لحجاج بيت الله الحرام


اعداد/ محمد حسين زيد الجمري
[email protected]


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

((ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم . واذ بؤنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود . وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق . ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور . حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق . ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب . لكم فيها منافع الى أجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق . ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فالهكم اله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين . الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . والبدن جعلناها لكم من شعائر الله , لكم فيها خير فاذكروا الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون . لم ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين . ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور)) 25- 38 الحج



((ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) ابراهيم : 37



*مقدمة الكاتب :


الثقافة الاسلامية هي الثقافة الرسالية , وهي ثقافة رسالات السماء الى الأرض والتي آخرها رسالة نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم , التي جمعت كل ما في رسالات السماء ولخصته في القرآن الكريم الذي هو كتاب الوحي الالهي المنزل على قلب الرسول الأعظم (ص) .



وبعد أن بعث النبي محمد بالرسالة الالهية جعل على هذه الأمة أمناء وحفظة للقرآن والرسالة وهم وصيه وحبيبه وخليفته من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي كان أول الناس والقوم اسلاما وايمانا , والذي لم يعبد الأصنام ولم يسجد لها , والذي تربى في حضن رسول الله , وزق العلم زقا من فهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , والذي قال في حقه الرسول الأعظم : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها) وبعد الامام علي بن أبي طالب خلف الرسول لنا فاطمة الزهراء عليها السلام وهي بضعته والروح التي بين جنبيه , وهي أم الأئمة وأم أبوها قبل ذلك , وريحانة النبوة والفدائية الأولى للرسالة الاسلامية والولاية , وهي سيدة نساء العالمين . وبعدها الأئمة المعصومين الاثني عشر حتى قائم آل محمد المهدي المنتظرعجل الله تعالى فرجه الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته الطويلة في حجة الوداع في غدير خم في حق القرآن الكريم والعترة الطاهرة من أهل بيته .. الى أن وصل الى : أيها الناس : " انما المؤمنون أخوة , ولا يحل لمؤمن مال أخيه الا عن طيب نفس منه . الا هل بلغت ؟ اللهم أشهد , فلا ترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فاني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا هل بلغت ؟ اللهم أشهد)) الى آخر الخطبة.



نعم هذه هي الرسالة وهذا هو الرسول وهذا هو القرآن الوحي المنزل من السماء الى الأرض على يد جبرائيل الى نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وهذه هي العترة الطاهرة التي أوصى بها رسول الله الأمة الاسلامية للتمسك بهذه العروة الوثقى التي لا انفصام لها .



اذن فلماذا تبصر أعيننا بغير القرآن ؟ , ولماذا تبصر أعيننا بغير ثقافة السماء ؟ , ولما تبصر أعيننا بغير أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وروايات أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ؟ . لماذا تبصر أعيننا على نظريات البشر أمثال أفلاطون وسارتر وديكارت وكانت وهيغل وغيرهم من علماء الغرب وحتى بعض علماء المسلمين من الفلاسفة والمتألهين الذين يأخذون علومهم من هنا وهناك في عملية انتقاء والتقاط بعيدة عن روح القرآن وأحاديث الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وروايات أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ؟!! . ولماذا تبصر أعيننا الى والمتصوفة والزنادقة أتباع المذاهب الضالة والأفكار الضالة البعيدة كل البعد عن روح الايمان والتوحيد والعرفان الالهي ؟!!.



وان أخذ علوم الاسلام والقرآن والرسالة المحمدية من غير طريقها كالراد على الله والرسول وأهل البيت عليهم آلاف التحية والسلام .. كما قال الامام الحجة المنتظرالمهدي عليه السلام :(أخذ العلوم من غير طريقنا مساو أو"مساوغ" لانكار ولايتنا أهل البيت).



