حملتك أمك يا غريب
وألقتك َ في مثوى الغريب
فلا دعاء ٌ يُجديك َ
ولا نجوىً من قريب
فعلام تنحبُ في سقر
فلا وطن ٌ يحميك َ
ولا سوادُ أعين ُ البشر
حذار أن تلدُك َ أمك
حذار أن تهرع َ في ساعة الخطر
وأنت وحيدا فتنهشك الذئاب
وترميك بعطفها ساعة المغيب
فأي انتظار للحالمون
وشوكة الميلاد يزجيها السحر
كأنها تهتز في قيثارة الربيع
فهل أنت من عالم بلا ذكريات
ونجومه الأيابات تائهات
تشتهيها لوعة الذنوب
تنحط في قدرٍ من سراب
ولوحه الأزلي يعانق الدروب
ليضيع في وضح النهار
فلا يعود
وإن عاد فلا أمسيات
تنام في حضنها راعية الدروب
ناظرة إلى أفق قد مسّه الجنون
في إفتنان وفنون
ولوعة شجية من حمام
ألا أيها الموت أحضر
وغرد وأطرد شبح السلام
لأننا لا نستحق السلام