ساسةَ النِّفْطِ و تُجّارَ البِغاءْ ** أنتمُ في الأرضِ عنوانُ البلاءْ
أعجزتْ أفهامُكُمْ كلَّ اللُّغى ** يا لَكُم من قومِ سوءٍ أغبياءْ
لا أقولُ الشِّعْرَ كي أسمعَكُمْ ** كيف للصَّخْر سماعُ الشعراءْ
إنّما أروي إلى أجيالِنا ** عن مَخازي الطُّلقاءِ اللُّقَطاءْ
لَيَرَوْا كيف ابْتُلينا قبلَهُمْ ** بمُسوخٍ ألِفوا شُرْبَ الدّماءْ
أللّحى والشَّكْلُ يوحي أنّهُمْ ** و الخنازيرُ وحاشاها سَواءْ
فالخنازيرُ مُحالٌ فِعْلُها ** مِثْلُ أفعالِ الطُّغاةِ الأدعياء
ما لهمْ دينٌ ولا عقلٌ ولا ** ذرةٌ من خوفِ ربّي أو حياءْ
شرَّعوا الإرهابَ ديناً قَيِّماً ** ليس في تَكْذيبهِ أيُّ مِراءْ
حَشَّدوا من كُلِّ شَعْبٍ زُمرَةً ** من شبابٍ فُقَراءٍ سُفهاءْ
ما لهمْ شُغْلٌ ولا من أملٍ ** أنْ يعيشوا كحياةِ الشُّرفاءْ
وَ شيوخُ الفتنةٍ الكبرى على ** نهجهِمْ في غِشِّهِمْ للأغبياء
أرسلوهُمْ للرَّدى فاشتروا الـ ** خِزْيَ في الدنيا وفي يوم الجزاء
خَدَعوهُمْ حينما قالوا لهمُ ** نُصْرَةُ الدّينِ بِذَبْحِ الأبرياءْ
أقتُلوا أو شَرِّدوا مَنْ شئْتُمُ ** كي تنالوا الحُورَ في يومِ اللّقاءْ
واسْلُبوا أموالَهُمْ لا تَرْحَموا ** أَحَداً واغتَصِبوا أيَّ النّساءْ
فَخِّخوا وانتَحِروا واقْتَتِلوا ** و سَتُجْزَوْنَ أجورَ الشُّهداءْ
أ بِهذا جاء طاها مُكْمِلاً ** كَرَمَ الأخلاقِ من وَحْيِ السَّماءْ؟
أ بهذا نَنْشُرُ الدينَ فيا ** باعَةَ الدينِ كفى هذا الهُراءْ
أيُّها الشَّيْخُ الا تُرْسِلُ للــ ** حَرْبِ أبناءكَ كي تُحيي الفِداءْ؟
ما لَهُمْ في لندنٍ أو غيرِها ** يحتسونَ الخَمْرَ في دور البِغاءْ؟
في نعيمٍ و رُخاءٍ غامِرٍ ** في قصورٍ عامِراتٍ بالهناءْ
إبعثِ الأبناءَ للحربِ ولا ** تخدعِ النّاسَ تَراهُمْ بُلَهاء
إنَّ دينَ اللهِ لا يجهلُهُ ** أحَدٌ الاّ شيوخٌ لُعَناءْ
حَسِبوا الدّينَ بإعْفاءِ اللّحى ** و بِقُصْرِ الثّوبِ أو طولِ الغَباءْ
لعنةُ اللهِ عليكمْ معشراً ** لبني صُهْيونَ صِرتُمْ عُمَلاءْ
جَلَبوا الجُّهالَ من أوطانِهِمْ ** لجهادِ المسلمينَ الأتقياءْ
وَ هُمُ أدرى بصهيونَ وما ** فعلتْ في قَتْلِها للأنبياءْ
أوجبتْ صهيونُ والتُّرْكُ على ** أمراءِ النِّفْطِ قَتْلَ الأبرياءْ
خَدَعوا الكُرْدَ بِسِلْمٍ دائِمٍ ** إنْ أقاموا دولةً يا للغَباءْ
كيف يُرجى السِّلْمُ من ذئبٍ وهل ** للذئابِ العُفْرِ عهدٌ ووفاءْ؟
ما جنى الشَّعْبُ العراقيُّ لكي ** يَسْتَحِرَّ القَتْلُ فيهِ والشِّقاءْ؟
قد حَكَمْتُمْ فأَبَدْتُمْ شَمْلَنا ** و حَدا في رَكْبِنا حادي الفَناءْ
وَ حَكَمْنا فَمَلَكْتُمْ مِثْلَنا ** و وَهَبنا كلَّ حُبٍّ و صَفاءْ
وَ تَناسَيْنا خُطوباً لم تَزَلْ ** في مَآقينا بقايا من دِماءْ
وَانتخَبنا مَنْ نَراهُ رائِداً ** يَنْشُدُ الوحدةَ بين الفُرَقاءْ
يَعْمُرُ الأرضَ ويبني بَلَداً ** ذاقَ أصنافَ الرَّزايا والبلاءْ
في ديمقراطيةٍ قد حقَّقَتْ ** مِنْ أماني الشَّعْبِ ما فوق الرّجاءْ
فابيتُمْ ما رأى الشَّعْبُ وما ** شاءَ من حُكْمِ الرِّجالِ الأوفياءْ
إنَّما الشَّعْبُ ارتضى حُكّامَهُ ** فَدَعوا الشَّْعَب يوَلّي مَنْ يشاءْ
ما لَكُمْ في شأنِنا أعنيكُمُ ** ساسةَ النِّفْطِ وتُجارَ البِغاءْ