* ملخص لوصايا المرجع الديني السيد المدرسي للحجاج


بعد أن قرأ المرجع الديني المجدد سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي الآيات القرآنية (25 - 38) من سورة الحج التي توجنا بها هذا المقال في بدايته قال سماحته في محاضرته الأسبوعية التي خصصها تحت عنوان "وصايا للحجاج" .. والتي جاءت بناء على طلب بعض المؤمنين ليتحدث حفظه الله بوصايا الى الحجاج .. ونحن هنا أيينا بملخص حديثه حيث قال :



لماذا فشلت المناهج السياسية والاجتماعية والحضارية بالرغم من تنوعها وتجاربها الضخمة .. فالاشتراكية فشلت .. وقبل 13 عاما وفي مثل هذا اليوم انهد ذلك الصرح الذي كان مبنيا على شفى جرف هار . وكما فشلت الاشتراكية وانهار صرحها , فان الرأسمالية كذلك فشلت وستفشل وينهار صرحها .



وفي أول أيام السنة الميلادية الجديدة ترى في الأخبار بأن هناك نذر اشتعال الحروب , بينما تعيش البشرية في الفقر , حيث أكثر الناس يعيشون الحرمان ويعيش 3 مليار انسان تحت خط الفقر و3 دولارات لكل انسان واحد سنويا فقط.



ويستطرد المرجع الديني المجدد السيد المدرسي فيتحدث عن الجفاف في أفريقيا والمجاعة التي تهدد البشرية جمعاء والأمراض التي أخبثها مرض الأيدز والسيول والحروب الموضعية هنا وهناك , الى جانب الركود الاقتصادي الحاد .. هكذا فشلت الرأسمالية الحادة والعلمانية المنسلخة من الدين وسائر النظريات البشرية , وبقيت تعاليم الاسلام تتعالى وتزدهر وتزداد شفافية ووضوحا .



ويتساءل المرجع المدرسي : لماذا ؟


لأن الله الذي خلق البشر هو المحيط باحتياجات الانسان , فهو يعرف طعام جسده وطعام روحه , بما يتناسب مع حاجة الانسان .



فالبشر بحاجة الى أنظمة اجتماعية مناسبة والرسل الذين هم رسل الله وأنبيائه هم الوسيلة لنشر هذه الأنظمة الالهية.



لقد اكتشفت آخر البحوث العلمية بأن المواد التي في التين والزيتون مجتمعة تلبي حاجة جسم الانسان .. كذلك قال الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

((احترموا عمتكم النخلة)) نعم عجيب هذا الخلق .



هذا في المجال المادي .. أما في المجال المعنوي .. فالحج ومناسكه على سبيل المثال وما فيه من شعائر ووظائف , يلبي كل حاجات الأمة الأسلامية . فكل عام يقدم ألآف البشر الى هذه البقعة المباركة ليتزودوا بزاد التقوى والمعرفة الالهية.



وها نحن نقترب من موسم الحج ويقدم المرجع الديني آية الله السيد هذه الوصايا الرسالية لحجاج بيت الله الحرام:



وقبل أن يبلور المرجع المدرسي وصاياه ذكر سماحته بأن الانسان اذا عرف فلسفة الحج عاد بزاد عظيم وذخيرة كبيرة .. أما اذا حج ولم يعرف ماذا يبقى له فلماذا حج اذن ؟



ويتساءل المرجع المدرسي : ما هي أهداف الحج وبرامجه ؟!!


ويجيب سماحته بهذه الوصايا :



أولا : الهدف الأول في سلسلة الأهداف الرئيسية : أن الحج معراج النفس البشرية الى حيث القرب والجذب .



نحن نتمنى أن نجلس عند الله في بيته الحرام كما قال سبحانه وتعالى: (( في مجلس صدق عند مليك مقتدر)).



والحديث القدسي يقول : (أنا جليس من ذكرني) .. (أنا جليس الذاكرين).



وترى كيف أن حجاج بيت الله الحرام عندما يعودون الى ديارهم يشعرون بالشوق المجدد الى الله والى بيته الحرام , وهذه من علامات قبول الحج .

((وسقاهم ربهم شرابا طهورا )) نعم تجلت نفوسهم بذكر الله فتراهم يتوقون الى العودة الى تلك الديار المباركة والشريفة .



