آية الله العظمى صادق الروحاني: نفس الاستنساخ الذي يحصل علمياً ليس فيه محذور شرعي..
آية الله العظمى صادق الروحاني: نفس الاستنساخ الذي يحصل علمياً ليس فيه محذور شرعي، ولكن لابد من لحاظ العناوين الأخرى..
مرة أخرى ومن جديد تعود مسألة الاستنساخ البشري الى واجهة الأحداث العالمية، وتتسلط عليها الأضواء، وكأنها المسألة التي ستقرر مصير الجنس البشري على كرتنا الأرضية هذه، وسط عالم يعيش عشرات المسائل والقضايا التي تتعلق بحياة ومستقبل الإنسان مثل الحرب المعلنة على ما يسمى بالإرهاب والفقر والجوع والإيدز تلك التي تقتل ملايين البشر دون أن يحفل بهم أحد من العالم الأول أو حتى أن تنقل أخبارهم بمثل ما يجري اليوم من الاهتمام بمسألة الاستنساخ البشري.
فلم يزل الاعلان عن ولادة الطفلة ايف (حواء) عن طريق الاستنساخ والذي أعلنته الطبيبة الفرنسية بريجيت بواسلييه بصفتها المتحدثة باسم شركة كلون أيد الأميركية والتي تتبع طائفة الرائيليين.
لم يزل ذلك الاعلان قيد مناقشة وتشكيك الأوساط العلمية العالمية ان الشركة قد فشلت لحد الآن بإجراء اختبارات جينية وعدت بها لتقديم الدليل العلمي لاثبات نجاح عملية الاستنساخ.
وقالت بواسلييه لبعض المحطات التلفزيونية والإذاعية في العالم انه (لم تجر هذه الاختبارات علينا أن نحاول إجراءها مرة اخرى)، وادعت ان والدي الطفلة قد أعلنا أنهما الآن يمنحان نفسيهما 48 ساعة لاتخاذ قرار بشأن هل سيوافقان على إجراء الاختبارات أم لا.
ووسط أجواء التشكيك تلك عن ولادة الطفلة الأولى، أعلنت الشركة نفسها عن مولد طفلة ثانية، وادعت انها مستنسخة من امرأة سحاقية دون أب، وهذا يعني أنها حواء ثانية يتم ولادتها عن طريق عملية الاستنساخ.
ونقلت صحيفة (لوموند) الفرنسية عن بواسلييه أيضاً، إن الطفلة المستنسخة الثانية هي نتاج بويضة غير مخصبة من الأم التي حملت الطفلة وقد أخذت الخلية من جلد الأم نفسها، وادعت انها ولدت هذه المرة في إحدى الدول الأوربية، والتي لم يعلن عن اسمها أو مكان الولادة لحد الآن.
ومن جهة أخرى فقد نقلت وكالات الأنباء خبر مفاده أن المحامي الأميركي برنار سيجال، والذي هو من ميامي، قد تقدم بدعوى مدنية، طالباً تجريد والدي الطفلة التي قال الرائيليون أنها مستنسخة، من حق حضانتها على اعتبار انها قد تتعرض لاضطرابات خطيرة واستغلال اعلامي وتجاري.
وكما طلب المحامي المذكور إجراء اختبار طبي لصحة الطفلة ووضعها تحت وصاية القضاء.
وهو ما يقدم دليلاً ثبوتياً آخر على ما قلناه من قبل بأن عمليات الاستنساخ البشري التي يعلن عنها في هذه الأيام، هي نتاج النظام الرأسمالي وأخلاقية الغرب الاستعماري التي تريد تشييئ كل شيء في هذه الحياة، وحتى عملية الخلق التي اختص بها الله سبحانه وتعالى.
فلا هدف علمي حقيقي من وراء تلك العمليات وإنما هو الربح المالي والثراء السريع والتجارة الرخيصة ليس غير مثلما أعلن أخيراً عن قيام بعض شركات صناعة الدواء الكبرى باختراع بعض الأمراض في العالم ومن ثم إيجاد الدواء لها من أجل استمرار ماكينة العمل والربح لديها.
وفي القاهرة قال عالم مصري شهير في الهندسة الوراثية والاستنساخ الحيواني هو الدكتور احمد مستجير، الذي يعتبر رائد لتلك العلوم في مصر والعالم العربي، أن الطفلة (ايف) ربما لا تكون هي الطفلة الأولى المستنسخة في تأريخ المبشرية، دون أن يستبعد وجود شاب مستنسخ عمره الآن 20 عاماً يعيش بيننا في العالم.
ورأى العالم المذكور أن ما حدث من استنساخ بشري متوقعاً باعتبار (الفضول العلمي) كان لابد أن يؤدي إلى هذه النتيجة.
وحذر الدكتور مستجير في الوقت نفسه من أنه إذا لم يحدث تدخل دولي لوقف ما أسماه هذا (العبث العلمي) فاننا سنجد قريباً عبوات حيوية لأطفال مستنسخين في السوبر ماركت .
وأضاف بأن الاستنساخ يخل بأنماط قديمة ومعروفة للحياة، داعياً إلى استصدار قرار من الأمم المتحدة يلزم جميع الدول بمنع الاستنساخ البشري، أشبه بقرارات منع بيع الرقيق أو منع انتاج الأسلحة النووية أو منع إنتاج الأسلحة الجرثومية الفتاكة.
وفي الجانب الفقهي والشرعي من هذه العلمية، تابعت هيئة التحرير في شبكة النبأ الموضوع وسألت جمع من المراجع الدينية من عدم شرعية تلك العملية منهم سماحة المرجع الديني آية الله العظمى صادق الروحاني
فأجاب سماحته مشكورا بما يلي:
(نفس الاستنساخ الذي يحصل علمياً ليس فيه محذور شرعي، ولكن لابد من لحاظ العناوين الأخرى التي تنطبق على هذا العمل فان كانت ضمن الضوابط الشرعية سواء من ناحية الوسيلة أو الهدف فتكون شرعية، وان لم تكن كذلك فيحكم بالحرمة على طبق العناوين الثانوية).
المصدر مجلة النبأ
رد مع اقتباس
