أعطاه المال) فتبع دينه وترك دين موسى عليه السلام.
(3)- المُكاء: ما يفعله المشجعون من صفير وغيره (مفردة قرآنية).
(4)- المشتري: كوكب معروف .
(5)- الآية تكتب هكذا: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرِ فلذا لم أدرجها إدراج المقتَبس
لاختلاف التشكيل.

للشاعر: الحاج عادل الكاظمي