( عائدون تائبون الى ربنا عائدون) هكذا تعرج نفس الحاج في معارج الكمال



((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الالباب)) 197: البقرة



نعم ان التقوى زاد الحج والهدية التي يحملها الحاج والمؤمن الموحد من الكعبة الى سائر البلاد.



ثانيا : ان ارادتنا تخور أمام الفتن ووساوس الشيطان , ولذلك نذهب الى الحج لنعود بعزمة ايمان وقدرة على التغلب على الفتن.



ولذلك ترى أن الله سبحانه وتعالى قد سمى مكان الصلاة بالمحراب والصلاة محراب وهي مستوحاة من كلمة حرب . ففي الحج نزداد عزيمة وارادة لمقاومة الشيطان , لذلك فلابد أن نعد المزيد من الارادة . والله حينما يدعونا الى الحج يقول سبحانه وتعالى في كتابه المنزل على رسوله الكريم:

( ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور . حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق . ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).



فالحاج يحترم ما أوجب الله حرمته فيطوف بالبيت العتيق .. والرجس هو الوثن والوثن هو الخضوع لغير الله . انك اذا عبدت صخلة أو صخرة أو بقرة أو خضعت لانسان من دون الله فهو وثن.



على الانسان في الحج أن يصبح مبيض الوجه , والحنفية البيضاء هو النصوع والبياض وهذه هي فلسفة الحج .



ثالثا : ان الحج مناسبة وفرصة ذهبية للانسان لكي ينقي نفسه من وساوس الشيطان .



لأن الشيطان هدفه زرع وساوسه في قلب كل انسان , هذه الوساوس التي هي أشبه بالنباتات السمية , وهذه النباتات اذا أحاطت بالوردة وكثرت قتلتها , وكذلك اذا كثرت وساوس الشيطان قتلت الايمان في نفس الانسان المؤمن , وهذه هي الفتنة الأولى في أول الزمان , وفي آخر الزمان هو الفيروس الذي يأتي الى قلب الانسان ويقتل الايمان والتقوى فيه.



الانسان في أول عمره وحياته يكون مؤمنا وآخر عمره والعياذ بالله يكون كافرا وهذه سوء العاقبة , فيختم على قلبه وليس لديه فرصة التوبة بعد ذلك.



لذلك فالحج فرصة للقضاء على الوساوس الشيطانية .. فالشيطان في الحج لا يترك الانسان ولا يجعله يطوف بالبيت الحرام بل يحرف أفكاره هنا وهناك .. لذلك فان عليك أيها الانسان المؤمن وأيها الحاج باقتلاع جذور الشيطان وتلك النباتات السامة من نفسك حتى تستطيع أن تحج وتطوف بالبيت الحرام بقلب سليم وبايمان راسخ. فلقد ذهبت أيها الحاج لتقتلع وساوس الشيطان , وليس الى التسوق أو اضاعة وقتك فيما لا ينفعك ولا يقربك الى الى الله .



رابعا : ان الحج فرصة للاخاء .. لماذا ؟


لأن الانسان عندما يذهب الى الحج لا يذهب وحده .. ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج) .. فالحجاج يجب أن يتواجدوا جميعا في موسم الحج .. ومن واجبات الحج هو الافاضة , والنفر , والسعي, والطواف , وهي كلها أمور جمعية وهي فرصة للقاء الانسان بأخيه الانسان ورفع الحواجز والفواصل .. وهذه من علامات الأخوة الاسلامية التي يؤكد عليها الاسلام .



وبعض الفقهاء قد ذكروا في أعمال الحج بأنه من المستحب قراءة دعاء مكارم الأخلاق , لأن فيه فائدة كبيرة لتزكية النفس وتهذيبها من الأخلاق السيئة وتنمية الأخلاق الفاضلة والحسنة .



فأنت أيها الحاج اذا ذهبت الى الحج فاكتسب الأخوان الطيبين الذين اكتسبتهم في الله .



