طوابير... زحام .. سُراةُ ليل جياع
يشقُ الفجرُ فتنذلق الألسن كأنها المناجل
ونجم ٌ يبرقُ في الأعالي مُناديا ً بالرحيل
وشتاتُ أمتعة ُ قومي لازالت في العراء
كما في مأتمٍ ! الكل بكاء
اللعنة ُ لقد فاتنا القطار ونحن نائمون
في التيه يسلبُنا القرادُ حتى الفتات
وروائح ُ العناكبِ تملأ المكان
وشارع ُالإسفلتِ كما لو أنه ليل ٌ بلا فوانيس
ووجه خديجة يضحك ُ بسنيها المنفردتين
كومة ٌ من الأحجار كأنها قدت منذ زمن
كأوصال وادينا الذي غيره الزمان
ليتني عانقتها مرة وأشبعت من نفسي الغليل
لكنها كانت ككومة من القش دون عنفوان
ذلك الزمن ُ الأجرد كيوم ٍ قارسِ البرد
تلهبني ذكرياته وأنا أستدفئ قرب موقد عتيق
ليتك يا أمي توقدين النار فتشبعينا الحساء
ونسمع الصوت َ من بعيد متهدجا كأنه صوت الجداول
هل أقريتم الضيف ؟
وهل بقي غير هذا الحساء ؟؟
أمي تجيب كما لو أنها الأرض تصيح
هيا أنهضوا إلى الدروس
وندق النعل كل يوم بالمسامير
وتركض الخراف والآوز في الحظيرة
ونركض كما لو أن لنا أجنحة تطير
قد كنا ذات مساء نغني
فما أجمل تلك الربوع
وما أجمل الخريف والشتاء
وما أجمل صوت أمي كأنه المطر يَجيش