وقال سماحة المرجع المدرسي في محاضرته ووصاياه لحجاج بيت الله الحرام:



أحد الفقهاء والعظماء في ايران جائني وقال أريد أن نذهب الى الحج سوية ونتعاون معك في مسئولياتك ونتآخى , لأننا تعرفنا على بعض في يوم عيد غدير خم .



نعم نحن نذهب الى الحج لنكتسب الاخوان الطيبين :



(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)

ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران:

(ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين . فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين) آل عمران: 96- 97



فالحج عملية عبادة اجتماعية هدفها تذويب البشرية في بوتقة واحدة ليتعاونوا فيما بينهم وليشهدوا منافع لهم .. والحج من شعائر الله وفيه نلعن أننا أمة واحدة بترك الحواجز المصطنعة بين المسلمين وكل هذه الفوارق التي موجودة بيننا فانها تذهب في موسم الحج .



فالانسان في الحج هو قطرة في بحر البشر والمسلمين .. وفي الحج يحرم الفسوق والأنانيات والتفاخر , فالكل يخضع لرب واحد جل وعلى .. والله سبحانه وتعالى يقول :(فله أسملوا وبشر المخبتين) .. فلا لزيد ولا لعمر ولا للعصبيات الجاهلية , وانما تطوف بالببيت الحرام لتقول أنا أتحرك لله وأتمحور حول الايمان .. وأنا في مسيرة واحدة مع بقية الحجاج في مسيرة الحق.



وأنت أيها الحاج عندما ترمي الجمرات فانك بهذا العمل ترفض الطاغوت (وبشر المخبتين).



هذه هي رسالة الحج والحج شعار .. (ومن يعظم حرمات الله) احترام شعائر الله والمسجد الحرام والمواقيت وغيرها (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).



فنحن المسلمون عندما نذهب الى الحج فاننا نذهب لنقول نحن أمة واحدة ومليونين حاج كلهم يقولون لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. ففي الحج نرى أننا أمة واحدة ونفس واحدة .. الأمريكي والأوروبي والصيني والأفريقي وكلنا نحن المسلمين نكون أمة واحدة .. وكلنا يردد شعار لبيك اللهم لبيك .

(والبدنى جعلناها لكم من شعائر الله) .. (ولكل أمة جلعنا منسكا) ..

(وبشر المخبتين)



والله سبحانه وتعالى بعد ذلك يقول :(ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور).



ان الحج أساسا هو مقدمة لبناء تلك الأمة التي تتحدى الأعاصير .. والله سبحانه وتعالى في سورة الحج يقول:(أذن للذن يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق الا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) الحج : 40



فهدف الحج هو عندما يعود الحاج من هذا السفر الالهي فانه يرجع بأخوة الايمان والانتماء للأمة الواحدة وامتلاك الروحية القوية من أجل اقامة الحق حيث يقول الله سبحانه وتعالى:

(الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج : 41



فبعد الحديث عن الحج في القرآن الكريم وفي سورة الحج , يأتي الحديث بعد ذلك عن اقامة حكم الله (وجاهدوا في الله حق جهاده) .. فأنت أيها الحاج ذهبت الى الحج وانصهرت في بوتقة الحج , فعليك الآن أن تجاهد في الله حق جهاده .



والأمة الاسلامية هي أمة الحج .. والصفة البارزة للمؤمنين في الحج هي الصوم , وغيره من الواجبات كلها موجودة , وهدف الحج هو اقامة حكم الله في الأرض .



ان أمة الحج هي أمة مسلمة واحدة معتصمة في الحج والله يرعاها وينتصر لهذه الأمة.



وأخيرا سأل المرجع الديني المجدد آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله الوارف من الله سبحانه وتعالى التوفيق للحجاج السفر الى هذا المعراج العظيم الى الله وهذه الرحلة الالهية الربانية الايمانية التي تتكامل فيها شخصية الانسان المسلم والمؤمن الرسالي , وأن يجعل الله الحج للأمة الاسلامية لهذا العام حجا ميمونا باذنه .. انه سميع مجيب.



والله المستعان ,,.